الرابطة المحمدية للعلماء

دور التراث في تقدم الأمة وحفظ ذاكرتها

الدعوة إلى توثيق التراث العربي الإسلامي وحفظه إلكترونيا

وعيا
بمدى ضعف حضور الثقافة العربية على الشبكة الدولية، وهو الحضور الذي لا يتعدى 0.5
في الألف من المحتوى العالمي.. ووعيا بكون التراث العربي الإسلامي المسجل لا يتعدى 16.5 في المائة
من التراث العالمي، يأتي انعقاد مؤتمر “التوثيق الإلكتروني للتراث العربي”
الذي استضافته العاصمة السورية دمشق أيام 25-26 / 5/2008، وشارك فيه أكثر من خمسين
باحثا وخبيرا سعوا للبحث عن أفضل الطرق للحفاظ على الهوية، والتراث العربي
الإسلامي؛ حيث هدف المؤتمر إلى بلورة رؤية شاملة تكفل الحفاظ على التراث العربي
الإسلامي، وتعمل على التأسيس لتراث رقمي الكتروني موثق يجعل تكنولوجيا المعلومات
أداة فاعلة لخدمة هذا التراث.

وقد
تم تنظيم هذا المؤتمر بتنسيق بين مركز «تريم» للعمارة والتراث في سوريا،
و«مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي» في مصر، وبمساهمة من “المنظمة
الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة”، و “المنظمة العربية للتربية
والثقافة والعلوم”، و”منظمة المدن العربية”، وذلك في إطار
الفعاليات الموازية لإعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية هذه السنة.

 كما عمل المؤتمر على تشجيع أعمال التوثيق
الإلكتروني للموروث التاريخي العربي، ومعالجة مختلف المشاكل التي من شأنها أن
تواجه المتخصصين في هذا المجال، من خلال استعراض مجموعة من التجارب المتصلة
بالتوثيق الإلكتروني للتراث. وذلك مواكبة للتطورات المتسارعة الذي تشهدها ميادين
توثيق الآثار والتراث، استنادا على التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات
وبرمجياتها.

وقد
شدد المؤتمرون على الأهمية القصوى لإطلاق مشروعات طموحة لبناء نظم معلومات متكاملة
تستهدف التعريف بإسهام الثقافة العربية الإسلامية في تشكيل الحضارة الإنسانية. كما
نوهوا بأهمية حفظ التراث العربي الإسلامي في مواجهة تحديات وإكراهات العولمة التي
تهدد الهوية والخصوصية الثقافية والحضارية للشعوب العربية الإسلامية. داعين للاستفادة
من الميزة المتمثّلة في وحدة اللغة في العالم العربي لصناعة محتوى معلومات عربي قوي
قادر على المنافسة العالمية،عبر تقديمه في صورة ملفات إلكترونية.

وفي ختام أعمال المؤتمر أصدر جملة من التوصيات تسعى
لتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية والاستفادة من تجاربها في مجال التوثيق
الالكتروني للتراث، وتحفيز الهيئات الحكومية والمنظمات المدنية للإسهام في انجاز
مشروع ذاكرة الأمة، الذي يهدف إلى توثيق التراث العربي الإسلامي بمختلف فروعه، والدعوة
إلى التأهيل المستمر للأطر المتخصصة في مجال ترميم وتوثيق وحفظ التراث المخطوط،
وصيانة الوثائق والبرديات بأحدث النظم والتقنيات الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق