مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

حواشي اليوسي على شرح كبرى السنوسي

                                المسماة:
 “عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد”
           للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي
        تقديم وتحقيق وفهرسة: الدكتور حميد حماني اليوسي

يقول حميد حماني اليوسي: «يدخل الكتاب موضوع التحقيق والتقديم والفهرسة ضمن طائفة الكتب المصنفة من قبل علماء المغرب إسهاما منهم في إغناء الفكر العقدي وعلم الكلام، أو ما يعرف بالفلسفة الإسلامية، وهو ما تولد عن حركة الجدال والتناظر التي اتخذت على مدى تاريخ المغرب والأندلس أشكال المناقشات المباشرة في أصول الديانات، أو الردود والأجوبة والفتاوى والشروح والحواشي التي ألفها أصحابها إما دفاعا عن رأي، أو تفنيدا لقول خصم، أو انتصارا وإعجابا بنظار.. وكل ذلك من باب الاقتناع بضرورة الدفاع عن المشرب الصافي للعقيدة السنية، التي لا تعدو أن تكون في نظرهم؛ العقيدة الأشعرية نسبة إلى الإمام الأشعري: أبي الحسن»[1].
اسم الكتاب: درجت كتب التراجم والمناقب والتاريخ والفهارس وغيرها من المصادر التي تعرضت لترجمة العلامة اليوسي، وهي بصدد جردها لإنتاجه الفكري أن تنسب إليه الكتاب تحت عنوان:”حاشية اليوسي على شرح كبرى السنوسي” تارة أو تحت عنوان آخر هو:”حواشي اليوسي على الكبرى” اقتفاء لأقوال اليوسي نفسه في بعض كتبه ورسائله. وهو الشرح الذي خص به الإمام السنوسي كتابه:”عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمات الجهل وزيغ أهل التقليد المرغمة أنف كل مبتدع عنيد” الذي يعتبر رابع أربعة كتب ضمن مصنفات الإمام السنوسي العقدية على منهاج أبي الحسن الأشعري، وسماه: “عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد”، وجماع موضوعاته التي أدار عليها شرحه، يتمثل في الأقسام الثلاثة المشكلة لعلم التوحيد، أي مبحث الإلهيات ومبحث النبوات ومبحث السمعيات بالإضافة إلى مقدمة درجت عادة المتكلمين بالتوطئة بها لمؤلفاتهم العقدية. وهو المعروف أيضا بالعقيدة الكبرى بالإضافة إلى مؤلفاته الأخرى التي تليها وهي: العقيدة الوسطى، ثم العقيدة الصغرى، فصغرى الصغرى.[2]سبب تأليف الكتاب: كثيرا ما حرص اليوسي على ذكر السبب الباعث له على تأليف كتبه، وقد سلك هذه السنة في كتابه الحواشي على الكبرى بقوله: «وإنه لما امتن الله تعالى علينا بقراءة “عقيدة التوحيد وشرحها عمدة أهل التوفيق والتسديد”، مررت فيها بمواضع متعاصية على بعض الأذهان، متواصية ألا تدخل جنتها إلا بشفاعة الذكاء أو البيان، فعزمت على أن أنبه عليها، وأقطع إن شاء الله تعالى إضافة الإبهام إليها»[3].. وقوله: «ثم بدا لي أن أضيف إلى ذلك من الفوائد ما يُحتاج إليه، وما يستملحه الناظر عند الوقوف عليه»[4].
موضوعات الكتاب: يمكن استخلاص موضوعات كتاب الحواشي على شرح الكبرى من الأسباب الحاملة لليوسي على تأليفه؛ من كونه أدار حواشيه على موضوعات العقيدة الكبرى وشرح السنوسي لها، مركزا في غالب الأحيان على شرح السنوسي الموسوم بـ”عمدة أهل التوفيق والتسديد”، وأحيانا أخرى على متن العقيدة الكبرى له أيضا، شارحا لها حينا و محشيا على شرح السنوسي لها حينا آخر.
تاريخ تأليف الكتاب: يقول حميد حماني: «وبعد أن ألقى اليوسي عصا التِّسْيار بالزاوية الدلائية، واستقامت أحواله بها، أخذ عن علمائها زمنا قليلا، ثم تصدَّر للتدريس ونشر العلوم والتصنيف فيها، وكان مما عقد له المجالس العلمية الحاشدة، وتزاحمت الطلبة بالركب للأخذ عنه فيه وفي غيره، كتاب كبرى الشيخ السنوسي وشرحها، وعليهما كان يدير حلقاته العلمية لإفادة جمهور الطلاب المختلفين إليه من كل حدب وصوب.. وبذلك يكون الشروع والانتهاء من تأليف كتاب”حواشي الكبرى” ممتدا عبر سنوات طويلة نسبيا، نرجح أنها تراوحت بين سنة 1065هـ وسنة 1071 هـ بالزاوية الدلائية، ذلك أن أقدم نسخة من الكتاب تعود إلى سنة 1071هـ تاريخ الانتهاء من تأليفها وليس سنة 1073هـ كما في نسخة علال الفاسي رحمه الله، وهو ما يستفاد من المقارنة المعقودة بين مختلف النسخ التي تيسر الاطلاع عليها..»[5].
تأثير اليوسي وكتابه الحواشي على الكبرى فيمن جاء بعده: يقول حميد حماني في هذا الفصل: «حظيت حواشي اليوسي على شرح الكبرى باهتمام الباحثين قديما وحديثا، غير أنها بقيت مخطوطة لم تر النور إلى اليوم، ربما لضخامة حجمها الذي يبلغ في بعض النسخ800 صفحة أو يزيد، لكن ظل الاقتباس والنقل عنها أمرا لا منصرف عنه في كتب المتأخرين ممن تلا مرحلة اليوسي تاريخيا.. فقد تناولها بالدراسة الباحثان الليبيان مصطفى جمعة وعمر الفيتوري في إطار التحضير لنيل دكتوراة الدولة من كلية الآداب بالرباط تحت عنوان:”مدرسة الغرب الإسلامي في العقيدة الإسلامية خلال القرنين10و11هـ أبو علي اليوسي وكتاب”حاشية على عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد” نموذجا، سجلت بتاريخ5/7/1993 …6]، كما ذكر كذلك ممن تأثر بآراء اليوسي العقدية من طبقات العلماء التالين له، الشيخ أبو حفص عمر بن عبد الله الفاسي(ت:1188هـ) في حواشيه على الكبرى أيضا، والعلامة المحقق أبو العلاء إدريس بن أحمد الوزاني الحسني، صاحب الحاشية المسماة: “النشر الطيب على شرح الشيخ الطيب بن كيران لتوحيد ابن عاشر”(1275/بعد1348هـ).
نسخ الكتاب: توجد للكتاب نسخ عديدة بمختلف الخزانات المغربية العامة والخاصة وكذا بالزاوية الدلائية التي بلغت بها 11 نسخة، ثم نسخة الزاوية الناصرية رقم:1693، ونسخة مؤسسة علال الفاسي بالرباط المؤرخة في1073هـ، ونسخة أخرى تحت رقم:ع255، ورقم:ع852، ونسخ خزانة القرويين تحت رقم:1400 ، ورقم:873 ، ورقم:40 ، ورقم:732، ونسخة خزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم:665/58، ونسخة الزاوية الحمزاوية تحت رقم:69، ونسخ الخزانة العامة رقم: 2645ك، ورقم:1771د، ونسخ الخزانة الحسنية تحت رقم:263 ورقم: 1006، ونسخة المكتبة العامة بتطوان تحت رقم:569، ونسخ دار الكتب المصرية تحت رقم:222،ورقم:266، ورقم:473، ورقم:562، ورقم:1117.

 

 

                                                                      إعداد الباحث: منتصر الخطيب

الهوامش:

[1] كتاب: حواشي اليوسي على شرح كبرى السنوسي المسماة: عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد للإمام الفقيه الأصولي النظار: أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي المتوفى سنة 1102هـ- تقديم وتحقيق وفهرسة: الدكتور حميد حماني اليوسي- مطبعة دار الفرقان للنشر الحديث/الدار البيضاء- الطبعة الأولى/2008-ص:80
[2] انظر كتاب: تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي-تأليف الأستاذ يوسف احنانة-منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية/2003- ص:175-176
 [3-4] نفسه- ص:82
[5] نفسه- ص: 87-88
[6] نفسه- ص: 88-89

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق