مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

زوايا ومدارس القبيلة السباعية بمختلف مناطق المغرب

ذاع صيت الشرفاء السباعيين بالمغرب مع الجد الجامع المولى عامر الهامل المكنى أبو السباع، وما قاموا به من أعمال خالدة؛ حيث أسسوا المساجد، والزوايا الدينية، والمعاهد والمدارس العلمية، التي قامت بأدوار هامة في تدعيم العلم، ونشر ألويته، وترسيخ الثقافة الإسلامية، وتفجير المشاعر الوطنية، وإحياء ذكريات المفاخر والأمجاد في النفوس؛ لما تمثله في ذاكرة المجتمع من رموز ودلالات، كما تشكل أداة للتواصل والتعارف، ووسيلة للتراحم والتآلف، ليس فقط بين مكونات القبيلة السباعية على اختلاف مواطنهم وإقامات سكناهم، ولكن بين المغاربة وجيرانهم من مختلف الدول والشعوب، فتواردت على مدارسهم طلاب العلم من كل حدب وصوب، وتصدر منها كثير من علماء المسلمين من المغرب، ومن أهل الصحراء، ومن إفريقيا وغيرها.

وفي هذا الصدد يقول العلامة المؤرخ محمد المختار السوسي: «ولئن اشتهروا بنو أبي السباع بالقواد الكبار في عصورهم الأخيرة، فقد اشتهروا في هذا العصر وقبله بعلماء فطاحل وصالحين لهم ظلال وريفة. وكفاهم شرفا سيدي المختار ياقوتتهم، وحفيده سيدي الجيلالي الحافظ الكبير. ثم تتابعت حلقات علمائهم في القرن الثالث عشر، وفي صدر هذا القرن في الحوز وفي سوس، فممن كانوا في سوس العلامة سيدي محمد الضوء السباعي»(1).

المطلب الأول: الزوايا والأضرحة السباعية

من مزارات الأشراف السباعيين الشهيرةالتي يقصدها الناس من جميع الأنحاء لأخذ العلم، والتي يوجد معظمها في المغرب وموريتانيا، وبعضها في الجزائر، ومصر، والسنغال، وغامبيا، ودول أخرى. نذكر على سبيل المثال لا الحصر الزوايا السباعية المشهورة بالمغرب، وهي كالآتي:

1-  ضريح الجد الجامع عامر الهامل المكنى بأبي السباع:

توفيالجد الجامع عامر الهامل المكنى بأبي السباع سنة 924هـ، ودفن بخلوته «أضاد امدن» بقبيلة «آيت اصواب» شرق مدينة «تزنيت»، بعد أن عم صيته أرجاء سوس، وبلغ حتى مشارف الصحراء الموريتانية. وقد بني عليه، واشتهر ضريحه وصار مزارا للناس يزدحمون على مشاهدته إلى يومنا هذا، ويعرف بضريح «السيد السائح»(2).

2-أضرحة اعمر وعمران ومحمد النومر: (أنظر الشجرة)

هؤلاء هم الأبناء الثلاثة لعامر الهامل مدفونون جنبا إلى جنب بقرية لقصابي بوادي نون، التي تبعد عن كلميم بحوالي 18 كلم. وقد بنيت عليها قبة كبيرة يؤمها الزوار من كل حدب وصوب، كما يقام عندها في كل سنة موسمين دينيين وتجاريين مهمين: الأول يعرف بـ«لقصابي»، والثاني يسمى «لمعيليل»(3).

وبعد ذكر مواطن أضرحة الأجداد المؤسسين للقبيلة السباعية نورد أشهر المزارات والزوايا السباعية بمختلف مناطق المغرب؛ وذلك وفق ترتيب أبناء أبي السباع الثلاثة: اعمر، فعمران، ثم محمد النومر، وحسب والفروع التابعة لكل واحد منهم، على الشكل الآتي:

الفرع الأول: اعمر:

أكبر أولاد عامر الهامل، وأخ شقيق لعمران، ورقية، وعائشة، ومسعودة، وغير شقيق لمحمد النومر، وأمه بربوشية ابنة أمير البرابيش(4)، وقد خلف أربعة أبناء ذكور، وهم: الغازي والحاج شقيقان، وإبراهيم وعامر شقيقان(5).

أ‌- عامر:

هو نجل اعمر بن عامر الهامل، وهو أخ شقيق لإبراهيم وغير شقيق للحاج والغازي(6). وقد أنجب عامر ابنان هما: ملوك وعبد المالك. أما ملوك فخلف ثلاثة أبناء، هم: أحمد، جلول، ومبارك. في حين خلف عبد المالك اثنان هما: محمد وسعيد. وتنحصر ذرية عامر في خمسة فروع أساسية، وهي: «التويجرات»، و«أنفليس»، و«أولاد سيدي عبد الله»، و«أولاد سيدي عبد المالك»، و«أولاد سيدي امبارك بن ملوك»(7).

1-  ضريح سيدي ملوك بن عامر اعمر بن عامر الهامل:

الولي الصالح سيدي ملوك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل، خلف ثلاثة أبناء، هم: أحمد، جلول، ومبارك(8). وهو أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، توجد قبته بمنطقة «الخنيك» ببلاد قبيلة «متوكة» بإقليم «شيشاوة» مع باقي الشهداء(9).

–  التويجرات:

ينتسبون إلى سيدي امبارك بن سيدي ملوك(10). وقد خلد لهم التاريخ مكانة مرموقة في شتى الميادين من كرم، وشجاعة، وولاية، وصلاح. أما أصل التسمية فقال ابن المأمون السباعي: «لم نتوصل في بحثنا إلى أصل هذه التسمية، لكن في غالب اعتقادنا أنها تصغير مرخم للفظة تاجر، ومما يؤكد لنا هذا هو أن جل المنتمين لهذا الفرع يمتهنون حرفة التجارة ابنا عن أب وأبا عن جد. وكل ما يمكننا الجزم به هو انتسابهم إلى سيدي امبارك بن ملوك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل. أما من حيث أماكن تواجدهم فبالإضافة إلى «تغسريت»، توجد فرقة منهم بـ«أموال» و«أمسكسلان»»(11).

2-  ضريح سيدي امبارك بن سيدي ملوك:

الولي سيدي امبارك بن سيدي ملوك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل دفين زاوية «الخنيك»(12). الذي يقام له موسم في زاوية «الخنيك» كل سنة ابتداء من 22 مارس فلاحي، ويحضره أحفاده من أهل «أموال» بكثرة(13).

3-زاوية آمسكسلان:

أسسها الفقيه ملوك بن مسعود بن إبراهيم السباعي، القادم هو وأسرته من منطقة وادي نون بالجنوب المغربي، و«أمسكسلان» هي في الأصل عين ماء جارية ببلاد «متوكة» إقليم «شيشياوة» حاليا، وهذا المكان عرف الاستقرار البشري منذ القدم، وقد لاحظ ذلك الباحث باريتو كما سجل وجود صلحاء «ركراكة» به منذ أن كانوا يهيمنون على تلك المناطق كمجاهدين، وكدعاة تصوف وعبادة، يقول هذا الباحث: «في آمسكسلان توجد بقايا سيدي عبد الله الركراكي، وسيدي عبد المالك الركراكي، وسيدي عمارة الركراكي، وذلك يدل على الإشعاع الروحي القديم لهذا المكان، وعبره انتشر الإسلام بالكلمة وبالسلاح في كامل الجنوب المغربي». بهذه البلدة بنى «آل ملوك» السباعيون زاويتهم وصاروا يدرسون الناس من قبيلة المواريد(14).

4-زاوية أموال:

بعد وفاة الفقيه سيدي ملوك بن مسعود السباعي، قام أبناؤه فعمروا خلال القرن 10هـ/16م نقطة أخرى تدعى «أموال»، حيث أسسوا زاوية تعليم قادها سيدي عبد القادر بن مبارك بن ملوك السباعي، وقاموا بدور مهم في التحكيم بين المتنازعين، وملكوا أراضي فلاحية، واندمجوا في المجتمع المحلي(15).

–  أولاد سيدي عبد الله:

ينتسبون إلى سيدي محمد بن عبد المالك بن عامر بن اعمر ابن عامر الهامل المدفون بـ«الرحامنة» قرب «أربعاء الصخور»(16).

1-  ضريح سيدي السمان بن أحمد بن سيدي عبد القادر السباعي:

يوجد ببلدة «أنعالة» ببلاد قبيلة «مستي» من «آيت باعمران»(17).

2-  ضريح سيدي محمد محمود بن محمدو السباعي:

يوجد بمقبرة مدينة «كلميم». كان رجلا فاضلا، كريما، مضيافا، يحظى باحترام وتقدير سكان منطقة «وادي نون» خاصة ومنطقة سوس عامة. تحولت داره بعد وفاته بقرار من أبنائه إلى زاوية يؤمها أهله ومريدوه، وتمارس فيها أنشطة ثقافية ودينية(18).

3-  ضريح محمد بن شاش بن إبراهيم السباعي:

الولي الصالح من أهل سيدي عبد الله، يوجد مزاره بمنطقة «أجبيلات» بالصحراء(19).

4-   مقبرة دومس:

توجد بجانب «بئر دومس» قرب مدينة «أوسرد» بمنطقة «تيرس» بالصحراء، وبها أضرحة كل من: احميده بن الحاج بن ادميس السباعي الجد الجامع لأولاد احميدة عاش خلال القرن 18م(20)، وأخيه امحمد بن الحاج بن ادميس السباعي الجد الجامع للفخذ المعروف باسم «المثلوثة»، والرجل الصالح المراكشي بن مسكه السباعي من «أهل سيدي عبد الله»، والعلامة الحافظ محمد بن البخاري بن مسكه السباعي من «أهل سيدي عبد الله»(21).

5-   مقبرة أريدال:

توجد قرب مدينة «بوجدور» بالصحراء، وبها ضريح حمادي الملقب لحريطاني بن المراكشي بن مسكه السباعي رئيس أهل سيدي عبد الله، وأحمد بابه بن امبارك بن اعلي بن الشيخ المختار الدميسي السباعي رئيس «الدميسات»، وقد استشهدا مغدورين من طرف بعض أعداء قبيلتهما(22).

6-   مقبرة تشانيت:

توجد بمنطقة «تيرس» بالصحراء، وبها قبور 11 شهيدا من الشرفاء السباعيين استشهدوا في معركة مع بعض أعداء قبيلتهم حوالي سنة 1315هـ، وكل هؤلاء الشهداء من «أهل سيدي عبد الله» باستثناء شهيد واحد، وهم: الفقيه العالم بابه بن لحريطاني السباعي رئيس أهل سيدي عبد الله، ولحبيب بن اباها السباعي، وعبد الله بن دياها السباعي، وعبد الرحمن بن دياها السباعي، وأحمد بابه بن دياها السباعي، ومحمد فال بن الخنبوبي السباعي، وأخيه أحمد بابه بن الخنبوبي السباعي، ومحمد الأمين بن محمد خونا السباعي، وأخيه محمد فال بن محمد خونا السباعي، والطالب بونا بن محمدنا السباعي. ومن المثلوثة: الشهيد سيدي أحمد بن عبد الرحمن السباعي من أهل الحاج عبد الله(23).

  – أولاد عبد المالك:

ينتسبون إلى عبد المالك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل الذي خلف ولدان هما: محمد وسعيد(24).

1-  ضريح سيدي عبد المالك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل:

الولي الصالح عبد المالك بن عامر دفين جبل «درن» بـ«وادي الذهب» ببلدة «دمسيرة»، فقد كان فقيها جليلا، وعالما كبيرا، ساق تاريخ حياته ووفاته الباحث بوشارب في كتابه: «دكالة والاستعمار البرتغالي»، وكذلك فرنسوا دو لا شابيل في أطروحته حيث أكد بأنه لم يكتف بالوعظ والإرشاد، بل قاد حربا ضروسا ضد البرتغاليين القادمين من «أسفي» قرب «مفج تيزي أومعاشو»، حيث استشهد ودفن، وبإزائه شفرته التي كان يحارب بها(25).

2-  ضريح سيدي محمد بن عبد المالك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل:

مدفون بـ«الرحامنة» قرب «أربعاء الصخور»، وقد بنيت عليه قبة كبيرة، وذريته تعرف بـ«أولاد سيدي عبد الله»(26).

3-  ضريح سيدي بوسلهام:

يوجد ضريح الولي الصالح سيدي بوسلهام قرب «سبت لبريكيين» بـ«الرحامنة»(27).

4-  ضريح سيدي المأمون بن أحمد الفضيل:

يوجد ضريحه ببلاد عبدة قرب «ثلاثاء سيدي مبارك بوقدرة»(28).

5-  ضريح سيدي محمد سالم بن المأمون بن أحمد الفضيل:

توجد زاوية الفقيه المستنير سيدي محمد سالم ابن سيدي المأمون بن أحمد الفضيل ببلاد عبدة قرب «ثلاثاء سيدي مبارك بوقدرة»، حيث كان مقدما في الطريقة التجانية يلقي الأوراد، وضريحه مشهور تؤمه الزوار من كل حدب وصوب(29).

6-  ضريح مولاي أحمد بن لفضيل:

الفقيه البركة مولاي أحمد بن لفضيل، الولي الشهير بقبته الكبيرة، دفين «اصبويا» بـ«أيت باعمران»(30).

ب ـ إبراهيم:

نجل اعمر بن عامر الهامل، وهو أخ شقيق لعامر وغير شقيق للحاج والغازي. وإبراهيم هذا هو الجد الجامع الذي تلتقي فيه العشائر الآتية: «أولاد عزوز»، و«أولاد الصغير»، و«أولاد المؤمنة»، و«أولاد الحاج»، و«أولاد كريم»، و«المدادحة»، و«المزازكة»، و«الدميسات»، و«العبيدات»(31).

–  أولاد عزوز:

ينتسبون إلى عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل، ويتواجدون بكثرة في الصحراء وموريتانيا، ونسبتهم بـ«أحواز مراكش» قليلة ومحدودة(32). ومنهم كذلك فرقة توجد قرب «وادي زم»، وفرقة أخرى بـ«بعلبك» بلبنان، كما توجد فرقة أخرى قرب «بوجنيبة» تعرف باسم «أولاد إبراهيم»(33).

1-  ضريح سيدي عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل:

هو الجد الجامع لبطن «أولاد عزوز»، وهو رجل صالح، وولي كامل، دفين «كلتة زمور» قرب مدينة «بوجدور»(34).

2-  أضرحة أهل الزريبة:

توجد بقرية (دوار) «أولاد عزوز» بمنطقة «تغسريت» بإقليم «شيشاوة». وهي أضرحة عدد من أولياء «أولاد عزوز» الذين لهم بركة عظيمة في شفاء الكثير من الأمراض والعاهات، وتؤمهم الزوار من كل أنحاء المغرب للاستشفاء والاستغاثة؛ لما عرف عنهم بالتواتر من ولاية وصلاح(35).

3-  ضريح سيدي أوريزيك العزوزي السباعي:

ولي صالح مشهور، وهو الذي تسمى به محطة القطار قرب مدينة «خريبكة»(36).

4-   ضريح سيدي الحافظ بن سيدي أحمد بن سعيد العزوزي السباعي:

يوجد بمنطقة «وين عكاي» ببلاد «تيرس» بالصحراء. وهو فقيه، وعالم جليل من أهل القرن الثالث عشر الهجري، من آثاره تأليف في الفقه المالكي سماه «البويدن»، ومجموعة فتاوى فقهية.

دفن بجواره ولداه العالم الكبير سيدي الخرشي بن سيدي الحافظ العزوزي السباعي، وصنوه الفقيه الجليل زين العابدين بن سيدي الحافظ العزوزي السباعي الملقب «زيني»(37).

5-   ضريح سيدي عبد القدوس بن سيدي امحمد العزوزي السباعي:

يوجد قرب المحيط ببلدة «أنعالة» قرب «وادي تازروت» ببلاد فرقة «مستي» من «أيت باعمران»(38).

6-   ضريح محمد يحظيه بن عبد الباقي العزوزي السباعي:

يوجد بمنطقة «ليتيمة» قرب مدينة «بوجدور» بالصحراء، وإلى جواره دفن ابنه المقاوم البطل، والشاعر الكبير محمد عبد الله ـ رحمه الله ـ. وهو علامة كبير، وقاضي مفتي شهير، ولد بالصحراء سنة 1304هـ/1886م، نشأ في بيت علم وشرف بين أفراد قبيلة «أولاد أبي السباع»، ودرس بـ«مدرسة سيدي الزوين» بضواحي «مراكش»، وتلقى مختلف العلوم بـ«فاس» ثم بـ«الحوض بموريتانيا» و«السنغال». عين قاضيا لـ«أولاد أبي السباع» بالصحراء من طرف قاضي «مراكش» محمد المدني الغرفي بأمر من السلطان مولاي الحسن الأول أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. كان له تأثير على القبيلة السباعية لاسيما فخذ «أولاد عزوز». وللقاضي محمد يحظيه فتاوى وأحكام في قضايا اجتماعية وتجارية، وله أيضا مؤلفات عديدة، معظمها لا يزال مخطوطا في مكتبة «آل عبد الباقي» بمدينة «بوجدور» بالصحراء، وهي مكتبة غنية بالمخطوطات النادرة في شتى العلوم والفنون يتحدث معظمها عن مآثر قبيلة «أولاد أبي السباع».

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1370هـ/1950م(39).

–  أولاد الصغير:

ينتسب أفراد هذا الفرع إلى سيدي محمد الأصغر بن محمد الأكبر بن عبيد بن عمارة بن عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل. ويشتهرون بالولاية والصلاح، وبالزهد والورع، وبحفظ القرآن، وتلاوته، وترتيله، الشيء الذي جعل الناس يزورونهم لأخذ العلم عنهم(40).

1-  ضريح سيدي علي أمعاشو بن محمد السباعي:

القطب الكبير، والولي الصالح الشهير، الإمام علي أمعاشو بن محمد السباعي، وهو أعجوبة دهره، وياقوتة عصره، تلميذ الشيخ محمد بن سليمان الجزولي صاحب «دلائل الخيرات»، وأحد أكبر مريديه وخلاصه.

ومن كراماته التي ورثها أبناؤه المعاشيون السباعيون ومازالت ماثلة للعيان ويعرفها الخاص والعام؛ شفاء داء الكلب ومعالجته بالنسبة للإنسان والحيوان. وكان مدرسا بمسجده الذي بناه ببلاد «الحيمر» بـ«سوس» بقبيلة «الشياظمة»، ولقد اجتمع عليه هناك خلق كثير من المريدين كلهم ممن نال منه خيرا جزيلا على قدر مراتبهم وقربهم منه، ثم انتقل من مسجده واستقر بـ«وادي الرحمة» بمقام شيخه الغوث الرباني سيدي محمد الجزولي.

توفي سيدي علي أمعاشو في العشرة الثامنة من المائة الثامنة من الهجرة ودفن بـأفغال» بمقام الإمام سيدي محمد بن سليمان الجزولي ببلاد قبيلة «الشياظمة». أما أبناؤه الثمانية فأضرحتهم متفرقة في أماكن مختلفة من المغرب(41).

2-  ضريح سيدي أحمد أحنصال:

سيدي أحمد أحنصال دفين جبل درن بقبيلة «أيت عطا»، ولا تزال ذريته هناك مشهورة بالبركة والصلاح(42).

3-  ضريح سيدي محمد السباعي:

دفين «عبدة» بفخدة «البحاترة»(43).

4-  ضريح سيدي إبراهيم بن محمد الصغير:

يوجد ضريحه بـ«عين تركز» بـ«وادي الحراطين»(44).

5-  ضريح سيدي أحمد بن إبراهيم بن محمد الصغير:

ضريحه بـ«عين النخلة» بالصحراء(45).

6-  ضريح سيدي ساسي بن عزوز العزوزي السباعي:

يوجد مزاره بسوس بإقليم «تافراوت». وهو والد الولي الصالح المجاهد الشهير سيدي عبد الله بن ساسي المدفون ببلاد الرحامنة(46).

7-  ضريح سيدي عبد الله بن ساسي:

الفقيه الجليل عبد الله بن ساسي البوسبعي من أبناء عمومة أولاد الصغير، وهو أخ شقيق لمحمد الصغير بن محمد الأكبر بن عبيد.

كان من أكابر المشايخ الأعيان، وجلة المشاهير من أهل هذا الشأن، له مآثر جمة، وأحوال سنية حسنة، صحب الشيخ عبد الله الغزواني وعول عليه، وانتسب إليه، واختصم فيه الشيخان عبد الله الغزواني، وعلي بن إبراهيم البوزيدي، فقال الشيخ علي: «أنا أحق به، فقد عنيته وهو في بطن أمه»، فقال له الشيخ عبد الله: «أنا أحق به فقد عنيته وهو في صلب أبيه، فاستحقه»(47).

كما أن الملوك السعديين كانوا يبجلون ويوقرون كل من انتسب إلى سيدي عبد الله بن ساسي.

ويذكر الناصري في الاستقصا قصة أسره قائلا: «لما أخلى النصارى آزمور تسارع إليها جماعة من الفقراء منهم الشيخ أبو محمد عبد الله الكوش دفين جبل العرض من فاس، والشيخ أبو محمد عبد الله بن ساسي دفين «تانسيفت» قرب «مراكش»، فقعدوا بها يحرسونها حتى يأتي مدد المسلمين ومن يعمرها منهم مخافة أن يرجع إليها العدو، فإذا به قد رجع واقتحمها عليهم وأسرهم إلى أن افتكهم المسلمون. قال مانويل: كان فداؤهما بألفي ريال ومائتي ريال بالتثنية فيهما»(48).

توفي ـ رحمه الله ـ ليلة الجمعة السادس والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وتسعمائة، ودفن بزاويته على ضفة وادي نسيفة «تانسيفت» بمقربة من «مراكش»، وقبره مزارة مشهورة هنالك وعليه بناء حفيل(49).

أولاد الحاج:

ينتسبون إلى الحاج وهو محمد بن دميس بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن عمارة بن عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل(50).

1-  ضريح سيدي محمد بن إبراهيم الملقب بالتكرور:

سيدي محمد بن إبراهيم من فطاحل أولاد الحاج، كان عالما مستنيرا، وحافظا متبحرا، أهله علمه ونبوغه لرئاسة قلم الفتوى بـ«مراكش» فاجتهد فأعجز، وأفتى فأبهر، كما كانت حلقة درسه تغص بطلبة العلم وتستقطب اهتمام العلماء والنقاد، وكانت حكمته التي يفتتح بها درسه:

قالت مسائل سحنون لقارئها

 

بالدرس يدرك منا كل ما استترا

لا يدرك العلم بطال ولا كسل

 

ولا ملول ولا من يألف البشرا

 

وقد أكمل سيدي محمد بن إبراهيم ثقافته بـ«فاس» التي عاش فيها من 1269هـ/1852م إلى حدود سنة 1286هـ/1869م، وأجازه جماعة من الشيوخ. ومن أشهر مؤلفاته كتابه التاريخي «البستان الجامع لكل نوع حسن وفن مستحسن في عد مآثر السلطان مولاي الحسن»، و«شرحه العلمي الكبير على الأربعين النووية» في مجلدين، وتقاييده الكثيرة «كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور»، و«سيف النصر لدفع الإيهام وذكر موجب محنة ذرية مولانا هشام»، وله كذلك عدة رسائل وفتاوى في جميع المسائل الفقهية والدينية.

ويذكر له التاريخ موقفه الرجولي عندما سولت لباحماد نفسه التطاول على الملك حينما اعترف له بعض العلماء بأنه شريف ولما أراد من سيدي محمد بن إبراهيم تزكيته رفض ذلك فقال باحماد: «مالك ومخالفة علماء عصرك؟» فأجابه: «لا والله لا أقول إلا الحق فما أنت إلا ابن الأمة ولكن بال حمار فبالت حمر»، فكان ذلك سببا في دخوله السجن. وقد توفي سيدي محمد بن إبراهيم يوم 16 رجب من عام 1332هـ /1913م، ودفن بضريح أبي محمد الغزواني مول القصور بـ«مراكش»(51).

2-  ضريح سيدي امحمد (فتحا) بن أحمد السباعي:

الفقيه العلامة، والبحر الفهامة، قطب زمانه، المشهور بما وقع له بـ«تسلطانت»، المدعو امحمد (فتحا) بن أحمد السباعي الملقب بالخير فيه، والمدفون بضريح سيدي سليمان الجزولي بـ«مراكش»(52).

3-  ضريح سيدي عيسى بن عبد القادر:

الفقيه المتفرد، والعالم النحرير سيدي عيسى بن عبد القادر المتوفى سنة 1358هـ، دفن بفناء مدرسته بـ«قرية أولاد الحاج» بمنطقة «تغسريت»(53).

4-  ضريح سيدي امحمد طلاق لسراح:

يوجد ضريح الولي الشهير ذو البركة المنقطعة النظير في شفاء الكثير من الأمراض والعوارض الروحانية؛ كالمس والصرع، المعروف بـ«سيدي امحمد طلاق لسراح» بقرب «قرية أولاد الحاج» بـ«تغسريت»، وبجانبه يوجد ضريح سيدي المختار ولد بادي الحاجي(54).

5-  ضريح سيدي إبراهيم الصغير الحاجي السباعي:

الولي سيدي إبراهيم الصغير الحاجي السباعي، قبته مشهورة بـ«مستي» بـ«آيت باعمران»(55).

6-   ضريح سيدي محمد العبد بن سيدي إبراهيم الصغير:

المقرئ المحنك، والولي المبارك سيدي محمد العبد نجل سيدي إبراهيم الصغير، والذي يضرب به المثل في الفتح، فقد تخرج على يديه ما يزيد على المائة طالب حافظ لكتاب الله عز وجل.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1348هـ، بـ«طاطا»، وضريحه مشهور هناك، ولازال تلاميذه يزورونه إلى يومنا هذا(56).

7-  ضريح سيدي الجيلالي بن سيدي إبراهيم الصغير:

الولي الصالح الجيلالي بن سيدي إبراهيم الصغير أخ سيدي محمد العبد، الذي تبثت له الولاية حيا، دفين «تيدالت» قرب «كلميم»، وقبته كبيرة يأتيها الزوار من سائر القبائل(57).

8-  ضريح سيدي إبراهيم بن علي بن محمد الدرعي السباعي (من أهل الطالب الطاهر):

يوجد مزاره بمنطقة «درعة»، وهو ولي صالح من أهل «الساقية الحمراء». وصف بـ«شيخ الشيوخ وعمدة الملهوف».

من آثاره: كتاب «الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة» جمعه باسمه محمد بن عبد الله الحوات.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1138هـ/1725م(58)، وذكر الكتاني في «فهرس الفهارس» أنه توفي سنة 1155هـ(59).

9-ضريح سيدي خليل السائح بن سالم بن إبراهيم الحاجي السباعي:

هذا الولي حفيد سيدي إبراهيم الدرعي المتقدم، يوجد ضريحه بـ«أولاد أمحيى» بمنطقة «محاميد الغزلان» بإقليم «زاكورة».

كان رجلا فاضلا مشهورا بالولاية والصلاح، وببركاته الباطنة والواضحة. هاجر رفقة جده سيدي إبراهيم الدرعي السباعي من «وادي الساقية الحمراء»، واستقر به المقام بـ«محاميد الغزلان» نهاية القرن 18م، فالتفت حوله قبائل «أعريب» وناصرته في جميع مشاريعه الدينية والسياسية والثقافية(60).

10-  ضريح الشيخ بن سيدي محمد السباعي:

هذا الولي من أهل الحاج عبد الله، ويوجد مزاره بمدينة «السمارة» بالصحراء إلى جانب قبر سيداتي بن الشيخ ماء العينين.

كان عالما فقيها عابدا، كثير الذكر وتلاوة القرآن. مكث عند الشيخ ماء العينين مدة طويلة أخذ عنه خلالها الطريقة والعلم(61).

11- ضريح أحمد فال بن أمبيريك الحميدي السباعي:

يوجد بمنطقة «أمات أبديديز» قرب مدينة «بوجدور» بالصحراء، وهو فقيه متمرس، ومقرئ بليغ، وولي شهير، حصل الفقه بكامله على أهل الشيخ محمد بن محمد سالم، وقد مدحه الفقيه أحمد بن محمد بن محمد سالم على ما أسداه للتلاميذ على نقلهم له السفر والباب أي خليلا بكامله حيث يقول:

لا خير في خل لا ترجى نوافله

 

فاستمطروا من قريش كل منخدع

تراه إن جئته كأنه بله

 

في ماله وهو وافي العقل والورع

 

نزل بأرض الساحل، ومارس زراعة الحبوب بـ«إمريكلي» و«أجريفية» بالصحراء، وله فتاوى فقهية معروفة عند ذوي المعرفة من أهل الصحراء و«موريتانيا»(62).

المدادحة:

ينتسبون إلى محمد بن أحمد بن سيدي مبارك. أما عن سبب حيازتهم لهذا اللقب «المدادحة»، وعلى حد قول ابن المأمون السباعي أنه ثبتت لديه من بعض الرجال الثقات والوثائق المأثورة أن محمد المداح الذي ينسبون إليه اشتهر بأمداحه التي ما كان ينفك يمدح بها رسول الله ﷺ؛ ومن هنا جاءت تسميته بالمداح(63).

1-  ضريح سيدي محمد بن أحمد بن سيدي مبارك:

الفقيه محمد بن أحمد بن سيدي مبارك المدفون بأولاد جمودة، والذي اشتهر بالعين المائية المعروفة باسمه «عين سيدي مبارك»(64).

2-  ضريح سيدي بوبكر بن محمد السباعي:

هو الولي سيدي بو بكر بن محمد السباعي ابن محمد المداح المدفونببلدة «الكرعان» الواقعة شرق «سبت جزولة» ببلاد «قبيلة عبدة» بإقليم «آسفي».

كان من أكابر المشايخ والصالحين، معرضا عن الدنيا مقبلا على الله، له أتباع ومريدون ورفاق، منهم الشيخ محمد يعيش العامري. بنيت عليه قبة كبيرة، ولا تزال زاويته عامرة بالحفاظ والمريدين، وحفدته هناك يحافظون على تراث جدهم الفكري والمادي، ومن أهم ما يحتفظون به سبحة جدهم سيدي بو بكر. ومما يذكر أن حفدة هذا الولي الصالح يتناقلون عنه مجموعة من الحكم والأمثال والأزجال، بل بعضهم ما زال يحفظ بعض قصائده الزجلية(65).

3-  ضريح سيدي كانون السباعي:

يوجد ببلاد قبيلة عبدة بإقليم «آسفي»(66).

الدميسات:

ينتسبون إلى دميس بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن عمارة بن عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل. ويشتهر الدميسات عموما بالشجاعة، والكرم، والبذل، والسخاء، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وحمى الجار، ومنهم عدة علماء أعلام بالصحراء و«موريتانيا»(67).

1-  ضريح سيدي المختار بن سيدي أحمد بن سيدي مبارك بن سيدي بو بكر بن دميس(68):

هذا الشيخ الذي ابتلي بداء الجدام بالصحراء، فكان ذلك سببا في قدومه إلى «مراكش»، ونزل بالحارة فعلم به السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام فاجله وأكرم وفادته، وتكفل له بالمؤونة هو ومن معه من الطلاب الذين يتلقون عنه العلم وينهلون من بحره الفياض. ومن جملة من تخرج على يديه الفقيه الجليل سيدي عبد المعطي مؤسس المدرسة العلمية التي لازالت تؤدي رسالتها إلى الآن بأولاد عبد المولى، وهي غنية عن كل تعريف.

وقد كان يتميز بولاية وبركة منقطعتي النظير، مما جعل الملك مولاي عبد الرحمان بن هشام يسبل عليه أنعامه وعنايته الفائقة إلى أن وافاه الأجل سنة 1284هـ، ودفن بالبيت وسط المقبرة التي هي تحت الحارة والمقابل لـ«باب دكالة».

ومن بركاته أنه يزار للأمراض التي تصيب الصبيان كالعواية والشهاقة(69).

–  العبيدات:

ينتسبون إلى سيدي عبيد بن عمارة، ولله در القائل:

عبيد أيضا لعمارة نسب

 

كما لإبراهيم عزوز حسب

عقب إبراهيم نجل عمر

 

ابن أبي السباع فافهم وأدري(70)

 

1-  ضريح سيدي عبيد بن عمارة:

الولي الصالح سيدي عبيد بن عمارة المشهور بقبته ببلدة «لميسات» بقبيلة عبدة على «وادي تانسيفت» على بعد 22 كلم من «خميس نكة» بإقليم «آسفي»،جاهد البرتغاليين بسواحل دكالة وعبدة خلال القرن الـ 10 هـ/16 م، ويقام به موسم ديني وتجاري في سابع المولد النبوي الشريف من كل سنةلمدة ثلاثة أيام(71).

2-  ضريح سيدي غانم بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن أعمر بن عامر الهامل أبي السباع:

يوجد ضريحه ببلاد «أولاد بوعزيز» قرب زاوية سيدي إسماعيل ببلاد قبيلة دكالة بإقليم «الجديدة»، بنيت عليه قبة كبيرة وبجانبها قباب لأضرحة أبنائه الكرام. ولد بـ«الساقية الحمراء» عام 905هـ/1448م، ومنها انتقل إلى «مراكش» ورافق عدة صلحاء، ثم أمره رفاقه بالسياحة، فحل بـ«أولاد بوزيد»، وهناك ظهرت كراماته، ثم انتقل إلى «قبيلة العثامنة» ـ دائرة الزمامرة ـ، ومنها إلى موقع زاويته الحالية، فأنشأ خلوة، فلما سمع به الناس من «الحرارين» و«أولاد عيسى» وغيرهم بكرامته، صاروا يزورونه فكون طائفة دينية.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 995هـ/1586م، فدفن بزاويته المذكورة. ويقام عند ضريحه موسم سنوي كبير من 5 إلى 7 ربيع الأول يلتقي فيه حفدته ومريدوه للتعارف وإحياء صلة الرحم، كما يفد إليه التجار من كل حدب وصوب(72).

3-  ضريح سيدي المختار العبيدي «زاوية تغسريت»:

أقام سيدي المختار بن إبراهيم العبيدي السباعي(73)المزداد حوالي سنة 1040هـ بشنقيط، والمتوفى سنة 1084هـ، زاويته وسط منطقة «تغسريت» جنوب غرب مدينة «مراكش» على الطريق الرابط بين «مراكش» و«الصويرة»، التي تبعد عن «مراكش» بحوالي 97 كلم، وهي زاوية شهيرة ومدرسة عتيقة لحفظ القرآن الكريم وتدوينه، ونشر مختلف العلوم الشرعية، وقد تخرج منها العديد من الطلبة.

وقال الفقيه السيد عبد الله بن عبد المعطي: «زاوية سيدي المختار يسكنه أولاده الكرام، الفطاحلة العظام، المرفوعون بالصلاح، ويتبرك بهم كما يتبرك بأبيهم، ويحصل للمتبرك بهم الفلاح، وغاية النجاح، وروضة الشريف سيدي المختار ترياق مجرب لقضاء الحاجات، ونيل الدرجات، تأتيه لزيارته الوفود من كل النواحي مقصود، وقد ألقى الله على أولاده القبول، وقد جعل الله على أيديهم ببركة جدهم نيل كل مسؤول، يقابلون الزوار بالبشر والترحيب سواء في ذلك الليل والنهار، وقد أظهر الله على أولاده القائمين بزاويته، الملازمين للمقام بمصالح ترتبه، سر ذلك المقام، فصاروا ملحوظين بعين الاحترام، مقابلين من جميع الناس بالتعظيم المستدام، ولا عجب لأن الولد سر أبيه، وارث لمعانيه. فقد كساهم الله حلة الوقار، فكان عليهم في المزايا المدار، ببركة جدهم سيدنا ومولانا المختار»(74).

وترجم له الكانوني في كتابه «جواهر الكمال في تراجم الرجال» قائلا: «أبو العباس أحمد بن المختار السباعي: كان فاضلا صالحا سالكا سنن السلف الصالحين، ويكفي في علو قدره، وعظمة شأنه، شهادة الإمام أبي العباس بن ناصر، وولده هو الإمام سيدي الجيلاني السباعي الحافظ المتفنن مستوطن المدينة المنورة. كان المترجم من أهل أواسط القرن الثاني عشر الهجري(75)‍.

وكان سيدي المختار من مواريد سيدي محمد بن ناصر الدرعي مؤسس الزاوية الناصرية بـ«تامكروت»، ورفيقا لابنه سيدي أحمد الخليفة، كما كان من رفاقه الحسن اليوسي. وتؤكد المصادر التاريخية المتوفرة أنه لاقى مواجهات من طرف قبيلة «ركراكة» بسبب إنكاره عليهم بعض الطقوس الاجتماعية التي يقومون بها عند المزارات، وفي بعض المناسبات الاجتماعية، مما جعله يستقر بهذا الموقع المنعزل عن مجالات «ركراكة» المعهودة. أضف إلى ذلك أن الناصرية كطريقة صوفية عرفت بامتهان العلم وجعله أساس الممارسة الدينية، وكرست بذلك مبادئ التصوف العملي، من هنا يمكن فهم مناهضة سيدي المختار بن إبراهيم للممارسات الركراكية(76). وإن موسم سيدي المختار السنوي جد مشهور يأتيه التجار من كل أنحاء المغرب بل حتى من الصحراء وموريتانية(77).

ونشير في هذا الصدد إلى أن سيدي المختار بن إبراهيم تمكن من شراء منطقة «تغسريت» من عند الركراكيين إثر جدال طويل ومناظرة علنية علمية جمعت بينه وبين علماء من ركراكة بحضور السلطان العلوي المولى إسماعيل، والحسن اليوسي، وسيدي أحمد الخليفة الناصري، انتهت هذه المناظرة بتفوق سيدي المختار، واكتسابه لرأسمال علمي وروحي داخل الأوساط المخزنية والحوزية، حتى قال عنه سيدي أحمد الخليفة الناصري بأنه: «ياقوتة المغرب»(78)، وفي ذلك ما فيه من دلالات صوفية وثقافية يضيق المقام عن الخوض فيها(79).

4-  ضريح سيدي الحافظ بن الطاهر بن المختار العبيدي السباعي:

يوجد قبره إزاء الولي الصالح سيدي امحمد السباعي قرب بلاد «لغيات» بإقليم «آسفي». وهو شيخ مبارك من أحفاد الولي الصالح سيدي المختار المشهود لهم بالولاية والصلاح، كان حيا أوائل القرن الثالث عشر الهجري(80).

ج ـ الحاج:

نجل اعمر بن المولى عامر الهامل، وهو أخ شقيق للغازي وغير شقيق لعامر وإبراهيم. ويطلق على أبناء هذا الفرع لقب الحجاج(81).

والعشائر التي تعرف بالحجاج، هي:

أولاد البكار:

ينتسبون إلى محمد البكار بن الحاج بن اعمر بن عامر الهامل(82)، وهم فرع من السباعيين المستقرين بالحوز في المنطقة التي تسمى بـ«المجون» شرق «وادي شيشاوة» بالمحاذاة مع قبيلتي «تكنة» و«مجاط». وينتشر إخوانهم في أماكن متعددة من الصحراء المغربية، كما يوجدون في «موريتاني»ا(83).

1-  أضرحة الشهداء السبعة:

في اتجاه وسط الصحراء، وبالضبط محيط «واد الساقية الحمراء» المشهور بخلوته عند كل القبائل البيضانية المتاخمة بالصحراء الجنوبية، نجد مزارا مشهورا عند الخاصة والعامة، يحتضن مقابر الشهداء السبعة لأولاد أبي السباع.

هؤلاء الشهداء، استشهدوا في حروبهم ضد البرتغاليين، وتوجد مقابرهم بشمال غرب مدينة «السمارة»، بمنطقة تسمى «الطويحيل» على ضفة «وادي الساقية الحمراء» بالجماعة القروية لـ«سيدي أحمد العروسي»، حيث قبر الجد الجامع لـ«قبيلة العروسيين»، والمدفونين بجواره. وأسماؤهم جاءت كالتالي: محمد البكار وأبناؤه الأربعة: محمد، المختار، عيسى، إبراهيم، وأكللش(84)، بالإضافة إلى ابني عمهما العباس وعبد المولى»(85)، وهم من أهل القرن 10 الهجري/ 16 الميلادي، وفي «الدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع»: «والجد التاسع للمولى عبد المولى أحد أولاد أبي السباع السبعة، شهداء الساقية الحمراء المتبرك بهم، المشهور فضلهم، والثاني شقيقة العباس، والثالث عمهما السيد محمد البقار، والرابع ابنه محمد المختار، والخامس عمهما أيضا عيسى، والسادس عمهما إبراهيم أبو عنكة، والسابع محمد الملقب اكللش، فعبد المولى وأخوه العباس ابنا عبد الرحمان الغازي أخي البقار، وعيسى وإبراهيم أبي عنكة وهم الذين يسمون بالحجاج، كما يشير لذلك والدنا المقدس عند زيارته إياهم وزيارته نجارهم الولي الصالح السيد أحمد العروسي بقوله:

جئنا بني أبي السباع السبعة

 

ذوي الفضائل الكرام النبعة

سيدنا الوالد عبد المولى

 

شقيقه العباس فهو أولى

عمهما محمد البقارا

 

سليله محمد المختارا

وأخويه عيسى إبراهيم

 

ثم اكللش محمد الكريما

والجار نعم الجار أحمد الأغر

 

هو العروس الذي قد اشتهر

والكل بالساقية الحمراء

 

فهم رجالها بلا امتراء

عليهم السلام والرحمة مع

 

بركة الإلاه ما نجم طلع

وسح وابل وما برق لمع

 

وهبت الريح وما فجر سطع»(86)

 

وقد استشهدوا في معركة خاضوها ضد الغزو البرتغالي، بقيادة الشمسعي (somida)، حين حاول بسط نفوذه على الصحراء خلال القرن 10هـ/16م، هذا ما نقلته لنا المصادر الأجنبية خاصة دو لاشابيل ((de la chapelle، كما أكد في كتابه: «… أن الفضل يعود لهؤلاء الشهداء السباعيين السبعة مع أفراد قبيلتهم في طرد البرتغاليين من السواحل الصحراوية»(87).

وجاءت رواية أخرى أدرجها الحبيب أرسموك في كتابه إزاحة الغشاوة عن تاريخ الحركة العلمية بإقليم شيشاوة، وهي كالتالي: «…المعركة التي جرت بين السباعيين والبرتغال برئاسة الشمسعي والقائد البرتغالي أنزران من جهة، والسباعيين من جهة أخرى، يحكى أن البرتغال هجموا على السباعيين في مكان يدعى «الفركان» في «الطويحل »كانت فيها مدرسة للسباعيين فيها ما يناهز أربع مائة من الطلبة ودامت المعركة خمسة عشرة يوما، استشهد فيها العلماء السبعة وساقوا الغنائم والرهائن إلى مدينة «الداخلة» التي كانت تسمى «فيلا سينيروس»، ونجا من نجا منهم وذهب وأخبر السباعيين الذين ذهبوا إلى التجارة في السودان وغيرها، وعدلوا عن المسير واشتروا مكان السلعة سلاحا ورجعوا إلى أخذ الثأر، وصلوا العركوب وأخذوا بعض القوارب ووضعوا فيها ما يستحسنه الأسبان والبرتغال من السلع ودخلوا على أنهم تجار، ووصلوا إلى قصر الشمسعي وفكوا الأسرى وأخذوا ابن الشمسعي. بذلك قرروا التفاوض مع السباعيين ووقع الاتفاق على الوثيقة سبعة من السباعيين وسبعة من البرتغال على الهدنة»(88).

وقد خلد الشعراء في قصائدهم، وأشعارهم، الملاحم والبطولات التي سجلها السباعيون بمداد الفخر والاعتزاز، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر والأديب الكبير محمد الأمين بن خطري العلوي الذي نوه بجهاد أولاد أبي السباع، ونضالاتهم ضد البرتغاليين على وجه الخصوص، بقوله:

أولاد أبي السباع لكم لباس

 

من المجـد مـدى الليالـي

ومن العلوم جمعتم علمـا

 

أجل من اليواقيت واللآلـي

جهاد البرتغال له خرجتـم

 

على الخيل المسومة الطـوال

عليها كالأسود ذو سـلاح

 

تقـال بالسيـوف وبالنبـال

مغارب من دياركم خرجتم

 

لإرهاب العـدو وللنضـال

تصولوا بالعداة بكل سهـم

 

يروع الأسد آكلـة الرجـال

قتال الشمسعي بـه قتلتـم

 

كذلك الدين ينصر بالقتـال

 

هؤلاء هم أولاد أبي السباع السبعة شهداء الساقية الحمراء المشهورين، ويذكر أن هؤلاء الشهداء شكلوا على مدى العصور قبلة للزائرين، ومحطة اهتمام الأدباء والباحثين والمؤرخين، سواء منهم السباعيون أو غيرهم.

2-  ضريح سيدي محمد صنبه المغراوي البقاري السباعي:

يوجد بقرية (دوار) «أولاد البقار» بمنطقة «بوجمادة» بإقليم «شيشاوة». وهو ولي صالح مشهور، حاز ولاية عظيمة، وأسرارا دفينة(89).

3-  ضريح سيدي محمد المذكور بن سيدي محمد صنبه المغراوي البقاري السباعي:

يوجد بقرية (دوار) «أولاد البقار» بمنطقة «بوجمادة» بإقليم «شيشاوة» إلى جوار والده سيدي محمد صنبه. وهو ولي وصالح، وقبره مزارة معروفة لدى السباعيين وغيرهم(90).

4-  ضريح سيدي محمد الضوء بن عبد الوهاب المغراوي البقاري السباعي:

يوجد بقرية (دوار) «أولاد البقار» بمنطقة «بوجمادة» بإقليم «شيشاوة». وهو الفارس المغوار قد بلغ من ثبات جأشه أنه ينام على ظهر فرسه في أثناء المعركة التي كانت تقع بين أولاد أبي السباع أو بينهم وبين جيرانهم. وقد حدث عنه حفيده مبارك بن عبد القادر بن محمد الضوء بأن جده هذا هو ابن عبد الوهاب بن أحمد الأمغاري. أخذ عن الأستاذ التونسي الدكالي في زاويته قرب «الجبل الأخضر»، ثم أخذ عنه بعد ذلك الغالي ابن التونسي ـ ابن شيخه ـ ثم سكن بين أهله أولاد البكار، وداره مشهورة قرب دار القائد أحمد بن الشيكر، وكان يدرس في مدرسة ابن الشيكر عهد قيادة هذا في زمن مولاي عبد الرحمن. وبعد 1276هـ ارتحل إلى سوس فقطن واعرون، ثم اكلميم، ثم اصبويا وهناك دار له مشهورة. و كان يدرس في مدرسة هناك سنين مديدة. ثم سكن قرب «وادي أساكا» وديدنه التدريس دائما. وله اتصال بـ«آل تيمكيدشت». فهذه رسالة من الشيخ سيدي الحسن إليه: «محبنا في الله تعالى الفقيه الشريف سيدي محمد الضوء السباعي حفظك الله وتولاك. ومن سوء المكاره وقاك، هذا وقد بلغنا كتابك، وسرنا خطابك، وصار بالبال ما ذكرت في شأن الرجل، فاعلم أننا إن شاء الله من أهل الصدق والتصديق، وممن يحبون سماع الخير وأحاديث أهله، فزدنا مما عندك، زادك الله رغبة في الخير وأهله، وبهذا يجب الإعلام، وعلى المحبة والسلام، ثم طابع فيه الحسن بن أحمد التيمكيلجتي أصلحه الله».

وله تلامذة بسوس لا يحصون، وقد مكث هناك 45 سنة. ثم رجع إلى دار أهله الأصلية في «أولاد البكار» فمكث فيها إلى أن توفي سنة 1327هـ وضريحه مشهور يزار.

وجد بخطه ما نصه: «بشرني أخي في الله شيخنا وقدوتنا إمام الأفاضل الشريف مولاي أحمد بن محمد بن محمد الدرعي قال: قلت لرسول الله إني أريد أن ألقن حبيبي في الله سيدي محمدا الضوء اسمه تعالى الجبار، فقال عليه الصلاة والسلام :أخر ذلك حتى نجتمع مرة أخرى. فقلت: أو نجتمع أيضاً يا رسول الله. فقال: نعم سنجتمع في وقت يرضي ربكما. ولكن مره أن يصلي عليّ بصلاة النجاة أربعين مرة في كل يوم. وبشره أنه لا يموت حتى يكون من أهله الديوان، وبأنه وأنه…إلخ.

وقد كانت له مصاهرة مع القائد أحمد بن الشيكر، ويفد معه على مولاي عبد الرحمن. فعرا بنت الملك هذا مس من الجن، أعيا الأساة والراقين، فرقاها فشفاها الله. فاقترح عليه الملك أن يطلب ما شاء. فقال: لا أطلب إلا رضا الله وحده فأعطى له جارية رزق منها أولادا.

أقول: ومن تلاميذ سيدي محمد الضوء: العلامة محمد بن مسعود، وقد ذكرنا هناك إجازته له. ثم لم نظفر بترجمته إلا اليوم وهاك رجالات نسبه نظما لتلميذه سيدي محمد ابن صنبا بن علي بن أحمد السباعي، ومطلعه :

قال عبيد ربه الغفور

 

محمد لقب بالمذكور

مبتدئا باسم الإله القادر

 

مصليا على الرسول الطاهر

وآله وصحبه الأخيار

 

ومن تلاهم من الأبرار

وبعد خذ معرفة الأجداد

 

من عندنا إلى الرسول الهادي

بالنقل عن أسلافنا الكرام

 

ذوي النهى والفضل والإكرام

أعني الذين نسلوا مغراوة

 

من نسل أمغار حذا شيشاوة

معا إخوانهم بني السباع

 

ذوي النهى و أهل الانتفاع

 

 إلى آخرها(91).

5-أضرحة أهل الدار:

توجد بقرية (دوار) «أولاد البقار» بمنطقة «بوجمادة» ببلاد القبيلة السباعية بإقليم «شيشاوة»، وهي عبارة عن أضرحة عدد من الأشراف السباعيين يجتمع عندها حفظة القرآن العظيم سنويا للزيارة(92).

6-ضريح سيدي الطيب:

هو الولي الصالح سيدي الطيب المعروف بـ«سيدي بيبي» الكائن على الطريق الرابط بين «أكادير» و«تيزنيت»(93).

7-  ضريح مولاي إبراهيم ولد الغرابي:

يوجد  ضريحه بـ«إمريكلي»(94).

8-  ضريح سيدي محمد السباعي:

يقع ضريحه «بلتيسنت» قرب «عين الشعير» بإقليم «فكيك». ويقال أن من كراماته؛ أن به عين ماء فيها سمك، وكل امرأة لا تنجب الذكور تقبض على سمكة من تلك العين وتجعل في زعنفتها قرط فضة، ثم تعيدها إلى الماء فتلد ذكرا بإذن الله، وهذا مجرب ومتواتر عند سكان تلك المنطقة(95). وقبالته يوجد ضريح سيدي عبد الله السباعي عند مدخل مدينة «سطات» في الاتجاه القادم من «مراكش(96.

9-   زاوية سيدي الحسن السباعي:

توجد زاوية سيدي الحسن السباعي العامرة والمشهورة بالعلم والولاية في بلدة تسمى «تزط» قبلة «صفرو» بإقليم «فاس»، ويعامل الناس أصحابها بكثير من العناية والتوقير والاحترام(97).

–  أولاد عيسى:

ينتسب أبناء هذا الفرع إلى عيسى بن محمد البكار بن الحاج بن اعمر بن عامر الهامل. يشتهر أفراد هذا الفرع بفضائل علمية وأدبية كثيرة، فجلهم علماء أفذاذ، وأغلبهم مفتوح عليه منه سبحانه بالولاية؛ لأنهم أهل صلاح وفلاح(98).

1-  ضريح سيدي العربي بن المقدم العيساوي السباعي:

يوجد بقرية (دوار) «أولاد عيسى» بمنطقة «بوجمادة» بإقليم «شيشاوة». وهو ولي صالح مشهور ببركاته وولايته(99).

2-  ضريح سيدي أحمد بن سيدي عمارة العيساوي السباعي:

يوجد بقرية (دوار) «أولاد عيسى» بمنطقة «بوجمادة» بإقليم «شيشاوة». وهو ولي ذو كرامات مشهورة، والمآثر المأثورة، والولاية الباهرة.

توفي ـ رحمة الله ـ سنة 1311هـ، ولا يزال يعمر عنده موسم ديني وتجاري في كل سنة(100).

أولاد بوعنكة:

ينتسب أولاد بوعنكة إلى إبراهيم بن محمد البكار بن الحاج بن اعمر بن عامر الهامل. ويتميز أبناء هذا الفرع بفضائل كثيرة، ومزايا خاصة داخل القبيلة وخارجها(101).

1-  ضريح سيدي عبد الكريم:

الولي الصالح، والقطب الفائح، ذو الولاية الظاهرة، والكرامات الباهرة سيدي عبد الكريم المدفون قرب «قبيلة إدويران(102.

2-  ضريح مولاي عبد الحفيظ بن عبد الوالي البوعنقاوي السباعي:

يوجد ضريح الفقيه الفاضل مولاي عبد الحفيظ بن عبد الوالي بمدينة «سلا»، والذي كان أحد أعيانها وعلمائها المرموقين، حيث كان يلقن العلم لأبناء الباشا الصبيحي(103).

د ـ الغازي:

هو أكبر أولاد اعمر بن عامر الهامل، وهو أخ شقيق للحاج وليس بشقيق لعامر وإبراهيم. وأولاد الغازي مشهورون داخل القبيلة بمكانتهم المرموقة في ميادين العلم والأدب بالإضافة إلى تحليهم بالخصال الحميدة من كرم وجود وشجاعة. وينقسم أولاد الغازي إلى الفروع الآتية: «أولاد عبد المولى»، و«العبابسة»، و«أولاد شنان»، و«أولاد جمودة»، و«الهلالات»، و«الكوايات»(104).

–  أولاد شنان(105):

فخذة سباعية تنتسب إلى شنان بن عبد الرحمن بن الغازي ـ أخ شقيق للحاج وليس شقيق لعامر وإبراهيم ـ بن اعمر بن عامر الهامل أبي السباع. ويتواجد أحفاده بإقليم «شيشاوة» بالمغرب بمنطقة «بوجمادة» ضمن القرية المعروفة بـ«دوار أولاد شنان».

1-  ضريح سيدي شنان:

الولي الصالح، والقطب الواضح سيدي شنان المدفون بـ«الشاوية» قرب مدينة «سطات»(106).

2-  ضريح سيدي عبد الله الجراري وطنا الهلالي السباعي نسبا:

الولي الصالح، المشهور بالبركة والتقوى سيدي عبد الله الجراري السباعي، توجد قبته على «وادي تانسيفت» في الضفة الأخرى على بعد 10 كيلومتر شرقا من ضريح ابنه سيدي أحمد العروسي(107).

3-  ضريح سيدي العروسي:

الولي الصالح، والقطب الرباني الكبير سيدي العروسي ابنسيدي عبد الله الجراريالمتقدم.

 له شهرة كبيرة، وخدام وأصحاب يشدون إليه الرحال من كل الآفاق، وهو من أصحاب سيدي رحال الكوش، له كلام على وزن كلام سيدي عبد الرحمن المجذوب يخبر فيه بالمغيبات يحفظ الناس منه الكثير.

يوجد ضريحه على حافة الضفة الجنوبية لـ«وادي تانسيفت» بـ«جمعة سيدي العروسي»، الواقعة شرقي «براكة الراضي» على بعد حوالي 15 كلم ببلاد قبيلة «الشياظمة» بإقليم «الصويرة».

توفي ـ رحمه الله ـ في شوال سنة 1188هـ/1774م، وتضم قبته قبر أخيه سيدي إبراهيم(108).

4-  ضريح سيدي إبراهيم بن سيدي عبد الله الجراري السباعي:

الولي سيدي إبراهيم ابن سيدي عبد الله الجراري السباعي المتقدم وأخ لسيدي العروسي، يوجد قبره في قبة أخيه سيدي العروسي على حافة الضفة الجنوبية لوادي «تانسيفت» بـ«جمعة سيدي العروسي»، الواقعة شرقي «براكة الراضي» على بعد حوالي 15 كلم ببلاد «قبيلة الشياظمة» بإقليم «الصويرة»(109).

5-  ضريح سيدي مكدول:

يوجد ضريح الولي الصالح سيدي مكدول بـ«الصويرة»(110).

–  الهلالات:

1-  ضريح سيدي أبو العباس أحمد بن عمر بن محمد بن ميمون السباعي الدكالي الفرجي استيطانا:

تولى سيدي أبو العباس أحمد بن عمر بن محمد بن ميمون السباعيخطة العدالة بـ«أولاد فرج» بـ«دكالة»، كما كانت له مدرسة علمية مشهورة(111). قال عنه تلميذه أبو الحسن الدمناتي في فهرسته: «كان عمدتي في كل الفنون المتداولة لأهل السنة رواية ودراية».

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1280هـ، وقبة ضريحه توجد قرب «وادي أم الربيع»(112).

2-  ضريح سيدي غانم بن سعيد الهلالي السباعي:

يوجد بـ«مراكش» قرب ضريح الولي أبي العباس السبتي أحد رجالات مراكش السبعة. يعد من أشهر الأولياء بمراكش أخذ عن الشيخ العارف الأكمل سيدي عبد الله بن ساسي العزوزي السباعي دفين حوز مراكش، من أشهر تلاميذه الشريف سيدي أحمد بن الحسن بن إبراهيم السفياني المتوفى في ثمانية وتسعين وألف دفين عين أصليتن من فاس القرويين.

وفي المترجم يقول سيدي الجيلالي بن المختار السباعي في القصيدة التي يمدح بها أبا العباس السبتي: «عودتني حسن الجوار بغانم»، وروضته مزارة شهيرة في جامع تقام فيه صلاة الجمعة ونسبت الحارة إليه، فسميت بحومة سيدي غانم. أما وفاته ـ رحمه الله ـ فتكون آخر المائة العاشرة الهجرية(113).

إلى جانب هذه الأضرحة المنسوبة لأبناء اعمر بن عامر الهامل يوجد ضريحلالة زهرة بنت اعمر السباعية ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة»(114).

الفرع الثاني: عمران:

هو ثاني أولاد عامر الهامل، وأخ شقيق لاعمر ورقية وعائشة ومسعودة، وأمه بربوشية ابنة أمير البرابيش، وغير شقيق لمحمد النومر(115).وأنجب أربعة أبناء، هم: بوحسين، مخلوف، اسعيد، إدريس.

أ‌-  بوحسين:

هو بوحسين بن عمران بن عامر الهامل. وإليه ينتسب كل من: «أولاد سيدي عبد الوهاب»، و«أولاد عبد الله بن مبارك»، و«أهل تملولت»، و«البهارير»(116).

ويشتهر أولاد بوحسين داخل القبيلة بمكانتهم المرموقة، وأخلاقهم الفاضلة من جود وكرم، وبذل وسخاء، زيادة على علو الهمة، والاعتزاز بالنفس، والبسالة والشجاعة(117).

1-  ضريح سيدي بوحسين:

يوجد ضريحه بالصحراء المغربية بمحل يعرف بـ«حفرة بوحسين» بين «تيرس» ـ والتي هي الداخلة ـ و«أدرار»(118).

2-  ضريح سيدي اعمر بن المقدم البوحسيني السباعي:

يوجد ضريح الولي الصالح، والقطب الواضح اعمر بن المتقدم بـ«تملولت» ببلاد القبيلة السباعية بإقليم «شيشاوة»(119).

ب‌-  مخلوف:

هو مخلوف بن عمران بن عامر الهامل، أنجب أربعة أبناءهم: صولة، رحال، احميدة، عيسى. ويتميز «أولاد مخلوف» في مجملهم بالعلم والولاية والصلاح(120).

–  أولاد صولة:

ينتسبون إلى سيدي عيسى بن مخلوف بن عمران بن عامر الهامل.

1-ضريح سيدي عيسى بن مخلوف بن عمران بن عامر الهامل:

أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنه معهم في مكان واحد بمنطقة «الخنيك» ببلاد قبيلة «أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» ونصبت عليهم القباب(121).

2-زاوية سيدي عيسى بن مخلوف العيساوي السباعي:

تأسست هذه الزاوية على يد الولي الصالح سيدي عيسى بن مخلوف العيساوي السباعي أحد أحفاد الولي الصالح سيدي محمد بن عيسى المتوفى سنة 1041هـمؤسس وشيخ الطريقة العيساوية(122).

هذا الولي جاء ليستقر أولا بـ«دوار الحنيشات» في «أبضالة» ببلاد عبدة ليدرس القرآن، فذاع صيته في البلاد بفضل ورعه وإخلاصه، ثم انتقل إلى حيث بنى زاويته العالية بـ«دوار القبة» قرب «جمعة سحيم»، على بعد حوالي 6 كيلومترات من «دوار الحنيشات» المذكور بإقليم «آسفي» حيث يوجد ضريحه.

وظلت هذه الزاوية محط إشعاع بالمنطقة، وحظيت بعدد من ظهائر التوقير والاحترام. ويقام بزاويته العامرة موسم سنوي في عيد المولد النبوي الشريف، يلتقي فيه أحفاده ومريدوه لصلة الرحم، وتجديد الأواصر، وتقدم فيه الطائفة العيساوية السحيمية استعراضات وطقوسا دينية، إضافة إلى الأنشطة التجارية المختلفة(123).

3-ضريح سيدي محمد بن عيسى بن مخلوف:

سيدي محمد بن عيسى ابن المتقدم، وهو دفين «باب السيبة» بمدينة «مكناس»، والذي يعرف بالهادي بن عيسى السباعي. وقد ألف عنه وعن مناقبه سيدي أحمد بن المهدي الغزالي كتاب كاملا أسماه: «النور الشامل في مناقب فحل الرجال الكامل سيدي الهادي بن عيسى السباعي»(124).

ج- اسعيد:

هو اسعيد بن عمران بن عامر الهامل، وإليه تنتسب العشائر الآتية: «السعيدات»، و«العوامر»، و«أولاد الزير»(125). ولـ«أولاد اسعيد» مكانة متميزة داخل القبيلة؛ لما أسدوه ويسدونه من أياد بيضاء للعلم وطلبته(126).

1-زاوية سيدي أحمد بن رحال:

توجد زاوية أبو العباس أحمد بن رحال السباعي بالساحل بدكالة، وقد بنيت عليه قبة كبيرة، كان أحد مشاهير أئمة القراءات، مشهورا بالعلم والعمل، نخبة عصره وغرة دهره، كانت مدرسته مركزا كبيرا للعلم والقراءات، وقد ظلت موردا معينا طيلة قرون عديدة بعده. والظن أن نزوله بدكالة كان حوالي سنة 14 لما نزل البرتغال بهذا الشاطئ، فكان هذا السيد من المتطوعين. وكانت وفاته حوالي رأس القرن الحادي عشر الهجري(127).

2-زاوية سيدي اعلي بن رحال:

دفن بالساحل بدكالة، وبنيت عليه قبة كبيرة، ويشتهر بالولاية والصلاح، ويؤمه الكثير من الزوار طلبا للبركة، وقضاء الحاجات(128).

3-   ضريح سيدي عبد الرحمن بن رحال السباعي (مولى البركي):

يوجد بـ«تراب تمرة» ببلاد قبيلة عبدة بإقليم «آسفي». ولي صالح وقطب واضح ومرابط زاهد، ذكره العلامة أحمد الصبيحي في كتابه «صلحاء عبدة» فقال: «هو سيدي عبد الرحمن مول البركي، شريف سباعي بـ«تراب تمرة»، له موسم في سابع المولد النبوي الشريف». وذكر الباحث الفرنسي أرماند أنتونا أنه سكن «مراكش»، ثم قدم إلى ساحل عبدة ليكون في خدمة الشيخ سيدي علي السائح، وعندما اقتنع هذا الأخير بأنه قادر على توجيه نفسه بنفسه، نصحه ببناء زاوية في مكان يدعى الشهيبة. له كرامات كثيرة متواترة(129).

4-  ضريح سيدي عزوز بن رحال السباعي (وهو أخو مولى البركي المتقدم):

يوجد بـ«تراب تمرة» ببلاد قبيلة عبدة بإقليم «آسفي»، وقد بنيت عليه قبة مشهورة بالساحل قرب زاوية أخيه. وهو ولي وصالح من مشاهير الرجال، وأحد الفرسان، كان ممن ورد مع أخيه مولى البركي على هذه البلاد لقتال البرتغاليين في القرن العاشر الهجري(130).

5-ضريح سيدي الزاوية:

هو الولي الصالح، والقطب الفالح، ذو الأسرار الباطنية، والولاية الربانية، قبته مشهورة بـ«قبيلة أولاد دليم» قرب موضع يقال له «مسرت»(131).

6-ضريح أحمد بن الزاوية:

هذا الولي ابن سيدي الزاوية ضريحه موجود بـ«الزرايب» بـ«باب الخميس» بـ«مراكش»(132).

د- إدريس:

هو إدريس بن عمران بن عامر الهامل، ويطلق عليهم اسم: «العرب الكحل»، وهم: «أولاد سيدي»، و«أولاد بوتليلي»، و«الغساسلة»، و«الدرابكة»، و«الفخظة» المسماة «أهل بودريبيلة». ومنهم فرقة قرب «تكنيت» تدعى بـ«أولاد إدريس السهب الأحمر». ويشتهر أبناء هذا الفرع إلى جانب العلم بالشجاعة، وركوب الخيل، وحدة الشكيمة(133).

–  أولاد إدريس:

ينتسبون إلى إدريس بن عمران بن عامر الهامل، وتدعى هذه الفرقة بـ«أولاد إدريس السهب الأحمر»، يتواجدون قرب «تكنيت»(134).

7-ضريح سيدي أحمد بن إدريس:

هو أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، توجد قبته بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» مع باقي الشهداء(135).

8-ضريح سيدي محمد بن علي:

هو أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنه معهم في مكان واحد بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» ونصبت عليهم القباب(136).

9-ضريح سيدي محمد بن إبراهيم:

هو أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، توجد قبته بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» مع باقي الشهداء(137).

–  الحميدات:

ينتسبون إلى الشيخ سيدي بلخير العمراني السباعي من أولاد إدريس بن عمران بن عامر الهامل(138).

10-  ضريح الشيخ بلخير العمراني السباعي:

الفقيه البركة سيدي بلخير أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنه معهم في مكان واحد بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» ونصبت عليهم القباب(139)، أسس مدرسةفتخرج على يديه الكثير من طلبة العلم وحفظة القرآن(140).

–  أولاد سيدي:

ينتسبون إلى سيدي الحسين بودريبيلة.

11-  ضريح سيدي الحسين بودريبيلة:

الولي الصالح سيدي الحسين بودريبيلة الجد الأكبر لأهل بودريبيلة، وأحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، توجد قبته بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» مع باقي الشهداء(141).

–  الغساسلة:

ينتسبون إلى سيدي عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم الملقب بـ«الغسال».

12-ضريح سيدي عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم الملقب بـ«الغسال»:

الولي الصالح عبد الرحمن بن علي بن محمد بن إبراهيم الملقب بـ«الغسال» جد الغساسلة، وأحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، توجد قبته بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» مع باقي الشهداء(142).

الفرع الثالث: محمد النومر:

هو الابن الأصغر لعامر الهامل، وأمه سملالية، وهو غير شقيق لاعمر وعمران ورقية وعائشة ومسعودة. وذريته قليلة نسبيا، وهناك من يقول أن السبب في ذلك هو دعاء عامر الهامل على النومر بتقليل النسل عندما هاجر هو وأخويه البرابيش في صفة أسود فقال لهم أبوهم: «هروا ولا تضروا» غير أن النومر لم يمتثل لأمر أبيه وبطش بأحد البرابيش(143).

1-  ضريح سيدي علي بن إبراهيم السباعي:

الولي الصالح، ذو الكرامات الظاهرة سيدي علي بن إبراهيم المتوفى سنة 1285هـ ،  من سلالة النومر، ضريحه مشهور بـ«بوكمون»، عليه قبة كبيرة تأتيها الزوار من كل حدب وصوب، كما يقام عنده موسم ديني وتجاري في كل سنة(144).

2-  ضريح سيدي محمد بن عبد الله السباعي:

يوجد ضريح الفقيه البركة ذو العلوم الغزيرة سيدي محمد بن عبد الله قرب «ماسة»(145).

وسأذكر هنا مجموع من الأضرحة والمزارات التي لم أقف على أي فرع تنحدر منه من الفروع السابقة، وهي كالآتي:

1-أضرحة رجال الخنيك:

توجد بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة». ورجال الخنيك كناية عن مجموعة من شرفاء أبناء أبي السباع استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنهم في محل واحد، ونصبت عليهم القباب، منها ما قد اندثر ولم يبق إلا طلله، ومنها ما هو باق ماثل للعيان. لكن الغريب في الأمر هو أن لا أحد يستطيع أن يحصي هذه القباب على الرغم من أن عددها معروف بالتواتر وهو مائة قبة وقبة واحدة.  قال ابن المأمون السباعي: «وقد جربت ذلك بنفسي حيث ذهبت إلى عين المكان وبدأت في عددها إلى أن كل بصري ولم أستطع حصر عددها»، وتحكى عنهم كرامات كثيرة، منها: أن رجلا أراد أن يحصر عددها بدقة فأخذ عددا من البيض وصار يضع في كل قبة بيضة فلم ينتصف البيض الذي معه حتى كف بصره. كما تجدر الإشارة إلى أن مقبرة الخنيك تضم تقريبا جميع فروع القبيلة السباعية إلا القليل منها. ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر بعض الأولياء المدفونين بها: فهناك سيدي أحمد بن إدريس، وسيدي محمد بن علي اللذان ينتميان إلى فرع أولاد إدريس، وسيدي الحسين بودريبيلة الذي هو الجد الأكبر لأهل بودريبيلة المنتمي إلى فخذ أولاد سيدي، وكذلك الشيخ بلخير الذي تنتمي إليه الحميدات من أولاد عمران، وكذلك منهم سيدي ملوك بن عامر بن اعمر بن عامر الهامل، وابنه سيدي امبارك بن ملوك الذي يقام له موسم في زاوية الخنيك كل سنة ابتداء من 22 مارس فلاحي، ويحضره أحفاده من أهل أموال بكثرة، وسيدي محمد بن إبراهيم من أولاد إدريس، وسيدي عبد الرحمن الملقب (الغسال) بن على بن محمد بن إبراهيم جد الغساسلة، ومنهم أيضا سيدي محمد المذكور الذي هو جد أهل ابن موسى الموجود بعضهم بغدير بنان والبعض الآخر بالسهب الأحمر، وسيدي عيسى الذي ينتسب إليه أولاد صولة، كما نذكر منهم سيدي بوعتبة العساس، وللا رامو، وسيدي اعمر الذي يطلق على ضريحه اسم سبعة رجال، وغيرهم(146).

2-ضريح سيدي بوعتبة العساس:

أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنه معهم في مكان واحد بمنطقة الخنيك ببلاد قبيلة أمتوكة بإقليم شيشاوة ونصبت عليهم القباب(147).

3-ضريح للا رامو:

الولية الصالحة للا رامو من شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنها معهم في مكان واحد بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» ونصبت عليهم القباب(148).

4-ضريح سيدي اعمر:

أحد شرفاء أبناء أبي السباع الذين استشهدوا في معركة ضد البرتغال خلال القرن 10هـ/16م، وقد تم دفنه معهم في مكان واحد بمنطقة «الخنيك» ببلاد «قبيلة أمتوكة» بإقليم «شيشاوة» ونصبت عليهم القباب، ويطلق على ضريحه اسم سبعة رجال(149).

5-زاوية آستيف:

تقع هذه الزاوية بـ«قرية آستيف» ببلاد «قبيلة سكساوة»، وهي من أقدم وأشهر الزوايا بالأطلس الكبير، ـ ولعلها أول زاوية سباعية تقام بالحوز المراكشي ـ، أسسها الشيخ سيدي الحسن بن محمد السوسي السباعي خلال القرن التاسع الهجري، طبقت شهرتها الآفاق؛ بما لها من دور ديني وتربوي في أوساط السكان، علاوة على نشر العلم، وتعليم كتاب الله منذ القرن التاسع الهجري.

لقد حل شيخ هذه الزاوية ضيفا على سكان هذه المنطقة، ولما علموه منه من كفاءة علمية وولاية وصلاح أقاموه بينهم، وقدموه على أنفسهم، واقتدوا به في أمور دينهم ودنياهم.

وقال عنها المختار السوسي: «وقد ذكر أن في زاوية أستيف من سكساوة كتابا فيه أخبارا كثيرة عن عبد الله بن عمر؛ لأنه شيخ جدهم. و هذه الزاوية لا يزال بعض أهلها يذكر، فمنهم سيدي حدوش الذي يؤثر عنه أخبار بمغيبات مع صلاح. وقد كان يذكر عن الحرب الثانية كثيرا قبل أن تقع. كما كان يخبر عن جلاء الفرنسيين. ولا يزال حيا الآن 1379 هـ »(150). وقال أيضا: «زاوية أستيف في وادي سكساوة، فوق مقام للاَّ عزيزة، وفيها شرفاء سباعيون»(151).

6-ضريح سيدي الهليل السباعي:

يوجد بين «ابن كرير» و«الصخور» ببلاد «قبيلة الرحامنة»(152).

7-  ضريح سيدي محمود بن سيدي علي السباعي:

يوجد بـ«وادي إفران» في العونات ببلاد «قبيلة دكالة» بـ«إقليم الجديدة»(153).

8-  ضريح سيدي دنون الخنبوبي السباعي المشهور بـ(الحضري):

يوجد قبره إلى جانب زاوية الحضر التي أسسها في الشهالي، وهي تقع حاليا على الطريق الرئيسية ما بين «جمعة سحيم» و«خميس الزمامرة» بإقليم «آسفي». وهو ولي صالح، كان يعيش في القرن العاشر الهجري، ويقول عنه الباحث الفرنسي أرماند أنتونا: أصله من أولاد السباع، كان ناسكا وعالما، وقبره مزارة شهيرة يقصده الناس لحماية أنفسهم من الجن، وتزوره النساء لزيادة الحليب لأطفالهن(154).

9-  ضريح سيدي أحمد بن العربي بن عبد الله الكبيري السباعي:

يوجد بمقبرة الرباط أسفل مقابر الشرفاء اليعقوبيين بمدينة «آسفي». كان ـ رحمه الله ـ فقيها مدرسا جليلا. أخذ عن الفقيه الصالح التهامي الأوبيري، ورحل إلى «مراكش» سنة 1249هـ، فأخذ عن شيوخها، ومنهم سيدي عبد القادر الدباغ وغيره، واستوطن «آسفي» ونزل على الفقيه العلامة السيد محمد بن عبد الخالق. وتوفي أواسط العشرة السادسة بعد المائتين والألف(155).

10-  ضريح أبي عبد الله سيدي محمد بن سيدي أحمد بن العربي الكبيري السباعي:

يوجد بضريح السيدة رزيكة بإقليم «آسفي». كان ـ رحمه الله ـ أحد الأساتذة المقرئين الموصوفين بالفضل، وأحد من نفع الله به خلقا كثيرا، أتقنوا عليه القرآن.

توفي ـ رحمه الله ـ ثاني صفر عام 1331هـ/1934م(156).

11- ضريح سيدي محمد بن علي السباعي:

يوجد بـ«الغنانمة» بإقليم «آسفي». كان هذا الشيخ يحفظ قراءة أبي عامر البصري، وكان منتصبا لتدريس الكتاب العزيز. وكان إذا فرغ من التعليم يختتم القرآن في المصحف في يوم واحد، بل حدث بعض الناس أنه حض بين يديه، فلما فرغ من التعليم توضأ وأخذ المصحف فختم قبل الظهر.

توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1312هـ/ 1814م(157).

12-  ضريح سيدي هباب السباعي:

يوجد بمنطقة «رأس أومليل» بـ«وادي نون»(158).

13-  ضريح سيدي عامر السباعي:

يوجد بمنطقة «تسكنان»(159).

14-  ضريح سيدي مبارك السباعي:

يوجد ببلاد «قبيلة كسيمة» الواقعة بإقليم «إنزكان»(160).

15-   ضريح سيدي علي الكسيمي السباعي:

كان ـ رحمه الله ـ أحد علماء سوس البارزين، ومزاره ببلاد «قبيلة كسيمة» الواقعة بإقليم «إنزكان»(161).

16- ضريح عبد الرحمان الخنبوبي:

دفين المدرسة العلمية العتيقة «تمزليت»، التي توجد بضواحي «تزنيت» من ناحية الشمال الغربي بـ«جماعة أكلو»(162).

17-  ضريح سيدي محمد الغوث السباعي:

يوجد بمنطقة «تاديينت» بجبال «آيت باعمران» بمنطقة سوس بجنوب المغرب(163).

18- ضريح سيدي محمد بلقاضي أوتمرصيت النومري السباعي:

يوجد ببلاد «آيت باعمران» بسوس بالجنوب المغربي(164).

19-ضريح سيدي عبد الوهاب السباعي:

يوجد بمدينة «وجدة»، ويحمل أحد أبواب المدينة اسمه(165).

20- ضريح سيدي يحيى بن آزم بن يحيى السباعي:

يوجد بـ«وادي درعة» بناحية «كلميم»، ويوجد أحفاده بمدينة «فاس» بالمغرب ولهم مكانة علمية معروفة(166).

21- ضريح محمد الملقب (أواه) بن السوداني السباعي:

الفقيه من أهل سيدي السيد، يوجد ضريحه بموضع «قلب الشليح» بمنطقة «تيرس» بالصحراء، وهو عالم وفقيه جليل، أدى فريضة الحج بصحبة القائد مولاي أحمد بن الشيكر البقاري السباعي، والمصلوحي البقاري السباعي، والشاعر محمدو بن محمدي العلوي في سفينة واحدة وذلك بتاريخ 1270هـ. وهو الذي أهدى كتابين للشيخ محمد المامي بن البخاري، فمدحه بالبيتين التاليين:

تمتعت من حـل الكتابين مثلمـا

 

تمتع ركب من عرار على نجد

وما كان هذا الفضل يا آل هاشم

 

بأول ما استوجبتموه من الحمد(167)

 

المطلب الثاني: مدارس القبيلة السباعية

ساهمت المدارس السباعية في نشر تعاليم الإسلام، وإرساء دعائم اللغة العربية، قال المختار السوسي: «وأما الذين في الحوز، فقد بنوا مدارس كثيرة في قبيلتهم حتى لا تسمع إلا المدارس السباعية المتكاثرة التي تحمل مشاعل العلوم في الحوز، فتمد كل ما في جوارها من القبائل. فكانت مدرسة الساعدات، ومدرسة بوعنفير، ومدرسة بني عبد المولى، ومدرسة سيدي الضوء المومني، من بعض هذه المدارس التي بثت من العلم والإرشاد ما بثت مما لا يزال إلى الآن ذكره غضا طريا على كل لسان…»(168).

وفي نفس السياق يقول الفقيه السيد عبد الله بن عبد المعطي السباعي ما نصه: «ومما يدل على شرفهم ـ يقصد السباعيين ـ ووضوح فضلهم، أنك لا تجد في قبائل المغرب من يضاهيهم في التنافس في تحصيل العلم ودرسه وقراءته، فإن لهم مدارس عامرة بالذكر، وقراءة القرآن، ودرس فنون العلم، والتنقيب عنه، والتحقيق، وتقصدها التلاميذ الغرباء من كل فج عميق، والفقيه الذي بنى تلك المدرسة وشغل أوقاته بالدرس فيها يقوم بمؤونة التلاميذ ومعاشهم وما يحتاجون إليه من كد يده، وتكسبه في باديته، إلى انقضاء عمره، رغبة في بث العلم والهداية إلى أن يبلغ المتعلمون النهاية، ثم يقوم أولاده بذلك من بعده، وهذا هو ديدنهم، والذي عليه فطرتهم، عهود من الآباء توارثها الأبناء»(169)، وهي كالآتي:

أ‌-     مدارس منطقة بوجمادة:

1-مدرسة سيدي محمد دليل البقاري السباعي:

هذه المدرسة أسسها بـ«قرية أولاد البقار» بمنطقة «بوجمادة» العلامة سيدي محمد دليل البقاري السباعي مات قبل 1334هـ(170)، الذي تخرج على يد الفقيه سيدي محمد الهلالي الأرغي صاحب المدرسة النحلية بـ«قبيلة أمزوضة».

اشتهر سيدي محمد دليل بالولاية والصلاح، وتبوأ مكانة مرموقة في ميادين العلم والفقه، ومن الثابت أن جميع نسله علماء أنجاب يحفظون كتاب الله عز وجل(171).

وقد تميزت هذه المدرسة بالعناية بتعليم النساء السباعيات ومشاركتهن في العطاء العلمي، حيث برزت في هذه المدرسة فقيهات وعالمات سباعيات كحفصة بنت سيدي محمد دليل البقارية السباعية، والحميدية بنت علي البقارية السباعية القارئة الحافظة، وبتاي السباعية والدة القائد يرعاه بن محمد بن العالم بن سيدي المختار العبيدي السباعي، ولخليفة بنت الحسن بن لفضيل السباعية، ولخليفة بنت إطير الحميدية الحاجية السباعية…وغيرهن(172).

2-مدرسة أولاد المؤمنة(173):

وهي مدرسة علمية عتيقة عمت شهرتها الآفاق، أسسها بـ«قرية أولاد المؤمنة» بمنطقة «تغسريت» ببلاد القبيلة السباعية الفقيه الجليل والعالم الكبير سيدي محمد الضوء بن عبد الكريم المؤمني السباعي(174)سنة 1314هـ من ماله الخاص، وقد كان يقوم بالتدريس فيها، ويتكفل بمؤونة طلابها المتوافدين من كل حدب وصوب لما كانت تتمتع به هذه المدرسة من صيت ذائع وسمعة فائقة، ولما كان يعرف به مؤسسها من حسن ضيافة وكرم بالغ ورعاية للعلم وطلبته.

التحق سيدي محمد الضوء بـ«مدرسة السعيدات»، فدرس على شيوخها مختلف العلوم وفي مقدمتهم العلامة سيدي العربي بن علي السباعي، فظهر نبوغه وتفوقه وتقدمه العلمي، كما تخرج سيدي محمد الضوء من جامعة القرويين بـ«فاس» على يد علماء أجلاء، وأحرز على إجازة تخول له تدريس العلوم والفقه وإصدار الفتاوى، وتميز بحفظ «مختصر خليل» عن ظاهر قلب، وتفوق في ذلك أمام اللجنة العلمية المنعقدة سنة 1299هـ أمام السلطان مولاي الحسن الأول الذي أنعم عليه بهبة مالية وكسوة ملوكية وحرره هو وجميع أفراد عائلته من الخدمات والتكاليف المخزنية.

وقد كان ذا صلة وثيقة بالشيخ ماء العينين حيث كان يجمعهما انتماؤهما المشترك للطريقة القادرية ولطالما رافقه في حله وارتحاله.

وكان سيدي محمد الضوء عالما مقتدرا حليما ورعا وسخيا قام بنفسه بمهمة التدريس في مدرسته التي طبقت شهرتها الآفاق وذلك إلى جانب إصداره لمختلف الفتاوى وتوليه القضاء إلى أن وافته المنية رحمة الله عليه في الثمانين من العمر سنة 1365هـ/1946م(175)، فخلفه في تسيير شؤون المدرسة نجله البار الفقيه الجليل سيدي مبارك وهو كذلك خريج جامعة القرويين الذي سار على نهج أبيه إلى أن ألحق بركاب التعليم العصري.

وكان سيدي مبارك عالما متبحرا جمعت ثقافته ما بين القديم والجديد والأصيل والحديث من علم ومنطق وبيان وبلاغة.

وقد استمر في مزاولة مهنة التعليم إلى أن تقاعد فعاد إلى مدرسة أبيه فأحياها ودرس بها إلى أن وافاه الأجل أواخر سنة 1413هـ الموافق لسنة 1993م.

وهذه المدرسة لا تزال ماثلة للعيان صامدة أمام التاريخ وبنايتها تخبرك عن مدى عظمتها وعن الدور التعليمي والتربوي الذي تعهدت به منذ إنشائها إلى يومنا هذا(176).

3-مدرسة أولاد عيسى:

أسسها الفقيه الجليل سيدي محمد الأمين بن عمر العيساوي السباعي في العقد الأول من القرن 13هـ بـ«قرية أولاد عيسى» بمنطقة «بوجمادة» ببلاد القبيلة السباعية من ماله الخاص، وهو خريج أم المدارس الحوزية؛ المدرسة النحلية بـ«قبيلة أمزوضة». والذي تخرج على يديه عدد وافر من العلماء والفقهاء إلى أن وافاه الأجل حوالي سنة 1345هـ/1926م(177).

4-مدرسة أولاد شنان:

أسسها الفقيه الكبير، والمحنك الخبير سيدي أحمد بن محمد الشناني سنة 1320هـ بـ«قرية أولاد شنان» الواقعة بمنطقة «بوجمادة» بأرض القبيلة السباعية، الذي درس وتخرج على يد الشيخ الحسن بن أحمد الرسموكي بمدرسة بوعنفير بـ«بوجمادة» في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري(178).

وقد أدت هذه المدرسة دورا مهما في الإشعاع العلمي والثقافي بالقبيلة السباعية وخارجها حيث خرجت ثلة من كبار العلماء من كل القبائل والجهات نذكر منهم: العلامة عمر العباسي السباعي، والعلامة محمد العيساوي السباعي، والفقيه المكي من أحفاد سيدي كانون، والفقيه عبد اللطيف العبدي، ومحمد العالم بن أحمد البقاري السباعي وغيرهم.

وقد كان سيدي أحمد الشناني قائما بأعبائها أحسن قيام إلى جانب تلقين مختلف العلوم والإفتاء والإرشاد إلى أن توفي إلى رحمة الله سنة 1376هـ/1956م، فخلفه ابنه البار سيدي محمد الضوء الذي سار على نهج أبيه في تسيير شؤون المدرسة والقيام بمهمة التدريس بها، ولا تزال هذه المدرسة تؤدي رسالتها المقدسة إلى يومنا هذا(179).

5-مدرسة العبابسة(180):

توجد هذه المدرسة العلمية لمؤسسها الفقيه الجليل، والعالم الكبير سيدي عبد السلام بن عزوز العباسي السباعي خريج «مدرسة أهل عبد المعطي» بـ«أولاد عبد المولى» الذي نهل منها كغيره من العلماء الكثيرين، ثم أسس مدرسته الخاصة به سنة 1346هـ بـ«قرية العبابسة» الكائنة بمنطقة «بوجمادة» ببلاد القبيلة السباعية، وذلك بعد أن استأذن شيخه سيدي عبد الله بن عبد المعطي فأذن له.

وقد حازت هذه المدرسة شهرة كبيرة، وأمتها الطلبة من جميع القبائل لتلقي العلم والمعرفة، وقد تخرج منها عدد وافر من العلماء؛ وذلك نتيجة لما كان يتمتع به مؤسسها سيدي عبد السلام بن عزوز من حنكة وحزم، وسعة صدر، وأخلاق كريمة. كما كان قائما بمؤونة الطلاب، وتكاليف وأعباء المدرسة(181).

6-  مدرسة القائد مولاي أحمد بن الشيكر البقاري السباعي:

أسسها بـ«قرية أولاد البقار» بمنطقة «بوجمادة» ببلاد القبيلة السباعية، العالم الفقيه مولاي أحمد بن الشيكر، الذي جمع بين العلم والتجارة بالإضافة إلى توليه أول منصب لقيادة القبيلة السباعية في زمن السلطان مولاي عبد الرحمان العلوي(182)، وممن درس بها  العلامة محمد الضوء البقاري عهد قيادة ابن الشيكر في زمن السلطان مولاي عبد الرحمن(183).

وترجم له السملالي في الإعلام بقوله: «أحمد بن الشكر السباعي عامل أولاد أبي السباع ببوحمادة خارج مراكش بنحو مرحلة، كان عالما، عاملا، عابدا، صدوقا، وسبب توليته على قبيلته حادثة الصويرة عام 1260م، حيث اختلط أمر القبائل المجاورة لها، جبره المولى عبد الرحمن على الولاية، ووعده أنه يخرج منها عند صلاح الأمر، وحيث تم سد تلك الثلمة وانجبر ما انصدع سأله التخلي كما وعد به، فغضب السلطان حتى ظهر الغضب في وجهه، وقال له: الناس يروننا ويظنون فرحنا بهذا الملك لمكان نيلنا منه شهواتنا ومستلذاتنا، ووالله الذي لا إله إلا هو لولا أني خشيت مؤاخذة الله لي بحق المسلمين أن فسدوا بتركي إياهم لانسلخت من هذا الملك ولحقت بموضع اشتغل فيه بإصلاح خاصة نفسي حتى ألقى الله، ولو كان استفاف التراب يمكن لآثرته على ما آكل من هذا الملك، ومن حسن فيه ظننا منكم يرينا إيثاره نفسه.

وكتب له مرة محبنا الفقيه مولاي أحمد السباعي: «السلام عليكم ورحمة الله وبعد، فقد استفهمت جانبنا عن أمر الذين توجههم لجباية الزكاة، هل يعطون أجرتهم منها أو من غيرها؟ وهل الزكاة كلها تؤخذ بأعيانها غنما وإبلا أو تأخذ القيم؟ إلخ ما بينت فاسلك في ذلك كله جادة الشريعة وصميمها وإن جاءك من جانبنا كتاب يخالفها فلا تعمل بمقتضاه والسلام». كان مقيما بقصبة مراكش قرب التسعين حدث بذلك عنه شيخنا السباعي في كتابه «سيف النصر لدفع الإيهام»(184).

وقال عنه عبد العزيز بنعبد الله: «أحمد بن الشيكر السباعي قائد أولاد أبي السباع»(185).

7-مدرسة محمد الفاضل البكاري السباعي:

بنى هذه المدرسة بـ«أولاد البكار»بمنطقة «بوجمادة» ببلاد القبيلة السباعية، الفقيه محمد الفاضل البكاري السباعي، وهو من «آل الفقيه الدليل»(186).

8-مدرسة السعيدات:

وهي المدرسة العلمية الغنية عن كل تعريف، وهي معروفة لدى الخاص والعام لا على مستوى القبيلة فحسب، بل على مستوى المغرب كله، وذلك للعدد الهائل الذي تخرج منها من فطاحل العلماء، وأماجد الفقهاء، على مدى قرنين من الزمان، والتي أسسها الفقيه العلامة محمد بن علي بن أحمد السعيدي السباعي سنة 1240هـ، بـ«قرية السعيدات» بمنطقة «بوجمادة» ببلاد «قبيلة أولاد أبي السباع» بالحوز المراكشي، الذي تخرج على يد الفقيه سيدي محمد الهلالي الأرغي صاحب المدرسة النحلية بـ«قبيلة أمزوضة» سنة 1260هـ/1844م.

وكان ـ رحمه الله ـ قائما بجميع تكاليف الطلاب الوافدين عليه لطلب العلم من مؤونة وغيرها، كما كان يدرس جميع فنون العلم من نحو وفقه وفلسفة وتاريخ وجغرافية إلى أن وافاه الأجل، تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.

فخلفه من بعده في تسيير شؤون المدرسة والتدريس بها أخوه الفقيه النبيه سيدي العربي بن علي الذي ازدهرت في أيامه المدرسة واتسع نطاقها، فأمتها الطلبة من كل حدب وصوب، وعرفت إقبالا منقطع النظير إلى أن وافته المنية سنة 1333هـ.

فخلفه نجله الفقيه والعالم الكبير سيدي عبد القادر بن العربي، وفي مدته ـ رحمه الله ـ أينعت ثمار المدرسة، وفاحت أزهارها، وبزغ هلالها لما كان يختص به من حزم وعزم، ومقدرة ومثابرة على العمل الجاد، وقد نهل الكثير من بحره الفياض إلى أن توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1348هـ.

فقام بشؤون المدرسة من بعده أخوه الفقيه الشهير والورع الكبير سيدي محمد فاضل الذي قام خير قيام، وأدى واجب رسالته بالتمام إلى أن مات ـ رحمه الله ـ سنة 1408هـ.

فأتى من بعده ابن أخيه الفقيه الزاهد والعالم الماجد سيدي العربي بن سيدي عبد القادر الذي قام كقيام سابقيه وسار على نهج أسلافه.

ولهؤلاء العلماء الأجلاء ارتباط وثيق بالطريقة الشاذلية الدرقاوية ولهم مكانة خاصة عند أهل هذه الطريقة(187).

9-مدرسة أولاد عبد المولى:

وهي مدرسة علمية عتيقة طبقت شهرتها الآفاق، لمؤسسها العالم النحرير والفقيه الخبير الحاج عبد الله المعطي بن أحمد السباعي سنة 1210هـ من حر ماله، كان من الآخذين عن أحمد بن مبارك الرسموكي إلى جانب علماء آخرين من الصحراء وسوس، والتي تؤمها الطلبة من كل حدب وصوب، وكان لهذه المدرسة حضور وازن في الصحراء من وادي نون حتى منطقة «تيرس»؛ نظرا لتنقل مؤسسها، وكذلك أبناؤه ما بين الحوز وبلاد «شنقيط»(188).

وكان ـ رحمه الله ـ قائما بمؤونة الطلاب وتدريسهم العلم بجميع فنونه من فقه، ولغة، ومنطق، وبيان، وأدب، إلى أن تغمده الله بواسع رحمته.

وقد خلف من بعده ستة أولاد أفذاذ من بينهم أربعة علماء أجلاء، فخلفه بعد موته ابنه الأبر والعالم الأغر سيدي محمد الحسن الذي حذا حذو أبيه في تسيير شؤون المدرسة إلى أن وافاه الأجل، فخلفه أخوه الفقيه الكبير والمفتي الشهير سيدي عبد الله. وفي زمان هذا الأخير حازت المدرسة شهرة واسعة وإقبالا منقطع النظير، وازدهر نشاطها العلمي والأدبي، حيث كان بحرا من العلم لا ساحل له.

وكان إذا جلس لتدريس العلم فاح مسك ربيعه، فينبهر كل من حضر مجلسه من فصاحة لسانه وإعجاز بيانه، كما تعجب علماء عصره من كثرة إبداعه وسلاسة يراعه.

وكان متصدرا للفتوى وكل من وردت عليه فتواه من ولاة عصره قبلها وحكم بمقتضاها.

وكان ـ رحمه الله ـ متحليا بالأخلاق الفاضلة، متواضعا، واسع الصدر، حليما، كريم السجايا، زاهدا، ورعا، مقبلا على مولاه، وغاضا بصره عن من سواه، كرس حياته لبث العلوم إلى أن وافاه الأجل عن سن تناهز التسعين سنة 1390هـ/1970م.

وقد أنجب عدة أبناء علماء مثقفين فخلفه منهم ابنه البار سيدي عبد المعطي الذي كان موظفا بوزارة العدل لكنه لم يجد بدا من القيام بتسيير شؤون المدرسة بعد وفاة والده(189).

أما تلاميذه من أهل التصوف فإنه كان يلقنهم أوراد الطريقة الناصرية، ويعلمهم الفقه المالكي، ويسلك بهم طريقة القوم حتى يأذن لمن رآه أهلا لذلك في تلقين الأوراد، واستقام على تعليم العلم لأبناء المسلمين، ونشر الدين الإسلامي في «المغرب» و«السنغال» وغيرهما من البلاد إلى أن توفي ـ رحمه الله ـ.

10-المدرسة الرسموكية البوعنفيرية:

نسبة إلى «بوعَنْفِير» في قبيلة «آل أبي السباع» في حوز مراكش بمنطقة «بوجمادة»، فقد نزل هناك أحمد بن مبارك الرَّسْموكي فأسس أسرة علمية ماجدة، لا تزال تؤدي مهمتها في العلم والإرشاد، وتَخريج رؤساء الدين، فينبثون في قبائل البادية، وهو من أسرة شريفة النسب من رَسْموكة، وجدهم العلامة الحاج يَحيى الشهير في القرن الحادي عشر، وهم شرفاء كما قاله مُحمد بن العربي الأدوزي لسيدي الحسين بن أحمد بن مبارك، وأصلهم من تاوريرت الجمعة من أداي رسْموكة(190).

وأشاد به غير واحد من أهل العلم بقولهم: «أحمد بن مبارك الرسموكي نزيل «بوعنفير» بأبي السباع علامة جليل طائر الصيت، تخرج بمحمد الهرغني الإيلالني نزيل «مزوضة»، ورأيت ما يدل على أنه استجاز أحمد التمكدشتي، شارط أولاً في «مدرسة أسراتو»، ثم غادرها لأن أهلها لم يحترموا الطلبة، فنزل في «بوعنفير»، فأسس مدرسته، فأقبل على إقامتها بذات يده، يؤثر الطلبة بما يدخل يده، فقامت بمهمته فخرج منها علماء كثيرين نشروا من علمه ما نشروا، وكان متواضعًا صالحًا معتقدًا لا يعتني بهيئته لباسًا ومركبًا، ولم يكن قط متسعًا، فلم يزل رافع الشأن حتى (ت 5 / 7 / 1312ه‍)، وهو والد شيبة الحمد العالم المدرس سيدي الحسن الرسموكي حفظه الله، وقد أشاد للمدرسة بعده جاهًا ومالاً وسمعة»(191).

ب‌- مدارس منطقة تغسريت:

1-مدرسة سيدي عبد السلام بن إبراهيم المؤمني:

بنى هذه المدرسة بـ«قرية أولاد المؤمنة» بمنطقة «تغسريت» ببلاد القبيلة السباعية، العالم الجهبذ الشهير، والفقيه المفتي الكبير، سيدي عبد السلام بن إبراهيم المؤمني(192)، الذي ينتسب إلى «فخذة أولاد المؤمنة» المنحدرة من محمد الأكبر بن عبيد بن عمارة بن عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل(193)، وخريج «مدرسة السعيدات»(194)، حيث تفرغ للتدريس بها وللإفتاء والإرشاد والإصلاح.

وقد نهل من هذه المدرسة عدد وفير من العلماء، كما قامت بدور أساسي في توعية المواطنين بخطر المستعمر الغاشم وخصوصا أيام حركة التحرير الوطنية، وكان سيدي عبد السلام بن إبراهيم قائما بجميع حاجيات طلابها إلى أن لبى داعي ربه سنة 1368هـ/1948م، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته(195).

2-مدرسة سيدي إبراهيم بن سيدي بادي المؤمني السباعي:

توجد هذه المدرسة بـ«قرية أولاد المؤمنة» بمنطقة «تغسريت» ببلاد القبيلة السباعية، أسسها الفقيه سيدي إبراهيم بن سيدي بادي المؤمني السباعي(196)، خريج «مدرسة السعيدات»(197)على يد الشيخ سيدي العربي بن على السباعي، والذي وصار يعلم بها العلم للطلبة الوافدين عليه، وتوجد هذه المدرسة إلى جانب مدرسة أخيه سيدي عبد السلام المؤمني المتقدم.

وقامت هذه المدرسة بدور مهم في تنوير الحركة العلمية والأدبية بالقبيلة السباعية. وكان سيدي إبراهيم ولد سيدي بادي عالما كبيرا متشبعا بعلوم الفقه، والشريعة، والحديث، التي كان يقوم بتلقينها لطلبة المدرسة، بجانب التكفل بجميع مؤونتهم من ماله الخاص إلى أن مات ـ رحمه الله ـ سنة 1370هـ/1950م(198).

3-مدرسة أولاد عزوز:

أسس هذه المدرسة العتيقة بـ«قرية أولاد عزوز» الواقعة بمنطقة «تغسريت» بأرض القبيلة السباعية، الفقيه الجليل، والعالم النحرير سيدي عمر العزوزي، الذي ينتسب إلى عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل، من ماله الخاص سنة 1320هـ(199). وهو أيضا من خريجي «مدرسة السعيدات»(200).

وكان قائما طيلة حياته بتكاليفها، ومؤونة طلابها، إلى جانب تلقين العلم بجميع فنونه لروادها من طلبة العلم إلى أن توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1335هـ/1936م، فخلفه في تسيير شؤون المدرسة ابنه البار سيدي محمد فاضل إلى أن وافته المنية هو كذلك سنة 1346هـ.

وقامت هذه المدرسة بدور مهم في تنشيط الحركة العلمية والثقافية داخل القبيلة، وتخرج منها عدد مهم من العلماء وحفظة القرآن(201).

4-مدرسة كورارت:

قام بتأسيس هذه المدرسة العتيقة الفقيه الجليل سيدي محمد بن عبو بعد تخرجه من «مدرسة السعيدات» سنة 1330هـ، بمنطقة «كورارت» قرب «قرية أولاد الحاج» بمنطقة «تغسريت» ببلاد القبيلة السباعية، والتي قامت بدور هام في بث العلوم، وإنارة الفكر ثقافيا، وأدبيا، وسياسيا، واجتماعيا، والتي تخرج منها عدد وفير من العلماء الأنجاب من مختلف القبائل.

وقد كان الفقيه ـ رحمه الله ـ قائما بتدريس جميع العلوم من فقه ولغة وتاريخ إلى جانب قيامه بمؤونة طلاب المدرسة إلى أن وافاه الأجل سنة 1340هـ. فقام مقامه ابنه البار سيدي الحنفي أحسن قيام إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.

وممن تخرج من هذه المدرسة الفقيه الجليل الذي جمع بين علم الشريعة، وعلوم الفقه سيدي الطيب بن أحمد شينان الحاجي، الذي أخذ عنه الكثير من علماء السراغنة، ودمنات، ومراكش. وكان في آخر أيامه إماما لصلاة الجمعة بسيدي المختار إلى أن توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1364هـ(202).

5-مدرسة مولاي المأمون بن أحمد الأشقر الحاجي السباعي:

أسس العلامة الصوفي الشهير، والحافظ الأديب الكبير، مولاي المأمون بن أحمد الأشقر بن محمد الحاجي السباعي(203)، المنتمي لفرع «أولاد الحاج» المنحدرون من جدهم الحاج محمد بن دميس بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن عمارة بن عزوز بن إبراهيم بن اعمر بن عامر الهامل هذه المدرسة العلمية بالقرية التي عرفت باسمه قرب «قرية سيدي المختار» بإقليم «شيشاوة»، وكان يدرس بها مختلف العلوم والفنون.

نشأ الفقيه مولاي المأمون بالصحراء المغربية، حيث كانت تنتشر القبائل العربية التي تعيش على الترحال والانتجاع. واسمه الحقيقي الذي ولد به هو ميمون، ثم سمي بعد ذلك بمحمد المأمون الذي اختصر فأصبح يعرف باسم المامون فقط لسهولة تداوله من طرف الناس(204). ثم تنقل الفقيه بين أطراف الجنوب المغربي مترددا على مدارس العلم قبل أن يتحول صوب الشمال طلبا للمزيد من العلم والمعرفة، حيث درس على يد عدة مشايخ بدكالة، قبل أن ينتهي به المطاف إلى فاس التي استكمل بها دراسته، وتفتقت قريحته عن نبوغ منقطع النظير، بهر كل علماء عصره، ونذكر من معاصريه ورفقائه في الدرس الحاج محمد النظيفي قطب الطريقة التجانية وهو دفين «مراكش»، وكذلك سيدي احماد أموسى دفين «تيريت» بـ«قبيلة سكتانة».

وقد كان ـ رحمه الله ـ يتمتع بغزارة العلم، وسعة الاطلاع، وجزالة المعرفة، وتعدد مناهلها، الشيء الذي بوأه مكانة سامية، وجعله يضطلع بمهمة تدريس العلم بجميع فنونه بالمدرسة المشهورة آنذاك بـ«طاطا»، ثم تولى بعد ذبك منصب القضاء، وإصدار الفتاوى بنفس المدينة، فأبان عن حنكة وتبصر واجتهاد في حل كل ما رفع إليه من شكاوي وتظلمات، ولازال سكان مدينة «طاطا» يشهدون بهذا حتى اليوم.

ولم تقتصر شهرته على «طاطا» فحسب بل تعدتها إلى مناطق أخرى من المغرب، حيث أخذ عنه الكثير من علماء «سوس» و«كلاوة» و«أوريكة» وغيرها. وذلك إما بسعيهم إلى حلقات درسه أو أثناء تنقلاته اتجاه شمال البلاد. ولعل تنقله باتجاه الشمال ينحصر في مرحلتين: الأولى كانت أثناء تردده على مختلف مدارس العلم للدرس والتحصيل، وقد رجع بعد ذلك إلى الجنوب ليستقر به المقام بطاطا كما أسلفنا للتدريس والقضاء. أما في المرحلة الثانية فجاء تنقله إثر طلب مباشر من الباشا الكلاوي وإلحاح من الحاج محمد النظيفي، وذلك قصد التدريس بمدارس: «أوريكة» و«أغبالو» وتبسيط مبادئ الطريقة التجانية لمريديها. وقد كان ـ رحمه الله ـ مقدما مرموقا في هذه الطريقة، وله عدة قصائد شعرية يتغزل فيها بالطريقة التيجانية، ويمدح مريديها وتابعيها.كما ترك مؤلفات في مختلف الفنون تتطرق في مجملها لجميع الميادين العلمية والأدبية جلها مخطوط، فإن ما هو مطبوع من إنتاجاته في كتاب النصر الواضح لا يمثل إلا النزر القليل من مخلفاته الكثيرة والتي لم يكن يدفعها للمطابع بل كان ـ رحمه الله ـ ينسخها بيده، وله أيضا إنتاجات شعرية أغلبها في التصوف والزهد، ومدح الرسول ﷺ والنسب، والوعظ، والإرشاد، والنصيحة، والتوسل، والدفاع.

وقد أدرجه محمد المختار السوسي في كتابه «المعسول» ضمن أسماء أعلام وعلماء سوس.

توفي ـ رحمه الله ـ عام 1345هـ/1926م عن سن يناهز التسعين سنة، ودفن بزاويته بـ«قرية السيد المأمون» قرب سيدي المختار بإقليم «شيشاوة»(205).

6-مدرسة أولاد الحاج:

توجد هذه المدرسة العتيقة بـ«قرية أولاد الحاج» قرب «قرية سيدي المختار»، التي أسسها سنة 1325هـ  الفقيه المتفرد، والعالم النحرير سيدي عيسى بن عبد القادر الحاجي السباعي، من ماله الخاص بعد تخرجه من «مدرسة السعيدات»(206).

وقد نهل منها الكثير من طلبة العلم، وهي لا زالت ماثلة للعيان إلى يومنا هذا، وكان يقوم فيها بمهمة التدريس إلى أن وافاه أجله سنة 1358هـ فدفن ـ رحمه الله ـ بفناء هذه المدرسة(207).

ومن مختلف مناطق المغرب:

1-مدرسة سيدي أحمد بن رحال السباعي ببلاد دكالة:

أسس هذه المدرسة الشيخ أحمد بن رحال السباعي نجارا، الدكالي نزلا ودارا، كان أحد أشهر أئمة القراءات، مشهورا بالعلم والعمل، نخبة عصره، وغرة دهره، كانت مدرسته مركزا للعلم والقراءات، وقد ظلت موردا معينا طيلة قرون عديدة بعده، والظن أن نزوله كان بدكالة حولي سنة 1014هـ/1505م لما نزل البرتغاليون في هذا المكان، فكان هذا السيد من المتطوعين لمدافعة الغزاة، وكانت وفاته حوالي رأس القرن 11هـ/16م.

2-مدرسة مولاي أحمد بن ميمون الهلالي السباعي ببلاد دكالة:

نسبة للعلامة أبي العباس مولاي أحمد بن عمر بن محمد بن ميمون الهلالي السباعي أصلا، الدكالي الفرجي استيطانا، وهو من فخذة «الهلالات» التي تنتمي لجدهم الغازي الابن الأكبر لاعمر بن عامر الهامل. ولما نزل الفقيه بقبيلة دكالة، أسس مدرسته المختصة في القراءات خلال القرن 13هـ/19م. قال عنه تلميذه أبو الحسن الدمناتي في فهرسته ما يلي: «كان عمدتي في كل الفنون المتداولة لأهل السنة رواية ودراية»(208)، ولي الله ناصية الناس، الإمام الفهامة الهمام العلامة الذي به من الفضائل والفواضل ما لم أره لغيره.

حدثني شيخنا الإمام الفاضل الحافظ أبو شعيب الدكالي قال: «حدثني عالم مراكش أبو عبد الله السيد محمد بن إبراهيم المعروف بالتكرور السباعي، قال: لما رجعت من رحلتي الفاسية، قال لي والدي: هل قرأت على سيدي أبي العباس أحمد بن عمر؟ فقلت لا، قال: ارجع حتى تقرأ عليه، فرجعت إليه، ولما رأيته رأيت رجلا أجمل الناس، وأفضل الناس، وأعلم الناس».

ومن أفضل تلامذته: محمد بن أحمد بن دح الأزموري، قال السملالي: «قرأ المترجم بفاس ثم بدكالة على سيدي أحمد بن ميمون السباعي، تلميذ السيد أحمد بن التاودي ابن سودة، وشيخ البوجمعوي المراكشي»(209)، وأبو الحسن علي بن سليمان الدمناتي، والإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي وغيرهم. وقد توفي ـ رحمه الله ـ حوالي سنة 1280هـ/1863م.

وبعد وفاته خلفه في الإشراف على المدرسة ابنه الفقيه الجليل عبد الرحمن بن أبي العباس أحمد بن عمر بن محمد بن ميمون السباعي الذي تولى قضاء «أولاد فرج» في دولة السلطان العلوي مولاي يوسف، ولما توفي خلفه ولده الفقيه السيد علي الذي نبغ في العلوم الإسلامية نبوغا عجيبا.

3-مدرسة الزاوية التونسية السباعية بدكالة:

توجد هذه المدرسة قرب الجبل الأخضر، أسسها الفقيه الجليل سيدي التونسي بن بيه الدكالي العوني شيخ سيدي محمد الضوء السباعي، قال المختار السوسي: «العلامة سيدي محمد الضوء البكاري المغراوي أخذ عن الأستاذ التونسي الدكالي في زاويته قرب الجبل الأخضر، ثم أخذ عنه بعد ذلك الغالي ابن التونسي ـ ابن شيخه ـ»(210). وقال أيضا: «من أشياخه ـ أي محمد الضوء السباعي ـ سيدي التونسي بن بيه الدكالي العوني، وأن شيخه المذكور أخذ عن العلامة سيدي الطيب بن كيران الفاسي، وسيدي حمدون بن الحاج، والزروالي من طبقتهما»(211).

4-مدرسة الشيخ علي بن حبيب الكسيمي البقاري السباعي:

أسس هذه المدرس بـ«قبيلة كسيمة» بسوس الشيخ الكبير علي بن حبيب الكسيمي البقاري السباعي الذي نشأ بين أهله «أولاد البقار» ودرس في «تمكديشت»، ثم استقر في «قبيلة كسيمة» قرب مدينة «أكادير»، وهو من حفاظ كتاب الله المتخصصين في القراءات السبع(212).

قال عنه المختار السوسي: «سيدي علي بن الحبيب السباعي الكسيمي (نحو 1260هـ/28ـ1ـ1332هـ)، من الشرفاء السباعيين، منشأه من «أولاد البكار»، أخذ القرآن عن الأستاذ سيدي محمد البرايمي، ثم التحق بـ«تيمكيدشت» عند الشيخ سيدي الحسن بن أحمد، ثم إلى بونعمان عند سيدي مسعود المعدري، فهؤلاء من نعرف أنهم أساتذته.

ثم شارط في «قرية باها بن باها» في «كسيمة» يعلم في مسجدها القرآن سنين أكثر من عشر، حتى إذا بلغ صيته الرئيس عبد الرحمن ابن الحاج العربي أتى به إلى «مسجد الدشيرة»، فزوجه بنت أخيه الحاج إبراهيم ابن الحاج العربي، فاستقر دائما هناك طوال عمره، وكان هو وسيدي إبراهيم وعبد الله الركراكيان، وسيدي عمر نحماميو الترايستي، وسيدي علي بن عبد الملك ـ وهو أستاذ عبد الله الركراكي ـ، وسيدي علي نحادوش الحاحي التامري، نزيل إيرحالن، وسيدي عبد القادر بن بيهي الإينزكاني، هؤلاء هم الذين يذكرون في عالم القراءات في جيلين، وسط قبيلة كسيمة التي كانت القراءات السبع مستفحلة في مساجدها، فما من مسجد إلا وفيه عشرات من التلاميذ يأخذون عن هؤلاء.

ثم إن المترجم يعلم الفنون كما يعلم القراءات في «مسجد الدشيرة» مع ما له من هالة متسعة من الشهرة، وقد كان عالم إيالة آل الحاج العربي والمرجوع إليه في مهمات الدين، حتى في السياسة، فقد كان مع سيدي عبد الرحمن ثم مع ولده سيدي محمد بن عبد الرحمن، إلى أن فرق الموت بينهما -وكان سياسيًا يعرف من أين تؤكل الكتف، وكان لبقًا حاذقًا ماهرًا في حل المشاكل، وقد أصهر بنته إلى سيدي المدني ابن عبد الرحمن.

ومن أخباره أنه كان يومًا في مسامرة مع سيدي سعيد التناني، فذكر المترجم باب التوبة، فقال له سيدي سعيد: أروني هذا الباب لأسده قبل أن يخرج منه من كانوا فيه، وأما أن يطمع الطامعون في الدخول جديدًا فهيهات، أقول: إنها قولة اقتضاها المقام لا غير، وإلا فباب الله مفتوح دائمًا، وهو باب التوبة إليه.

وقد خرج عشرات من التلاميذ في القراءات، ومنهم سيدي عبد الملك التناني، والحاج المكي المشهور في «فاس»، وهو الرجل الصالح من السباعيين، أخذ التصوف عن الشيخ الألغي أولاً تبركا، وكان يحكي عنه كثيرا، ثم التحق بمولاي عبد الرحمن بن الطيب بن مولاي العربي، ثم كان في «مصر» أكثر من عشر سنين، فلاقى هناك رجالاً عظامًا من كبار المشايخ، ثم صدر إلى «المغرب»، فعرفته «فاس» قاطبة بعلمائها ورؤسائها، وكان يعرف سر الحرف، وكان عابدًا قانتًا، سكن «مراكش» حينًا، ثم رجع إلى «فاس»، وكان من أكرم الناس، توفي حوالي وقت مجيء الاستقلال بـ«فاس» ـ رحمه الله أ.

في الطريقة الإلغية: كان المترجم في طليعة الآخذين عن الشيخ، فكانت نظرته هي السبب حتى رسخ أولئك الرؤساء في هذا الميدان، وقد كان له ـ رحمه الله ـ عزم وحزم في باب الله، ولذلك لم يكد ينخرط في أصحاب الشيخ، حتى كان له بينهم مركز، وكثيرًا ما يسافر إلى موسم الشيخ، ومرة لم يذهب معتذرًا، فقال للرسول: بلغ السلام للشيخ، وقل له: إن القلوب هناك، فرد عليه الشيخ السلام على لسان الرسول قائلاً له: دعوا القلوب هناك، وائتوا بالقوالب، فإن النحل لا يصنع العسل إلا في الخلايا، وحكى لي الفقير بوجمعة البوعشراوي أنه سمع من أحد أهل الشيخ يومًا تَحاملاً على الشيخ، فأضر به ذلك في خاطره، فذكر ذلك للمترجم، فهداه قائلاً: هذه مما يمتحن به المشايخ الكمل، فإن أقاربهم يتسلطون عليهم، فينتقصونهم إما حسدًا، وإما جهلاً، وقد كان الشيخ يؤاخذه المؤاخذة التي يؤاخذ بها المخلصين من أصحابه؛ ولذلك حصلت له منه نظرة خاصة.

استشهاده: لم يزل على حالة حسنة، إلى أن قضى عليه فتكا في ليلة سرى بها جند الاحتلال إلى دار آل الحاج العربي، وقد كان هو وابنه أحمد في غرفة يعلمه والرئيس سيدي محمد بن عبد الرحمن، وسيدي عبد الملك التناني في غرفة إزاءها، فولج عليهم الجند، فسبق الداخلون إلى الغرفة التي فيها المترجم فضربوه فمات، وجرح ولده، وتدلى سيدي محمد بن عبد الرحمن وسيدي عبد الملك من نافذة فنجوا، فهكذا مات شهيدًا، وقد كان ـ رحمه الله ـ حسن الاعتقاد بربه.

وله ولدان محمد الفقيه لا بأس بمعلوماته، أخذ عن سيدي الحاج مسعود ثم صار تاجرًا في البيضاء ولا يزال حيًا الآن 1381هـ، والآخر أحمد الذي ذكرناه جرح مع أبيه توفي نحو 1372هـ»(213).

5-المدرسة البعاريرية السباعية ببلاد هوارة:

تأسست هذه المدرسة العلمية التي عرفت بـ«المدرسة البعاريرية» الذائعة الصيت خلال القرن الـ 18م على يد أسرة سباعية من «أولاد عزوز» الذين ينتمون لجدهم إبراهيم نجل اعمر بن المولى عامر الهامل، تدعى البعارير، قال عنها ابن المأمون السباعي: «كما لا ننسى الأسرة البعاريرية المستقرة بهوارة قرب أكادير، والتي اشتهرت بتدريس علوم اللغة، وتعليم القراءات السبع، ونذكر منهم عل سبيل المثال لا الحصر: سيدي الطاهر وأبناؤه سيدي أحمد، وسيدي عبد القادر، وسيدي علال، والحاج محمد، ثم ابن هذا الأخير سيدي عبد الغني»(214).

وكانت هذه الأسرة قد استقرت بـ«قبيلة هوارة» بعد النكبة التي حلت بالسباعيين في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي أواخر القرن الثاني عشر الهجري.

6-مدرسة سيدي بلخير العمراني السباعي:

الفقيه البركة سيدي بلخير من أولاد إدريس بن عمران بن عامر الهامل، الذي تخرج على يديه الكثير من طلبة العلم وحفظة القرآن(215).

هذا ما تيسر لنا ذكره من معلومات مختصرة عن بعض الزوايا والمدارس السباعية التي يصعب حصرها والإحاطة بها؛ بسبب انتشارها في مختلف أنحاء المغرب، وبواديه وحواضره من جهة، وبسبب ندرة المصادر والمراجع التي وقفت عليها من جهة ثانية.

وهناك بعض الزوايا والمدارس السباعية لم نستطع التطرق إليها بشيء من التفصيل، بسبب شح المعلومات المتوفرة حولها.

 

إعداد: حسناء بوتوادي

 


 (1)المعسول، للمختار السوسي (19/ 354ـ355).

 (2)انظر: الإبداع والإتباع في تزكية شرف أبناء أبي السباع، شقر مولاي أحمد ابن مولاي المأمون السباعي، مطبعة الجنوب، الدار البيضاء، 1994م، (ص59)، والدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع، السيد عبد الله بن عبد المعطي الحسني الإدريسي السباعي، تصحيح محمد الموقت المراكشي، المطبعة الإقتصادية، الرباط، 1359هـ/1940م، (ص57).

 (3)انظر: الإبداع والإتباع (ص59).

 (4)نفسه (ص58ـ59).

 (5)نفسه (ص71).

 (6)نفسه (ص75).

 (7)نفسه (ص75).

 (8)نفسه (ص75).

 (9)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع في أعلام الأشراف أولاد أبي السباع، لصالح بن بكار السباعي، دار وليلي للطباعة والنشر، مراكش 2000م، (ص233ـ234) بتصرف.

 (10)نفسه (ص75).

 (11)الإبداع والإتباع (ص75).

 (12)نفسه (ص75).

 (13)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234).

 (14)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب في المغارب بين الترحال والاستقرار دراسة سوسيو-أنثروبولوجية حول أولاد أبي السباع، محمد دحمان، طوب بريس، الرباط، الطبعة الأولى يوليوز 2012م، (ص78).

 (15)نفسه (ص78).

 (16)الإبداع والإتباع (ص78).

 (17)نفسه (ص68).

 (18)الأنس والإمتاع (ص215).

 (19)رواية شفوية متواترة. منقول عن مقال أبو علي السباعي المعنون بـ: «سيدي عبد الوهاب السباعي بوجدة من مزارات وأضرحة الأولياء والصلحاء السباعيين بالمغرب».

 (20)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص50).

 (21)منقول عن مقال أبو علي السباعي المعنون بـ: «سيدي عبد الوهاب السباعي من مزارات وأضرحة الأولياء والصلحاء السباعيين بالمغرب».

 (22)نفسه.

 (23)نفسه.

 (24)الإبداع والإتباع (ص78).

 (25)نفسه (ص78ـ79).

 (26)نفسه (ص78).

 (27)نفسه (ص78).

 (28)نفسه (ص78).

 (29)نفسه (ص78).

 (30)نفسه (ص78).

 (31)نفسه (ص83).

 (32)نفسه (ص83).

 (33)نفسه (ص84).

 (34)الإبداع والإتباع (ص84)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص72).

 (35)الإبداع والإتباع (ص84).

 (36)نفسه (ص84).

 (37)منقول عن مقال أبي علي السباعي المعنون بـ: «سيدي عبد الوهاب السباعي بوجدة من مزارات وأضرحة الأولياء والصلحاء السباعيين بالمغرب».

 (38)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص68).

 (39)انظر: الأنس والإمتاع (ص140)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (194).

 (40)انظر: الإبداع والإتباع (ص85ـ86).

 (41)الإبداع والإتباع (ص85)، (ص102ـ103).

 (42)نفسه (ص85).

 (43)نفسه (ص85).

 (44)الإبداع والإتباع (ص85).

 (45)نفسه (ص85).

 (46)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص68).

 (47)الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، للمراكشي، المطبعة الملكية، الرباط 1997م، (8/ 275).

 (48)الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصري، تحقيق جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء،(5/ 20).

 (49)انظر: الاستقصا (4/ 111)، (5/ 87)، والإعلام، للمراكشي (8/ 275)، (10/ 402).

 (50)نفسه (ص89).

 (51)نفسه (ص89ـ90).

 (52)نفسه (ص90).

 (53)نفسه (ص90ـ91).

 (54)نفسه (ص91).

 (55)نفسه (ص91).

 (56)الإبداع والإتباع (ص91).

 (57)نفسه (ص91).

 (58)انظر: فهرس الفهارس، عبد الحي الكتاني، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1982م، (2/ 1094ـ1098)، والإبداع والإتباع (ص91)،والموسوعة المغربية للأعلام البشرية معلمة الصحراء ملحق 1، عبد العزيز بنعبد الله (ص20).

 (59)(2/ 1094).

 (60)الأنس والإمتاع (ص182ـ183)، والإبداع والإتباع (ص91).

 (61)الشيخ ماء العينين، لابن الشيخ مامينا (ص297ـ298).

 (62)الإبداع والإتباع (ص91).

 (63)نفسه (ص92).

 (64)الإبداع والإتباع (ص92).

 (65)الإبداع والإتباع (ص92)، والأنس والإمتاع (ص172ـ176).

 (66)الأنس والإمتاع (ص318).

 (67)الإبداع والإتباع (ص93).

 (68)في الإعلام، للمراكشي (10/ 425) أن اسمه الشيخ مبارك ابن الشيخ المختار الدميسي السباعي.

 (69)الإبداع والإتباع (ص93)، والإعلام، للمراكشي (10/ 425).

 (70)نفسه (ص94).

 (71)نفسه (ص94)، والأنس والإمتاع (ص143).

 (72)الإبداع والإتباع (ص94).

 (73)الأنس والإمتاع (ص304ـ305).

 (74)الدفاع وقطع النزاع (ص33ـ34).

(75)جواهر الكمال في تراجم الرجال، الكانوني، المطبعة العربية، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1356هـ، (ص63).

 (76)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص79).

 (77)نفسه (ص79).

 (78)راجع: الإبداع والإتباع (ص94)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص79).

 (79)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص80).

 (80)الأنس والإمتاع (ص151).

 (81)الإبداع والأتباع (ص99).

 (82)الإبداع والإتباع (ص99)، ومعلمة المغرب (3/ 909).

 (83)الإبداع والإتباع (ص99).وهم فرع من السباعيين المستقرين بالحوز في المنطقة التي تسمى بالمجون شرق وادي شيشاوة بالمحاذاة مع قبيلتي تكنة ومجاط. وينتشر إخوانهم في أماكن متعددة من الصحراء المغربية، كما يوجدون في موريتانيا. معلمة المغرب (3/ 909).

 (84)الإبداع والإتباع (ص99)، وفي دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص71): «محمد البكار بن الحاج بن اعمر بن عامر الهامل، محمد المختار ابنه، عيسى، إبراهيم بوعنكة، عبد المولى، العباس، محمد المعروف بأكللش».

 (85)صرح العالم محمد يحيى بن محمد سعد أبيه البوعنكاوي السباعي أن محمدا أﮔلَلَّـشْ هو ابن الحاج بن اعمر بن المولى عامر الهامل المكنى بأبي السباع، فيصبح أخا لكل من محمد البقار وإبراهيم وعيسى، والله أعلم بالصواب. ولا تعرف ذرية لمحمد أﮔلَلَّـشْ سواء بالمغرب أو بالقطر الموريتاني.

 (86)الدفاع وقطع النزاع (ص43)، وذكر أن الأبيات من نظم والده ماعدا بيت «والكل بالساقية الحمراء» فهو لأخيه الشقيق العلامة الفصيح، البطل المشيح، المقدس السيد محمد ذيل به بيانا لمحل أضرحتهم.

 (87)  De la chapelle, François, "Esquisse d'une histoire du sahara occidental", in héspéris, tome III, Rabat, 1930 pp.35-95

 (88)إزاحة الغشاوة  عن تاريخ الحركة العلمية بإقليم شيشاوة من خلال الزوايا الصوفية والمدارس العلمية، الحبيب أرسموك، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش 2001م، (ص277).

 (89)الإبداع والإتباع (ص100).

 (90)نفسه (ص100).

 (91)الإبداع والإتباع (ص100)، والمعسول (19/ 355ـ357).

 (92)الإبداع والإتباع (ص101).

 (93)نفسه (ص101).

 (94)الإبداع والإتباع (ص101).

 (95)الإبداع والإتباع (ص101).

 (96)الأنس والإمتاع (ص317).

 (97)الإبداع والإتباع (ص101).

 (98)نفسه (ص101).

 (99)الإبداع والإتباع (ص102).

 (100)نفسه (ص102ـ103).

 (101)نفسه (ص103).

 (102)نفسه (ص103).

 (103)نفسه (ص103).

 (104)نفسه (ص107).

 (105)نفسه (ص109).

 (106)نفسه (ص109).

 (107)الأنس والإمتاع (ص128).

 (108)انظر: الإبداع والإتباع (ص110)، والأنس والإمتاع (ص127ـ128).

 (109)انظر: الإبداع والإتباع (ص110)، والأنس والإمتاع (ص127ـ128) بتصرف.

 (110)الإبداع والإتباع (ص110).

 (111)سيأتي الكلام عنها.

 (112)الإبداع والإتباع (ص110).

 (113)السعادة الأبدية (ص110)، والإعلام، للمراكشي (13/6).

 (114)الأنس والإمتاع (ص317).

 (115)انظر: الإبداع والإتباع (ص58ـ59).

 (116)الإبداع والإتباع (ص117)، وحسن كنفاني، (مادة أولاد بوحسين)، معلمة المغرب، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، نشر مطابع سلا، الطبعة الأولى 1410هـ/1989م، (3/ 909).

 (117)نفسه (ص117).

 (118)الإبداع والإتباع (ص117)، وفي معلمة المغرب (3/ 909): «أنه في واد بحفرة بوحسين قرب تيرس بينه وبين جبل التمر المسمى بأدرار مسيرة خمسة أيام».

 (119)الإبداع والإتباع (ص117).

 (120)نفسه (ص117).

 (121)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (122)انظر ترجمته في سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني، تحقيق عبد الله الكامل الكتاني وحمزة بن محمد الطيب الكتاني ومحمد حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1425هـ/2004م، (1/ 203).

 (123)الأنس والإمتاع (ص96ـ100).

 (124)الإبداع والإتباع (ص117).

 (125)أولاد الزير والعوامر لهم خصائص متفردة، ومجالات متميزة لا يضاهيهم فيها أحد. ومن عادات القبيلة قديما أنها إذا اتفقت على أمر ما وأرادت تنفيذه فإنها تقدم أحدا من العوامر؛ وذلك تفاؤلا بالعمارة. انظر الإبداع والإتباع (ص119).

 (126)الإبداع والإتباع (ص118).

 (127)الإبداع والإتباع (ص119)، وجواهر الكمال (ص41ـ42).

 (128)الإبداع والإتباع (ص119).

 (129)الأنس والإمتاع (ص308ـ309).

 (130)نفسه (ص311).

 (131)الإبداع والإتباع (ص119).

 (132)نفسه (ص119).

 (133)نفسه (ص119).

 (134)نفسه (ص119).

 (135)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (136)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (137)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (138)الإداع والإتباع (ص119ـ120)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (139)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (140)الإبداع والإتباع (ص119ـ120).

 (141)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (142)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (143)نفسه (ص59).

 (144)نفسه (ص71ـ72).

 (145)نفسه (ص72).

 (146)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234).

 (147)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (148)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (149)الإبداع والإتباع (ص120ـ121)، والأنس والإمتاع (ص233ـ234) بتصرف.

 (150)المعسول (19/ 107)، وإزاحة الغشاوة (ص64).

 (151)المعسول (22/ 332).

 (152)الأنس والإمتاع (ص317).

 (153)نفسه (ص316).

 (154)نفسه (ص311ـ312).

 (155)نفسه (ص300ـ301).

 (156)الأنس والإمتاع (ص302).

 (157)نفسه (ص301).

 (158)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص68).

 (159)نفسه (ص68).

 (160)نفسه (ص68).

 (161)نفسه (ص68).

 (162)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص68).

 (163)نفسه (ص68).

 (164)نفسه (ص68).

 (165)الأنس والإمتاع (ص315).

 (166)نفسه (ص316).

 (167)الشيخ محمد بن الشيخ سيدي محمد السباعي (ص40ـ47).

 (168)نفسه (19/357).

 (169)الدفاع وقطع النزاع (ص12).

 (170)انظر الإبداع والإتباع (ص85)، و الأنس والإمتاع (ص162ـ166).

 (171)الإبداع والإتباع (ص99).

 (172)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص202).

 (173)أولاد المؤمنة ينتسبون إلى إبراهيم نجل اعمر بن المولى عامر الهامل، وهو أخ شقيق لعامر وغير شقيق للحاج والغازي. انظر الإبداع والإتباع (ص83).

 (174)انظر ترجمته في المعسول (19/370)، والإبداع والإتباع (ص87ـ88)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (203).

 (175)وفي المعسول (19/ 370): الضوء المومني القاضي المتوفي 1363هـ.

 (176)الإبداع والإتباع (ص87ـ88)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص203).

 (177)انظر: الإبداع والاتباع (ص102)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص203).

 (178)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص203).

 (179)الإبداع والإتباع (ص109).

 (180)العبابسة: فخذة من أفخاذ الغازي ينتسبون إلى الشهيد العباس بن عبد الرحمن بن الغازي بن اعمر بن عامر الهامل، والعباس هو أحد شهداء الساقية الحمراء السبعة. ويتواجد أحفاده بإقليم شيشاوة بالمغرب بمنطقة بوجمادة ضمن القرية المعروفة بدوار العبابسة.ولهذا الفرع ميادين علمية، أدبية، واجتماعية كثيرة. كما يتحلى أفراده بالخصال الحميدة؛ مالورع، والشجاعة والكرم، شأنهم في ذلك شأن إخوانهم السباعيين. انظر الإبداع والاتباع (ص108).

 (181)انظر: الإبداع والإتباع (ص108ـ109)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص203).

 (182)الإبداع والإتباع (ص100).

 (183)المعسول (19/ 355).

 (184)الإعلام، للمراكشي (2/ 246ـ247).

 (185)الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية معلمة الصحراء ملحق 1 (ص30).

 (186)المعسول (22/347).

 (187)انظر الإبداع والإتباع (ص118ـ119).

 (188)الإبداع والإتباع (ص107ـ108)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص203).

 (189)الإبداع والإتباع (ص107ـ108).

 (190)سوس العالمة، محمد المختار السوسي، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر بنميد، الدار البيضاء، الطبعة الثانية 1404هـ/1984م، (ص132).

 (191)رجالات العلم في سوس، المختار السوسي، مطابع الشمال، تطوان 1989م، (ص157)، وانظر جواهر الكمال (ص69)، دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص202).

 (192)انظر ترجمته في الإبداع والإتباع (ص88)، والمعسول (19/ 371).

 (193)انظر: الإبداع والإتباع (ص86).

 (194)انظر: الإبداع والإتباع (ص88)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص204).

 (195)انظر: الإبداع والإتباع (ص88)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص204)، وفي المعسول (19/ 371) أنه لا يزال حيا الآن 1380هـ.

 (196)انظر: الإبداع والإتباع (ص88)، ودينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص204)، وفي المعسول (19/ 371) إبراهيم المومني مدرس في مدرسة أولاد مومن ، توفي منذ سنين.

 (197)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص204).

 (198)انظر: الإبداع والإتباع (ص88).

 (199)نفسه (ص83).

 (200)دينامية القبيلة الصحراوية في المغارب (ص204).

 (201)الإبداع والإتباع (ص83ـ84).

 (202)نفسه (ص90).

 (203)انظر ترجمته وأخباره في المعسول (9/ 320ـ322)، (20/ 120ـ121)، والإبداع والإتباع (ص90) و(ص145ـ176).

 (204)يقول رحمه الله في ذلك شعرا: انظر الإبداع والإتباع (ص145).

أنا بميمون سميت أولا

 

وتارة أدعى بمامون ولا

بأس بذاك كله حيث جرى

 

إذ ذاك فال حسن بلا مراء

وإن تعددت لشخص أسماء

 

دلت على رفعة ذاك المسمى

 

 

 (205)الإبداع والإتباع (ص145ـ146).

 (206)انظر الإبداع والإتباع (ص89-91)، ودينامية القبيلة الصحراوية (ص204).

 (207)الإبداع والإتباع (ص90-91).

 (208)منقول عن الإبداع والإتباع (ص110).

 (209)الإعلام، للمراكشي (8/ 321).

 (210)المعسول (19/ 355).

 (211)نفسه (16/ 139).

 (212)الأنس والإمتاع (ص76).

 (213)المعسول (ص179ـ181).

 (214)الإبداع والإتباع (ص84).

 (215)نفسه (ص119ـ120).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق