الرابطة المحمدية للعلماء

خارقية الإنسان الباراسيكولوجي من المنظور العلمي

دراسة المرجعية التاريخية للظواهر الخارقة وتفسيراتها المتعددة

صدر عن دار صفحات في بداية هذه السنة، كتاب ” خارقية الإنسان الباراسيكولوجي من المنظور العلمي” لمؤلفه الدكتور صلاح الجابري، وقد ذكر مؤلفه أن دراسته تهدف إلى إيضاح طبيعة الدليل الذي يقدمه الباراسيكولوجيون لإثبات واقعية ظواهر ساي، وهو دليل إحصائي بالدرجة الأولى، وكما أشار برجمان ناقداً إلى أن الباراسيكولوجي هو ميدان البحث الوحيد الذي تكون فيه البحوث الداعمة احتمالية وإحصائية بصورة كلية. وقد أراد الفصل الثاني أن يكشف طبيعة هذا الدليل، وأن الطريقة الإحصائية والاحتمالية في الباراسيكولوجي هي الطريقة ذاتها المستخدمة في الفيزياء المعاصرة. في الفصل الأول كانت المرجعية التاريخية للظواهر الخارقة والتفسيرات المتعددة التي تجاذبتها هي الموضوع الرئيس.

وإذا تجاوزنا الفصل الثاني بوصفه مجرد عرض وكشف وتصنيف للمفاهيم والظواهر، فضلاً عن التعريف بالمفاهيم الأساسية، فإن الفصل الثالث اتخذت فيه التاريخية صيغة جديدة مختلفة عما هي عليه في الفصل الأول، إذ عرض -بمزيد من الإيضاح- تطور الرؤية العلمية والتعليل العلمي واثر ذلك على ظواهر ساي، من حيث مدى انضمامها إلى مجال الظواهر المبحوثة بالطريقة العلمية الأصولية، ثم مدى انسجامها مع الرؤية العلمية العالمية. وتطلب ذلك على عرضاً موسعاً لتطور الرؤية العلمية في القرن العشرين مقارنة بالقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. ومدى انسجام الباراسيكولوجي مع الرؤية التي تطرحها النظرية النسبية والنظرية الكمية. وأراد البحث أن يبين بأنه من الخطأ النظر إلى الباراسيكولوجي من منظور العلم الكلاسيكي، وأنه من الضروري الأخذ بنظر الاعتبار الرؤى الجديدة التي طرحتها الفيزياء المعاصرة. والحقيقة: أم مسألة العقلانية دخلت أبواباُ متنوعة بعد التطورات العلمية في القرن العشرين، فقد تنطوي النظرية النسبية والكوانتم على رؤية ومفاهيم غير معقولة عندنا ينظر إليها الإنسان من زاوية الرؤية العامة للحياة اليومية، أو من جهة عقلانية الإنسان البسيط، وانطلاقاً من مبدأ التحيز قد يصر على هذه الرؤية ويرفض كل ما يخالفها.

وتناول القسم الثاني من الفصل الثالث، العلاقة بين الطريقة التجريبية في الباراسيكولوجي ومثيلتها في العلم الحديث، والصعوبات التي تواجه البحوث التجريبية في هذا المجال. وناقش طبيعة النظرية العلمية وشروطها، وما يتطلبه الباراسيكولوجي في إطار البناء النظري المتماسك، الذي يجعله يحتل موقعاً معقولاً بين العلوم الحديثة.
الحقيقة أن الفصل الرابع هو أكثر الفصول حاجة إلى التوضيح، ذلك أنه أكثرها صعوبة وغموضاً. وهو يهدف إلى استخدام الإمكانيات التي طرحها العلم الحديث لتقديم نظريات تفسيرية لظواهر ساي، وإن كان معظم هذه النظريات ذا طابع تأملي وحسب. وهو يمثل مرحلة تطبيق ما عكسه تطور الطريقة العلمية والرؤية العلمية في الفيزياء المعاصرة من تغيير في طبيعة النظريات التفسيرية والطريقة التجريبية. شمل ذلك تطبيق الرؤية الكمية بإيجاد نظيرها في المجال النفسي، كما تمثل في النظريات التأملية المبنية على افتراض متغيرات كمية دقيقة مسؤولة عن حدوث ظواهر ساي، أو النظريات الأكثر تفصيلاً مثل، النظرية الملاحظاتية، ونظرية الوعي الكمي، ونظرية السببية التراجعية، والتزامن وغيرها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق