وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

جوانب من نظام التعليم بالقرويين خلال النصف الثاني من القرن 19



  أحمد الأزمي

 

 

جوانب من نظام التعليم بالقرويين خلال النصف الثاني من القرن 19

من خلال كتاب: ” جامعة فاس والتعليم العالي الاسلامي” لمؤلفه “ج.ديلفــــــان (G.delphin) (1)

 

*مدخل:

تجدر الاشارة الى ان السبب الذي جعل المؤلف  يقدم على انجاز هذا الكتاب هو غيرته على ” الجزائر” كمستعمرة فرنسية لابد ” للفرنسيين” ان يعملوا على الاخذ بيدها على مختلف الاصعدة لتخرج من تخلفها ، وبما ان التعليم بعتبر الاداة الفعالة لاخراج أي امة من الظلمات الى النور، فان ديلفان DELPHIN وهو ينجز هذا البحث ، كان يرمي الى المساهمة في تحسين جودة التعليم الاسلامي العالي ” بالجزائر” ، من خلال ادخال ” نظام التعليم الاسلامي العالي المغربي ” كما هو ” بجامعة القرويين”، في المدارس الجزائرية “.ومن اجل ذلك رجع الى عدد غير قليل من الكتب التي اهتمت ” بالقرويين” وجامعتها من قريب او بعيد ، ومن بين هذه الكتب “

– J.Erckman,le Maroc moderne,Paris 1885.

Ludvice de compou ,un empire  qui croule, Paris.s,d.

– Gabriel Charmes ,une ambassade au Maroc, Paris 1887

– Ali bey Abbassi

– (D.badia y Leblich),voyages d Ali Bey El Abbassi en Afrique et en Asie pendant les années 1803 à 1807,3  vols,Paris ,1884

-” ابن ابي زرع الفاسي”روض القرطاس… ترجمة بوميي، باريس 1860.

 

هذه الكتب وغيرها ، اوردها المؤلف في مقدمة كتابه لانجاز بحث حول ” جامعة القرويين”، غير ان اعتماده كان بالاساس في عمله كما يقول، على مخطوط وضعه بين يديه احد الطلبة الجزائريين العائدين من” جامعة القرويين” واسمه ” محمد الحرشاوي” ، وذلك ما بين سنة 1884 و1885 .(2) وقد ضمن صاحب هذا المخطوط عمله كل ما يتعلق ” بالقرويين” من اساتذة ودروس ، ومنهاج تعليمي ، ومختلف العلوم التي كانت تدرس بهذه الجامعة، الى غير ذلك من المعلومات ، وقد اعطى الطالب ” الحرشاوي ” لمخطوطه اسم :” كتاب الاكياس في جواب الاسئلة عن كيفية التدريس “.(3)

وقد وجدنا من المفيد في هذا المقال مضامين هذا المخطوط بشكل اساسي، وبعض افكار ” ج.ديلفان” حول القرويين” بشكل عام.

 

I-حول عدد طلبة القرويين وسكناهم وسلوكهم :

1-عدد الطلبة: عددهم حوالي سبعمائة، ولا يتضمن هذا العدد الطلبة الذين يقطنون مع اسرهم ” بفاس، بل يشمل فقط الطلبة الاتين من ” الجزائر”وتونس الخ. والطلبة ” المغاربة الافاقيين” كجبالة ” ودكالة” وغيرهم، مع ملاحظة ان هؤلاء الطلبة عند وصولهم الى فاس لا يكون لهم نفس الهدف ربخصوص متابعة الدراسة فبعضهم يريد تعلم ” علوم البيان ” والمنطق، والبعض الاخر يفضل الانخراط في دروس ” النحو ” والفقه الاسلامي”، واحيانا ينكبون على دراسة مؤلف واحد مثل: ” الفية بن مالك” ، و”تحفة اغبن عاصم”، الشيء نفسه ينطبق على الاساتذة ، الذين نادرا ما تجد بعضهم يدرس علمين.(4)

2-السكنى والسلوك : الطلبة ذوو الاصل ط الفاسي” يسكنون مع اهاليهم ، او بعض المدارس المخصصة لهم.اما الوافدون على المدينة من الخارج ، والذين لا يعرفون احدا بها، فهم يلجاون المدرسة التي يرغبون فيها ، وبها ” يشترون ” الاستفادة من غرفة، (5) والمدارس هي : ” مدرسة الشراطين”.” المدرسة المصباحيــــــــــــة “، ” مدرسة باب الكيسة”، ” مدرسة الصفارين”، ” مدرسة العطارين”، او في احدى المدارس السبعة الاخرى ، (6) وكل هذه المدارس في حالة جيدة للسكن ، لكن المدارس المفضلة عند الطلبة المجدين هي الاربعة المذكورة في البداية ، هؤلاء الطلبة يظهر عليهم التعفف والخوف من الله والاجتهاد في عملهم ، غير ان عددا قليلا منهم لا يستحق مثل هذا الثناء (7)

 

 II –حول المنحة والدراسة والدروس :

1- اوقات الدراسة والمنحة واشياء اخرى:

للطلبة واجبات دينية لابد لهم من القيام بها، علاوة على الدروس التي يتلقونهـــــــــا ” بالقرويين”، يؤدون صلاة الفجر في مسجد المدرسة اوفي غرفهم، كما انهم احرار ايضا في اداء الصلاة باي مسجد اخرمن مساجد المدينة اذا رغبو في ذلك بعد اداء هذا الواجب يتوجهون الى القرويين ، باعتبار ان الدروس ، في هذا الوقت المبكر لا تلقى في ” جامع القرويين”، حيث يستمعون لمختلف الدروس حتى منتصف النهار ، ليعودوا بعد ذلك الى غرفهم بالمدرسة ، وبها يهيئون طعام الغذاء ويتوضأون لاداء صلاة الظهر “، ثم يعودون فورا الى القرويين  لمتابعة الدروس حتى اذان صلاة ” العصر”،(8) بعد ذلك يتوجهون الى غرفهم لاخذ قسط من الراحة في البداية، قبل القيام لاداء صلاة ” المغرب”، مع لفت الانتباه الى ان بعضهم، ممن له مهمة يتقاضى عنها تعويضا، ينصرف لذلك ، ” كقراءة الحزب” في احد المساجد او ما شابه ذلك.وبعد العودة الى مساكنهم ينكبون على اعداد دروس الغد في كتبهم.

من جهة اخرى تجدر الاشارة الى ان دروسا اضافية تعطى في المساء في مساجد اخرى ، فيحضرها الكثير من الطلبة .وفي الساعة التاسعة او التاسعة والنصف (ليلا)هم احرار. وقت الراحة هذا يستغله بعضهم للذهاب عند اسرة او  اسر معينة للبحث عن طعام العشاء كل ليلة وبشكل منتظم، ما دام ارباب هذه الاسر قد ابدوا رغبتهم مسبقا في القيام بهذا العمل الانساني النبيل،(9) ومن لم يجد من الطلبة معينا لدى مثل هاته الاسر، يتدبرون امورهم على قدر استطاعتهم ، بشراء ماهم في حاجة اليه ويهيئون الطعام داخل المدرسة ، وبعد تناول طعام العشاء ينامون، ولا يستطيعون الخروج من المدرسة الى في اليوم الموالي باحا.(10)

بالنسبة لوجبة المساء، فالطلبة يتدبرون أمورهم بأنفسهم كما رأينا، لكن بالنسبة للصباح يعطى لكل طالب خبزة تؤدى من مداخيل ” الأملاك المحبسة على القرويين”. وهكذا نجد ” مقدم المدرسة” المكلف بالنظافة وايقاد المصابيح والآذان للصلوات هو الذي يوزع الخبز على الطلبة واذا كان ساكن الغرفة غائبا فان الخبزة ترمى الى داخل مسكنه من خلال عتبة الباب، مع ملاحظة ان توزيع الخبز لا يتم يوم الثلاثاء بسبب توقف الدراسة.(11)

المقدم بدوره تابع ” للناظر” او ” الحارس العام”، والمقدم منتخب من قبل قاطني الغرف، لكن لا بد من ان يوافق ” قاضي مدينة فاس ” على هذا الاختيار.

وباختصار نلاحظ انه باستثناء خبزة في اليوم، يجد الطلبة أنفسهم ملزمين بتدبير نفقتهم على حسابهم الشخصي، ولحسن حظهم فسكان فاس مهتمون بالأخذ بيــــــدهم .(12)

2- توزيع الطلبة وساعات الدروس:

إذا كان لا يوجد احد يهتم بتغذية الطلبة، كما علمنا، فانه لا يوجد أيضا من يهتم بتوزيعهم على الدروس، فهم يتوزعون كما يشاءون بين دروس الأساتذة، وإذا كان بمكانهم الاستشارة فيما بينهم.فانه لا احد له الحق في ان يتداخل في قراراتهم الشخصية.

من جهة ثانية، يمكن للطلبة أن يأخذوا دروسا خارج” القرويين” في معارف أخرى مستقلة عن أساتذتهم الاعتياديين، كأن يطلب احدهم أو بعضهم مساعدة من احد الأصدقاء، معروف بدرايته وذكائه، فيعطيهم دروسا في كتاب معين غير مقرر في” برنامج القرويين”.وهكذا يذكر مؤلف “كتاب الأكياس في جواب الأسئلة عن كيفية التدريس بفاس”، انه درس بهذه الطريقة عدة كتب مثل(13) ” عقيدة السنوسي”، و”المرشد المعين لابن عاشر”،” وابن سيرين” وغير ذلك.فلا وجود لأي قانون يعترض على مل هذه الرغبة، شريطة ان يتم ذلك خارج ساعات الدروس العمومية (14).

اول حصة في الدروس تبدأ بعد صلاة الصبح وتستمر حتى طلوع الشمس ن في هذا الوقت لا توجد سوى سلسلة واحدة من الدروس.توقد شموس ومصابيح، ويجلس الكل مزدحما حول الاستاذ .

هذه الحصة الصباحية مخصصة بشكل محدد لشرح تفاسير القران مثل: ” الثعالبي” ” والخازن” و”الزمخشري”…الخ.لا يتعلق الامر هنا بحفظ نصوص القران لان الطلبة يستظهرونه بسهولة، لكنهم يدرسون مختلف التأويلات التي وقف عندها المفسرون، وهي التأويلات التي يناقشها الأستاذ بحضورهم، وهم يصغون إليه بكل انتباه، ولا يوجهون الكلام للأستاذ قط، عندما يكون منهمكا في الشرح، فإذا حصل، مثلا ان احد الطلبة لم يفهم او يريد توضيحا ما، فعليه ان ينتظر نهاية الدرس ووقوف الأستاذ للانصراف.في هذا الوقت بالذات عليه ان يتصل به ويطرح عليه سؤاله، هذه الطريقة في التصرف تمليها على الطلبة ضرورة احترام أساتذتهم.

 عند طلوع الشمس، يصل أساتذة السلسلة الثانية وعددهم تسعة الى عشرة، وعند اخذ أماكنهم يجلس أساتذة الدرجة الأولى على منابر مرتفعة، ويجلس الآخرون على الارض زرابي، وكلهم يلقون محاضراتهم في ” الفقه”بشرح نصوص لمستمعيهم، مثل:” مختصر الشيخ خليل”.(15)

هذه الحصة تنتهي في الساعة الثامنة او بعدها بقليل، فينسحب الأساتذة، ليعوضوا بآخرين بنفس العدد ويلقون دروسهم حول ” الفقه” و”القضاء” ايضا. ويمكن تقدير عدد الطلبة في هذه الدروس بحوالي مائة او مائة وخمسين طالبا، لكن بعض الأساتذة لا يتحلق حوله سوى نصف هذا العدد او عشرين طالبا.وتنتهي هذه الحصة في الساعة العاشرة.

السلسلة الاخيرة في الصباح تبدأ في الساعة العاشرة، لكن عدد الاساتذة يكون اقل عما قبل، ودروسهم اقل أهمية، يذ يكتفون بتدريس الامهات الصغار، وتتوقف دروس هذه السلسلة قبل منتصف النهار بقليل.وباختصار، فالمواد الوحيدة المدرسة في الصباح هي: تفسير القران ثم الفقه والمذاهب.(16)

بعد الظهر لا يدرس الاساتذة سوى” النحو”، تبدأ الحصة الاولى في الواحدة وتنتهي في الثانية، عدد تالدروس من ثمانية الى عشرة.درسان او ثلاثة منها فقط تخص “البلاغة”،ثم تأتي  سلسلة اخرى من الدروس بعد هذه السلسلة الاولى، وفي هذه السلسلة الثانية بعد الظهر تلقى دروس في علوم اخرى غير الشريعة والنحو.

بعد اذان العصر ينصرف الجميع وينتهي اليوم الدراسي” بالقرويين”، فيلتحق الطلبة بمدارسهم للاستراحة وتهيئ الدروس، وبعد صلاة ط المغرب” يتوجهون الى مختلف المساجد بالمدينة مثل مسجد ” اللبارين” او مسجد ” الشرابليين” او مسجد ” الكدان” او زاوية سيدي احمد بن ناصر”…الخ.وبهذه المساجد والزوايا يتلقون دروسا، يلقنها لهم اساتذة، في علوم لا تدرس ” بالقرويين”” كالتطبيقات في أحكام القضاء” ” والنصوص الأدبية “و ” ودواوين الشعراء “، والطب والهندسة”..الخ، هكذا كانت توزع الدروس في” القرويين” عندما كنت مقيما بفاس، يقول ” الحرشاوي” في مخطوطه.

 

III-نظرة عن اهم العلوم والكتب المدرسة للطلبة بفاس)(17)

تقدم هذه اللوائح كما وردت في كتاب “ديلفان كتاب Delphin.

1-علم التفسير والقراءة: ويشمل البرنامج الاتي:

-الكشاف” للزمخشري”.

-نور التنزيل” للبيضاوي”

-حرز الاماني” للشاطبي.

-الجواهر الحسان” للثعالبي”.

-الخازن.

-الجويني امام الحرمين.

-” الخطيب”.

-الرازي .

– الشبريني”(18)

– ” ابو حيان.

-السيوطي.

-” ابن عبد البر”.

-علم الحديث: يتضمن المواد الاتية ” (19)

-صحيح البخاري وشارحه” ابن حجر العسقلاني”

-الشمائل للترمذي وشارحه ” ابن حجر العسقلاني”

-الشمائل للترمذي وشارحه ” المناوي”.

-الهمزية للبوصيري وشارحها ” ابن حجر والهيثمي”.

-موطأ الامام مالك.

-الشفا للقاضي عياض وشراحه ” الخفاجي وعلي القاري”.

-ابن التلمساني و” شارحه التجاني”.

-الحصن الحصين للجزائري .

– سنن الشيخ الدارقطني.

-تيسير المناوي.

-ارجوزة العراقي .

-الاربعين للشيخ النووي.

مسند اللامام الشافعي .

ابو داوود…الخ.

3- علم الاصول: يتضمن المواد الاتية: (20)

-جمع الجوامع ” لابن علي السبكي “، وشارحه ” المحلي”.

واصحاب الحواشي عليهك الشيخ ” زكرياء الانصاري والبناني”، وابن علي الشريف، وابن يعقوب وابن قاسم العبادي .

– كتاب البرهان ” للغزالي”

– مختصر نهاية العقول للرازي.

– المنهاج للبيضاوي وشارحه الرملي.

4- علم الفقه : تدرس ضمنه المؤلفات الاتية (21 )

– مختصر سيدي خليل وشراحه ” الدردير “، و” المواق” و” التاتائي” ” وعبد الباقي الزرقاني” و”ابراهيم اللقاني”و” الناصر اللقاني” و”الخرشي” والشبرخيتي ” والطوخي” و”الحطاب” و”المسناوي”و”برهام” و”الشيخ سالم”والشيخ علي الاجهوري”و” عبد الرحمان الاجهوري”وابو علي برحال المعداني”، واصحاب الحواشي عليه:

“الدسوقي”و”الصعيد المصري”و” الرهوني”، ” وابن عبد الرحمان التلمساني” و”البناني الفاسي”، و”احمد الزرقاني”، و”الشيخ الاميري” وطالشيخ مصطفى الروماسي” و” التاودي بن سودة” و”ابن غازي” و”القسنطيني…” الخ.

-تحفة ابن عاصم وشراحها :التاودي والتسولي وولد ابن عاصم.

-شرح اللقاني على خطبة المختصر.

-لامية الزقاق وشارحها: التاودي بن سودة، ثم شرح التسولي لها ايضا.

-المرشد لابن عاشر.

-التوضيح لخليل.

-رسالة الشيخ ابو عبد الله محمد بن ابي زيد القيرواني وشراحها: الخطاب ويوسف بن عمير والتاتائي وسيدي احمد زروق  وسيدي علي الاجهوري وابن ناجي والشيخ النفزاوي، وابو الحسن والقشاني وجسوس واخيرا عبد الرحمان الاغليسي وشارحه زروق.

5-علم النحو : يدرس فيه الموضوعات الاتية:

-الفية ابن مالك وشراحها : الاشموني والمكودي والازهري والمرادي وابو حيان.

-المفصل للزمخشري.

-المغني اللبيب لابن هشام.

-لامية الافعال لابن مالك.

-الشذور لابن هشام.

-الكافية لابن مالك.

-الجرومية للصنهاجي وشراحها : ” ابن خالد الازهري ” و” الكفراوي” ” والسوداني ” و”الثعالبي” و” الشيخ جبريل المستغانمي” و” علي الزموري …” الخ.

6-علم البيان والمعاني والبديع (22) ويندرج تحته:

-المختصر والمطول ” للتفتازاني”

-الجوهر المكنون ” للاخضري”

-العروس ” لابن السبكي”

-المصباح ” اللجياني “

-مفتاح العلوم ” للسكاكي”

-واخيرا الشيخ احمد الملاوي والشريف الجرجاني وعبد الكريم المغيلي والايكم والمرزوقي وابو سعيد محمد الهادي والطيبي…الخ.

7- علم المنطق : ويشتمل على : (23)

-السلم ” للشيخ عبد الرحمان الاخضري” وشراحه :

البناني وسيدي سعيد قدورة الجزائري.

-مختصر الامام السنوسي.

-القسطاس المستقيم للغزالي.

-الشمسية للخطيبي وشارحها: ” قطب الدين الرازي”.

-التذهيب للتفتازاني وشراحه: الداوني والخبسي.

-الاشارات لابن سينا.

-الولالي .

8- علم العروض: ويضم المواضيع الاتية: (24)

-الخزرجية للشيخ عبد الله بن محمد الخزرجي وشراحه: ابن مرزوق والشريف الغرناطي الزموري والشيخ زكريا وسيدي بوراس واحمد بن الحاج الصنهاجي.

-الكافي للتونسي.

-رسالة الصبيان للدمنشوري.

-الوافي لابن شريف.

– لقط المبتدئ لسيدي علي بن عبد الرحمان.

9- علم الحساب: (25) يشمل المواد التالية:

-التلخيص لابن البنا.

-المنية لابن غازي.

-القصيدة لسيدي عبد القادر الفاسي.

10- علم التنجيم: تدرس ضمنه المواد التالية:

-المقنع الكبير والمقنع الصغير للسنوسي.

-نظام السراج للاخضري.

-منظومة المكناسي.

-رسالة المرديني وشارحها: التاجوري.

-ابن حباك.

-الشيخ عبد الله بن محمد التيجيبي.

-ابن البنا.

-الحطاب.

-ابن مرزوق.

11- علم الكلام: تدرس ضمنه المواد التالية: (26)

-عقيدة الشيخ السنوسي، الكبرى، الوسطى، الصغرى وصغيرالصغرى.وشراحها: الفكيكي والملالي وابن مزيان والملياني.

-العمدة للقاني وشارحه: اليوسي.

-المحصل لسيدي احمد بن زكري التلمساني .

الجزيرية للشيخ احمد بن عبد الله الجزايري.

12- علم التصوف : (27)

-الاحياء للغزالي وشارحه: المرتضى.

-الرسالة للقشيري.

-الابريز للشيخ الدباغ.

-المباحث لابن البنا.

-بغية السالك للساحلي.

-رسالة زروق وشارحها: ابن زكري.

-قوت القلوب لابي طالب المكي.

-العوارف والمعارف للسهر وردي.

-التنوير ولطائف المتن لابن عطاء الله.

-الخروبي الجزائري.

-الشيخ الفيلالي.

-سيدي اليوسي.

13- علم اللغة: (28)

-مقومات ودرة الغواص للحريري وشارحه: الشريشي.

-تحفة المقصور والممدود لابن مالك.

-مقصورة المكودي.

-مقصورة حازم.

جمهرة ابن دريد.

-القاموس.

– ابن المرحل.

14- علم التصوف: تدرس ضمنه المواد الاتية:

-البعض بعده فرعا من” علم النحو”، والبعض الاخر يعتبره مستقلا حيث يدرس في مصنفات ابن مالك، وابن الحاجب والتفتازاني.والى هذه العلوم الاربعة عشر المدرسة في “القرويين”يجب اضافة العلوم الاتية، وهي علوم تشكل دروسا خاصة في مساجد اخرى، عندما تكون القرويين في عطلة.

 

15-علم التوحيد: (29) يضم المواضيع التالية:

-الورقات لامام الحرمين.

-صغرى السنوسي.

-حاشية اليوسي على صغرى السنوسي.

-منظومة ابي عبد الله الدكالي.

-منظومة يحيى القرطبي.

جوهرة الشيخ ابراهيم اللقاني.

شرح المرشد المعين للشيخ الاندلسي .

المحصل للرازي

الفتوحات لابن العربي

الشيخ كسوس الفاسي

ابن زكري

الغزالي

سيدي عبد الرحمان الاخضري

16-علم التاريخ والجغرافية: (30)

هذان العلمان لا يدرسان شفويا، بل يدرسهما الطلبة من خلال كتب المؤلفين الاتية اسماؤهم :- المسعودي –ابن الاثير–السيوطي –الشاطبي –ابو الفدا-المقري-ابن الخطيب-ابو عبيد البكري-الادريسي- المارودي-العبدري-ابن بطوطة-ابن خلدون –القرماني –ابن عساكر –ابن ابي زرع –ابو اسحاق السجلماسي- سيدي بوراس- الشيخ حمدون بن الحاج الفاسي… الخ.

17- علم الطب : تدرس فيه الكتب الاتية: (31)

– القانون لابن سينا.

-التذكرة للشيخ داود الانطاكي.

-منظومة ابن سينا.

-شرح ابن رشد.

-تذكرة السويدي.

-الكامل للرازي.

-الزبدة للجرجاني.

-المفردات لابن البيطار.

-حياة الحيوان للدماميري.

-هدية المقبولات للمراكشي.

-القليوبي.

-العياش…الخ

18-علم القضاء والاحكام : يتضمن المواد الاتية.(32)

-العمل الفاسي للشيخ الرباطي (33) وشرح العميري.(34)

-العمل المطلق للشيخ الفيلالي .(35)

-التبصرة لابن فرحون.

-لامية الزقاق وشرحها للشيخ ميارة.

-الوثائق للفشتالي وشرحها للونشريسي.

-الوثائق للجائي.

-المقرب لابن أبي زمنين.

-ابن سلمون.

-اللخمي.

19-علم الجدول واستخراج أسماء الأملاك منه والروحانية، (36) والغالب والمغلوب وحال الطالب والمطلوب :

-الدرج المرقوم للغزالي ايضا.

-شمس المعارف الكبرى للبوني.

-ابن سيرين.

-الشيخ سيدي محمد الفاسي.

غير انه من النادر جدا ان تجد انسانا على معرفة تامة بمبادئ هذا العلم وبامكانه اعطاء دروس فيه.

20- علم الأدب: ويهتم بالمواضيع التالية: (37)

-مقامات الحريري وشارحها: الشريشي.

تحفة الاريب لأبي مدين الفاسي.

 المقصورة لحازم.

المقصورة لابن دريد.

لامية العجم للطغرائي.

لامية العرب للشنفري.

رحانة الكتاب للسان الدين ابن الخطيب.

الخزانة للحمودي.المعلقات السبع.

قصيدة البردة لزهير .

الحماسة للطائي.

الخفاجي.

ابن زاكور.

الوطواط…الخ.

 

IV-حول الأساتذة وطريقة التدريس والامتحانات ونيل الشهادات:

1-مكانة الأساتذة وطريقة التدريس:

اثناء القاء الدرس ينصت الطلبة جيدا ويسجلون في نفس الوقت شروح وتحليل استاذهم ولا يسألونه ابدا وهو يتكلم.احد الطلبة يقرا المتن، والأستاذ يستانف المقطع ويشرحه ، يشرح الكلمات اولا ، واحدة واحدة ، ثم معانيها العامة داخل سياق النص واخيرا قيمتها الفنية ، فيستخرج المغزى او ينتقد الاستعمال ، ثم ياتي الاستاذ على ذكر اسماء الشراح ويناقشهم ثم يمر لاصحاب الحواشي .

 واذا حصل انه رغم هذه الشروح وجد من المستمعين من يطلب بعض التوضيحات، فان الذي يجلس قرب الشيخ (الأستاذ) يطلب منه العودة الى هذه المسالة، واثناء طرح السؤال يجب على الطلبة ان يفعلوا ذلك بكل احترام .

وعندما يبدد الاستاذ كل شكوك الطلبة، قدر المستطاع فهو بدوره يفعل ذلك باتقان وسعة صدر، واذا كان الطالب الذي يريد معلومة لا يوجد في الصف الاول، فعليه ان ينتظر حتى نهاية الدرس، فيتصل بالاستاذ بعد انسحابه من مكان عمله، ويوجه له طلبه، فيجيبه لااستاذ او يؤجل جوابه الى الغد لاعداد جواب جيد.(38)

هذه الطريقة المهمة في التدريس خاصة بعلماء فاس.وهي تنص على قراءة المصادر ثم مقابلتها مع بعضها فيما بعد، ليتم المرور بعد ذلك الى دراسة الشراح وكتاب الحواشي دون اهمال المناقشة ، كلما وجد من بين الحاضرين من يطلب استفسارا او توضيحا، وفي كل مناسبة يبذل الاساتذة جهدهم في استعمال لغة فصيحة ودون اخطاء.(39)

اذا كان الاستاذ مرتبا في الدرجة الاولى، فانه يجلس على منبر جد مرتفع، في مكان معين من القرويين كما حدده له المسؤول عن القيام بمثل هذا العمل، والى جانبه يجلس من يقرأ له(أي الشارح) بصوت مرتفع نص المؤلف او مقطعا من نص الشرح المتعلق به، اما الطلبة فيتحلقون امامه على شكل نصف دائرة.(40) الاساتذة الاقل درجة، لا يجلسون على المنبر بل على الارض وحولهم مستمعوهم، هذا هو نظام التعليم في القرويين ولا يمكن تغييره.

من جهة اخرى تجدر الإشارة الى ان الطلبة لا يدرسون لاجل غرض نفعي كما انه لا يوجد أي امتياز مادي يحملهم على تثقيف أنفسهم، على عكس ماهو عليه الأمر في الجزائر، حيث يعمل الطلبة من اجل أداء امتحان امام لجنة امتحانات بغية الحصول على دبلوم يسمح لهم بممارسة مهنة عدل او قاض.(41)

وبشكل عام فاننا نحن المسلمين لا ندرس من اجل الحصول على معلومات في مختلف تخصصات العلوم الإنسانية لان ديننا يحثنا على التعمق، مع معرفة تعاليمه والواجبات التي يفرضها علينا مثل: الصوم وشروط الطهارة، والوضوء بالماء او التيمم والصلاة، والزكاة … الخ، لان كل انسان راشد عاقل ملزم بأداء هذه الواجبات على الوجه الشرعي الصحيح.اما الباقي فهو اقل اهمية، بحيث يباح لنا اخذ علم وترك اخر، من جهة أخرى كل الناس لهم طموح في ان يذكر اسمهم بين اسماء العلماء، (42) فالطالب يعتبر اثما اذا كان يطلب العلم من اجل مصلحة عابرة، لان واجب الانسان ان لا   يطلب العلم الا من اجل الخروج من ظلمات الزلل والدخول في دائرة الحق المنيرة ليتأتى القبول داخل محيط العلماء.قال الله تبارك وتعالى :?هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون?.

وفي آية أخرى:?إنما يخشى الله من عباده العلماء?

2-الامتحانات والشهادات الممنوحة للطلبة: (43)

لا اعتقد ان الطلبة مدعوون في القوت الراهن لاداء الامتحان في الدروس الملقنة بالقرويين، غير انني سمعت من يحكي انه في الماضي كان السلطان المولى سليمان يرغب في الحضور شخصيا لمساءلة الطلبة، وكان يمنح المتفوق في الجواب مكافأة مهمة، فبعضهم كان يستظهر امامه ” المختصر “، والبعض الاخر” الالفية” او “القرآن” وما يرتبط به من دروس، وكان السلطان يخصص هدايا للطلبة الاكثر حفظا للقرآن ولبعض فصول الشيخ ” خليل”، (44)

في الفترة الزمنية التي كنت فيها مقيما بفاس، لم يكن يوجد نظام امتحانات، فاهمية الطالب تقيم حسب ذكائه، وقدراته وذاكرته، وهو ليس في حاجة للمكافأة من اجل ذلك.

الأساتذة وحدهم، لهم صلاحية إعطاء ” الإجازة” لطلبتهم، وذلك عملا بعرف متبع منذ عصور سالفة من قبل الفقهاء والعلماء المسلمين.وتمنح الاجازة للطلبة الذين قضوا سنة او عدة سنوات في متابعة دروسهم بالقرويين، ولا يحق لاحد غير الاساتذة منح مثل هذه الشهادة ، بما في ذلك القاضي او سلطات المدينة، لان الأستاذ هو المؤهل الوحيد لمعرفة المتميز من بين طلابه .من حيث القدرة على اصدار الأحكام، والانتقاد، ورجاحة الفكر، وغير ذلك من المؤهلات التي تسمح له بالحصول على الإجازة.(45)

كانت هذه هي أهم المعلومات المتعلقة ” بجامعة القرويين ونظام الدراسة بها “، كما اوردها ديلفان Delphin في كتابه نقلا عن مخطوط ” الحرشاوي “، وسنتطرق في مقال قادم لموضوع آخر حول التعليم الإسلامي بفاس من نفس الكتاب.

 

 ___________________

 1 )G.Delphin,FAS,son université et l enseignment supérieur musulman,Paris et Oman;1889

-وكان ” ديلفان” هذا استاذ للغة العربية بوهران وعضو الجمعية الاسيوية (كاتب المقال).

2)  Ibid p:15

 3) لم يشر ديلفان الى نص المخطوط العربي ، ولم يذكر انه سلم نسخة منه لخزانة من الخزانات في المغرب او الجزائر او فرنسا، واكتفى في كتابه هذا بترجمة هذا النص الى الفرنسية (كاتب المقال).

4) G.Delphin.op.cité.p:22

5) ربما لم يكن الطلبة يؤدون أي ثمن ، كما ورد في عرض بعنوان :” جامع القرويين” للاستاذ احمد بن عبد الكريم الحسيني ” ضمن اعمال جامعة القرويين في ذكراها المائة بعد الالف خلال شهر اكتوبر 1960، الكتاب الذهبي ، وزارة التربية الوطنية ، مطبعة فضالة ، د.ت، ص: 159، ( كاتب  المقال).

6)  لم يذكر المؤلف اسماء هذه المدارس.

7) G.Delphin.op.cité.p;24:

8)  نفسه ص:25

9)  حدثنا كثير من الاساتذة الذين كانوا طلبة بالقرويين خلال الستينيات والسبعينيات ان هذه الظاهرة كانت موجودة بالفعل، وقد استفاد بعضهم منها،(كاتب المقال).

10)  G.Delphin.op.cité.p:25

11)  نفسه.

12)  نفسه،ص:26.

13)  نفسه،ص:27.

14)  نفسه، ص27

15)  نفسه، ص:28

16)  نفسه، ص:29.

17)  مخطوط الحرشاوي ” لا يشتمل على لائحة طويلة مثل هاته، لكنني اعتقدت انه سيكون من المفيد ان اضيف اليها المؤلفات الاكثر انتشارا، سواء في فاس ، او في كل هذا الجزء من بلاد المغرب Maghreb الذي يتأثر   بالنفوذ المغربي، وهكذا ستكون لدينا فكرة صحيحة  نسبيا عن البيبليوغرافيا والمصادر الادبية في بلداتنا، كما يمكننا ايضا مقارنة هذه اللائحة مع تلك التي الحقها M.Flugel في المجلد السادس نشره ” حاجي خليفة” (Leipzig 1835.58 V// vol) والتي هي مختلفة عنها (المؤلف ديلفان Delphin ).

18)G.Delphin op .cité.p;30.

19)نفسه،ص:31.

20) نفسه،ص:31.

21) نفسه،ص:32.

22) نفسه ص:33

23) نفسه ص:34

24) نفسه،

25) نفسه، ص:35

26) نفسه، ص:36

27) نفسه، ص:36

28) نفسه، ص:37

29) نفسه،ص:38

30) نفسه،ص:38

31) نفسه،ص:39

32) نفسه،ص:39

33) يقصد شرح العمل الفاسي ” لمحمد بن القاسم السجلماسي الرباطي”، انظر : تحفة اكياس الناس بشرح عمليات فاس للمعهد الوزاني ، تقديم واعداد ” الاستاذ هاشم العلوي القاسمي “، نشر وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ، مطبعة فضالة ، المحمدية 2001، ص : 13

34) تعرض ” الاستاذ هاشم العلوي القاسمي ” في مقدمة الكتاب المذكور اعلاه لذكر هذا الشارح.(ص:13).

35) المقصود ” محمد بن القاسم السجلماسي الرباطي ” شارح العمل الفاسي وهو صاحب العمل المطلق .

36) نفسه، ص: 40-41 .

37) نفسه،ص: 42.

38) نفسه،ص: 41.

39) نفسه،ص:43

40) نفسه،ص:43

41) نفسه،ص:44

42) نفسه،ص:44

43) نفسه،ص:45

44) نفسه،ص:46

45) نفسه،ص:46

 

دعوة الحق، العدد 366 صفر 1423/ أبريل 2002

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق