الرابطة المحمدية للعلماء

ذكرى مرور 65 سنة على تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال

الذكرى رمز لإجماع المغاربة في الدفاع عن قضاياهم الوطنية

ستظل روح وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي احتفل المغرب أمس الأحد 11 يناير 2009 بذكرى مرور 65 سنة على تقديمها، رمزا للإجماع الوطني وتماسك الجبهة الداخلية في الدفاع عن الوحدة الترابية والمقدسات الوطنية والدفع بالمسلسل الديموقراطي ومسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وشكل تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في الحادي عشر من شهر يناير 1944 حدثا كبيرا ومنعطفا حاسما في تاريخ المغرب الحديث، لما حملته هذه الوثيقة من مبادئ ما زالت روحها تغذي عزيمة الشعب المغربي في مسيرة البناء والتشييد بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

فقد ركزت هذه الوثيقة على استقلال المغرب في ظل الوحدة الترابية للمملكة، وإرساء ملكية دستورية وديموقراطية تضمن الحريات الفردية والجماعية والمساهمة في الحياة الدولية بشكل يحترم سيادة المغرب.
وتشكل هذه الذكرى محطة تاريخية غنية بدلالات ودروس وعبر ينبغي استثمارها في بناء الدولة الحديثة دولة الحق والقانون وحقوق الإنسان؛ التي تحافظ على حق الفرد وتصون كرامته، وتعمل على تحقيق العيش الكريم وتهتم بأحوال الطبقات المحرومة وتتصدى لمختلف الشوائب التي تعوق مسار البلاد وتشوش على أمنها واستقرارها.

ويتجسد استثمار هذه الدروس والعبر في النضال الذي يخوضه المغرب ملكا وشعبا من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية والتصدي لمناورات الخصوم ومؤامراتهم، في استماتة لا تقل عن استماتة الكفاح من أجل الاستقلال وذلك تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يؤكد على أن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ليست موضع مساومة.

وإذا كان السير على نهج روح وثيقة المطالبة بالاستقلال المتمثلة في الذود عن المقدسات الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب قد ميز تدبير المغرب للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية فإن هذه الروح ذاتها ظلت هي النبراس الذي ينير المبادرات والأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين والتي شملت على الخصوص الدفع بالمسلسل الديموقراطي وتوسيع مجال الحريات وكذا الاهتمام بالجانب الاجتماعي والتنمية البشرية، إضافة إلى الأوراش الاقتصادية الكبرى التي تعرفها المملكة من شمالها إلى جنوبها.

وإذا كان المغاربة ،الذين استطاعوا انتزاع استقلالهم بفضل روح التلاحم والتضامن والانسجام بين مختلف مكوناتهم ، قد تمكنوا من تحقيق عدد من المكاسب على صعيد التعددية السياسية وبناء الديموقراطية ودولة الحق والقانون رغم ما مروا به من صعاب وأزمات ، فإن التلاحم ذاته شكل مفتاح التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة حاليا، والتي تميزت بإطلاق جلالة الملك للعديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى.

وهكذا ،فإن حدث تقديم وثيقة الاستقلال سيبقى على الدوام مرجعا لقيم المواطنة الحقة والتضحية الجسيمة والتفاني في حب الوطن سواء بالنسبة للأجيال الحالية أو المقبلة التي عليها أن تستخلص العبر والدروس من تلك الملحمة حتى تكون خير خلف لخير سلف في المغرب الحديث وتبوئه المكانة اللائقة به بين الأمم.
ويحق للمغاربة، وهم يخلدون هذه الذكرى العظيمة، الاعتزاز بحمولتها من القيم الوطنية والتاريخية الخالدة، والحرص الدائم على استحضار الدروس والعبر من أمجاد وملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال والوحدة الترابية والسيادة الوطنية، والانطلاق منها لإشاعة قيم التضحية والالتزام والوفاء والتعبئة الشاملة.

كما أن إحياء هذه الذكرى يشكل مناسبة أخرى للارتقاء بثقافة الوطنية الحقة والاعتزاز بالانتماء الوطني إلى مدارج المواطنة الإيجابية لإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي التنموي الذي تتطلع إليه البلاد في ظل العهد الجديد تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
(زهرة نجاح عن و.م.ع)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق