مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأخبار

تقرير عن مناقشة أطروحة بعنوان: زجل الشيخ الصوفي سيدي أحمد بن موسى الكرزازي

إعداد ومتابعة:

د. محمد الهاطي باحث بمركز الإمام الجنيد

    نوقشت برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول بوجدة أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه بعنوان: “زجل الشيخ الصوفي سيدي أحمد بن موسى الكرزازي (تـ1013هـ):  بحث في الخصائص والأبعاد. والمسجلة بتكوين الدكتوراه: “التراث الثقافي والتنمية“، أعدها الطالب الباحث: ميمون عراص، تحت إشراف الأستاذ الدكتور بلقاسم الجطاري، وذلك صبيحة يوم الاثنين 02 أبريل 2018، ابتداء من  الساعة التاسعة  صباحا بقاعة نداء السلام.

    استُهِلت المناقشة بكلمة السيد رئيس اللجنة، التي أكد من خلالها على أهمية مثل هذه المواضيع في إغناء حقل الدراسات الجامعية، وقبل أن يُحيل الكلمة إلى الطالب الباحث لتقديم تقريره، قدم الرئيس أعضاء اللجنة العلمية التي ستناقش العمل، والمشكلة من الأساتذة: بنيونس بنقدور مدير مختبر التراث الثقافي والتاريخ والتنمية رئيسا، بلقاسم الجطاري مشرفا، وفاء طانجي مقررة، حسن حساين مقررا، وفريد  أمعضشو مقررا. 

جوانب البحث

تناول البحث ثلاثة جوانب كبرى:     

– الجانب الأدبي، بحيث يتميز النص الزجلي عند الشيخ الكرزازي بحضور صور بلاغية وجمالية، إضافة إلى غنى القاموس الحرفي والزراعي الذي وظفه الشيخ.

– الجانب الصوفي: ذلك أن هذه النصوص الزجلية مؤثثة بالكثير من المصطلحات الصوفية، التي أفرزت معجما صوفيا تليدا.

-الجانب الأُنثروبولوجي، الذي تمت صياغته على شكل أسئلة جاءت على الشكل الآتي:

• إذا كانت غاية الشيخ أحمد بن موسى الكرزازي من خلال أزجاله هي تحقيق الإصلاح والتغيير، فما طبيعة هذا التغيير، وما آفاقه؟

• هل ما تحيل عليه المصطلحات الواردة في متون الشيخ تعكس الصورة المصغرة للمجتمع الذي عاش فيه الكرزازي إبان الفترة السعدية؟

إشكالية البحث 

   حاول الطالب الباحث تقديم أديب وشاعر صوفي مغمور إلى الساحة العلمية، والتعريف بسيرته ومتونه وفكره، ووضعه في المكانة الثقافية والأدبية التي يستحق، كما عمل الباحث على مقاربة الموضوع بنفَس جديد ورؤية أكثر انفتاحا حسب الخطوات الآتية:

• ما كان متفرقا يُجمع

• ما كان مهمشا يُوضح

• ما كان خاطئا يُصحح

• وما كان ناقصا يُتمم

المنهج المعتمد

    إن طبيعة الأطروحة التي تضمنت جوانب مختلفة، يمتزجُ فيها الأدبي بالصوفي، والأنثروبولوجي بالتاريخي، فرضت على الباحث تناول الموضوع بمقاربة وصفية تحليلية، رغم أن هذا النص الأدبي الصوفي يبقى مفتوحا على عدة جبهات في معترك الأبحاث الأكاديمية.

 تصميم البحث

    تم تقسيم الأطروحة إلى مقدمة؛ ركز فيها الطالب الباحث على دواعي اختيار موضوع الأطروحة، ثم أبرز فيها أهمية الموضوع، والقيمة المضافة في البحث، ثم عرض الإشكال العام الذي تدور حوله الأطروحة أدبيا وصوفيا وأنثروبولوجيا، ثم تعَـرض لجملة من الصعوبات التي واجهته في تحضير أطروحته.

الفصل الأول: عالج فيه سيرة الشاعر بكل ملابساتها وظروفها، معتمداً في ذلك على بعض المراجع التي توثق لسيرته.

    الفصل الثاني: تعرض للجانب الأدبي في زجل سيدي أحمد بن موسى الكرزازي، وقسمه إلى مقدمة وثلاثة فصول وخلاصة؛ تناول المبحث الأول الجانبين الجمالي والتقني في الزجل الموسوي، أما في المبحث الثاني، فقد تطرق إلى  الجانب الفني والإبداعي، من خلال توظيفه لعدة صور بلاغية اعتمادا على المحسنات المعنوية واللفظية: من تورية وجناس وتضمين وتناص واقتباس واستعارة وطباق وغيرها، أما في المبحث الثالث والأخير، فتم التطرق فيه إلى الشعر الموسوي: الموضوع والأغراض، حيث استعرض فيه الطالب الباحث تعامل الشاعر مع النص، و كذا الأغراض الموظفة فيه من مديح ورثاء.

    أما الفصل الثالث المعنون بـ: المصطلحات الصوفية الواردة في النص الموسوي، فقد تناول في المقدمة علاقة النص الزجلي بالميدان الصوفي، وقسم الباحث هذا الفصل إلى مبحثين، الأول تطرق إلى خصائص التصوف الشعبي بالمغرب، أما المبحث الثاني منه فقد خُصص لشرح المصطلحات الصوفية الواردة في المتن الموسوي المذكورة آنفا.

    الفصل الرابع: تناول البعد الأنثروبولوجي للنص الزجلي الموسوي، الذي بدا غنيا بالمصطلحات والتعابير، من قبيل: الولاية والكرامة، والبركة والمقدس، رمزية الماء واللون والسوق، النفس والروح، والموت والجسد والأساطير وغيرها.

    لتختتم الأطروحة بخاتمة ضمنها صاحب العمل مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات والآفاق التي من شأنها أن تشكل فضاءات جديدة للبحث والدراسة أمام الباحثين.

كما حاول الطالب الباحث تقديم بعض التوصيات التي لخصها في الآتي:

• ضرورة الاهتمام بالتراث عامة والشفاهي منه على وجه الخصوص، لأنه مرتبط بالجانب الحميمي من حياة الناس، بل يعكس هُويتهم وهمومهم وآلامهم وآمالهم.

• ضرورة العمل على جمع ما تبقى من أزجال الشيخ الكرزازي، والتي لا يزال معظمها في طور الشفاهة، وكذا الاهتمام والعناية بشيوخ هذا التراث حامليه.

• الإسراع إلى تحقيق بعض المخطوطات التي تؤرخ لحياة الشيخ الكرزازي، وما يرتبط بإبداعاته.

• التنسيق مع بعض الفاعلين في الحقلين الثقافي والجمعوي من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي.

• عقد ندوات ولقاءات وأيام دراسية ومهرجانات للتعريف بهذا الإرث الثقافي.

• التشجيع على الإبداع الشعبي في صفوف الشباب ليكون الزجل صلة وصل بين الإبداع والمتلقي.

• تشجيع شيوخ الزجل على طبع دواوينهم والتعريف بها.

• تخصيص برامج وثائقية إعلامية للتعريف بهؤلاء الشيوخ وإبداعاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق