الرابطة المحمدية للعلماء

جلالة الملك يدعو إلى التكامل العربي لمواجهة سطوة التكتلات القوية

أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن تفعيـل التكامل بين الدول العربية لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا إلى ما لا نهاية، كما أنه لـم يعد خيارا للنهوض بالتنمية فقط، بـل أصبح حتميـة ترتبط بالبقاء أمام سطوة التكتلات القوية.

وأضاف جلالة الملك في رسالة سامية إلى المشاركين في مؤتمر فكر السنوي الثالث عشر، المنعقد أمس الأربعاء بالصخيرات، والذي تنظمه مؤسسة الفكـر العربي التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، في موضوع ” التكامل العربي: حلم الوحدة وواقـع التقسيـم”، أن التكامل العربي أضحى ضرورة ملحة ينبغي ، فـي ظـل التحديات المتزايدة التي يواجهها الوطن العربي والعالم من حوله، التعاطي معه بمنظـور واقعي جديـد.

وأعربت الرسالة الملكية عن الحسرة والأسف، أمام ” واقـع التجزئة والانقسام، الذي يطبع العلاقات فيما بينها”. “فمعظـم الـدول العربيـة – يضيف جلالة الملك – تعيـش علـى وقع خلافات بينية مزمنة، وصراعات داخلية عقيمة، فضـلا عـن تنامي النعرات الطائفية والتطرف والإرهاب. كما أن بعـض هذه الدول تهـدر طاقات شعـوبها فـي قضايا وهميـة، ونـزاعات مفتعلة ، تغـذي نزوعات التفرقة والانفصال”.

غيـر أن جلالة الملك شدد على أن “الوحدة العربية ليسـت حلمـا صعـب المنـال، أو سرابا لا فائدة مـن الجري وراءه ، بل هـي تطلـع مشـروع قابـل للتحقـيق، وضرورة استراتيجية على الجميع المساهمة فـي تجسيـدهـا”، مشيرا إلى أن ” التكامـل العربي لا يعني الانغلاق والانعزال عـن العالم، بـل ينبغي أن يشكـل حافـزا لتوطيـد العـمق الإفريقي والأسيـوي للعالم العربي، وتوسيـع علاقاته مـع مختلف القوى والتكتلات الجهوية والدولية”.

وأشارت الرسالة الملكية إلى أن الـدول العربية تعيش الـيوم ” فـي مفترق الطـرق. فـهناك تحديات تنموية وأمنية ، وتطلعات شعبيـة ملحة ، إلـى المزيـد مـن الحقوق والحريات ، والكرامة الإنسانية ، والعدالة الاجتماعية. ولا سبيـل للاستجابـة لهـا إلا عبـر التكامـل والوحـدة والاندماج”.

واعتبر جلالة الملك أن البعـد الاقتصادي يشكل ركيزة أساسية لـتوطيد الوحدة ، وتحقيـق الاندمـاج التنموي ، باعتبـاره أسـاس قيـام تكتـل عربـي وازن ، فـي محيطـه الإقليمـي والعالـمي ، وهو ما يستدعي العمل علـى استثمار التكامل الاقتصادي بيـن الـدول العربيـة ، والتوجـه نحـو تحقيـق انـدماج اقتصـادي حقيقـي. واستحضرت الرسالة الملكية المسـؤولية الجسيمـة الملقاة علـى عاتـق المفكـرين والمثقفين العـرب ، ودورهـم فـي التوعية والتنويـر ، والتحليـل الموضوعي للوضع بالبلدان العربيـة ، و المساهمـة فـي مـد المزيـد مـن جسـور الوحدة والتآخي بـين شعـوب الوطـن العربـي ، وفـي تحقيـق التكامل والتضامن بيـن كـل مكـوناتـه. وأكد صاحب الجلالة أن ” المغـرب ، وفاء منه لروابط الأخوة العربية، والتزاما منه بفضيلة التضامن، سيظـل دائما منفتحا علـى كـل المبـادرات الوحـدويـة. وإيمانا منـه بحتميـة المصيـر المشتـرك ، وحرصا علـى استثمـار القواسـم المشتـركة مـع جميـع الـدول العربيـة ، فإنـه لـن يدخـر أي جهـد مـن أجـل انبثـاق تكتـل عربـي وازن، قـادر علـى الدفـاع عـن القضايـا العـربيـة العادلـة ، ومصالحه العليـا والمصيرية”.

وأضاف أن المغرب فـي إطـار التزامه بتشجيـع الثقافة والاجتهـاد والإبـداع ، يـدعو المثقفـين العـرب لتعـزيز سبـل التواصـل والتفـاهم بيـن النخـب والشعـوب العربيـة، مـن أجـل انبثـاق نهضـة فكرية عربية شاملة، كوسيلة لتـوطيد وحدة الشعـوب العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق