مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

ترجمة الإمام أحمد الحبيب بن محمد اللمطي السجلماسي (ت 1165هـ)

اسمه ونسبه ومولده:

    هو الشيخ العلامة الولي الكبير، الجامع بين الشريعة والحقيقة أحمد الحبيب بن محمد الغماري بن صالح بن أحمد بن يحيى بن محمد بن يحيى (مرتين) الصديقي السجلماسي اللَّمَطي؛ بفتحتين نسبة إلى لَـمَط، رهط من سجلماسة؛ يتصل نسبه بعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولد رضي الله عنه في رمضان سنة 1068هـ، في قصر الماطي وهو أحد قصور الريصاني بالمغرب.

شيوخه:

    أخذ أحمد الحبيب بن محمد اللمطي العلوم الشرعية والصوفية عن عدة شيوخ، منهم الشيخ عبد السلام بن الطيب القادري الحسني، جاء في نشر المثاني: “أخذ العلم والطريقة عن عدة شيوخ من المغرب والصحراء وغير ذلك”[1].

تلاميذه:
أخذ عن الشيخ أحمد الحبيب بن محمد اللمطي جمع من العلماء منهم:

  • أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي
  • أبو القاسم محمد بن أحمد الفاسي
  • أحمد العياشي
  • يحيى السوسي الجراري
  • محمد بن أحمد الحضيكي
  • سعيد بن عبد الرحمن الشبي
  • صالح بن عبد الرحمن الشبي

علمه:

    كان الشيخ أحمد الحبيب بن محمد اللمطي السجلماسي عالما بالقراءات، قرأ عليه جمع غفير من الناس علوم القرءات والتجويد، فقد ذكر الحضيكي أنه قرأ عليه فاتحة الكتاب مرارا، وكذلك الشيخ سعيد بن عبد الرحمن الشبي، حيث “أقام له لسانه في الحروف وجوّدها له، ودل ذلك على تمهره في علوم القراءات، وقد ألف فيه كتابا عجيبا، وكان مشهورا بالتجويد في بلاد المغرب، وأخوه صالح على أثره في ذلك”[2].

ثناء العلماء عليه:

    قال عنه العلامة أحمد بن عبد العزيز الهلالي: “فريد العصر، ذو المآثر التي لا يدركها الحصر، المتضلع من المعقول والمنقول، المتحلي من الفضائل والفواضل بما يبهر العقول، المجلي في الحفظ والتحقيق بين مشاهير القراء، وسائر أرباب العلوم الغراء، من حاز المجد الراسخ، والولاية التي ما لمحكم آياتها بحول الله من ناسخ، سيدنا المتبرك به شرقا وغربا، المتخذ حبه وسبلة إلى الله وقربى، شيخنا أبو العباس سيدي أحمد الحبيب بن محمد السجلماسي[3].

    قال عنه تلميذه الحضيكي: “كان رضي الله عنه عظيم الشأن والقدر، خضعت له رقاب الجبابرة ووضع له القبول في الأرض، برع في العلوم الظاهرة، وانتشر صيته في المغرب بل وفي بلاد المشرق، وسلمت له في العلوم والأعمال والأحوال الخاصة علماء وقته وصلحاؤه والعامة، ويزورونه من بلاد بعيدة”[4].

    قال صاحب الإعلام: “كان المترجم رحمه الله وليا شهيرا عاملا علامة زاهدا كبيرا”[5].

    قال محمد بن الطيب القادري: “كان رضي الله عنه من أكابر الزهاد، وممن شاعت كرامته وفضائله في الأرض والبلاد، وممن أجمع الخاص والعام على ولايته، واعترف الكل بتحقيقه للعلوم ودرايته، طويل المكث في داره، لا يخلص لملاقاته إلا بعد المدة المديدة مع حرص الناس على ذلك ولزوم بابه”.

    قال صاحب التقاط الدرر: “كان له صيت كبير في الولاية”.

وفاته:

    توفي رحمه الله رابع محرم عام 1165هـ، ودفن بداره في سجلماسة، وبني عليه ضريح.

الهوامش :

[1] نشر المثاني، 4/94.

 [2] طبقات الحضيكي، 2/105.

 [3] الزواهر الأفقية في شرح الجواهر المنطقية، للإمام أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي، على منظومة الإمام عبد السلام بن الطيب الشريف القادري الحسني، نسخة من جامعة بنسليفيا، ص:3. موسوعة أعلام المغرب، 6/2175.

[4] طبقات الحضيكي، 1/104.

[5] الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، العباس بن إبراهيم السملالي المراكشي، 2/384.

[6] نشر المثاني، 4/94.

[7] التقاط الدرر، 424.

المصادر والمراجع المعتمدة:

  • الإعلام بمن في تأريخ الهند من الأعلام المسمى بنزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، لعبد الحي بن فخر الدين الحسني، دار ابن حزم، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، 1420هـ/1999م.
  • التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار وأعيان المائة الحادية والثانية عشر، لمحمد بن الطيب القادري، تحقيق: هاشم العلوي لقاسمي، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1403هـ/1982م.
  • الزواهر الأفقية في شرح الجواهر المنطقية، للإمام أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي، على منظومة الإمام عبد السلام بن الطيب الشريف القادري الحسني، نسخة من جامعة بنسليفيا.
  • طبقات الحضيكي، لمحمد بن أحمد الحضيكي، تقديم وتحقيق: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1427هـ 2006م.
  • نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، محمد بن الطيب القادري، تحقيق: محمد حجي، أحمد التوفيق، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مكتبة الطالب، الرباط، 1407هـ/1986م.

 

Science

د.مصطفى بوزغيبة

باحث بمركز الإمام الجنيد التابع للرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق