مركز الدراسات والبحوث في الفقه المالكيأعلام

تقديم

   تنتمي علوم الوثائق والأحكام إلى شعبة الفقه العملي، تبعا للتقسيم الثلاثي لعلوم الفقه: شعبة المتون، وشعبة النظر والتأصيل، ثم شعبة الفقه العملي، وقد اختلف المالكية في التبريز في شعبة منها.

    فمالكية العراق كان لهم قصب السبق في شعبة النظر والتأصيل، ـ من أصول الفقه والجدل وأحكام القرآن، والرد على المخالفين، ومسائل الخلاف ـ وإليهم المرجع فيها بعدهم، أما أهل مصر فكانت عنايتهم بمصادر المذهب الأولى: من سماعات إمام المذهب وتلاميذه، ثم تنوعت إسهاماتهم بعد القرن الخامس الهجري، وتجدد المذهب بمصر، لكن تبريزهم كان في متون المذهب أساسا أولا، ثم أصول الفقه وقواعده ثانيا، غير أن عملهم في مجال الفقه العملي لم يرق إلى ما وصله الأندلسيون والمغاربة. أما أهل المغرب والأندلس فقد أسس سلفهم وأبدعوا في جانب الفقه العملي ـ كالوثائق، والأحكام، والحسبة، والنوازل وغيرها ـ ولم يشتغلوا بالتنظير والتأصيل لمسائل المذهب ولا الرد على المذاهب الأخرى، اشتغال نظرائهم العراقيين، بل كانوا في ذلك تبعا لغيرهم قبل القرن الخامس. وإنما علا كعبهم في فنون الفقه العملي حيث صار المعول عليهم فيها والمرجع إليهم في قواعدها وأحكامها وعنهم ورثه المغاربة منذ القرن الثامن الهجري.

  وتعريفا بمجهود المالكية في مجال الوثائق والأحكام الذي هو عنوان الفقه العملي وأساسه خصصنا هذه النافذة لذكر طبقات الأئمة والعلماء الذين يرجع إليهم الفضل في تأسيس وتطوير هذا العلم، وتوثيق درسهم، وسرد مؤلفاتهم وجهودهم فيها.

   وقد رتبتهم على طبقات متبعا في ذلك ومعتمدا بالأساس على بحث الأستاذ إدريس السفياني «الوثائق والأحكام بالأندلس والمغرب خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين»، وهو بحث نال به الأستاذ درجة الدكتوراه، وسيرى النور قريبا ـ إن شاء الله ـ ضمن منشورات مركزنا.

 

بقلم: ذ عبد الرحيم اللاوي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. السلام عليكم …

    بارك الله فيكم على هذه المجهودات الجبارة و أسأل الله أن يجعلكم مصابيح لهذه الأمة تزيلون عنها هذه الغمة لتتربع إن شاء الله على القمة كما كانت في عهد رسول الأمة

  2. السلام عليكم ورحمة الله… بارك الله فيكم ورضي عنكم على هذه الجهود القيمة التي تبذلها مؤسستكم المباركة لخدمة الإسلام وأهله، وخدمة الأمة المغربية على الخصوص، بما يرتقي بها إلى درجات العلم والفهم عن الله ورسوله.
    ولطالما كانت هذه الرابطة صرحا إسلاميا مغربيا أصيلا شامخا منذ تأسيسه، رغم ما واجهه من صعوبات، إلا أنها – وبفضل الله تعالى ثم بفضل المجهودات الجبارة التي يقوم بها جلالته نصره الله وكذا المهتمون بالشأن الديني بالمغرب – عرفت انطلاقة كبيرة وخطوة عظيمة في الآونة الآخرة، وذلك متجل في مراكزها الجديدة المتعددة الشاملة لجميع الاختصاصات والعلوم الشرعية… فالله الموفق.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق