مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

تقديم لكتاب الشخصانية الإسلامية لمحمد عزيز الحبابي المترجم إلى الإسبانية من طرف الدكتور بلال أشمل

 

نظمت مؤسسة داود للتاريخ والثقافة بتطوان تقديما لكتاب “الشخصانية الإسلامية” للدكتور محمد عزيز الحبابي؛ الذي قام بترجمته من الفرنسية إلى الإسبانية الدكتور محمد بلال أشمل، وذلك مساء الجمعة 29 دجنبر 2017 بمقر المكتبة الداودية بتطوان، بحضور ثلة من المتتبعين والمهتمين. وقد حضر عن مركز أبي الحسن الأشعري رئيسه الذي ساهم بمناقشات مستفيضة للمترجم في عمله المترجم، فضلا عن حضور بعض الباحثين… 
في البداية تقدم المنسق إسماعيل شارية -الكاتب العام للمؤسسة- بكلمة تعرض فيها للحديث عن المدارس الفلسفية المعاصرة، وخص المدرسة الشخصانية بالتعريف منذ ظهورها الأول حيث إن هذا المذهب عكس رؤية  تنبني بالأساس على فكرة أن “للشخص الإنساني قيمة مطلقة، من حيث اتصافه بصفات تمكّنه من المشاركة العقلية والوجدانية في العلاقات الإنسانية، وتهدف إلى تحقيق وجوده كفرد”. وأنهى شارية مداخلته بالتعريف بالمترجم الدكتور بلال أشمل ذاكرا معظم مؤلفاته وإصدارته الغنية، ومنها هذا الكتاب المترجم: كتاب “الشخصانية الإسلامية”.
بعد هذا التقديم المسهب جاءت مداخلة د. محمد بلال أشمل التي اشتملت على عنصرين:
– عرض في العنصر الأول للأسباب الشخصية التي دفعته لترجمة هذا العمل، وتمثلت في الإحساس الذي انتابه أثناء مشاركته في إحدى الندوات بالجامعة الإسبانية عندما عرض فيها محاضر للتعريف بالفلاسفة الغربيين الذين اشتغلوا بموضوع (الشخصانية)، متجاوزا الحديث عن الفلاسفة العرب الذين كتبوا في الموضوع وعلى رأسهم الدكتور لحبابي، ومن هنا جاء عزم المترجم على نقل كتاب “الشخصانية الإسلامية” من الفرنسية إلى الإسبانية؛ تحذوه في ذلك رغبة في التعريف برجالات الفكر والثقافة العربية لدى الغربيين، وإعادة الاعتبار للفكر العربي الإسلامي لدى الغير… هذا هو سياق هذه الترجمة لكتاب “محمد عزيز الحبابي”: (الشخصانية الإسلامية) الذي صدر أولا باللغة الفرنسية سنة 1964 ثم أتبعه مؤلفه بنسخة مترجمة إلى اللغة العربية بعد ذلك.
– أما العنصر الثاني للمداخلة فتحدث فيه د. محمد بلال أشمل عن موضوع الكتاب موضحا أن محمد عزيز الحبابي حمل مشعل التعريف بفلسفة (الشخصانية الإسلامية) في العالم العربي، وقد اعتمد في كتابه هذا على نصوص الكتاب والسنة لعرض وجهة النظر الإسلامية في هذا الموضوع وتجلياتها على أرض الواقع، دفعا للعديد من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ومن هنا اندفع للرد على بعض الشبهات المحيطة بمواقف الإسلام في قضايا: “تعدد الزوجات”، و”المساواة بين الرجل والمرأة”، و”نظام الرق”، و”تكريم الإسلام للإنسان”… كما قام بتوضيح رؤية الفكر الغربي لمفهوم الشخصانية وخصوصا عند إمانويل مونييه وجان لاكروا و هنري برغسون في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم. 
وأشار المحاضر بعد ذلك إلى أن كثيرا من الدراسات المنشورة في هذا الموضوع إنما كان اعتمادها أساسا على نصوص وسيطة أي نصوص مترجمة عن النصوص الأصلية ولذلك داخلها نوع من التحيز، وبالتالي عمل المترجم على تقريب القارئ من النص الأصلي لهذه الترجمة إسهاما منه في تنشيط وتبادل الحوار الثقافي بين الضفتين المتوسطيتين، لما تمثله هذه “الفلسفة الشخصانية” من قيمة راهنية في كل حوار منشود بين الأديان، ثم لاهتمامه –أي المترجم- الحثيث بهذا المجال من خلال مشاركاته العديدة في الندوات والمحاضرات بالجامعات الإسبانية وتأليفه في هذا الجانب.
بعد هذا العرض فتح الباب لطرح المساءلات والنقاش، فتقدم عدد من الحاضرين بأفكار وآراء وتساؤلات قدمت إضافات نوعية في موضوع (الشخصانية الإسلامية)؛ من قبيل التساؤل عن سبب اعتماد عزيز الحبابي في التنظير للشخصانية الإسلامية على النصوص التوقيفية دون الاستناد إلى الأفكار التنظيرية والتجارب الواقعية التي أشار إليها المفكرون العرب والمسلمون، وأيضا كيف استطاع عزيز الحبابي نقل فلسفة الشخصانية الإسلامية من المجال الديني (الإسلامي) إلى المجال الفلسفي (الغربي).. وتساءل البعض عن مدى إسهام هذه الترجمة لنصوص فلسفية إسلامية إلى لغات أخرى (إسبانية/فرنسية) في تحقيق تبادل علمي وثقافي بين الجامعة المغربية ونظيراتها الغربية، وخاصة بعد صدور كتاب “الشخصانية والغدية” والذي يعتبر قراءات في فكرة الشخصانية عند عزيز الحبابي وعلاقتها بالغد كأفق اجتماعي واقعي… 

نظمت مؤسسة داود للتاريخ والثقافة بتطوان تقديما لكتاب “الشخصانية الإسلامية” للدكتور محمد عزيز الحبابي؛ الذي قام بترجمته من الفرنسية إلى الإسبانية الدكتور محمد بلال أشمل، وذلك مساء الجمعة 29 دجنبر 2017 بمقر المكتبة الداودية بتطوان، بحضور ثلة من المتتبعين والمهتمين. وقد حضر عن مركز أبي الحسن الأشعري رئيسه الذي ساهم بمناقشات مستفيضة للمترجم في عمله المترجم، فضلا عن حضور بعض الباحثين… 

في البداية تقدم المنسق إسماعيل شارية -الكاتب العام للمؤسسة- بكلمة تعرض فيها للحديث عن المدارس الفلسفية المعاصرة، وخص المدرسة الشخصانية بالتعريف منذ ظهورها الأول حيث إن هذا المذهب عكس رؤية  تنبني بالأساس على فكرة أن “للشخص الإنساني قيمة مطلقة، من حيث اتصافه بصفات تمكّنه من المشاركة العقلية والوجدانية في العلاقات الإنسانية، وتهدف إلى تحقيق وجوده كفرد”. وأنهى شارية مداخلته بالتعريف بالمترجم الدكتور بلال أشمل ذاكرا معظم مؤلفاته وإصدارته الغنية، ومنها هذا الكتاب المترجم: كتاب “الشخصانية الإسلامية”.

بعد هذا التقديم المسهب جاءت مداخلة د. محمد بلال أشمل التي اشتملت على عنصرين:

– عرض في العنصر الأول للأسباب الشخصية التي دفعته لترجمة هذا العمل، وتمثلت في الإحساس الذي انتابه أثناء مشاركته في إحدى الندوات بالجامعة الإسبانية عندما عرض فيها محاضر للتعريف بالفلاسفة الغربيين الذين اشتغلوا بموضوع (الشخصانية)، متجاوزا الحديث عن الفلاسفة العرب الذين كتبوا في الموضوع وعلى رأسهم الدكتور لحبابي، ومن هنا جاء عزم المترجم على نقل كتاب “الشخصانية الإسلامية” من الفرنسية إلى الإسبانية؛ تحذوه في ذلك رغبة في التعريف برجالات الفكر والثقافة العربية لدى الغربيين، وإعادة الاعتبار للفكر العربي الإسلامي لدى الغير… هذا هو سياق هذه الترجمة لكتاب “محمد عزيز الحبابي”: (الشخصانية الإسلامية) الذي صدر أولا باللغة الفرنسية سنة 1964 ثم أتبعه مؤلفه بنسخة مترجمة إلى اللغة العربية بعد ذلك.

– أما العنصر الثاني للمداخلة فتحدث فيه د. محمد بلال أشمل عن موضوع الكتاب موضحا أن محمد عزيز الحبابي حمل مشعل التعريف بفلسفة (الشخصانية الإسلامية) في العالم العربي، وقد اعتمد في كتابه هذا على نصوص الكتاب والسنة لعرض وجهة النظر الإسلامية في هذا الموضوع وتجلياتها على أرض الواقع، دفعا للعديد من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ومن هنا اندفع للرد على بعض الشبهات المحيطة بمواقف الإسلام في قضايا: “تعدد الزوجات”، و”المساواة بين الرجل والمرأة”، و”نظام الرق”، و”تكريم الإسلام للإنسان”… كما قام بتوضيح رؤية الفكر الغربي لمفهوم الشخصانية وخصوصا عند إمانويل مونييه وجان لاكروا و هنري برغسون في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم. 

وأشار المحاضر بعد ذلك إلى أن كثيرا من الدراسات المنشورة في هذا الموضوع إنما كان اعتمادها أساسا على نصوص وسيطة أي نصوص مترجمة عن النصوص الأصلية ولذلك داخلها نوع من التحيز، وبالتالي عمل المترجم على تقريب القارئ من النص الأصلي لهذه الترجمة إسهاما منه في تنشيط وتبادل الحوار الثقافي بين الضفتين المتوسطيتين، لما تمثله هذه “الفلسفة الشخصانية” من قيمة راهنية في كل حوار منشود بين الأديان، ثم لاهتمامه –أي المترجم- الحثيث بهذا المجال من خلال مشاركاته العديدة في الندوات والمحاضرات بالجامعات الإسبانية وتأليفه في هذا الجانب.

بعد هذا العرض فتح الباب لطرح المساءلات والنقاش، فتقدم عدد من الحاضرين بأفكار وآراء وتساؤلات قدمت إضافات نوعية في موضوع (الشخصانية الإسلامية)؛ من قبيل التساؤل عن سبب اعتماد عزيز الحبابي في التنظير للشخصانية الإسلامية على النصوص التوقيفية دون الاستناد إلى الأفكار التنظيرية والتجارب الواقعية التي أشار إليها المفكرون العرب والمسلمون، وأيضا كيف استطاع عزيز الحبابي نقل فلسفة الشخصانية الإسلامية من المجال الديني (الإسلامي) إلى المجال الفلسفي (الغربي).. وتساءل البعض عن مدى إسهام هذه الترجمة لنصوص فلسفية إسلامية إلى لغات أخرى (إسبانية/فرنسية) في تحقيق تبادل علمي وثقافي بين الجامعة المغربية ونظيراتها الغربية، وخاصة بعد صدور كتاب “الشخصانية والغدية” والذي يعتبر قراءات في فكرة الشخصانية عند عزيز الحبابي وعلاقتها بالغد كأفق اجتماعي واقعي… 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق