الرابطة المحمدية للعلماء

جرائم قتل واغتصاب واعتقالات جماعية في صفوف مسلمي بورما..

في فاجعة إنسانية تعرضت أقلية الروهينغيا المسلمة ببورما(ميانمار) مؤخرا لمجازر بشعة على يد البوذيين المدعومين من السلطات (جرائم قتل واغتصاب واعتقالات جماعية)، بعدما أغلقت بنجلاديش حدودها في وجه جماعات الروهينغا المهاجرة الذين تعتبرهم الأمم المتحدة الأقلية التي تعاني من اكبر اضطهاد في العالم.

ويبلغ تعداد السكان في بورما (ميانمار) 75 مليون نسمة..  فقط 07% أي 525 ألف مسلم يعيشون تحت حكم الطائفة البوذية بعدما استولى الجيش على السلطة في عام 1962م، وقد تم قتل ما يقرب من 200 ألف مسلم بطريقة ممنهجة خلال الـ 50 عاماً الماضية بإيعاز من المعبد البوذي للجماعات البوذية التي تشكل الأغلبية وتستولي على السلطة.. وفي يوم الثلاثاء 27 شعبان 1433هـ تم قتل أكثر من 1.000 مسلم.

وفي ميانمار خليط عرقي وديني متنوع إلا أن مسلمي الروهنغيا لا يجري ضمهم للحكومة وهناك 800 ألف على الأقل من مسلمي الروهنغيا في البلاد ولكن غير معترف بهم كإحدى المجموعات العرقية بها. ولا تقبلهم بنغلادش المجاورة وأعادت قوارب محملة بهم عندما حاولوا الفرار من الاضطرابات.

وحسب تقارير فقد فشلت قوات الأمن في بورما في حماية الراخين والروهنغيا من بعضهم البعض ثم أطلقت حملة عنف واعتقالات جماعية ضد الروهنغيا. تزعم الحكومة إنها ملتزمة بإنهاء الصراع العرقي والانتهاكات إلا أن الأحداث الأخيرة في الولاية تظهر استمرار الاضطهاد والتمييز برعاية الدولة.

وفي محاولة لوضع حد لمأساة مسلمي بورما، كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو أن المنظمة تعتزم عقد اجتماع استثنائي للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين في مقرها بجدة، الأحد القادم، من أجل بحث قضية مسلمي ميانمار.

ويشارك في الاجتماع الرئيس العام لاتحاد آراكان روهينغيا وقار الدين، الذي تأسس في مايو 2011 في مقر المنظمة ليجمع تحت مظلته 25 منظمة غير حكومية، تمثل أقلية الروهينغيا, وفقا لرويترز.

وأوضح إحسان أوغلو في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة في جدة الثلاثاء أن المنظمة سوف تعقد كذلك اجتماعاً تشاورياً في كوالالمبور بماليزيا لبحث التحديات التي تواجه تلك المنظمات، وتحول دون وصول المساعدات إلى اللاجئين المسلمين الفارين من ميانمار.

وأضاف أوغلو أن اجتماع كوالالمبور يهدف إلى وضع تصور واضح للوضع في ميانمار، بالإضافة للطرق اللازمة لإيصال المساعدات، وتحديد حجم الاحتياجات التي تستطيع المنظمة أن توفر متطلباتها.

وأكد أن المنظمة سوف تطرح نتائج عملها في قضية مسلمي ميانمار، وبالأخص ما سوف يسفر عنه اجتماع المندوبين في جدة، إلى قمة مكة المكرمة الاستثنائية في 26 و27 من شهر رمضان الجاري لتتم مناقشة القضية على أعلى مستوى في العالم الإسلامي.

وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن المنظمة سوف تواصل تعاونها الوثيق مع المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى صيغة حل لقضية مسلمي ميانمار.

من جهتها، سجَّلت المفوضية الأوروبية إدانتها للمجازر التي يرتكبها المتطرفون ضد المسلمين في بورما.

وبحسب صحيفة الموندو الإسبانية، فقد قامت المفوضية الأوروبية بتكثيف جهودها لتحديد هذه الجماعات، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيُجري اتصالاته مع السلطات في بورما لتحديد حالة المنطقة والاحتياجات اللازمة لها.

وقالت الصحيفة: “منظمة العفو الدولية أيضًا اعترفت بوجود انتهاكات ضد المسلمين في بورما، كما أكدت أنه تم إلقاء القبض على المئات في المناطق التي يعيش فيها المسلمون”.

ويستمر تدفق مسلمي الروهينجا الذي يعانون من التمييز الديني والعرقي في بورما إلى بنجلاديش، حيث يتركون كل ما يمتكلون خلفهم وينطلقون في رحلة شاقة للنجاة بأرواحهم تنتهي بهم في المخيمات داخل حدود بنجلاديش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق