الرابطة المحمدية للعلماء

رسالة ملكية سامية إلى المشاركين في الدورة السادسة لبرلمان الطفل

شعار هذه الدورة: “تفعيل دور برلمان الطفل محليا وجهويا: تجسيد لممارسة المواطنة الكريمة.

ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، ورئيسة برلمان الطفل، أول أمس السبت، بمقر البرلمان، الدورة الوطنية السادسة لبرلمان الطفل.

ونظمت هذه الدورة تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار “تفعيل دور برلمان الطفل محليا وجهويا: تجسيد لممارسة المواطنة الكريمة”.

وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في الدورة السادسة لبرلمان الطفل.

وأهاب جلالة الملك، في هذه الرسالة، بكافة الفاعلين، في هذا المجال، إلى مواصلة الانفتاح على شؤون الطفولة، والانخراط في هذه الدينامية المتجددة، جاعلين غايتهم المثلى النهوض بأوضاعها.

كما دعا جلالته إلى وضع الآليات الضرورية، لتعزيز المشاركة الفعلية والانخراط الجدي، للأطفال البرلمانيين، محليا وجهويا، في المجالات المتعلقة بالنهوض بحقوق أطفالنا، وكذا تحصينهم مما قد يمس كرامتهم، وسلامتهم، وتوازنهم، ولاسيما الفئات، التي ما تزال تعاني من الاستغلال والحرمان، وسوء المعاملة، ومختلف أنواع الانحراف. وقدم الطفل البرلماني، عبد العزيز البيهي، خلال هذه الجلسة، التي تميزت بحضور عباس الفاسي، الوزير الأول، وعدد من أعضاء الحكومة، كلمة باسم أعضاء برلمان الطفل أشاد فيها بالمجهودات المبذولة من أجل النهوض بأوضاع الطفولة، مضيفا أن تنظيم هذه الدورة الوطنية من 11 إلى 16 نونبر 2008، تتوخى ترسيخ ورصد مكتسبات الأطفال البرلمانيين بعد انعقاد الدورتين الجهويتين.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية: “الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. بناتي، أبنائي الأعزاء، أعضاء برلمان الطفل، حضرات السيدات والسادة، يطيب لنا أن نتوجه إلى برلمان الطفل، في دورته الوطنية السادسة، المنعقدة تحت الرئاسة الفعلية لشقيقتنا العزيزة، صاحبة السمو الملكي، الأميرة الجليلة للا مريم. ونود التعبير، مجددا، عن تقديرنا الكبير، لجهودها الموفقة، في توسيع إشعاع برلمان الطفل، خاصة، والنهوض بأوضاع الطفولة، بصفة عامة. إن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع تخليد اليوم العالمي للطفل، وميلاد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، تلكم الاتفاقية التي كانت بلادنا سباقة للمصادقة عليها، وتطبيقها، لتمكين أطفالنا من كافة حقوقهم، ومن بينها الحق في المشاركة الديمقراطية، من خلال برلمان الطفل.

وإنه لمن دواعي ابتهاجنا، أن يصبح برلمانكم، مدرسة للتربية على المواطنة والديمقراطية، وقوة اقتراحية، في كل ما يرتبط بتدبير الشأن العام. كما يشكل تجربة واعدة، في مجال التنشئة الاجتماعية، والالتزام بحقوق وواجبات الإنسان، وترسيخ الوعي، بفضائل الحوار والتعايش، والتشبع بثقافة الانفتاح والتسامح، ونبذ كل أشكال التطرف والإقصاء والانغلاق.

وفي ذلك خير تخليد للذكرى الستين، للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولتنشئة الطفولة على قيمه السامية، التي نحن بها ملتزمون، وعلى ترسيخها عاملون. أيها الحضور الكرام، لقد حققت بلادنا تقدما حثيثا، في مجال حماية حقوق الطفل والنهوض بها، ولاسيما منذ إطلاقنا لأوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبلورة الخطة الوطنية للطفولة: “مغرب جدير بأطفاله”، وذلك وفاء لالتزاماتنا الدولية، وإسهاما في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

وما النتائج الإيجابية، المنبثقة عن الدورة الأخيرة، للمؤتمر الوطني لحقوق الطفل، الذي تدارس دور الحكامة المحلية الترابية في النهوض بحقوق الطفل، إلا تجسيد للوعي بضرورة نهج التدبير الترابي والمجالي الجيد، في ميادين أساسية، ولاسيما منها التربية والتعليم، والتكوين المهني، والصحة والرياضة، وحماية البيئة. كما سجلنا، بارتياح كبير، التزام كل من الحكومة والمنتخبين، وممثلي المنظومة الأممية، وجمعيات المجتمع المدني، بمضاعفة الجهود للنهوض بأوضاع الطفولة ببلادنا.

بناتي، أبنائي الأعزاء، إننا نشيد بما حققتموه، في دوراتكم الجهوية، بمختلف ربوع مملكتنا. فقد أبنتم عن نضج كبير، وحس وطني مستنير، خاصة وأنتم ترصدون مختلف الانشغالات والتطلعات، ذات الصلة بالشأن المحلي والجهوي. كما نهنئكم على اختياركم لموضوع: “تفعيل دور برلمان الطفل محليا وجهويا: تجسيد لممارسة المواطنة الكريمة”.

ذلكم أن ترسيخ صرحنا الديمقراطي، يمر حتما عبر إشاعة قيم المواطنة، وفضائل السلوك المدني، في الممارسات اليومية. وهي مسؤولية مجتمعية مشتركة، ينبغي أن تنهض بها، إلى جانب الأسرة والإعلام، كل المؤسسات ذات الوظائف التربوية، والثقافية، والتأطيرية. وفي هذا الصدد، نهيب بكافة الفاعلين، في هذا المجال، إلى مواصلة الانفتاح على شؤون الطفولة، والانخراط في هذه الدينامية المتجددة، جاعلين غايتهم المثلى النهوض بأوضاعها.

كما ندعوهم لوضع الآليات الضرورية، لتعزيز المشاركة الفعلية والانخراط الجدي، للأطفال البرلمانيين، محليا وجهويا، في المجالات المتعلقة بالنهوض بحقوق أطفالنا، وكذا تحصينهم مما قد يمس كرامتهم، وسلامتهم، وتوازنهم، ولاسيما الفئات، التي ما تزال تعاني من الاستغلال والحرمان، وسوء المعاملة، ومختلف أنواع الانحراف. ونغتنم هذه المناسبة، لنجدد التنويه بالمجهودات القيمة، التي تقوم بها شقيقتنا الغالية، صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم، في سبيل خدمة المصالح الفضلى للطفولة. كما نشيد بالإنجازات الهامة، التي حققتها، في هذا الميدان، وغيره من مجالات صيانة كرامة الإنسان، والنهوض بحقوقه، في مساواة بين الرجل والمرأة، وذلك بفضل حرصها القوي، وإشرافها الشخصي على العديد من المنظمات، ولاسيما منها، المرصد الوطني لحقوق الطفل، وبرلمان الطفل. أعانكم الله، ووفق مساعيكم. والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته” (و.م.ع بتصرف)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق