الرابطة المحمدية للعلماء

تدريس اللغات والنظريات العلمية الحديثة

د. أحمد عبادي: إن مزيدا من الجهد وجب أن يبذل في مجال تطوير أساليب وتقنيات تدريس اللغات، وكذا في مجال تكوين وتأهيل المدرسين الأكفاء

كان جمهور الانترنيت على موعد آخر مساء الاثنين الماضي 15 دجنبر 2008 مع الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، حيث تواصلوا معه في لقاء مباشر على شبكة الانترنيت دأب موقع الرابطة على فتحه يوم الاثنين الثاني والرابع من كل شهر.

وتنوعت أسئلة القراء لتشمل الاستفسار عن بعض آيات القرآن الكريم، والحكمة من ترتيب سوره، والتساؤل عن بعض المفاهيم كالاستبصار والتفسير الموضوعي لكتاب الله تعالى، الرغبة في معرفة سيرة بعض الأعلام المغاربة في الفقه المالكي كأبي الحسن علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي.

وبالنسبة لسؤال عن مدى استفادة تدريس اللغات بالمغرب من النظريات العلمية الحديثة التي وضعها اللسانيون المختصون، أجاب الأمين العام “أن مزيدا من الجهد وجب أن يبذل في مجال تطوير أساليب وتقنيات تدريس اللغات، وكذا في مجال تكوين وتأهيل المدرسين الأكفاء”، مضيفا أن “القضية اليوم ـ بحمد الله ـ على مائدة الدرس الجاد ووفق هذا التوجه العام، مع إيلاء اللغة العربية عناية خاصة دون إهمال لغاتنا المحلية”.

وقال د. عبادي، مجيبا عن سؤال حول الأسرار الخفية وراء ترتيب سور القرآن، إن المسألة توقيفية، وإن جماعة من علماء الأمة ألفوا كتبا في غاية البهاء والإفادة من أجل تجلية المناسبات و”التواشج العضوي” بين الآيات والسور،  من أبرزهم، برهان الدين البقاعي في” نظم الدرر في تناسب الآيات والسور”، والشيخ عبد الله دراز في كتابه “النبأ العظيم”، وجلال الدين السيوطي في كتابه “أسرار المناسبات”.

وشرح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء معنى الاستبصار قائلا: هو “ملكة فكرية تمكن أصحابها من الربط بين الأسباب ومسبباتها، والثمرات وأصولها، كما تمكنهم من السير في الأرض والنظر كيف بدأ الخلق، وتمكنهم من القراءة في البصائر؛ أي الآيات/العلامات، كما تمكن من تفكيك المجملات إلى تفاصيل وإعادة التركيب تارة أخرى نحو آفاق معرفية متنامية لا حصر لها”.

 وأضاف “د.عبادي”، وهو حاصل على دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية، أن الإيمان ليس شرطا في حصول هذه ملكة الاستبصار بدليل قوله تعالى في شأن عاد وثمود (وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين)[العنكبوت38].

واستفسر أحد القراء عن المقصود من التفسير التوحيدي أو الموضوعي، فأجاب الأمين العام بأنه تفسير “لا يتناول فيه المفسر تفسيرَ القرآن آيةً فآيةً، بل يُحاوِل القيام بالدراسة القرآنيّة لموضوعٍ من موضوعات الحياة العقائديّة، أو الاجتماعيّة، أو الكونيّة” مثل عقيدة التوحيد في القرآن، أو عقيدة النبوّة في القرآن، أو المذهب الاقتصادي في القرآن، أو سنن التاريخ في القرآن”، مضيفا أن التفسير التوحيدي أو الموضوعي يهدف إلى الخروج بنظرية قرآنية شاملة للموضوع قيد الدراسة.

وبعد أن عرف بأبي الحسن علي بن محمد الربعي، المعروف باللخمي (تـ478هـ) صاحب كتاب التبصرة وممن اعتمدت اختياراتهم الفقهية عند كثير من أعلام الفقهاء، أخبر الدكتور أحمد عبادي عموم الأساتذة والباحثين بأن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، وجامعة الحسن الثاني ـ كلية الآداب بالمحمدية، وبشراكة مع ماستر المذهب المالكي ومقتضيات العصر في المغرب،  يعتزمان نشر كتاب “التبصرة” محققا تحقيقا علميا رصينا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق