الرابطة المحمدية للعلماء

توافد المئات من ممثلي الطريقة التجانية على مدينة فاس

شرع مئات من ممثلي الطريقة التجانية في التوافد على مدينة فاس منذ عدة أيام للتبرك بضريح مؤسس الطريقة الشيخ سيدي أحمد التيجاني والنهل من معين الحكمة الروحية الذي خلفه هذا الشيخ الورع لجماعة المؤمنين.

وستجمع مدينة فاس ابتداء من غد الأربعاء وإلى غاية الجمعة المقبل، شيوخ الصوفية وعلماء وباحثين ومريدي الطريقة التجانية وشخصيات دينية مرموقة، قدموا من حوالي خمسين بلدا أغلبها بلدان إفريقية وعربية إسلامية للمشاركة في الندوة الدولية الثالثة حول الطريقة التجانية التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وتظل العاصمة الروحية للملكة بذلك وفية لدورها العريق كمنارة للثقافة الإسلامية بفضل جامعتها الشهيرة القرويين، وملتقى للعلماء ووجهة لشيوخ وأتباع الصوفية وأرضا للسلام والتسامح والتعايش السلمي بين الناس على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم.

وتحتضن المدينة العتيقة بفاس والتي تشكل ذاكرة حية تشهد بهذا التراث العريق، أضرحة العديد من الأولياء الصالحين لتستمر ذكراهم وذكرى أعمالهم الجليلة .

والشيخ سيدي أحمد التيجاني شيخ الطريقة التجانية، أحد هؤلاء، قاده شغفه بالعلوم الشرعية والمعرفة الصوفية إلى العديد من الأمصار قبل أن يستقر في مدينة فاس سنة 1798.

وبعد أن استقر به المقام في فاس، خصه السلطان مولاي سليمان باستقبال حار يليق بمقامه وأحاطه بالعناية والتقدير وفاء للتقاليد المغربية والتزاما بالاحترام الواجب لعالم وتمكينه من القيام بمهمته النبيلة المتمثلة في النهوض بالتربية الروحية وبقيم الإسلام.

وقد أسلم هذا المقاتل الشرس من أجل العقيدة، كما يصفه مريدوه، الروح لبارئها في فاس بضع سنوات بعد ذلك (سنة 1815) لتتحول المدينة إلى قبلة يحج إليها مريدو الطريقة في وقت يستمر فيه كنز التعاليم العميقة والأخلاق المرموقة والحكمة الروحية الذي خلفه في إلهام مئات الملايين من الأشخاص عبر العالم، وتقديرا لهذا الإرث الصوفي تحتضن فاس، الندوة الدولية الثالثة لمريدي الطريقة التيجانية للتفكير في سبل تعزيز روابط التضامن والأخوة والتفاهم والتعاون بين المسلمين وترسيخ روح التسامح والسلام في العالم عبر رسم الطريق التي تكرس مكانة الطريقة التيجانية وقيمتها وشهرتها وسمعتها.

وسينكب النقاش خلال هذا المنتدى حول مستقبل هذه الطريقة الصوفية القائمة على أتباع السنة النبوية، والابتهال المتواصل والدائم للباري تعالى، والتبرك برسوله الكريم، وتلاوة القرآن الكريم، وإقامة الصلوات الخمس جماعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض جميع أشكال العنف والتطرف.

ويشكل منتدى فاس مناسبة للاحتفاء بالدور الذي اضطلعت به هذه الطائفة من أجل تعميق وترسيخ هذه العلاقات الودية والأخوية بين الشعب المغربي وأشقائه في دول إفريقيا جنوب الصحراء، والسهر على استمرارية رسالة الحب والتفاهم والتضامن بين الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق