مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

حروف الجر في القرآن الكريم: دراسة في الشبه والنظير «في» و«على» أنموذجا «الحلقة الثالثة»

«في» و«على»: نماذج من القرآن الكريم:

أشار «ابن القيم» إلى الفرق بين استخدام الحرفين «في» و«على» مع فعل «الصنع» قائلا : «ومن فوائد هذه المسألة أن يسأل عن المعنى الذي من أجله قال تعالى: « وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي » بحرف «على» وقال «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا» بالباء «وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا» وما الفرق ؟ فالفرق أن الآية الأولى وردت في إظهار أمر كان خفيا ، وإبداء ما كان مكتوما ، فالأطفال إذ ذاك كانوا يغذون ويصنعون سرا ، فلما أراد أن يصنع موسى، ويغذى ويربى على حال أمن وظهور ، لا تحت خوف واستسرار، دخلت «على» في اللفظ تنبيها على المعنى، لأنها تعطي الاستعلاء ، والاستعلاء ظهور وإبداء، فكأنه يقول سبحانه: ولتصنع على أمن ، لا تحت خوف ، وذكر معنى العين لتضمنها معنى الرعاية والكلاءة، وأما قوله تعالى «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا» «وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا» فإنه إنما يريد : برعاية منا وحفظ، ولا يريد إبداء شيء ، ولا إظهاره بعد كتم ، فلم يحتج في الكلام إلى معنى «على» بخلاف ما تقدم هذا كلامه ولم يتعرض رحمه الله تعالى لوجه الإفراد هناك والجمع هنا وهو من ألطف معاني الآية، والفرق بينهما يظهر من الاختصاص الذي خص به موسى في قوله تعالى: «وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي» فاقتضى هذا الاختصاص، الاختصاص الآخر في قوله: «وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي» فإن هذه الإضافة إضافة تخصيص، وأما قوله تعالى: «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا» «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا» فليس فيه من الاختصاص ما في صنع موسى على عينه سبحانه وتعالى واصطناعه إياه لنفسه وما يسنده سبحانه إلى نفسه بصيغة ضمير الجمع»  [1]

وما ذكره ابن القيم يكشف لنا عن أهمية الحروف، ودورها في إبراز المقاصد والأغراض، ومن هنا فإن دلالات النظم وأسراره ومعانيه، إنما تتوقف على إدراك مرامي الحروف، وهذا ما سنحاول القيام به في بحثنا هذا.

وفي نص ابن القيم هذا، هناك آيات آثر فيها النظم الحكيم حرف الإلصاق«الباء»، بينما هنالك آيات  مشابهة آثر فيها حرف الاستعلاء «على»، ومن ذلك قوله تعالى خطابا لنوح عليه السلام «وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحَيْنَا» [هود ،37  ] وهنا نجد ما في «الباء» من معنى الإلصاق والمصاحبة ما يؤذن بمعية الله وقربه، وهو نفس ما قصد إليه النظم الحكيم في قوله تعالى « وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِر »[ القمر 13-14]، أما قوله تعالى خطابا لموسى عليه السلام « وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي» [طه: 37-39]. ولتصنع: معطوف على علة مضمرة، مثل: ليتعطف عليك وترأم  ونحوه. أو حذف معلله، أي: ولتصنع فعلت ذلك. وقرئ: ولتصنع، بكسر اللام وسكونها. والجزم على أنه أمر، وقرئ: ولتصنع، بفتح التاء والنصب، أي: وليكون عملك وتصرفك على عين منى [2]، فقد آثر النظم الحكيم هنا حرف الاستعلاء على حرف الإلصاق ، ولعل السبب في ذلك أن حكمته سبحانه وتعالى اقتضت أن يربى موسى عليه السلام على يد عدو يتربص به ويقتل من أجله جيلا من الأطفال ، ولم يشأ سبحانه أن ينشأ موسى في الخفاء، بعيدا عن فرعون إمعانا في التحدي ، وإذلالا لفرعون بتسخيره لما أراد الله سبحانه وتعالى، « وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي » أي على حكم آيتي التي أوحيتها إلى أمك: «أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ»[القصص:7]،[3] وليس غير «على» يصلح لهذا الموضع، بما فيها من دلالة الاستعلاء الذي يدل على ظهور موسى وعدم خفائه، وهو الذي تترصده أعين الملأ من قوم فرعون.

وفي قوله تعالى: « وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُون» [هود:37] ففي هذه الآية إخبار عن صنيع قوم نوح وهم يشاهدونه يصنع الفلك: «وَيَصْنَعُ الفُلْكَ» وكلما مرَّ عليه ملأ من قومه سخروا منه.. ، والمعنى: فلا تحزن بما فعلوه من تكذيبك وإيذائك ومعاداتك، فقد حان وقت الانتقام لك منهم بِأَعْيُنِنا في موضع الحال، بمعنى: اصنعها محفوظا، وحقيقته: ملتبساً بأعيننا، كأن لله معه أعينا تكلؤه أن يزيغ في صنعته عن الصواب، وأن لا يحول بينه  وبين عمله أحد من أعدائه. ووحينا: وأنا نوحى إليك ونلهمك كيف تصنع، [4] فقد استُخدِم حرف الجر «على» وكان من الممكن أن يقال: كلما مرَّ به ملأ من قومه سخروا منه، والغرض من ذلك، الإشارة إلى استعلائهم وتكبرهم وعتوهم.

ومن أشد الحروف التباسا بحرف الاستعلاء «على»، وأشدها قربا منه ، هو حرف الظرفية «في» ولكثرة ما ورد من المواضع التي ظهر فيها الفرق بين المعنيين بين كثير من اللغويين والنحاة والبلاغيين والمفسرين بتداخل الحرفين، يقول البطليوسي :« «في» و «على»، يتداخل معنياهما في بعض المواضع ، فلذلك يقع بعضها موقع بعض ،لأن معنى «على» الإشراف والارتفاع ، ومعنى «في» الوعاء والاشتمال ، وهي خاصة بالأمكنة ، ومكان الشيء قد يكون عاليا مرتفعا ، وقد يكون متسفلا منخفضا» [5] ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:« وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا »[الإسراء:45-46] وقوله تعالى:« وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا» [الكهف: 57] ، وقوله تعالى:« وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا » [الأنعام: 25].

النظم القرآني آثر في هذه الآيات حرف الاستعلاء«على» بينما آثر في موضع مشابه حرف الوعاء«في» وهو قوله تعالى:« كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون  بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُون وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُون » [فُصِّلَت:3-4-5]، وفي هذا الصدد بيَّن الزمخشري سر إيثار«على» في موضع، وسر إيثار «في» في موضع آخر فيما يبدو أنه متشابه بقوله:« فإن قلت: هلا قيل: على قلوبنا أكنة، كما قيل: وفي آذاننا وقر، ليكون الكلام على نمط واحد؟ قلت: هو على نمط واحد، لأنه لا فرق في المعنى بين قولك: قلوبنا في أكنة. وعلى قلوبنا أكنة. والدليل عليه قوله تعالى: «إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً» ولو قيل: إنا جعلنا قلوبهم في أكنة: لم يختلف المعنى، وترى المطابيع منهم لا يراعون الطباق والملاحظة إلا في المعاني.»[6]

بهذا النص يفسر لنا الزمخشري أنه يسوي في الدلالة بين«في»و«على» في الآيات القرآنية والمتأمل للسياق يجد أن الآيات القرآنية الثلاثة التي خصت بحرف الاستعلاء، «وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً» أي وجعلنا على قلوب هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة، عند قراءتك عليهم القرآن أكنة، وهي جمع كِنان، وذلك ما يتغشَّاها من خِذلان الله إياهم عن فهم ما يُتلى عليهم «وفِي آذانهِمْ وَقْرًا» يقول: وجعلنا في آذانهم وقرا عن سماعه، وصمما، والوَقر بالفتح في الأذن: الثقل. والوِقر بالكسر: الحِمْل [7] ، وقد جاءت هذه الآيات كلها مخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم تسلية له وتخفيفا من آلامه وحزنه على عدم استجابة قومه له ورفضهم قبول دعوته، ويكفي أنه جعل الأكنة مستعلية على القلوب، دالة على أنها أغطية تحول دون وصول الهداية إليها،أما الآية التي ورد فيها حرف الوعاء «في» «وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ» [فُصِّلَت: 4-5]، أي هؤلاء المشركون المعرضون عن آيات الله من مشركي قريش إذ دعاهم محمد نبيّ الله إلى الإقرار بتوحيد الله وتصديق ما في هذا القرآن من أمر الله ونهيه، وسائر ما أنزل فيه «قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ» يقول: في أغطية «مِمَّا تَدْعُونَا» يا محمد «إِلَيْهِ» من توحيد الله، وتصديقك فيما جئتنا به، لا نفقه ما تقول «وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ» وهو الثقل، لا نسمع ما تدعونا إليه استثقالا لما يدعو إليه وكراهة له.[8] ، وإمعانا في تكثيف الموانع والحواجز أعلنوا أنهم أقاموا بينه وبينهم حجابا يمنع وصول صوته إليهم،وجاءت هذه الآية على ألسنة المشركين مكتسية ثوبا من المبالغة في رفض الاستماع إلى الوحي، معلنين أن حرفا واحدا لن ينفذ إلى أسماعهم، وأن قلوبهم قد أحاطت بها أغطية كثيفة وشملتها اشتمال الظرف للمظروف، بحيث لن تجد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ثغرة تنفذ منها إلى هذه القلوب ، لهذا كانت «في» الدالة على احتواء الأكنة للقلوب وإحاطتها بها هي الأنسب لهذا المقام، [9]، وفي هذا الصدد قال  أبو حيان التوحيدي:«ولو قيل: إنا جعلنا قلوبهم في أكنة، لم يختلف المعنى، وترى المطابِيع منهم لا يراعون الطباق والمُلاحظة إلا فِي المعاني، وتقول: إن «فِي» أبلغ في هذا الموضع من «عَلَى»، لأنهم قصدوا إفراط عدم القبول، لحصول قلوبهم في أكنة احتوت عليها احتواء الظرف على المظروف، فلا يمكن أن يصل إليها شيء، كما تقول: المال في الكيس، بخلَاف قولك: على المال كيس، فإنه لا يدل على الحصر، وعدم الحصول دلالة الوعاء».[10]

والزمخشري الذي يسوي في الدلالة بين «على» و «في» هو نفسه الذي حمل على من يقول بتساوي الحرفين من حروف المعاني وصحة أحدهما في موضع الآخر بقوله «فإن قلت:يجري لأجل مسمى» «ويجري إلى أجل مسمى» أهو من متعاقب الحرفين؟ قلت:كلا، لا يسلك هذه الطريقة إلا بليد الطبع،ضيق العطن»[11]

في هذا النص علل الزمخشري ذلك بأن المطابيع لا يراعون المشاكلة إلا في المعنى وهو الذي سبق له في آخر سورة غافر أن جعل هذه المشاكلة اللفظية سر اختيار حرف الاستعلاء مع صحة حرف الوعاء في مكانه، وذلك في قوله: «وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُون» [غافر:80]، قال: «فإن قلت: ومعنى قوله وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ وعلى الأنعام وحدها لا تحملون، ولكن عليها وعلى الفلك في البر والبحر. فإن قلت: هلا قيل: وفي الفلك، كما قال قُلْنَا «احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ؟قلت: معنى الإيعاء، ومعنى الاستعلاء: كلاهما مستقيم، لأنّ الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها، فلما صح المعنيان صحت العبارتان [12].

كما نجد في القرآن الكريم بعض المواضع جاء فيها لفظ «الفلك»، أو ما في معناه كالسفينة والجارية مجرورا بــ «في» مثل قوله تعالى:« فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِين »[الأعراف: 64] أخبرنا الله تعالى في هذه الآية أنهم كذبوه، هذا مع حسن ملاطفته لهم، ومراجعته لهم، وشفقته عليهم، فلم يكن نتيجة هذا إلا التكذيب له فيما جاء به عن الله« وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ » هم من آمن به وصدقه وكانوا أربعين رجلا. وفي قوله: « وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ » إعلام بعلة الغرق وهو التكذيب، و «بآيتنا» يقتضي أن نوحا كانت له آيات ومعجزات تدل على إرساله، ويتعلق «في الفلك»بما يتعلق به الظرف الواقع صلة أي «والذين استقروا معه في الفلك» ويحتمل أن يتعلق بــ «أنجيناه» أي أنجيناهم في السفينة من الطوفان، وعلى هذا يحتمل أن تكون «في» سببية أي «بالفلك» و «عمين» من عمى القلب أي مستبصرين [13].

 وقوله تعالى:« فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِين »[يونس:73] يقول تعالى ذكره: فكذب نوحا قومه فيما أخبرهم به عن اللَّه من الرسالة والوحي، فنجيناه ومن معه ممن حمل معه فِي الفلك، يعني في السفينة [14] وفِي الفلك متعلق بالاستقرار الذي تعلق به معه، أَوْ بــ «فنجيناه» [15]

وقوله تعالى:« فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون» [الشعراء:119]، وقوله تعالى:« وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون»[يس:41] أي فأنجينا نوحا ومن معه من المؤمنين حين فتحنا بينهم وبين قومهم، وأنزلنا بأسنا بالقوم الكافرين في الفلك المشحون، يعني في السفينة الموقرة المملوءة [16] ، وقوله تعالى:« إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة» [الحاقة:11]. أي:حملناكم في السفينة التي تجري في الماء [17]

وعندما نتأمل في هذه الآيات القرآنية التي آثر النظم الحكيم فيها حرف الوعاء «في» سنجد أن حرف الوعاء يدل فيها على معنى لا يقوم به حرف الاستعلاء«على»، وهذه الآيات التي ذكرناها جاء فيها لفظ الفلك أو ما في معناه كالسفينة والجارية، أو ضميره مجرورا بـ «في» وكلها مواطن تستدعي الظرفية وتلح عليه، وهي جميعا يمتن الله فيها على عباده بتنجيتهم من خطر الطوفان والأمواج العاتية، بدل الله تعالى فيها أمنهم خوفا، وأحاطهم بعنايته ورحمته، فإذا هم مستقرون في الفلك آمنون فيها، وكأنها قد تحولت إلى مساكن على أرض يابسة تحميهم من أمواج تحيط بها وسيول تنهمر من فوقهم ، ومن ثم كان الأدل على هذه المنة أن يعبر بما يدل على تمكنهم واستقرارهم فيها[18]

ومن روائع النظم الكريم في وضع كل من حرفي الظرفية«في» والاستعلاء«على» الموضع الذي لا يقوم به سواه ما كشف عنه جار الله الزمخشري في تفسير قوله تعالى: « قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين »[سبأ: 24]، فإن قلت: كيف خولف بين حرفي الجرّ الداخلين على الحق والضلال؟ قلت: لأن صاحب الحق كأنه مستعلٍ على فرس جواد يركضه حيث شاء، والضال كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدرى أين يتوجه».[19]

«على »إذن تشير إلى علو مقام المهتدين، وإقبالهم على الهدى بمحض إرادتهم واختيارهم، ذلك للإشعار بأنهم مقرّون به بقلوبهم، إلا أنهم ربما أبوا أن يتكلموا به، لأن الذي تمكن في صدورهم من العناد وحب الشرك قد ألجم أفواههم عن النطق بالحق مع علمهم بصحته، ولأنهم إن تفوهوا بأن الله رازقهم: لزمهم أن يقال لهم: فما لكم لا تعبدون من يرزقكم وتؤثرن عليه من لا يقدر على الرزق، ألا ترى إلى قوله تعالى: «قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ» حتى قال: فسيقولون اللَّهُ ثم قال فَماذا بعد الحق إلا الضلال، فكأنهم كانوا يقرّون بألسنتهم مرّة، ومرّة كانوا يتلعثمون عنادا وضرارا وحذارا من إلزام الحجة»[20]

ومن لطيف ما جاء في القرآن الكريم مغايرا فيه بين حرف الاستعلاء«على» وحرف الوعاء«في» قوله تعالى:«أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُون أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِين أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيم»[النحل:-45-46-47]» يقول الألوسي في هذا المضمار:« وجيء ب«في» مع التقلب وبـ «على» مع التخوف قيل: لأن في التقلب حركتين فكان الشخص المتقلب بينهما و كذلك التخوف، وقيل لما كان التقلب شاغلا الإنسان بسائر جوارحه حتى كأنه محيط به وهو مظروف فيه جيء بنفي معه، والتخوف أي: المخافة إنما يقوم بعض من أعضائه فقط وهو القلب المحيط به بدن الإنسان فلذا جيء بــ «على» معه، وقيل: إن «على» بمعنى مع كما في قوله تعالى: وآتى المال على حبه [البقرة: 177] أي يأخذهم مصاحبين لذلك، ولما كان التخوف نفسه نوعا من العذاب لما فيه من تألم القلب ومشغولية الذهن وكان الأخذ مشيرا إلى نوع آخر من العذاب أيضا جيء ب«على» التي بمعنى «مع» ليكون المعنى يعذبهم مع عذابهم ولم يعتبر ذلك مع التقلب مرادا به الإقبال والإدبار في الأسفار والمتاجر مع أنه جاء «السفر قطعة من العذاب»لأنهم لا يعدون ذلك عذابا وفي القلب من هذا شيء فتدبر وتأمل فأسرار كتاب الله تعالى لا تحصى»[21].

و«في» للظرفية المجازية، أي الملابسة، وهي حال من الضمير المنصوب في يأخذهم، فَلِلْآيَةِ مَعْنَيَانِ: إما أن يكون المعنى يأخذهم وهم في حالة توقع نزول العذاب بأن يريهم مقدماته مثل الرعد قبل الصواعق، وإما أن يكون المعنى يأخذهم وهم في حالة تنقص من قبل أن تنقصهم قبل الأخذ بأن يكثر فيهم المَوَتَانَ والفقر والقحط [22]، وحرف الظرفية أنسب لهذا الموضع بما يشير إليه من مظاهر القوة التي تحيط بهم وكأنها تصنع لهم سياجا يحميهم من وصول المتعقب لهم، ويمنع نزول العقاب بهم، فمهما أحاطت بهم هذه المظاهر فلن تمنع يد الله من أن تمتد إليهم لتأخذهم أخذ عزيز مقتدر[23].

وحرف «على» مستعمل في التمكن على كلا المعنيين، ومحل المجرور حال من ضمير النصب في يأخذهم وهو كقولهم: أخذه على غرة [24] والمعنى: أنه تعالى لا يأخذهم بالعذاب أوّلاً، بل يخيفهم أوّلاً ثم يعذبهم بعده، وتلك الإخافة هو أنه تعالى يهلك قرية فتخاف التي تليها فيأتيهم العذاب. والثاني: التخوّف بمعنى التنقص، أي: أنه تعالى ينقص شيئاً بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا من تخوّفه إذا تنقصه [25] ، فإن الاستعلاء فيها يدل على أن الله زادهم عذابا فوق عذاب الخوف وآلامه.

أما المواطن التي أوثر فيها حرف الاستعلاء «على»، جاء الحديث فيها عن الحمل في الفلك تابعا للحديث عن الحمل عل ظهور الأنعام، وتتجلى هذه الآيات في قوله تعالى:« وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون» [المؤمنون: 21-22]»وقوله تعالى:« اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُون وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُون»[غافر: 79]

والاستعلاء في هذه الآيات هو الأنسب معنى والأوفق لفظا، ذلك أن الغرض في الموضعين هو التذكير بنعمة الله تعالى في خلق الأنعام، وما أودعه فيها من منافع للإنسان، شربا من بطونها، وأكلا من لحومها، وحملا على ظهورها، والأصل في الحمل أن يتعدى بــ «على» لأن المحمول يستعلي ظهر الحامل، إلا إذا أريد الدلالة على أن الحامل صار وعاء للمحمول، ثم جاء ذكر السفن تتميما وتبعا، والغرض من الحمل فيهما هو بيان نعمة الله تعالى في اعتلاء ظهورها والانتقال بها إلى حيث يريدون، كما جاء في قوله تعالى:« وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم»[النحل:7] فليس ثمة غرض في أن الأنعام والفلك صارت مستقرا لراكبيها وأمانا لهم، والمقام في بيان فوائد الأنعام والسفن من حمل الناس وأمتعتهم، وهذا هو التناسب في المعنى كما بين محمد الخضري، أما التناسب اللفظي والمزاوجة ففي التلاؤم بين الحمل على ظهور الأنعام والحمل على ظهور الفلك، حيث لا يصح أن يقال في شأن الأنعام فيها وفي الفلك تحملون، لأن الأنعام لا تصح وعاء للإنسان، فلو أن «على»و«في» يتساويان في الدخول على الفلك لكانت مراعاة الحسن اللفظي وحدها داعيا لإيثار حرف الاستعلاء.[26] أما قوله تعالى: «فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين »[المؤمنون:28] وقوله تعالى «فإذا استويت» أي علوت «أنت ومن معك على الفلك»راكبين«فقل الحمد لله» أي احمدوا الله على تخليصه إياكم«من القوم الظالمين»[27]

وقوله تعالى: «وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُون»[الزُّخرُف:12]

« وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ » أي السفن «والأنعام» أي الإبل «ما تركبون» في البر والبحر «لتستووا على ظهوره»  يعني به الإبل، لأن الفلك إنما تركب بطونها، ولكنه ذكرهما جميعا في أول الآية وعطف آخرها على أحدهما، ويحتمل أن يجعل ظاهرها باطنها، لأن الماء غمره وستره وباطنها ظاهرا، لأنه انكشف للظاهرين وظهر للمبصرين [28] وكأن الفلك والأنعام قد دانت بأمر الله لهم، وذللت ظهورها لركوبهم، فصارت طوع بنانهم ، يدلنا على ذلك قوله تعالى بعد ذلك:« سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِين» [الزخرف: 13] ، فهي نعمة تذليل وتسخير، وكانت«على» بدلالتها على الاستيلاء هي الأنسب لهذين الموضعين.[29]

ومن المواضع التي راعى فيها  الذكر الحكيم وضع كل من «على» و «في» في وضعه المناسب له، قوله تعالى:«قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين »[سبأ: 24] ، حيث استخدم «على» مع الهدى، و«في» مع الضلال، وهنا وقف الزمخشري على تفسير بقوله:« فإن قلت: كيف خولف بين حرفي الجرّ الداخلين على الحق والضلال؟ قلت: لأن صاحب الحق كأنه مستعل على فرس جواد يركضه حيث شاء، والضال كأنه منغمس في ظلام مرتبك فيه لا يدرى أين يتوجه. وفي قراءة أبىّ: وإنا أو إياكم إما على هدى أو في ضلال مبين»[30] وفي هذا الصدد قال العلوي:« فانظر إلى براعة هذا المعنى المقصود وجزالة هذا الانتظام بمخالفة موقعي هذين الحرفين، فإنه إنما خولف بينهما في التلبس بالحق والباطل، والدخول فيهما، وذلك من جهة أن صاحب الحق كأنه لمزيد قوة أمره، وظهور حجته، وفرط استظهاره راكب لجواد يصرفه كيف شاء، ويركضه حيث أراد، فلأجل هذا جعل ما يختص به معدى بحرف «على» الدال على الاستعلاء، بخلاف صاحب الباطل فإنه لفشله، وفرط قلقه، وضعف حاله، كأنه ينغمس في ظلام، وموضع سافل لا يدرى أين يتوجه ولا كيف يفعل، فلهذا كان الفعل المتعلق بصاحبه معدى بحرف الوعاء، إشارة إلى ما ذكرناه»[31] ، قال ابن القيم في هذا السياق:« وتأمل قوله تعالى: «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» [سبأ: 24] فإن طريق الحق تأخذ علوا صاعدة بصاحبها إلى العلي الكبير، وطريق الضلال تأخذ سفلا، هاوية بسالكها في أسفل سافلِين.»[32]

إن حرف الجر «على» بما يدل عليه من معنى الاستعلاء، يستخدم في المواضع التي تدل على السمو والرفعة والاستعلاء، ولذلك نجده كثير الاستخدام مع الهدى ليناسب العلو مقام الهداية، كقوله تعالى:« أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون »[البقرة:5] وقوله تعالى: « وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيم »[الحج:67]»، أما حرف الوعاء«في» فهو يتضمن معنى الانخفاض والدونية، ولذلك نجده كثير الاستخدام في هذا المعنى، كما في قوله تعالى:« مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون »[الأعراف:186] و« إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُر»[القمر:47]».

وقد أشار ابن القيم إلى التناسق الدقيق بين معنى الحرف وسياق استخدامه، قائلا:« في أداة على سر لطيف، وهو الإشعار بكون السالك على هذا الصراط على هدى، وهو حق، كما قال في حق المؤمنين «أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ» [البقرة: 5] وقال لرسوله صلى اللَّهُ عليه وسلم «فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ» [النمل: 79] والله عز وجل هو الحق، وصراطه حق، ودينه حق، فمن استقام على صراطه فهو على الحق والهدى، فكان في أداة « على» على هذا المعنى ما ليس في أداة إلى فتأمله، فإنه سر بديع.

فإن قلت: فما الفائدة في ذكر على في ذلك أيضا؟ وكيف يكون المؤمن مستعليا على الحق، وعلى الهدى؟ قلت: لما فيه من استعلائه وعلوه بالحق والهدى، مع ثباته عليه، واستقامته إليه، فكان في الإتيان بأداة « على » ما يدل على علوه وثبوته واستقامته، وهذا بخلاف الضلال والريب، فإنه يؤتى فيه بأداة « فِي» الدالة على انغماس صاحبه، وانقماعه وتدسسه فيه، كقوله تعالى: «فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ». [33]

هذه الأمثلة في القرآن الكريم تكشف لنا روعة هذه اللغة العظيمة، هذه اللغة التي أنزل الله عزَّ وجل بها آخر كتبه، ونطق بها خاتم أنبيائه ورسله، محمدٌ عليه الصلاة والسلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] بدائع الفوائد، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية 2/5-6

 [2] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد الزمخشري جار الله3/62-64

[3] الإتقان في علوم القرآن،عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي 3/19

[4] الكشاف 2/392

[5] الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، لأبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي 2/282

[6] الكشاف4/186، أنظر من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم، محمد الأمين الخضري ص:59.

[7] تفسير الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري 17/458

[8] تفسير الطبري21/428

[9] من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم، ص:59

[10] تفسيرالبحر المحيط، أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي 9/285.

[11] الكشاف: 3/502.

[12] الكشاف 4/181، أنظر: من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم، ص:58

 [13] البحر المحيط، 4/325-326 .

[14] تفسير الطبري 12/236

[15] البحر المحيط 6/89

[16] تفسير الطبري 17/604

 [17] تفسير الطبري23/219

[18] من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم ص:60

[19] الكشاف 3/582.

[20] الكشاف 3/581

[21] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي 7/391

[22] تفسير التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي 14/166

[23] من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم، ص:69

[24] التحرير والتنوير14 /166

[25] السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي 2/233.

 [26] من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم ص:62

[27] الجامع لأحكام القرآن،لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي 6/428

[28] الجامع لأحكام القرآن، 8 /379-380.

[29] من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم ص: 63

[30] الكشاف 3/582.

[31] الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم، الحسيني العلوي   2/31

[32] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين،محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية 1 /40

[33]مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين1/39-40

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق