مركز الدراسات القرآنيةأعلام

زيد بن ثابت (45هـ)..كاتب الوحي

هو زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري،  أبو سعيد وأبو خارجة وأبو عبد الرحمان الأنصاري النجاري.

ولد سنة إحدى عشرة قبل الهجرة، بالمدينة وترعرع بمكة، ثم هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، أمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الصحابية ، روت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأبوه ثابت بن الضحاك  قتل يوم بُعاث، وزيد بن ثابت لا يكاد سنه يتجاوز ست سنوات.

وكانت أولى اهتماماته هي ولوجه عالم القراءة والكتابة في فداء أهل بدر، حيث تعلم الكتابة فأتقنها فكان بذلك كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم – العبرية والسريانية- فعن خارجة بن زيد، أن أباه زيدا، أخبره: أنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، قال زيد: ذهب بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعجب بي، فقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة، فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا زيد، تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهود على كتابي» قال زيد: فتعلمت له كتابهم، ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب» أخرجه أحمد في مسنده، حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، رقم الحديث (21618).

كان إماما بالمدينة في القراءة والقضاء والفتوى وأعلم الصحابة بالفرائض، وإليه أسندت قسمة غنائم اليرموك ، وقد كان ممن جمع القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر رضي الله عنه لما استحرَّ القتل بالقراء وحفظة القرآن بموقعة اليمامة، وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة إذا سافر، وندبه عثمان رضي الله عنه لكتابة المصاحف، وثوقا بأمانته وحرصه الشديد، ولنا في ذكر مكانته بين الصحابة رضوان الله عليهم أن ابن عباس رضي الله عنه يأتيه إلى بيته للأخذ عنه، ويقول: العلم يؤتى ولا يأتي .

ومن آثاره كتاب الفرائض، وقد اختصره أبو جعفر الطبري على مذهب زيد بن ثابت رضي الله عنه وهو مذهب مالك رحمة الله عليه،  وقد وصل إلينا قسم كبير منه في شرح أبي الزناد عبد الله بن ذكوان (المتوفى131ﻫ)  في كتاب السنن الكبرى للبيهقي، ويشهد لهذا ما نقله  الدكتور نجم عبد الرحمن خلف  على أن أبا الزناد كان يملك كتاب الفرائض لزيد بن ثابت برواية ابنه خارجة، القطع الباقية عند البيهقي، وفيها نص صريح نسوقه في هذا الموطن للتدليل على ما ذهبنا إليه” … حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري عن أبيه زيد بن ثابت: أن معاني هذه الفرائض وأصولها عن زيد بن ثابت وأما التفسير فتفسير أبي الزناد على معاني زيد بن ثابت…”، وله أيضا رسالة في الفرائض عن الميراث أرسلها  إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

يقول الزهري في هذا الصدد:” لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس” ، وقد اختلف في سنة وفاته، إلا أن  معظم من ترجم له  ذهب إلى أنه توفي رضي الله عنه سنة 45هـ.
فقال أبو هريرة رضي الله عنه في شأنه: مات اليوم حبر هذه الأمة، ورثاه حسان بقوله:

فمـن للقوافي بعد حسـان وابنه          ومن للمعــاني بعد زيــد بن ثابــت

مصادر ترجمته:

  • الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر(160/1).
  • فهرسة ابن الخير(230/1).
  • صفة الصفوة لابن الجوزي (706/1).
  • وأسد الغابة لابن الأثير (393/1)
  • سير أعلام النبلاء للذهبي (376/3)
  • الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي (371/7)
  • الإصابة في تمييز الصحابة (592/2)
  • التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة لابي الخير السخاوي الشافعي(245/1)
  • الأعلام للزركلي (57/3)
  • موارد الإمام البيهقي في كتابه السنن الكبرى لنجم عبد الرحمن خلف (86/1).
إنجاز: محمد لحمادي
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لكم على الإفادة جزيتم عنا خيرا بارك الله فيكم ونفع بكم حياكم الله وأحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق