د.عبادي خلال ندوة افتراضية بالأمم المتحدة: العالم بحاجة إلى مواكبة الخصوصيات والتطلعات للأجيال الناشئة، من أجل بناء وتعزيز السلم الثقافي والحضاري والديني، وقيم التعايش

شدد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، على أهمية مراعاة الخصوصيات والتطلعات الجديدة للأجيال الناشئة من أجل التمكن من بناء مجتمعات تسود فيها قيم الاحترام والتضامن والسلم الثقافي والحضاري والديني، مشيرا إلى أن مفتاح النجاح في هذه العملية يكمن في حسن التواصل مع مختلف أجيال ومكونات المجتمع من أجل تمنيع مختلف الفئات ضد التطرف والانحراف والسلوكيات الخطرة، وذلك عبر خطط وبرامج وظيفية وفعالة وملهمة. جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها خلال ندوة افتراضية نظمت بالأمم المتحدة من طرف وزارة الخارجية الأمريكية أيام 15 – 16 – 17 شتنبر الجاري، لمناقشة مواضيع “التعليم، التعافي، الاحترام، والاندماج” من عدة زوايا، بهدف تعزيز وترسيخ قيم الاحترام والتنوع الديني والعرقي والتصدي للأفكار والخطابات التي تحاول تبرير العنف والكراهية.

وبإشراف من السفير الأمريكي المتجول للحريات الدينية، السيد سامويل براونباك، ومشاركة رئيس الوزراء الأسبق للمملكة المتحدة السيد توني بلير، ومساهمة خبراء ومسؤولين رفيعي المستوى من عدة دول، عرف اللقاء نقاشا مستفيضا ومثمرا في أربع جلسات تدارست سبل وآليات جعل التعليم والتعليم الديني والإعلام والتكنولوجيا ركائز أساسية قمينة بتحقيق مزيد من السلام الديني والتنوع والاندماج بين جميع مكونات المجتمعات.

وقد حرص الدكتور أحمد عبادي، خلال الورشة المخصصة للمنطقة المغاربية وغرب إفريقيا والساحل، على حث المشاركين على الاستمرار في جهودهم وبناء استراتيجيات جديدة ومتجددة يكون محورها بناء قدرات الشباب والنساء بشكل يملأ الفراغات التي يعيشونها، ويعزز ملكة التفكير النقدي لديهم لكي يحصل لهم التمنيع المطلوب ضد خطابات الكراهية والإقصاء. مشيرا في الإطار نفسه إلى أن الأمر يحتاج إلى تجنب المقاربات الفوقية، واستبدالها بمقاربات تشاركية تلهم وتشجع الشباب على استبطان القيم النبيلة في مجتمعاتهم.

هذا ولم يفت الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن ينوه بالدور المحوري الذي تقوم به المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في مجال بلورة وتصدير نموذج للسلام الديني القائم على مبادئ السماحة والاعتدال في الإسلام بما يتلاءم مع توجيهات وتوصيات مولانا أمير المؤمنين، نصره الله، وتم تسطيره في إطار، التجربة المغربية المتميزة، منذ انطلاق ورش إصلاح الحقل الديني عبر إنشاء وإرساء مؤسسات وبُنى ترسخ لهذا النهج.

جدير بالذكر أن الندوة الافتراضية عرفت إصدار توصيات تعكس التزام المشاركين بمجموعة من التدابير أهمها: العمل على جعل التعليم وسيلة أساسية لتعزيز قيم الحرية الدينية والتسامح والاحترام والتعددية، دعم الجهود المبذولة لتوفير الفرص المتوازنة والبانية للجميع في إطار دساتير وقوانين مجتمعاتهم، ودعم التعليم القائم على التعاون والتعاضد، والذي يقوي الشباب والمجتمعات ويوفر دعمًا مهما وطويل الأمد لمواجهة ومنع التطرف العنيف الذي غالبا ما يُمارس باستغلال النوع، أو العرق، أو الاختلافات الدينية والثقافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق