الرابطة المحمدية للعلماء

تنظيم يوم دراسي حول الإعلام والجهوية المتقدمة

نظمت اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة بتعاون مع وزارة الاتصال والمعهد العالي للإعلام والاتصال أخيرا بالرباط، يوما دراسيا حول “المنظومة الإعلامية والجهوية المتقدمة”، بهدف ترسيخ النقاش حول الإعلام والجهوية المتقدمة، وبحث سبل مواكبة المنظومة الإعلامية للتحولات المرتقبة مع مشروع الجهوية، وإبراز دور وسائل الإعلام والاتصال الحديثة في التنمية الثقافية والاقتصادية على صعيد الجهات.

وأبرز السيد مصطفى الخلفي في مداخلة له٬ وفقا لما جاء في الموقع الرسمي لوزارة الاتصال، أهمية إحداث منابر إعلامية مكتوبة وسمعية وبصرية٬ وبلورة برامج سياسية حوارية جهوية ستفضي مستقبلا إلى إفراز نخب جهوية قادرة على صنع الرأي العام المحلي٬ وقال إن المنابر الإعلامية الجهوية ينبغي أن تشكل “المشتل الحقيقي لإفراز نخب محلية قادرة على صنع وتوجيه الرأي العام المحلي”.

وأكد خلال هذا اللقاء٬ الذي حضره عدد من الوزراء والمسؤولين السابقين عن قطاع الإعلام والاتصال إلى جانب أكاديميين وباحثين وصحافيين٬ أنه يتعين على الدولة٬ في سياق مشروع الجهوية الموسعة٬ أن تعي أهمية الدور الذي تضطلع به الإذاعات الجهوية و”هي الرؤية التي تنطلق من قاعدة الوحدة في التنوع والتنوع في الوحدة”، موضحا أن التنصيص على أهمية القطاع الإعلامي ودوره الجوهري في تشكيل الوعي الجماعي وتوجيه الرأي العام جاء متضمنا في العديد من فصول الدستور الجديد للبلاد٬ بما يعكس توجه المملكة الرامي إلى جعل هذا المجال فضاء حقيقيا للتعبير عن حرية الرأي “مع مراعاة مختلف الضوابط والمعايير المعمول بها في هذا الصدد”.

من جهته٬ استعرض السيد إدريس العلوي المدغري٬ الذي شغل منصب وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خلال الفترة ما بين 1995 و1998 أهم المراحل التي طبعت التحول الإيجابي للقطاع الإعلامي خلال سنوات التسعينيات٬ مرورا من مرحلة “التحكم” إلى مرحلة “الانفتاح”٬ موضحا في هذا الصدد أن أولى بشارات التغيير تمثلت في فصل وزارة الإعلام عن وزارة الداخلية لتحمل بعد ذلك اسم “وزارة الاتصال”.

وقال في هذا الصدد٬ إن إحداث القناة الثانية شكل خطوة عملية أولى نحو فك التبعية الكاملة للقطاع الإعلامي للدولة ومؤشرا بليغا على الانفتاح الإعلامي الذي عرفه المغرب بداياته آنذاك٬ مستحضرا من جهة أخرى أهمية تحرير قطاع الإشهار ودوره في تحقيق مداخيل جيدة للقناتين الأولى والثانية.

من جانبه٬ وبعد أن أقر بالصعوبات التي لا زالت تحول دون التنزيل الأمثل لمشروع الجهوية الموسعة٬ استعرض السيد نبيل بنعبد الله٬ وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأسبق (2002- 2007)٬ أهم المراحل التي اجتازها الحقل الإعلامي في سعيه إلى الظفر بهامش أكبر من الحرية٬ مؤكدا على أهمية عقد التسعينيات الذي شكل المرحلة الفاصلة في مسار الإصلاح السياسي والمؤسساتي والاقتصادي والإعلامي.

وسلط السيد بنعبد الله الضوء على أهم المنجزات التي تحققت في عهد حكومة التناوب التوافقي والحكومة التي تلتها والتي تتمثل٬ على الخصوص٬ في إحداث الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري٬ ونهاية احتكار الدولة لقطاع الإعلام وتعزيز شبكة المحطات الإذاعية الجهوية التابعة للإذاعة الوطنية٬ والتي شكلت بداية توسيع قاعدة الإعلام الجهوي المسموع.

وارتباطا بنفس الموضوع٬ أوضح السيد خالد الناصري٬ وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق (2007- 2012)٬ أن الحدثين البارزين اللذين ميزا فترة توليه لحقيبة الاتصال تمثلا في إحداث اللجنة الاستشارية للجهوية وإقرار دستور 2011 الذي “يعد لبنة حقيقية في تاريخ الانتقال الديمقراطي الذي تشهده المملكة”٬ مؤكدا أن الفاعلين الإعلاميين حرصوا في ضوء هذين المتغيرين الرئيسيين على جعل القطاع الإعلامي يواكب الوضع السياسي والمؤسساتي الجديد الذي تشهده البلاد.

وأكد السيد الناصري على أهمية الإذاعات الخاصة في تعزيز انفتاح القطاع الإعلامي٬ مشددا على الحاجة الماسة إلى إيجاد إعلام جهوي يجمع ما بين المحلي والوطني ويشكل منبرا حقيقيا للنخب المحلية التي يتعين عليها الاضطلاع بالمسؤوليات المناطة إليها بموجب الدستور الجديد والورش الجديد للجهوية.

يشار إلى أن هذا اليوم الدراسي٬ المنظم في إطار السلسلة الشهرية “أربعاء الفكر والإبداع”٬ تتوخى ترسيخ النقاش حول الإعلام والجهوية المتقدمة وبحث سبل مواكبة المنظومة الإعلامية للتحولات المرتقبة مع مشروع الجهوية المتقدمة٬ إلى جانب إبراز دور وسائل الإعلام والاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي في التنمية الثقافية والاقتصادية على صعيد الجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق