مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويقراءة في كتاب

دراسة حول الندوات المقامة بشأن الصحراء المغربية

تندرج قضية الصحراء المغربية ضمن إطار استكمال الوحدة الترابية، وتعتبر محورا أساسيا ضمن مخططات جميع الأحزاب السياسية، وتتجلى أهميتها في كونها ارتبطت بمحاولات استعمارية، هدفها تجزئة وحدة التراب الوطني، والسيطرة على الجزء الجنوبي منه، الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ عن باقي أرض الوطن، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، نظرا لتلاحم المقاومة المغربية واتحادها من الشمال إلى الجنوب، وكذا انخراط القبائل الصحراوية ضمن المقاومة تحت قيادة جيش التحرير المغربي، مما نتج عنه انتصار المقاومة المغربية، وبالتالي  انسحاب المستعمر، وقد دعا المغرب إلى قيام الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، باعتباره حل وسط من أجل إنهاء مسألة تقرير المصير، هذا باختصار شديد لأن ما يهمنا في هذا البحث ليس هو التعريف بتاريخ ودواعي النزاع في الصحراء وذكر كرونولوجيا مفصلة عن أحداثها، وإنما هدفنا التعريف بدور الإعلام المركزي في هذه القضية، وجرد عدد لا بأس به من الندوات واللقاءات على الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) والتي أقيمت على مستوى التراب الوطني في هذا الصدد، وتصنيفها حسب المحاور التي تناولتها.

ومن خلال المعطيات المتوفرة لدينا، قمنا بإنشاء رسم مبياني يوضح العدد النسبي للندوات واللقاءات التي أقيمت في كل مدينة من مدن المملكة: 

                                                         

يتبين من خلال هذا المبيانأن أكبر عدد من الندوات سجل بمدينة الرباط عاصمة المملكة، وتليها مدن أخرى كمراكش والدار البيضاء، والملاحظ وجود تفاوت واضح بين مدن الداخل ومدن الشمال، فالعدد الإجمالي للندوات التي أقيمت بالشمال حول قضية الصحراء بشتى جوانبها لا يتعدى%11، في حين سجل في مدينة الرباط %35.

أما بخصوص تصنيف المواضيع التي تناولتها هذه الندوات، فقد اخترنا المدن التي سجل بها أكبر عدد من الندوات واللقاءات كنموذج لتوزيع الأنشطة المقامة حسب المواضيع، ووقع الاختيار على مدينة الرباط، والدار البيضاء ومراكش وحصلنا على النتائج التالية:

 

 

 

 

يلاحَظُ من خلال إحصائيات المبيان أن جل المواضيع التي تم تناولها بالدرجة الأولى هي مواضيع سياسية، ثم تليها مواضيع ثقافية، في حين نجد المواضيع المتعلقة بالجانب الاقتصادي، والاجتماعي، والتاريخي، والزوايا والأضرحة وكذا علماء الصحراء الأجلاء، والأركيولوجيا شبه منعدمة، بحيث لا تتعدى %18من مجموع الأنشطة المقامة في هذا الصدد، وهذا يعطينا صورة عن قلة الاهتمام الذي يعاني منه هذا الجانب من المواضيع.

فأرجو أن تكون هذه الإشارات حافزاً للدارسين والمهتمين بقضية الصحراء المغربية بتنظيم عروض وندوات ولقاءات علمية وطنية ودولية حول هذه القضايا، وكذا إبراز العلاقات العلمية والروحية والتاريخية بين صحراء المغرب وشماله.

دون أن ننسى ما تزخر به الصحراء المغربية من ثروات طبيعية ومعدنية التي لها علاقة وطيدة بتاريخها الجيولوجي المتنوع، فهي تحتوي على أكبر احتياط عالمي من الفوسفاط، بالإضافة إلى معادن أخرى، و الثروات البحرية المتنوعة، وكذا يجب إلى التطرق والتعريف بالمعطيات الأنثروبولوجيا التي تعرفنا على حياة الإنسان الصحراوي وعن صلته بالوطن، والمعطيات الأثرية والنقوش الصخرية، وخير دليل على ذلك مدينة السمارة التي تحتوي مواقع أثرية مهمة يرجع تاريخها إلى فترات ما قبل الإسلام.

هذا على سبيل المثال لا الحصر، لأن هناك مواضيع أخرى عديدة ومتنوعة تستحق كل الاهتمام.

أما فيما يخص عدد الندوات والأنشطة المقامة في مدن الصحراء، فقد حاولنا جردها وقمنا بدراستها وتصنيفها وتوزيعها على المدن التي أقيمت فيها، وحصلنا على المبيان الآتي:

والملاحظ أن المدينة التي سجل بها أكبر عدد من الندوات هي مدينة العيون، وتليها مدينة الداخلة ثم السمارة.

وفيما يخص تصنيف الأنشطة حسب المواضيع فهي كالآتي:

ويستنتج من خلال هذه الدراسة أن الإعلام المغربي لم يقم بواجبه على أكمل وجه تجاه القضية الوطنية، وكذا الأنشطة والندوات المقامة في هذا الصدد لا تكفي بالأحرى حتى لتعريف الأجيال المتعاقبة بالتاريخ الوطني وقضية الصحراء المغربية، علما أنها ضمن أولويات قضايا العصر، لذا ندعو الإعلام الوطني بمختلف شرائحه السمعي والبصري والإلكتروني إلى تجديد خطابه، والانفتاح على مختلف أبعاد هذه القضية، وكذا يجب إنشاء مواقع متخصصة تشمل جميع الندوات واللقاءات والأنشطة حول القضية الوطنية المنظمة على مستوى التراب الوطني، وبالتالي يكون الإعلام الإلكتروني قد ساهم في نشر وترويج القضية الوطنية ومقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، والتعريف بالثقافة الحسانية وكلما من شأنه أن يساهم في الدفاع عن الوحدة الترابية عموما، وكذا إدماج القضية في المناهج التعليمية في جميع أسلاكها.

 

إعداد: رشيدة برياط

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق