مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

سعيد بن همو المعدري (ت 1300هـ):

      سليل أسرة “آل همو” السملالية الشريفة،  ولد نحو سنة (1215هـ ) وكان والده من كبار أغنياء ورؤساء قبيلة “المعدر” الواقعة قرب مدينة تزنيت، صحب في بداية حياته الشيخ إبراهيم الولياضي (المتوفى سنة 1248هـ)، فلقنه الورد الناصري ومكث عنده مدة  يعلمه القرآن حتى  أتاه والده وأخذه إلى مسقط رأسه كرها، وكان هناك في “المعدر” رجل صالح يدعى الشيخ محمد بن عبد الله، فذهب إليه المعدري ملتمسا منه الأخذ بيده فأجابه الشيخ قائلا:

    « الماء القليل الذي عندي ليس لك فيه مقنع، والعين التي ستشرب منها ويأتيك منها الخير هي بالقرب من وادي أم الربيع ».

وهذا ما دفع بالمعدري إلى البحث عن شيخ التربية خارج سوس. فأخذ الورد الدرقاوي في البداية  على الشيخ محمد بوتكلات البلفاعي،  ثم بعد ذلك  دله أحدهم على  الشيخ أحمد بن عبد الله المراكشي (المتوفى سنة 1270هـ)،  وهو أحد  مريدي شيخ مولاي العربي  الدرقاوي ، فلزمه  المعدري بمراكش مدة  من الزمان، فورث عنه الإذن في التربية وتسليك المريدين، إلا أن هذا لم يمنع هذا الأخير  من التردد على زيارة نجل شيخ الطريقة مولاي الطيب بن مولاي العربي الدرقاوي “بجبالة”،  والأخذ عنه والتتلمذ على يده. وبعد أن بلغ المعدري مبلغا في التربية والسلوك الصوفي،  تصدر لدعوة العباد إلى الله تعالى في الأصقاع  السوسية، فاستطاع بمجهوداته الخاصة رغم “أميته” من استقطاب العديد من العلماء  منهم: عبد الله بن إبراهيم التامانارتي، والحسن الإيرازاني، والعلامة الحسن التاموديزتي والشيخ علي  الإلغي والحاج صالح الإكماري وغيرهم من أهل العلم الذين يقدر عددهم بأربعين عالما. فاستحق بذلك أن يلقب بمجدد التربية الصوفية في القطر السوسي خلال أواخر القرن الثالث عشر الهجري. ويحكى أن أحد مريديه ممن تراءت له مقامات – حتى حسب أن مقامه أعلى من مقام شيخه – قال  مخاطبا شيخه  المعدري: « أيمكن أن تلد الشاة خروفا ثم يكون أكبر منها ؟ فقال الشيخ يمكن، ولكن متى أراد أن يرضع فلابد أن يبرك على ركبتيه ليتأتى له أن يحلب من ضرع أمه » يعني بذلك، أنه لابد للتلميذ أن يتواضع  لشيخه  لينتفع من علمه. وحين  شرف الشيخ سيدي سعيد أوهمو المعدري على الوفاة، بكى المريدون الملتفون حوله، فقال ما يبكيكم ؟ قالوا كراهة الفراق، فقال: إن عرفناكم الله، فالله باق، وإن عرفناكم نفوسنا فقد ظلمناكم،  فسألوه أن يعين لهم من يقوم مقامه بعد وفاته، فقال لهم : إذا طلعت الشمس حتى الأعمى يحس بحرارتها في ظهره . توفي – رحمه الله – يوم الأربعاء الثاني من صفر عام (1300هـ) .

مصادر الترجمة :

– المعسول ج : 4؛ ص: 306-342.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق