مركز الدراسات القرآنية

د. أحمد عبادي يحاضر بالمكتبة الوسائطية حول موضوع”القرآن الكريم مرجعا للوجهة في عالم متحرك”

قال الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء: القرآن المجيد هو النص المؤسس الذي انبثقت واندهقت من بين ثناياه الحضارة الإسلامية؛ وهي حضارة قد غيرت صفحة الكون إلى غير رجعة، حيث أضحت حضارة، وثقافة، ومنهجَ حياة مستمدا من هذا الكتاب الكريم، الذي جاء بمعايير جديدة، وأحدث نقلات منهجية بعيدة الغور في كينونة الإنسان، وواقع هذا الإنسان.

وأضاف الدكتور أحمد عبادي، الذي يتحدث في محاضرة علمية، تحت عنوان” القرآن الكريم مرجعا للوجهة في عالم متحرك” ألقاها برحاب قاعة المحاضرات للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، مساء الثلاثاء 14 رمضان 1434 موافق لـ 23 يوليوز 2013، وذلك في سياق برنامج الثقافي العلمي إلى أن العلم بطبيعة القرءان المجيد ووظيفته، يفضي إلى العلم بمستويات التعامل مع هذا الوحي الخاتم، مستويات القراءة، ومستويات التلاوة، ومستويات الترتيل فالتنزيل فالتقويم؛ وهي مستويات يفضي بعضها إلى بعض في تكاملية فذّة، كما يعصم من السقوط في النزول بالكلام الإلهي إلى مرتبة الكلام البشري، فالكلام الإلهي متعال عن الزمان والمكان، لذا وجب التعامل معه بمنهج مستمد من داخله يراعي طبيعته وخصائصه، فتنطلق بذلك القدرات التفسيرية كشفا عن مكنونات الكتاب الكريم عبر الزمن.

وأكد المحاضر أن تساؤل الإنسان – في هذا الكون ومعه – هو حركته، وهي حركة تشكل الدوافعُ والنـزعات الكامنةُ المولدَ لوجهتها. مضيفا أن الذي يمكن من الفعالية في الحركة هو فقه علوم الكون (علوم التسخير). والذي يمكن من الرشد في الوجهة هو فقه علوم الوحي (علوم التيسير).

وفي نفس السياق أبرز فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن تجربتنا التاريخية المشتركة أثبتت أن الرشد الذي برهنا عليه مجتمعين لم يبلغ درجة الكفاية، حتى في إطار تديناتنا المتنوعة، فالقراءة للتاريخ تثبت أن تعاطينا مع الوحي وهداياته لم يكن فيه – في الأغلب – التوجّه لهذا الوحي لنستمد منه أجوبة عن سؤالاتنا، وإنما كان تعاملنا معه -على الأعمّ- تعاملا استعماليا من أجل أن ننصر به قضايا ضيقة، أو أن نقضي به أغراضا زائلة، وقد يقارف هذه القضايا وهذه الأغراض في كثير من الأحيان إضرار بالذات أو بالمحيط، أو بهما معا.

وفي ختام محاضرته القيمة، التي عرفت حضور أعداد كبيرة من الباحثين والأكاديميين، وعموم المواطنين، أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي إن إنتاج الهدي من القرآن والسنة النبوية متوقف على فهم الوحي الذي يُتدين به والواقع الذي يُتدين فيه وأخذ بعين الاعتبار آليات التأقلم والتكيف بين الطرفين.

ونحن في هذه المرحلة، يضيف المحاضر، أحوج ما نكون إلى فتح الأبواب على الواقع كما هو، لنتمكّن من إدراكه على ما هو عليه، لنكون أقدر على تصييره ذلك الواقعَ الذي نحلم به، فكلنا نحلم بالتسامح وبالجمال وبأن تكون البشرية متعاونة على البر والتقوى فوق هذا الكوكب، ولكن الواقع يُثبت أن ثمة سوابق معرفية وبرديغمات تؤطر الأذهان، ومن خلال هذا التأطير تُوجِّه الواقعَ وسلوكَ الإنسان.

إعداد: ذ. رضوان غزالي
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق