الرابطة المحمدية للعلماء

تنظيم ندوة وطنية حول الهلال الأحمر المغربي

أكد مشاركون في ندوة وطنية للهلال الأحمر المغربي، أخيرا بتطوان، على أن التطوع، الذي يعد ركيزة عمل الهلال الأحمر المغربي، يعتبر قيمة نبيلة ووسيلة ناجعة للحد من الهشاشة داخل المجتمع.

وأوضح المشاركون في الندوة، التي تأتي تنفيذا لتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامليكة، رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي، المنعقدة بتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن هذه القيمة الإنسانية السامية تشجع على التضامن والتآزر لخدمة الصالح العام، والاهتمام بقضايا الفئات الأكثر هشاشة داخل المجتمع.

وأشار دحمان الدرهم، نائب رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي، إلى أن التطوع سمة إنسانية يتجرد خلالها الفرد من كل خلفية ويتشبع بالقيم النبيلة لخدمة الناس، مبرزا أن الهلال الأحمر من خلال الاعتماد على المتطوعين يكون في الخط الأول لمحاربة الهشاشة داخل المجتمع من خلال تشخيص الأوضاع واقتراح الحلول الكفيلة بالاستجابة لتطلعات المواطنين.

وقال دحمان الدرهم، في كلمة خلال افتتاح الندوة، إن على السياسات العمومية ومخططات التنمية أن تمنح الأولوية للنهوض بقطاعات الصحة والهجرة والتطوع، التي تعد من صميم اهتمامات الهلال الأحمر المغربي، مضيفا أن هذه المنظمة الإنسانية تسعى على الدوام لإقامة شراكات تسمح بمقاربة متعددة الاختصاصات لقضايا المجتمع وتجمع جهود كل المتدخلين.

بدوره، اعتبر جيرار لوتريدو، المسؤول عن شمال إفريقيا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تعتبر هيئة تضم 187 منظمة وطنية واتحادا إقليميا، أن التطوع يمكن هذه الهيئات الإنسانية من القدرة على التفاعل مع المستجدات، وتقديم الدعم اللازم للفئات الأكثر هشاشة.

وسجل لوتريدو أن توحيد الجهود بين منظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من شأنه أن يقدم إجابات موحدة ومشتركة حول مجموعة من التحديات، التي تواجه الإنسانية على مستوى القارة الإفريقية، من قبيل انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (السيدا) والهجرة.

كما اعتبر مدير مركز سمو الأميرة للامليكة لتكوين المتطوعين وأطر الصحة، محمد السعلي، أن التطوع يمكن منظمة الهلال الأحمر من التوفر على الكفاءات اللازمة للتدخل ومحاربة هشاشة الفئات الأكثر تعرضا للآفات الطبيعية والاجتماعية.

وأكد أن هذه الندوة ستقارب الموضوع من خلال مناقشة “الخدمات الصحية في برامج مكافحة الهشاشة”، و”متطوعي الهلال الأحمر المغربي، اعتراف، حماية وتشجيع”، و”مقاربة موضوع الهجرة من زاوية الكرامة واحترام التنوع والاندماج الاجتماعي”.

وأبرز متدخلون في جلسة النقاش الأولى على أن الهشاشة هي الحالة التي يكون فيها الفرد في حالة عوز أو حاجة إلى خدمة من الخدمات الأساسية، أو معرض لفقدانها بسهولة، مبرزين أن الهشاشة الصحية مرتبطة بشكل وثيق بالمستوى السوسيو- اقتصادي للبلد.

وأكد المتدخلون أن الهشاشة تساهم في إضعاف والحد من مردودية الفرد داخل المجتمع، مبرزين أن ارتفاع معدل الهشاشة ينعكس بشكل مباشر على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وعلى سيرورة التنمية البشرية.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة، التي تدخل في إطار تخليد الأيام العالمية للسيدا، والمهاجر والتطوع، وتفعيل بنود الشراكة بين الهلال الأحمر المغربي، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، تعرف مشاركة أطر ومتطوعين عن الجانبين ومجموعة من الباحثين والمتخصصين من مختلف المنظمات والمؤسسات العاملة في المجالات المذكورة.

عبد الرحمن الأشعري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق