الرابطة المحمدية للعلماء

دور المغرب في بناء و تطور حضارة الأندلس

علماء الأندلس تركوا بصمات كبيرة في تاريخ العرب والإنسانية عموما

أسدل أخيرا الستار عن فعاليات معرض “الأندلس المسلمة” المنظم من طرف مؤسسة سيدي مشيش العلمي بمقرها بالمدينة العتيقة للقنيطرة،  وقد استمر المعرض الذي دشنه وزير الثقافة السيد بنسالم حميش بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والفاعلين الجمعويين بالمدينة ومن خارجها فاتحا أبوابه من نونبر الماضي إلى الأسبوع الأول من فبراير المنصرم،  مما مكن رواده وزواره من التلاميذ والمثقفين والمهتمين بالتاريخ من الاطلاع على حضارة الأندلس ودور المغرب في تطورها وبنائها من خلال خرائط، صور، ملصقات، مسكوكات نقدية، مجسمات، قطع نفيسة، منحوتات وكتب ومخطوطات باللغة العربية وبغيرها، كتبت عن مفكري وعلماء الأندلس الذين تركوا بصمات كبيرة في تاريخ العرب والإنسانية عموما،  أو هي من تأليف هؤلاء العلماء أنفسهم،  من أمثال ابن رشد، ابن ميمون، ابن حزم، الغافقي، ابن عربي، ابن البيطار،  الإدريسي،  ابن خلدون ..

واستهدفت المؤسسة من هذا العمل الثقافي المتميز تعريف المواطنين بالتاريخ الذي صنعه العرب والمغاربة تحديدا في شبه جزيرة إيبريا ( اسبانيا والبرتغال حاليا ) على مدى ثمانية قرون من القرن الثامن الى القرن 15 م،  حيث نبغوا وبرعوا في شتى مجالات العلوم والفنون والعمران والاقتصاد،  مما كان له الأثر في التطور الذي عرفته أوربا بداية من عصر النهضة في القرن 15 م، وإرتأت المؤسسة أيضا أن يظهر المعرض مدى العلاقات القوية التي تربط الشعوب في المغرب واسبانيا والبرتغال بحكم تاريخها المشترك من أجل توظيف هذه العلاقات في إطار الإحترام المتبادل لتحقيق التقدم والسلام للجميع،  كما تم خلال أيام المعرض تنظيم محاضرات وندوات، لتختتم التظاهرة بحفل فني من الطرب الأندلسي..

وقد أصدرت المؤسسة بالمناسبة كتابا مهما تضمن كثيرا من المعلومات عن تاريخ المسلمين في الأندلس ومفكريها وعلمائها ونقودها وفنونها في البناء والزخرفة ومنشآتها العمرانية الرائعة، من قصور ومساجد وقلاع معززة بالصور والخرائط وغير ذلك.. ليكون موئلا ومرجعا للباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب والعرب بصفة عامة، وحتى تعم الاستفادة فإن المؤسسة تخطط لتنظيم نفس المعرض في مدن أخرى بالمملكة ..

(عن جريدة العلم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق