الرابطة المحمدية للعلماء

د. عبادي: نحتاج الى جعل الدين يعلب دورا وظيفيا لحل مشاكل الانسانية

أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” غاية الدين الاسلامي هي ادخال السعادة في قلب الانسان في الدنيا والآخرة بعيدا عن الاختلافات والجزئيات الناتجة عن النقاشات في أمور الدين”، مشيرا الى أن “التركيز على هذه التفاصيل عند مقاربتنا لأمور الدين الاسلامي لن يحل المشاكل التي يواجهها العالم اليوم بقدرما سيزيدها تعقيدا”.

وشدد فضيلة السيد الأمين العام، الذي كان يتحدث، أمس الجمعة 16 دجنبر 2016، بمراكش، في جلسة فكرية خصصت لموضوع “علاقة الدين بالسياسات العمومية”، في إطار أشغال الدورة الخامسة لـ “الحوارات الأطلسية”،على أهمية اللجوء لقيم وأنظمة المعتقدات للإجابة على مختلف التساؤلات، والمشاكل المؤرقة للعالم في الوقت الراهن، وذلكعبر اعادة فهم نصوص الشرع وربطها بسياق ورودها من خلال اعمال المقاربة “التشفيرية”، والالمام بـ “مفاتيح” فهم ومقاربة النصوص الشرعية، والتجسير بين النصوص والسياقات.

وأوضح الدكتور عبادي أن ” التحدي المطروح اليوم على العلماء يتمثل في ايجاد صيغة لجعل الدين يلعب دورا وظيفيا في حياة الانسان لحل جميع المشاكل التي تتخبط فيها الانسانية كـ”الادمان على الانترنت، وألعاب الفيديو من قبل المراهقين، وظاهرة الارهاب”، علاوة على اشكاليات البيئة، وكيف يمكن تحسيس وتوعية الناس بأهمية المحافظة عليها، وبناء ثقافة الواجب، و تملك الحقوق التضامنية.

فضيلة السيد الأمين العام، أبرز، وهو يلامس علاقة الدين بالسياسات العمومية الى جانب ثلة من المفكرين، أن ” نصوص الشريعة لا تمثل سوى 4 في المائة من مجموع سور وآيات القرآن الكريم، مما يعني أن 95 من الأحكام والنصوص الأخرى جرى اهمالها، ولايتم العمل بها، فتم اختصار الاسلام في ثنائيات ” الحل والحرمة، والشر، والخير”، مؤكدا أن ” الناظر اليوم في نصوص الشرع سيجدها حبلى بمعاني الحب، السعادة، السلم، القيم، الأخلاقيات، العيش المشترك، والعلاقات الاجتماعية، التي تحتاج الانسانية في عالم اليوم لمواجهة مختلف التحديات والمعضلات التي تواجهها”.

من جهة أخرى، تطرق الدكتور عبادي لانهيار الدولة العثمانية، وكيف عاشت الأمة لقرون عديدة وهي تبحث لها عن حضن، واعادة بناء الخلافة، مما حذا بالأمة الاسلامية الى البحث عن الوحدة المفقودة، مشيرا الى أن ” الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الدولة “داعش” حاولت العزف على وثر حلم “الوحدة” لاستلاب عقول أبناء الأمة، والزج بهم في براثين التطرف.

وأوضح فضيلة السيد الأمين العام أن ” هذه الجماعات المتطرفة تسعى لاستقطاب الشباب من خلال الترويج لـ “الأحلام الأربعة”: حلم الصفاء، الوحدة، الكرامة، الخلاص”، مؤكدا أن المملكة المغربية كانت بمنأى عما وقع ابان الخلافة العثمانية من اضطرابات، وشكلت الاستثناء، بفضل وجود امارة المؤمنين الجامعة لمختلف الحساسيات الدينية، يهودا ومسلمين.

هذا، واختتمت، الجمعة الماضي،أشغال الدورة الخامسة لـ”الحوارات الأطلسية”، التي نظمها مركز السياسات التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، بتعاون مع صندوقمارشالالألماني للولاياتالمتحدة بمدينة مراكش، وهي الدورة التي انكب خلالها المشاركون على مناقشة مواضيع ذات صلة بالاتجاهات الاقتصادية والانعكاسات الإقليميةللعولمة،آفاقالازدهارالمختلفةالمفتوحةأمامإفريقيا…

رابط مداخلة الدكتور عبادي:

https://www.youtube.com/watch?v=mRLOxQCl-UM

    المحجوب داسع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق