الرابطة المحمدية للعلماء

جامعة مولاي علي الشريف تحتفي بجلالة الملك الراحل الحسن الثاني

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وتحت شعار الحسن الثاني الإنسان والمثقف والمفكر، انطلقت صبيحة يوم الجمعة 25 نونبر 2016 بقصر بلدية مولاي علي الشريف، الدورة الواحدة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف.

استُهلت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وتعاقب على إلقاء كلمات ترحيبية كل من السيد والي جهة درعة تافيلالت، والسيد نائب رئيس جهة درعة تافيلالت، والسيد رئيس المجلس الإقليمي، والسيد رئيس بلدية مولاي علي الشريف، والسيد وزير الثقافة، والسيد ممثل رئيس اللجنة العلمية.

وأجمعت هذه الكلمات كلها على الأهمية التي تحظى بها جامعة مولاي علي الشريف، خاصة بعد أن ترسخ قدمها في هذه المنطقة، وأصبحت موعدا سنويا يسهر من خلال المداخلات العلمية على الوقوف على تاريخ المغرب، وإبراز الدور الحاسم للدولة العلوية في إرساء أسس الدولة المغربية الحديثة، وقد كان هناك تنويه بموضوع هذه الدورة التي هي بمثابة مدارسة واستجلاء للمعالم الكبرى لشخصية المغفور له الحسن الثاني.

وخُتمت هذه الجلسة بعرض شريط وثائقي من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وافتتاح معرض خاص بصور المغفور له الحسن الثاني من إعداد المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

وفي مساء اليوم نفسه افتتحت الجلسة الأولى بقصر البلدية بالريصاني  التي ترأسها الدكتور أحمد شوقي بينبين، مدير الخزانة الحسنية بالرباط، بمداخلة للأستاذ عبد الله شقرون تحدث فيها من وحي ذاكرته وتجربته، باعتباره من جيل مؤسسي الإذاعة والتلفزة المغربية، عن إلمام المغفور له الحسن الثاني بالموسيقى، وإسهامه الملموس في دعمها، مع دعوة الفنانين المغاربة إلى استلهام الموسيقى الشعبية.  

في حين  توقف الدكتور عبد الحميد العلمي من دار الحديث الحسنية، ورئيس مجلة دعوة الحق عند مسألة إمارة المؤمنين، وتمسك المغاربة بها بمقتضى عقد البيعة، وحضورها الديني في النموذج المغربي، وما يقتضيه من مراعاة للأعراف، وتجلياتها في فكر الحسن الثاني، والتنظير لها اعتمادا على النقل والأصل والعقل.  

وتناول الدكتور عبد السلام طويل من كلية الحقوق بسلا، ورئيس تحرير مجلة الإحياء التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، المحددات التاريخية والنظرية الكبرى للفكر السياسي المغربي الحديث، وذلك انطلاقا من دراسة مستفيضة لإشكالية بناء الدولة، وبلورة سبل الإصلاح، والتي تمخض عنها ظهور مجموعة من التيارات السياسية والدينية، مركزا في مداخلته على إسهام المغفور له الحسن الثاني في تأسيس الدولة المغربية الحديثة، ومشيرا  في الوقت ذاته إلى  الانتقال من النظام السلطاني إلى النظام العصري الحديث لكن دون إحداث أية قطيعة مع الموروث، فيما ركزت مداخلة الأستاذ منير روكي على رصد بعض الجوانب الفكرية والثقافية في شخصية المغفور له الحسن الثاني، والتساؤل عن طبيعة علاقته بالنخبة المثقفة.

وفي صبيحة يوم 26 نونبر 2016 استُأنفت أشغال هذه الدورة بقصر البلدية بالراشدية، وترأس الجلسة الدكتور جامع بيضا، مدير مؤسسة أرشيف المغرب، وقد أفصحت  مداخلة الدكتور سيدي محمد فلاح العلوي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بنمسيك، الدارالبيضاء عن إبراز المرجعية الدينية في خطب الحسن الثاني التي تستمد قيمتها من كونها تقليدا مخزنيا متوارثا، بينما أشار الدكتور منير البصكري من الكلية المتعددة التخصصات بآسفي إلى حرص المغفور له الحسن الثاني في جميع خطبه على خدمة النظام التعليمي المغربي، وتطويره بكل السبل الممكنة، وتسخيره لكل الطاقات من أجل مقاومة الجهل، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.  

وفي مداخلة شيقة تخللها الكثير من الشعر أكد الدكتور الحسين والقيد من كلية الحقوق بوجدة، على الكفاءة العالية التي دبر بها المغفور له الحسن الثاني، الكثير من الملفات من قبيل ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعدم رضاه بالشراكة، والتي انتهت بعد مفاوضات عسيرة إلى انتزاع شراكة متقدمة.

وقد سعى الدكتور سعيد كفايتي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس، فاس إلى الحديث عن السياسة الرشيدة التي انتهجها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه في مقاربة موضوع حوار الأديان، والتي تمثلت في تنظيم ندوات ومؤتمرات وملتقيات دولية، وفي انخراطه الفعال في المنظمات الدولية التي ترعى قيم الحوار، وفي استقبال المغفور له لبابا الفاتيكان  يوحنا بولس الثاني من أجل التشاور والحوار، مؤكدا في مداخلته على دور الحسن الثاني  في الحفاظ على المكتسبات الدينية لليهود المغاربة.

أما مداخلة الباحثة الزوهرة الصنهاجي الأستاذة المتعاقدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بني ملال  فتمحورت حول عنصرين اثنين هما: أبعاد الرؤية الإصلاحية للمغفور له الحسن الثاني، وتجلياتها على مستوى الواقع، والتي تجسدت في اهتمامه بالإصلاح الدستوري، وإصدار ظهير الحريات العامة، والاهتمام بالتنمية الشاملة، والنهوض بالاقتصاد.

وبعد أن تلا الدكتور محمد الفران، مدير معهد التعريب، بالرباط التقرير المفصل لأشغال الدورة الواحدة والعشرين لجامعة مولاي علي الشرف، أعلن الدكتور مصطفى الشابي عضو اللجنة العلمية انتهاء أشغال هذه الدورة التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وطنيا ودوليا.   

        تقرير: د كريمة نور عيساوي
باحثة في علم مقارنة الأديان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق