مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

جوانب من شاعرية الخنساء (الحلقة الثانية)

قد قيل قديما: إن دستور البلاغة العربية هو كلام القدماء، سواء منهم الرجال أو النساء اللائي كنّ ببلاغتهن يتجاوزن كثيرا من بلاغات الرجال ومحاسن كلامهن تتجاوز أيضا محاسن كلام الرجال، ككلام عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – وخطبتها في فضائل أبيها أبي بكر – رضي الله عنه – ورثاءه، وكذلك خطبتها بالبصرة وهي ساعية في الطلب بدم عثمان – رضي الله عنه -(1)، ومنهن الشاعرات اللواتي خضن في كل فن من فنون الشعر حتى كان شعرهن رياحين عطرة وكلامهن باقة مزهرة، واشتهرن شهرة تضاهي شهرة الرجال. “لقد كانت المرأة العربية، ما تكاد تُسامَى في ارتياد شعاب القول، وعجم أعواده، وكشف فنونه وشؤونه، ودَرْكِ مواطن القوة والضعف فيه، فاغتمرت في حومة البيان قائلة ناقدة. فإن نقدت فنقد القائل الحكيم، أو قالت فقول الناقد العليم. ولَشَدَّ ما أخذت على فحول الرجال مواطن الزلل فيما ابتدعوه وتأنقوا فيه. ولها من دقة النقد، ولطف المأخذ، ونفاذ الإدراك، وحسن البديهة، ما جعل لها في شتات مواقفها الرأي القاطع، والكلمة الفاصلة”(2).ومنهن الخنساء التي تعدُّ من الشعراء الكبار المستشهد بشعرهم في المصادر العربية سواء في كتب النحو أو البلاغة، لما اشتمل عليه شعرها من الفصاحة والبلاغة، ورصين الكلام وجيده وهو ما سنحاول أن نبينه في هذه المقالة، وهي القائلة عندما قيل لها: “«صفي لنا صخراً» ؟ فقالت: «كان مطر السنة الغبراء، وذعاف الكتيبة الحمراء» . قيل: «فمعاوية» ؟ قالت: «حياء الجدبة إذا نزل، وقرى الضيف إذا حل» . قيل: « فأيهما كان عليك أحنى» ؟ قالت: أما صخر فسقام الجسد، وأما معاوية فجمرة الكبد”، وأنشدت:أَسَدَانِ مُحْمَرَّا المَخَالِبِ نَجْدَةً            غَيْثَانِ فِي الزَّمَنِ الغَصُوبِ الْأَعْسَرِقَمَرَانِ فِي النَّادِي رَفِيعَا مَحْتِدٍ               فِي المَجْدِ فَرْعَا سُؤْدَدٍ مُتَخَيَّرِ(3)

“لقد كانت المرأة العربية، ما تكاد تُسامَى في ارتياد شعاب القول، وعجم أعواده، وكشف فنونه وشؤونه، ودَرْكِ مواطن القوة والضعف فيه، فاغتمرت في حومة البيان قائلة ناقدة. فإن نقدت فنقد القائل الحكيم، أو قالت فقول الناقد العليم. ولَشَدَّ ما أخذت على فحول الرجال مواطن الزلل فيما ابتدعوه وتأنقوا فيه. ولها من دقة النقد، ولطف المأخذ، ونفاذ الإدراك، وحسن البديهة، ما جعل لها في شتات مواقفها الرأي القاطع، والكلمة الفاصلة”(2).

ومنهن الخنساء التي تعدُّ من الشعراء الكبار المستشهد بشعرهم في المصادر العربية سواء في كتب النحو أو البلاغة، لما اشتمل عليه شعرها من الفصاحة والبلاغة، ورصين الكلام وجيده وهو ما سنحاول أن نبينه في هذه المقالة، وهي القائلة عندما قيل لها: “«صفي لنا صخراً» ؟

فقالت: «كان مطر السنة الغبراء، وذعاف الكتيبة الحمراء» . قيل: «فمعاوية» ؟ قالت: «حياء الجدبة إذا نزل، وقرى الضيف إذا حل» . قيل: « فأيهما كان عليك أحنى» ؟

قالت: أما صخر فسقام الجسد، وأما معاوية فجمرة الكبد”، وأنشدت:

أَسَدَانِ مُحْمَرَّا المَخَالِبِ نَجْدَةً            غَيْثَانِ فِي الزَّمَنِ الغَصُوبِ الْأَعْسَرِ

قَمَرَانِ فِي النَّادِي رَفِيعَا مَحْتِدٍ               فِي المَجْدِ فَرْعَا سُؤْدَدٍ مُتَخَيَّرِ(3)

أ‌- شواهد من شعر الخنساء في كتب البلاغة:

استشهد البلاغيون قديما وحديثا بأشعار الخنساء في مواضع شتى وأبواب كثيرة من أبواب البلاغة وتتوزع شواهد شعر الخنساء بين أبواب البلاغة الثلاثة وهي المعاني والبيان والبديع ومنها:

أولا- المجاز: أمّا المجاز فكلُّ كلمة أريد بها غيرُ ما وقعت له في وَضْع واضعها، لملاحظةٍ بين الثاني والأوّل، فهي مجاز وإن شئت قلت: كلُّ كلمة جُزْتَ بها ما وقعتْ به في وَضْع الواضع إلى ما لم توضع له، من غير أن تستأنف فيها وضعاً، لملاحظةٍ بين ما تُجُوّز بها إليه، وبين أصلها الذي وُضعتْ له فيوضع واضعها، فهي مجاز(4)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

إذا بسط القوم عند الفضال              أكفهم تبتغي المحمدَا

وكان ابتِدَارُهُمْ للعُلَى                         أشار فَمَدَّ إليها يَدَا

فنالَ الذي فَوْق أَيْديهم              من المجد ثم انتمى مُصعِدَا(5)

استشهد بالأبيات الجرجاني [تـ: 471أو 474هـ ] في «أسرار البلاغة»(6) في سياق حديثه عن مجاز اليمين واليد وتفصيل القول في بيت الشماخ الشهير:

إذَا مَا رَايةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ            تَلَقَّاهَا عَرابةُ باليمينِ(7)

يقول الجرجاني: “ومما يبيِّن موضوعَ بيت الشمّاخ، إذا اعتبرتَ به، قولُ الخنساء [البيت] إذا رجعت إلى نفسك، لم تجد فرقاً بين أن يمُدَّ إلى المجد يداً، وبين أن يتلقَّى رايته باليمين”(8).

ثانيا- الخبر المعرف أو « لام الجنس»: قال الجرجاني:” وعلم أنكَ تَجد “الأَلف واللامَ” في الخبرِ على معنى الجنسِ، ثم تَرى له في ذلك وجوهاً: أحدهما: أن تَقْصُرَ جنْسَ المعنَى على المُخْبَر عنه لقَصْدِك المبالغةَ، والوجه الثاني: أن تَقْصُرَ جِنسَ المعنى الذي تُفيدُه بالخبرِ على المُخْبرَ عنه، لا على معنى المبالغة وتَرْك الاعتدادِ بوجودهِ في غير المخْبَر عنه، بل على دَعوى أنه لا يُوجَدُ إلا منه. والوجه الثالث: أن لا يَقصد قصْرَ المعنى في جنسِه على المذكورِ”(9)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

إذا قبح البكاء على قتيل        رأيت بكاءك الحسنَ الجميلا(10)

استشهد به الجرجاني في «دلائل الإعجاز»(11) وجعله من الوجه الثالث، قال الجرجاني:” لم تُرِدْ أنَّ ما عدا البكاءَ عليه فليس بحَسَنٍ ولا جَميل، ولم تُقّيِّدِ الحَسَن بشيءٍ فيتُصوَّر أن يُقْصَرَ على البقاء، كما قَصَرَ الأعشى هبةَ المائةِ على الممدوح، ولكنها أرادتْ أن تُقِره في جنسِ ما حُسْنُهُ الحُسْنُ الظاهرُ الذي لا يُنْكرهُ أحدٌ، ولا يَشكُّ فيه شاكُّ”(12).

استشهد بالبيت محمد بن علي الجرجاني [تـ: 739هـ] في كتابه «الإشارات والتنبيهات»(13) في سياق حديثه عن التعريف باللام، كما استشهد به القزويني في «الإيضاح» [739هـ] حيث قال:” ثم التعريف بلام الجنس قد لا يفيد قصر المعروف على ما حكم عليه”(14)، ثم ذكر البيت، استشهد به العلوي [تـ: 745هـ] في «الطراز» وعلق على البيت بقوله:” أرادت أن تقرره في جنس الحسن الباهر الذى لا ينكره من أخبر”(15)، واستشهد به أيضا السبكي[تـ: 737هـ] في «عروس الأفراح»(16) ، كما استشهد به السيوطي[تـ: 911هـ] في «شرح عقود الجمان»(17) في نفس الباب، وأورده أيضا ابن عربشاه في «الأطول» حيث يقول:” فإنه ليس المقام طالب اعتبار رأيت بكاءك كل حسن جميل، بل تطلب إثبات الحسن الجميل له؛ إذ تكفل الشرط سلب الحسن عن كل ما عداه”(18). 

ثالثا- المجاز الحُكْمِي: قال الجرجاني في تعريف المجاز وبيان المجاز الحكمي الذي عدَّهُ كنزا من كنوز البلاغة، ومادة الشاعر المفلق والكاتب البليغ في الإبداع والإحسان، والاتساع في طرق البيان(19):” اعلم أنَّ طريقَ المجازِ والاتِّساعِ في الذي ذكَرْناه قبلُ، أنَّكَ ذكرتَ الكلمةَ وأنتَ لا تُريد معناها، ولكنْ تُريد معنًى ما هو رِدْفٌ له أو شبيهٌ، فتجوَّزْتَ بذلك في ذات الكلمة وفي اللفظ نفسه. وإذا قد عرفْتَ ذلكَ فاعلمْ أنَّ في الكلامِ مجازاً على غيرِ هذا السبيلِ، وهو أن يكونَ التجوُّزُ في حُكْم يَجْري على الكلمة فقط، وتكونَ الكلمةُ متروكةً على ظاهرِها، ويكونُ معناها مقصوداً في نفسهِ ومُراداً مِنْ غَير توريةٍ ولا تعريض”(20). 

تَرْتَعُ ما رتعَتْ، حَتّى إذا ادَّكَرَتْ            فإنَّما هيَ إقْبالٌ وإِدبارُ(21)

استشهد به الجرجاني في «دلائل الإعجاز»(22)، وجعل هذا الشاهد مما طريق المجاز فيه الحكم، يقول:” وذاك أنها لم تُرِدْ بالإِقبال والإِدبارِ غيرَ معناهُما، فتكونَ قد تجوَّزت في نفسِ الكلمةِ، وإنما تجوَّزَتْ في أَنْ جعلَتْها لكثرةِ ما تُقبِلُ وتُدْبِرُ، ولِغَلَبة ذاكَ عليها واتصاله منها، وإنه لم يكن لها حال غيرها، كأنها قد تجسمت من الإقبال والإِدبارِ. وإِنما كان يكونُ المجازُ في نفْس الكلمةِ، لو أنها كانت قد استعارتِ “الإقبالَ والإدبارَ” لمعنىً غيرِ معناهُما الذي وُضعا له في اللغة”(23).

رابعا- الترصيع: وهو أن يعتمد تصيير مقاطع الأجزاء في البيت المنظوم أو الفصل من الكلام المنثور مسجوعة، وكأن ذلك شبه بترصيع الجوهر في الحلي وهذا مما قلنا: إنه لا يحسن إذا تكرر وتوالى لأنه يدل على التكلف وشدة التصنع، وإنما يحسن إذا وقع قليلا غير نافر”(24).

وشاهده من شعر الخنساء قولها:

حامي الحقيقة محمود الخليفة مهـ               ديّ الطريقة نفّاع وضرّار

فعّال سامية ورّاد طامية                           للمجد نامية تعنيه أسفارُ

جوّاب قاصية جزّاز ناصية                     عقاد  ألوية للخيل جرّار

حلو حلاوته فصل مقالته                       فاش حمالته للعظم جبّار(25)

استشهد بالأبيات أبو هلال العسكري في «الصناعتين» وجعلها من الترصيع الذي كثر حتى ظهر فيه أثر التكلف، حيث يقول:” فمن ذلك ما روي أنه للخنساء:

حامي الحقيقة محمود الخليقة مهـ             دىّ الطريقة نفاع وضرّار

هذا البيت جيد؛ ثم قالت:

فعّال سامية ورّاد طامية              للمجد نامية تعنيه أسفار

هذا البيت رديء لتبرّئِ بعض ألفاظه من بعض؛ ثم قالت:

جواب قاصية جزّاز ناصية                  عقّاد ألوية للخيل جرّار

آخر هذا البيت لا يجرَى مع ما قبله، وإذا قسته بأوله وجدته فاترا باردا؛ ثم قالت:

حلو حلاوته فصل مقالته              فاش حمالته للعظم جبّار

وهذا مثل ما قبله”(26).

وقد أورد الباقلاني [تـ: 403هـ] في «إعجاز القرآن» البيتين الأول والثالث وجعلهما من المضارعة وهو ضرب يقارب الترصيع(27). 

واستشهد بالبيتين أيضا ابن سنان الخفاجي في «سر الفصاحة» في باب الترصيع في الشعر(28) ، واستشهد بالبيت الأول محمد بن علي الجرجاني في كتابه «الإشارات والتنبيهات»(29) ، وجعله من شواهد السجع في الشعر، كما استشهد بهما العلوي في «الطراز» وجعلهما من الترصيع الناقص(30).

واستشهد بالبيت الأول ابن الأثير في «المثل السائر»(31)، واستشهد بالبيتين معا الباقلاني في «إعجاز القرآن»(32).

وقد أورد القلقشندي البيت الأول في «صبح الأعشى»(33) وجعله من ” المرتبة الأولى من السجع وهو أن تكون ألفاظ القرينتين مستوية الأوزان متعادلة الأجزاء ويسمّى التصريع، وهو أحسن أنواع السجع وأعلاها”(34) ، والحق أنه الترصيع وليس التصريع وقد أشار محقق الكتاب إلى ذلك.

كما أورده المراغي في «علوم البلاغة» شاهدا على السجع مع اختلاف في رواية البيتين وهي عند المراغي كالآتي:

حامي الحقيقة محمود الخليفة مهـ      ـدي الطريقة نفاع وضرار

جواب قاصية جزار ناصية              عقاد ألوية للخيل جرار(35)

خامسا- الكناية: الكناية لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة معناه حينئذ(36)، وشاهد الكناية من شعرها قولها:

أعيني جودا ولا تجمُدا          ألا تبكيانِ لصَخر النَّدى(37)

استشهد بالبيت الهاشمي في «جواهر البلاغة»(38) في باب الكناية، حيث كَنَّتْ بجمود العين عن عدم البكاء حالة الحزن. 

ومن شواهدها أيضا في باب الكناية قولها في رثاء أخيها صخر:

رفيعُ العماد، طويلُ النجا       د سادَ عشيرته أمردَا(39)

 وقد جعله الهاشمي في «جواهر البلاغة» من الكنايات القريبة – وهي ما يكون الانتقال فيها إلى المطلوب بغير واسطة بين المعنى المنتقل عنه، والمعنى المنتقل إليه(40).

سادسا- الغلو: وهو ضرب من البديع والمبالغة قال الباقلاني في «إعجاز القرآن»: “ومن البديع عندهم الغلو والإفراط في الصفة”(41) ، والمقبول منه أصناف : أحدهما: ما أدخل عليه ما يقربه إلى الصحة، والثاني: ما تضمن نوعا حسنا من التخييل، والثالث: ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة(42)، وشاهده من شعر الخنساء قولها في أخيها صخر:

فما بلغت كف امرئ متناولٍ              بِهَا المجدَ إلا حَيثُما نلتَ أطولُ

وما بلغ المهدونَ في القول مِدحةً        ولا صفةً إلا الذي فيكَ أفضلُ(43)

استشهد به الباقلاني في «إعجاز القرآن» وجعله من شواهد الغلو(44).

سابعا- إثبات الشيء للشيء بنفيه عن غيره: وهو ضرب من المحسنات اللفظية، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

فما بلغت كف امرئ متناولٍ              بِهَا المجدَ إلا حَيثُما نلتَ أطولُ(45)

استشهد به السبكي في «عروس الأفراح»(46) .

ثامنا- الاستعارة: وهي ما كانت علاقته تشبيه معناه بما وضع له(47)، وشاهدها قول الخنساء تصف أباها وأخاها وقد تسابقا:

جَارَى أبَاه فأقبلاَ وهما                 يتعَاورَان مُلَاءة الحُضْرِ(48)

أورد الحصري هذا البيت ضمن مقطوعة من ستة أبيات،  حيث قال: ” يتعاوران ملاءة الحضر أبرع استعارة، وأنصع عبارة”(49).

تاسعا- الإيغال: هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها كزيادة المبالغة(50)، وشاهد الإيغال في شعرها قولها:

أغر أبلج تأتم الهداةُ به         كأنه علمٌ في رأسه نارُ(51)

أورده العسكري [تـ:395هـ] في الصناعتين حيث يقول:” فقولها: «في رأسه نار» تتميم عجيب؛ قالوا: لم يستوف أحد هذا المعنى استيفاءه”(52).

وبيت الخنساء أيضا من شواهد ابن رشيق[تـ: 463هـ] في «العمدة» في  باب الإيغال، وقد جعله من الإيغال الحسن حيث يقول:” فبالغت في الوصف أشد مبالغة، وأوغلت إيغالاً شديداً بقولها ” في رأسه نار ” بعد أن جعلته علماً، وهو الجبل العظيم”(53). 

وقد استشهد به السكاكي [تـ:626هـ ] في «مفتاح العلوم»(54).      

واستشهد به ابن الناظم[تـ: 686هـ] في «المصباح» وعلق على البيت بقوله:” أوغلت أشد إيغال بقولها في رأسه نار بعدما جعلته جبلا عاليا مشتهرا بالهداية”(55).

كما استشهد به القزويني[تـ:739هـ] في« الإيضاح» في باب الإيغال فقال:” لم ترض أن تشبهه بالعلم الذي هو الجبل المرتفع المعروف بالهداية حتى جعلت في رأسه نارا”(56)، وأورده السبكي[تـ:773هـ] أيضا في «عروس الأفراح»(57) نقلا عن الخطيب القزويني.

وقد جعله ابن حجة الحموي[تـ:837هـ] من شواد الإيغال حيث قال:” والذي وقع اتفاق البديعيين عليه: أن أعظم ما وقع في هذا الباب وأبلغ، قول الخنساء أخت صخر:

وإن صخرًا لتأتم الهداة به       كأنه علم في رأسه نار

فإن معنى جملة البيت كامل دون القافية، فوجدوها زيادة لم تكن له قبلها. وهذه المرأة لم ترض لأخيها أن يأتم به جهال الناس، حتى جعلته يأتم به أئمة الناس، وهذا تتميم. ولم ترض تشبيهه بالعلم، وهو الجبل المرتفع المعروف بالهداية، حتى جعلت في رأسه نارًا”(58).

واستشهد به أيضا العلوي في «الطراز» في باب الإيغال، وعلق على البيت بقوله:” فقولها في «رأسه نار» ، من الإيغال الحسن لأنها لم تكتف بكونه جبلا عاليا مشهورا، بل زادت لكثرة إيغالها في مدحه وشهرته بقولها: «في رأسه نار» لما فيه من زيادة الظهور والانكشاف؛ لأن الجبل ظاهر فكيف به إذا كان في رأسه نار، والنار ظاهرة فكيف حالها إذا كانت في رأس جبل”(59)، واستشهد به كذلك الخلخالي في «مفتاح تلخيص المفتاح»(60).

كما أورده ابن عربشاه في «الأطول»(61)، وقد علق عليه الهاشمي في «جواهر البلاغة» بقوله:” فقولها: «كأنه علم» وافٍ بالمقصود، لكنها أعقبته بقولها «في رأسه نار» لزيادة المبالغة”(62).

واستشهد به المراغي[تـ:1371هـ] أيضا في «علوم البلاغة» حيث يقول بعد عرضه البيت:” فقولها: في رأسه نار، من الإيغال الحسن، إذ لم تكتف بأن تشبهه بالعلم الذي هو الجبل المرتفع المشهور بالهداية حتى جعلت في رأسه نارا، لما في ذلك من زيادة الظهور والانكشاف”(63).

عاشرا- التشبيه: وهو دلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(64)، وشاهده من شعرها قولها:

أغر أبلج تأتم الهداة به        كأنه علمٌ في رأسه نارُ(65)

استشهد به المبرد [تـ:285هـ] في «الكامل» وجعله من التشبيه المتجاوز المفرط، وعلق عليه بقوله:” فجعلت المهتدي يأتم به، وجعلته كنار في رأس علم”(66). استشهد به أيضا أبو إسحاق بن أبي عون [تـ: 322هـ] في « التشبيهات»(67) ، وجعله صاحب «جواهر البلاغة» من تشبيه المفرد بالمركب(68) إلى جانب المراغي في «علوم البلاغة»(69). 

ومن شواهد التشبيه أيضا في شعرها قولها:

وقافيةٍ مثلِ حدِّ السنا                      نِ تبقى ويهلك من قالهَا

نطقتَ ابنَ عمروٍ فسهلتها             ولم ينطقِ الناسُ أمثالهَا(70)

استشهد بالبيتين أبو إسحاق بن أبي عون في « التشبيهات»(71) في باب التشبيهات في الشعر. 

أحد عشر – التكرار: للتكرار مواضع يحسن فيها، ومواضع يقبح فيها، فأكثر ما يقع التكرار في الألفاظ دون المعاني، وهو في المعاني دون الألفاظ أقل فإذا تكرر اللفظ والمعنى جميعاً فذلك الخذلان بعينه(72)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

وإن صخراً لكافينا وسيدنا           وإن صخراً إذا نشتو لنحَّارُ

أغر أبلج تأتم الهداة به                    كأنه علم في رأسه نَارُ(73)

واستشهد بالبيتين ابن رشيق في «العمدة»، قال:” فتكرير اسم الممدوح ههنا تنويه به، وإشارة بذكره، وتفخيم له في القلوب والأسماع”(74) ثم ذكر البيتين. 

واستشهد بهما أيضا حازم القرطاجني في «منهاج البلغاء» يقول حازم:” ولكون إظهار المضمر يصير الكلام مستقلا غير مفتقر إلى ما قبله قد يحتملون ما في التكرار من ثقل، وذلك مثل قول الخنساء: 

وإن صخرا لوالينا وسيدنا          وإن صخرا إذا نشتو لنحارُ

وإن صخرا لتأتم الهداة به              كأنه علم في رأسه نارُ

ولو قالت وإنه لتأتم الهداة به فأضمرت لكان البيت ناقصا مفتقرا. فإنما أظهرت لفظ صخر ثانيا وثالثا تباعدا بالكلام عن الافتقار، وقصدا لتعديل أقطاره وحسن تفصيله وتقديره. وهذا يعرف مما تقدم. وربما بسط عذر الشاعر في مثل هذا أيضاً كونه يستعذب اسم محبوبه ويريد الإشادة باسم ممدوحه فلا يستثقل ذلك. وهذان أمران لا يحسنان التكرار وإنما يبسطان العذر فيه فقط(75).

اثنا عشر- السلب والإيجاب: وهو أن تبني الكلام على نفي الشيء من جهة وإثباته من جهة أخرى أو الأمر به في جهة والنهي عنه في جهة وما يجري مجرى ذلك(76)، وشاهده قول الخنساء في أخيها صخر:

فما بلغت كف امرئ متناولٍ              بِهَا المجدَ إلا حَيثُما نلتَ أطولُ

وما بلغ المهدونَ في القول مِدحةً        ولا صفةً إلا الذي فيكَ أفضلُ(77) 

استشهد بالبيتين الحموي في «خزانة الأدب» في باب ذكر السلب والإيجاب(78)، كما استشهد بهما الهاشمي في «جواهر البلاغة»(79) في نفس الباب من المحسنات البديعية المعنوية. 

ثلاثة عشر- الإرصاد: ويسميه بَعضهم التسهيم وَهُوَ أَن يَجْعَل قبل الْعَجز من الْفِقْرَة أَو الْبَيْت مَا يدل على الْعَجز إِذا عرف الروي وَهُوَ الْحَرْف الَّذِي تبنى عَلَيْهِ أَوَاخِر الأبيات أَو الْفقر وَيجب تكراره فِي كل مِنْهَا فَإِنَّهُ قد يكون مِنْهَا مَا لَا يعرف مِنْهُ الْعَجز لعدم مَعْرفَته حرف الروي(80)، وشاهده من شعر الخنساء قولها: 

بيضِ الصفاح وسمرِ الرماحِ           فبالبيضِ ضَرْبًا وبالسمْرِ وخزَا(81) 

استشهد به العباسي في «معاهد التنصيص»(82).

أربعة عشر- الجناس بين اللفظين: وهو تشابههما في اللفظ(83)، والجناس أنواع متعددة فمنها التام والناقص ولكل منهما أنواع؛ فمن التام المماثل والمستوفى، ومن الناقص المطرف والمذيل والمضارع، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

إنّ البكاءَ هو الشّفا         ءُ من الجوى بين الجوانحْ(84)

استشهد به محمد بن علي الجرجاني في «الإشارات والتنبيهات»(85)، وجعله من الجناس المذيل وهو أن يختلف اللفظان بزيادة أكثر من حرف، كما استشهد به القزويني في «الإيضاح»(86) ، واستشهد به أيضا السبكي في «عروس الأفراح» فقال:” فقد نقص في الأول عن الثاني حرفان، وربما سمى ما نقص عن مجانسه بأكثر من حرف مذيلا، وتسمية هذا مذيلا أظهر في المثال المذكور، وهو ما إذا كان في الأول نقص عن الثاني بحرفين، فإنه وقع تذييل الثاني منه، بخلاف ما إذا قيل في الجوانح الجوا فإن الكلمة الأخيرة فيه غير مذيلة، والتذييل إنما يكون في الأخير”(87).

استشهد به السيوطي في « شرح عقود الجمان» وجعله أيضا من الجناس المذيل(88)، وبعده ابن عربشاه في «الأطول»(89).

خمسة عشر-الموازنة: هو أن تكون ألفاظ الفواصل من الكلام المنثور متساوية في أوزانها، وأن يكون صدر البيت الشعرى وعجزه متساويي الألفاظ وزنا، ومتى كان الكلام في المنظوم والمنثور خارجا على هذا المخرج كان متسق النظام رشيق الاعتدال، والموازنة هي أحد أنواع السجع(90)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

حامى الحقيقة محمود الخليقة ميـ           مون الطريقة نفّاع وضرّارُ

جوّاب قاصية جزّاز ناصية                     عقّاد ألوية للخيل جرّارُ(91)

استشهد بالبيتين العلوي في « الطراز» وعلق على البيتين بقوله:” فقولها محمود، وميمون، من الموازنة وقولها نفاع وضرار، وجواب وجزاز وعقاد، من الموازنة أيضا”(92).

ستة عشر-التسميط: هو أن تأتي بأجزاء البيت أو بعضها على سجع واحد مخالف للقافية حتى تكون تسميط العقد والأجزاء المسجوعة بمنزلة الحب المجتمع فيه، وهو ضربان: الأول: تسميط التقطيع، الثاني: تسميط التبعيض(93)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

حامى الحقيقة محمود الخليقة ميـ            مون الطريقة نفّاع وضرّار

جوّاب قاصية جزّاز ناصية                     عقّاد ألوية، للخيل جرّار(94)

استشهد به ابن الناظم في «المصباح» وجعله من الضرب الثاني من التسميط وهو تسميط التبعيض(95). استشهد بالبيت الأول السيوطي في « شرح عقود الجمان»(96).  

سبعة عشر-الاحتراس: وهو أن نأتي في المدح أو غيره بكلام فنراه مدخولا بعيب من جهة دلالة منطوقه أو فحواه، فتردفه بكلام آخر لتصونه عن احتمال الخطأ(97)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

فلولا كثرة الباكين حولي              على إخوانهم لقتلت نفسي(98)

يقول ابن الناظم بعد أن ذكر البيت:” ففطنت لتوجه أن يقال لها لقد ساويت أخاك بالهالكين من إخوان الناس، فلم فرطت في الجزع عليه؟ فاحترست بقولها:

وما يبكون مثل أخي ولكن              أعزي النفس عنه بالتأسي”(99).

ثمانية عشر- الإلمام: ويسمى: سلخا، وهو أخذ المعنى من غير التعرض للفظ(100)، وشاهده من شعر الخنساء قولها:

وما بلغ المهدون في القول مدحةً           ولا صفة إلا الذي فيكَ أفضلُ(101)

استشهد بالبيت محمد بن علي الجرجاني في «الإشارات والتنبيهات»(102) وقارنه ببيت أشجع بن عمر السلمي وهو:

وما ترك المداحُ فيك مقالةً             ولا قال إلا دون ما فيك قائلُ

وكذلك القزويني في «الإيضاح»(103) ، وقارنه أيضا ببيت أشجع من جهة المعنى فقال:” فإن بيت الخنساء أحسن من بيت أشجع؛ لما في مصراعه الثاني من التعقيد؛ إذ تقديره: ولا قال قائل إلا دون ما فيك”(104).

تسعة عشر- التنكيت: عبارة عن أن يقصد المتكلم شيئًا بالذكر دون أشياء كلها تسد مسده، لولا نكتة في ذلك الشيء المقصود، ترجح اختصاصه بالذكر. وعلماء هذا الفن أجمعوا على أنه لولا تلك النكتة التي انفرد بها، لكان القصد إليه دون غيره خطأ ظاهرًا عند أهل النقد(105)، وشاهده من شعر الخنساء قولها في أخيها صخر:

يذكرني طلوع الشمس صخرًا     وأذكره لكلِّ غروب شمسِ(106)

استشهد بالبيت ابن حجة الحموي في خزانته حيث يقول:” فخصت هذين الوقتين بالذكر، وإن كانت تذكره كل وقت، لما في هذين الوقتين من النكتة المتضمنة للمبالغة، في وصفه بالشجاعة والكرم؛ لأن طلوع الشمس وقت الغارات على العدا، وغروبها وقت وقود النيران للقرى”(107).

خاتمة:

انطلاقا من استقراءنا لشعر الخنساء المستشهد به في كتب  البلاغة المعتمدة بلغت هذه الشواهد حسب استقراءنا تسعة عشر موضعا موزعة بين علم المعاني والبيان والبديع؛ والملاحظ أن أكثر شواهد الخنساء في كتب البلاغة تدخل في باب البديع كالترصيع والإرصاد والجناس والموازنة والتسميط وغيرها من المحسنات البديعية التي تكثر في شعرها كثرة، وغيرها من المحسنات التي أغفلها البلاغيون، والمطلع على ديوانها يلمس مثل هذه المحسنات التي تزيد في رونق شعرها وتضفي عليه حيوية ورقة لا مزيد عليها، ما يكشف عن أصالة فن البديع العربي وعراقته منذ العصرين الجاهلي والإسلامي إلى جانب فنون البلاغة الأخرى، ويجب هنا تأكيد أن البديع في شعر الخنساء ينسجم مع شخصية المرأة الشاعرة النائحة، ويستجيب أيضا لروح الموسيقى والغناء الذي كانت تطلبه وتستدعيه فيزيد في الشعور بالفقدان والمصيبة كالجناس بين الألفاظ مثلا، فهي لم ترد البديع لمجرد البديع، وإنما استجابة لمشاعرها وأحاسيسها التي تنزع لكل شيء مبالغ فيه لتعبر عن  شدة المبالغة في الفقدان. 

والبديع سمة غالبة في شعر النساء عامة وأشد ولوعهن بالترصيع؛ يقول أحمد الحوفي في كتابه « المرأة في الشعر الجاهلي»: “وإذ كانت المرأة بطبعها مولعة بالزينة وبالمظهر الخلاب وتغرها الظواهر وإن ساء المخبر، فالجواهر الزائفة الحسنة الشكل المنسجمة الصوغ تقع في نفسها موقعا حسنا وإن كانت قليلة القيمة فإنها قد أكثرت من الترصيع في الشعر كثرة تستدعي النظر”(108).      

ـــــــــــــــــــــــــــــ 

الهوامش:

1.  انظر بلاغات النساء لابن طيفور  ص:3 وما بعدها. 

2.  المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها 1/150.

3.  المحاسن والأضداد للجاحظ  ص:106-107.

4.  أسرار البلاغة ص:351-352.

5.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:144-145.

6.  أسرار البلاغة ص:362، على اختلاف في رواية الأبيات وهي عنده:

إذا القوم مدوا بأيديهم                   إلى المجد مد إليه يَدَا

فنالَ الذي فَوْق أَيْديهم            من المجد ثم مضى مُصعِدَا

7.  ديوان الشماخ ص:336.

8.  أسرار البلاغة ص:362.

9.  دلائل الإعجاز ص:179-180-181 بتصرف.

10.  ديوان الخنساء بتحقيق إبراهيم عوضين ص: 413، ولم أجده في ديوانها بشرح ثعلب.

11.  دلائل الإعجاز ص:181. 

12.  دلائل الإعجاز ص:181.

13.  الإشارات والتنبيهات ص:63.

14.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:103.

15.  الطراز المتضمن لأسار البلاغة 2/19، وفي طبعة ثانية :«من أخبر به».

16.  عروس الأفراح 1/365.

17.  شرح عقود الجمان ص:113.

18.  الأطول 1/496.

19.  دلائل الإعجاز ص:295.

20.  دلائل الإعجاز ص:293.

21.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:383.

22.  دلائل الإعجاز ص:300.

23.  دلائل الإعجاز ص:300-301.

24.  سر الفصاحة ص:196.

25.  لم نقف على هذه الأبيات في ديوانها، لكن وردت أول مرة في «الصناعتين» ص:378، مع عدم الجزم بنسبة الأبيات إليها حيث يقول:” فمن ذلك ما روي أنه للخنساء”.

26.  الصناعتين ص:378.

27.  إعجاز القرآني للباقلاني ص:97.

28.  سر الفصاحة ص:196. 

29.  الإشارات والتنبيهات ص:273.

30.  الطراز 2/291.

31.  المثل السائر ص:261.

32.  إعجاز القرآن ص:97.

33.  صبح الأعشى 2/305.

34.  صبح الأعشى 2/304.

35.  علوم البلاغة ص:363.

36.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:273.

37.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:143.

38.  جواهر البلاغة ص:35.

39.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:143.

40.  جواهر البلاغة ص:288.

41.  إعجاز القرآن ص:77.

42.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:309، بتصرف.

43.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:320.

44.  إعجاز القرآن ص:92، والبيت الثاني عنده كالآتي:

وما بلغ المهدونَ في القول مِدحةً        وإن أطنبوا إلا الذي فيكَ أفضلُ

45.  سبق تخريج البيت من الديوان.

46.  عروس الأفراح 2/313، والبيت في الكتاب كالآتي:

وما بلغت كفّ امرئ متناولا       من المجد إلّا والّذى نلت أطولُ

47.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:240.

48.  ديوان الخنساء بتحقيق إبراهيم عوضين ص:390.

49.  زهر الآداب وثمر الألباب 4/997.

50.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:178. 

51.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:386.

52.  الصناعتين ص:392. 

53.  العمدة في محاسن الشعر وآدابه 2/622.

54.  مفتاح العلوم ص:322.

55.  المصباح في المعاني والبيان والبديع ص: 234.

56.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:178.

57.  عروس الأفراح 1/609.

58.  خزانة الأدب وغاية الأرب 2/29.

59.  الطراز 3/117.

60.  مفتاح تلخيص المفتاح ص:468.

61.  الأطول 1/70.

62.  جواهر البلاغة ص:204.

63.  علوم البلاغة ص:194.

64.  الإيضاح في علوم البلاغة ص:188.

65.  سبق تخريج البيت.

66.  الكامل في اللغة والأدب 3/36.

67.  التشبيهات ص:335.

68.  جواهر البلاغة ص:224.

69.  علوم البلاغة ص:216.

70.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:107 – 108، وبعد البيت الأول قولها:

زجرت فأرسلتها غربةً             وجمجمت في الصدر إهمَالهَا

71.  التشبيهات ص:228، والبيتان عنده كالآتي:

وقافيةٍ مثلِ حدِّ السنا                      نِ تبقى ويذهبُ من قالها

نطقتَ ابنَ عمروٍ فسهلتها             ولم ينطقِ الناسُ أمثالها

72.  العمدة 2/648.  

73.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:385 – 386، وبعد البيت الأول قولها:

وإن صخرا لمقدام إذا ركبُوا             وإن صَخرا إذا جَاعوا لعقارُ

74.  العمدة 2/649. 

75.  منهاج البلغاء وسراج الأدباء ص: 277-278.

76.  الصناعتين ص:405.

77.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:320. 

78.  خزانة الأدب للحموي 2/268.

79.  جواهر البلاغة ص:318.

80.  معاهد التنصيص  2/237.

81.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:276.

82.  معاهد التنصيص 2/238.  

83.  الإيضاح ص:323.

84.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص:329.

85.  الإشارات والتنبيهات ص:265.

86.  الإيضاح ص:326. 

87.  عروس الأفراح 2/288.

88.  شرح عقود الجمان ص:332.

89.  الأطول 1/114.

90.  الطراز3/32.

91.  سبق تخريجهما

92.  الطراز 3/35.  

93.  المصباح ص:198 – 199، بتصرف.

94.  سبق تخريجهما

95.  المصباح ص:199. 

96.  شرح عقود الجمان ص:349.

97.  المصباح ص:224. 

98.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص: 326.

99.  المصباح ص:225.

100.  الإشارات والتنبيهات ص: 283.

101.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص: 320.

102.  الإشارات والتنبيهات ص: 283، والبيت عنده كالتالي:

وما بلغ المهدون للناس مدحةً           وإن أطنبوا إلا وما فيك أفضلُ

103.  الإيضاح ص: 345.

104.  الإيضاح ص: 345. 

105.  خزانة الأدب للحموي 2/307.

106.  ديوان الخنساء بشرح ثعلب ص: 326.

107.  خزانة الأدب للحموي 2/308.

108.  المرأة في الشعر الجاهلي ص:669.

***

فهرس المصادر والمراجع:

– أسرار البلاغة، لعبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمود محمد شاكر، الطبعة: الأولى 1412هـ / 1991م، منشورات مطبعة المدني بالقاهرة، دار المدني بجدة.

– الإشارات والتنبيهات في علم البلاغة، لمحمد بن علي بن محمد الجرجاني، تحقيق الأستاذ الدكتور عبد القادر حسين، منشورات مكتبة الآداب، عام النشر: 1418هـ/ 1997م. 

– الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم لابن عربشاه، تحقيق عبد الحميد هنداوي، الطبعة الأولى: 1422هـ/2001م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. 

– إعجاز القرآن، للباقلاني، تحقيق السيد أحمد صقر، منشورات دار المعارف بمصر، سنة الطبع 1997م.

– الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، حققه وعلق عليه وفهرسه عبد الحميد هنداوي، الطبعة الثانية: 1422هـ/2002م، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، القاهرة.

– بلاغات النساء وطرائف كلامهن وملح نوادرهن وأخبار ذوات الرأي منهن وأشعارهن في الجاهلية وصدر الإسلام، لابن طيفور، مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، عام الطبع 1326هـ/1908م. 

– التشبيهات، لابن أبي عون، عني بتصحيحه محمد عبد المعيد خان، طبع في مطبعة جامعة كامبردج.

– جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، المؤلف: أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي، ضبط وتدقيق وتوثيق الدكتور  يوسف الصميلي، منشورات المكتبة العصرية، بيروت.

– خزانة الأدب وغاية الأرب، للحموي، تحقيق  عصام شعيتو، عام الطبعة1987م، دار ومكتبة الهلال،  بيروت.  

– دلائل الإعجاز، لعبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمود محمد شاكر، الطبعة: الثالثة 1413هـ / 1992م، منشورات مطبعة المدني بالقاهرة، دار المدني بجدة.

– ديوان الخنساء بتحقيق أنور أبو سويلم، شرحه ثعلب، أبو العباس، أحمد بن يحيى بن سيار الشيباني النحوي، حققه الدكتور أنور أبو سويلم، الطبعة الأولى عام 1409هـ/1988م، دار عمار للنشر والتوزيع. 

– ديوان الخنساء دراسة وتحقيق الدكتور إبراهيم عوضين، الطبعة الأولى 1405هـ/1985م ، مطبعة السعادة.

– ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني، حققه وشرحه صلاح الدين الهادي، منشورات دار المعارف بمصر، سنة الطبع 1388هـ/1968م. 

– زهر الآداب وثمر الألباب، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، مفصل ومضبوط ومشروح بقلم المرحوم الدكتور زكي مبارك، حققه وزاد في تفصيله وضبطه وشرحه محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، الطبعة الرابعة.

– سر الفصاحة، لابن سنان الخفاجي، قدم له واعتنى به ووضع حواشيه إبراهيم شمس الدين، الطبعة الأولى: 1431هـ/2010م، منشورات كتاب ناشرون، بيروت، لبنان.

– شرح عقود الجمان في المعاني والبيان، للسيوطي، تحقيق إبراهيم محمد الحمداني وأمين لقمان الحبار،  الطبعة الأولى2011م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. 

– الصناعتين الكتابة والشعر، لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، منشورات المكتبة العصرية، سنة النشر 1406هـ / 1986م.

– الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، ليحيى بن حمزة العلويّ اليماني، تحقيق الشربيني شريدة، 1431هـ/2010م، منشورات دار الحديث، القاهرة.

– عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح، تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي، الطبعة الأولى: 1423 هـ / 2003 م، منشورات المكتبة العصرية للطباعة والنشر، بيروت، لبنان.

– العمدة في محاسن الشعر وآدابه، لابن رشيق القيرواني، تحقيق: الأساتذة توفيق النيفر ومختار العبيدي وجمال حمادة، منشورات المجمع التونسي للآداب والفنون «بيت الحكمة» عام 2009م. 

– الكامل في اللغة والأدب، لمحمد بن يزيد المبرد، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الثالثة 1417 هـ / 1997 م، منشورات دار الفكر العربي، القاهرة.

– المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لابن الأثير، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد منشورات المكتبة العصرية للطباعة والنشر، بيروت، عام النشر:1420 هـ.

– المحاسن والأضداد، للجاحظ، حققه وقدم له فوزي عطوي، منشورات دار صعب، بيروت، سنة النشر 1969م.  

– المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها، لعبد الله عفيفي، الطبعة الثانية 1350هـ/1932م، مكتبة الثقافة، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية.

– المرأة في الشعر الجاهلي، للدكتور أحمد محمد الحوفي، الطبعة الثانية، دار الفكر العربي.

– المصباح في المعاني والبيان والبديع، لابن الناظم، تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي، الطبعة الأولى: 1422هـ/2001م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– معاهد التنصيص، للعباسي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، منشورات عالم الكتب، بيروت.

– مفتاح العلوم، للسكاكي، حققه وقدم له وفهرسه الدكتور عبد الحميد هنداوي، الطبعة الثالثة: 1435هـ/2014م، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

– مفتاح تلخيص المفتاح للخلخالي، تحقيق: الدكتور هاشم محمد هاشم محمود، الطبعة الأولى2011م، منشورات المكتبة الأزهرية للتراث.

– منهاج البلغاء وسراج الأدباء، لأبي الحسن حازم القرطاجني، تقديم وتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة، الطبعة الثالثة 1986م، منشورات دار الغرب الإسلامي، بيروت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق