مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

تحقيق نسبة القصيدة الميمية المنسوبة للفرزدق

تمهيد:
يحتفظ الأدب العربي بقلائد لا يخمل ذكرها بمرور الأيام، ولا يذهب صيتها على مر العصور والأعوام، ولا زالت تبدع صورا وتثير أحاسيس وانفعالات حية للمتأمل فيها، والمتعمق في كنهها، لما احتوته من جمال العبارة ودقة التصوير، وأهمها المعلقات إلى جانب روائع العصرين الجاهلي والإسلامي.
 ومن بينها: الميمية المنسوبة للفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسين، وهي أبيات من عيون الشعر العربي تمثلت مواقف مهمة في تاريخ الأدب العربي، وفي حياة صاحبها أيضا، خاصة فيما يتعلق بمكارم الأخلاق ومحامدها وكذلك بحب آل البيت الطاهر والجهر بحبهم. 

 

تمهيد:

يحتفظ الأدب العربي بقلائد لا يخمل ذكرها بمرور الأيام، ولا يذهب صيتها على مر العصور والأعوام، ولا زالت تبدع صورا وتثير أحاسيس وانفعالات حية للمتأمل فيها، والمتعمق في كنهها، لما احتوته من جمال العبارة ودقة التصوير، وأهمها المعلقات إلى جانب روائع العصرين الجاهلي والإسلامي. 

ومن بينها: الميمية المنسوبة للفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسين، وهي أبيات من عيون الشعر العربي تمثلت مواقف مهمة في تاريخ الأدب العربي، وفي حياة صاحبها أيضا، خاصة فيما يتعلق بمكارم الأخلاق ومحامدها وكذلك بحب آل البيت الطاهر والجهر بحبهم. 

ومما يغيب عن كثير من الباحثين أن أبيات القصيدة تنسب لأكثر من شاعر واحد غير الفرزدق –  وإن كان الأشهر أنها من شعره- ، فقد اختلف الأدباء في نسبة بعض أبياتها، وفي كونها منحولة أو موضوعة من طرف الرواة.

 وقد شكلت قضية انتحال الشعر العربي ووضعه والاختلاف في نسبة بعضه مجالا واسعا للبحث الأدبي منذ القرون الأولى، فهذا ابن سلام الجمحي[تـ:231هـ] يقول :”وفي الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه”(1)، ويقول في موضع آخر:” فلما راجعت العرب رواية الشعر، وذكر أيامها ومآثرها، استقل بعض العشائر شعر شعرائهم، فأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار، فقالوا على ألسنة شعرائهم”(2).

ومرجع الشك في نسبة هذه القصيدة من جهتين: جهة قائل القصيدة أو الشاعر المادِح، وجهة مَنْ قيلت فيه أو الممدوح، حتى إنها لتنسب لأكثر من تسعة شعراء عاشوا في زمن واحد أو في فترات متعاقبة، وليس يخفى أن مهمة الباحث في الأدب العربي تكمن في تحقيق النسبة والترجيح بين الآراء خدمة لهذه الذخائر التراثية.

1-الفرزدق في زين العابدين علي بن الحسين:

* ترجمة الفرزدق:

اسمه: همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة، يكنى أبا فراس، وإنما سمي الفرزدق لأنه شبه وجهه وكان مدوراً جهيماً بالخبزة وهي الفرزدقة. وبيته من أشرف بيوت بني تميم(3) كان أبوه غالب من جلة قومه وسرواتهم. وللفرزدق عظيم الأثر في اللغة، كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس(4)، وبالجملة هو وجرير والأخطل النصراني في الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين(5)، وقال أبو عمرو بن العلاء: كان الفرزدق يشبّه (من شعراء الجاهلية) بزهير(6).توفي الفرزدق سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك(7).

* ترجمة علي بن الحسين:

زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، ولد سنة ثمان وثلاثين بالكوفة، أو سنة سبع، سمّي زين العابدين لفرط عبادته، وكان ورده في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات(8) وهو أحد الأئمة الاثني عشر ومن سادات التابعين(9). وكان علي بن الحسين ثقة، مأمونا، كثير الحديث، عاليا، رفيعا، ورعا(10). قال الزهري: ما رأيت أحدا أفقه من زين العابدين، لكنّه قليل الحديث. وقال أبو حازم الأعرج: ما رأيت هاشميّا أفضل منه. وعن سعيد بن المسيّب قال: ما رأيت أورع منه(11)وتوفي سنة أربع وتسعين وقيل تسع وتسعين وقيل اثنتين وتسعين للهجرة بالمدينة، ودفن في البقيع في قبر عمه الحسن بن علي، رضي الله تعالى عنه، في القبة التي فيها قبر العباس، رضي الله عنه، ويحكى في سيرته أن ناسا من أهل المدينة كانوا يعيشون وما يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يُؤْتَوْنَ به بالليل.

* مناسبة القصيدة في كتاب الأغاني:

تتطابق رواية الأغاني مع معظم روايات كتب الأدب بخصوص مناسبة إنشاد الأبيات الميمية إلا النزر اليسير كما في «المحاسن والمساوئ» وهي الأكمل أيضا من حيث الموضوع، والأشمل أيضا للروايات المتضاربة بخصوص الأبيات الميمية، والأقرب من حيث ترجيح الرواية الصحيحة،  يقول الأصفهاني:” وأما الأبيات التي مدح بها الفرزدق علي بن الحسين وخبره فيها، فحدثني بها أحمد بن محمد بن الجعد، ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا ابن عائشة قال: حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد أخيه، ومعه رؤساء أهل الشام، فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس، فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس، وأقبل علي بن الحسين وهو أحسن الناس وجهاً، وأنظفهم ثوباً، وأطيبهم رائحة، فطاف بالبيت، فلما بلغ الحجر الأسود تنحى الناس كلهم وأخلوا له الحجر ليستلمه، هيبة وإجلالاً له، فغاظ ذلك هشاماً وبلغ منه، فقال رجل لهشام: من هذا أصلح الله الأمير؟ قال: لا أعرفه، وكان به عارفاً، ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه. فقال الفرزدق وكان لذلك كله حاضراً: أنا أعرفه، فسلني يا شامي. قال: ومن هو قال: 

هذا الذي تعرفُ البطحاء وَطْأَتَهُ   ///     والبيْتُ يعرِفه والحِلُّ والحَرَمُ

[الأبيات] فحبسه هشام فقال الفرزدق: 

أيحبسني بين المدينة والتي   ///  إليها قلوبُ الناس يَهوِي مُنِيبُها 

يُقلِّب رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ     ///     وعيناً له حَولاءَ بادٍ عيوبُها(12)  

 فبعث إليه هشام فأخرجه. 

* تحقيق نسبتها للفرزدق في علي بن الحسين:

والقصيدة مثبتة في ديوان الفرزدق بشرحيه، فهي في ديوانه بشرح عبد الله الصاوي في ستة أبيات ومطلعها:

 إِذا رَأَتْهُ قُرَيْش قَالَ قَائِلها      ///      إِلَى مَكَارِم هَذَا يَنْتَهِي الْكَرم(13) 

وفي ديوانه بشرح إيليا الحاوي في سبعة وعشرين بيتا ومطلعها:

هذا الذي تعرفُ البطحاء وَطْأَتَهُ   ///   والبيْتُ يعرِفه والحِلُّ والحَرَمُ(14)

وقد نسبها البيهقي [تـ : نحو 320هـ] في «المحاسن والمساوئ» للفرزدق مع اختلاف مناسبة إنشادها مقارنة مع ما هي عليه في الأغاني ومعظم كتب الأدب(15).  

أورد الأصفهاني [تـ:356هـ] هذه القصيدة في باب ذكر نسب الفرزدق وأخباره وذكر مناقضاته وذلك في نحو عشرين بيتا، كما ذكرها في موضع آخر من الكتاب مع اختلاف في ترتيب الأبيات مقارنة مع الموضع الأول وبسند مختلف عنه أيضا(16). 

وقد نسبها أبو علي التنوخي البصري [تـ: 384هـ] للفرزدق نقلا عن الأصفهاني في الأغاني(17)، ومن المتقدمين الذين نسبوها إليه النهرواني [تـ: 390هـ] في «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي» أما سنده في رواية هذا الخبر فيحدده قوله في مناسبة القصيدة:” حدثني أبو النضر العقيلي قال، حدثنا محمد بن زكريا قال، حدثنا عبد الله بن محمد بن عائشة قال” ثم ذكر مناسبة القصيدة وهي نفس ما ذكره الأصفهاني في الأغاني (18).

كما جعلها المرتضى [تـ :436هـ] في أماليه للفرزدق في علي بن الحسين وأورد مناسبة القصيدة في روايتين مختلفتين: الأولى عن المرزباني، والثانية عن الغلابي(19)، وفي كلتا الروايتين نسبها للفرزدق. 

وذكرها الحُصري[تـ : 453 هـ] أيضا في «زهر الآداب وثمر الألباب» مع تغيير في ترتيب أبياتها ومطلعها عنده: 

هذا ابنُ خير عبادِ الله كلِّهِمُ    ///  هذا التَّقِيُّ النقي الطاهرُ العلمُ(20)

وقد جعل ابن عبد البر [تـ : 463هـ] هذه القصيدة المنسوبة للفرزدق من أحسن ما قيل في المدح(21).وكذلك ابن عساكر [ت: 571هـ] في «تاريخ مدينة دمشق» وأورد القصيدة بثلاث روايات مختلفة(22).

 إلى جانب ابن المبارك [تـ : 597هـ] صاحب «منتهى الطلب» الذي جعلها في نحو أربعة وعشرين بيتا مغايرة لما هي عليه في ديوان الفرزدق وفي أغلب كتب الأدب(23).    

ومن الذين نسبوها للفرزدق في علي بن الحسين أبو الحسن البصري [تـ : 659هـ] في «الحماسة البصرية»(24) غير أنه لم يزد على إنشاد مطلع القصيدة. 

وقد أثبت ابن خلكان [تـ :681هـ] القصيدة في أخبار الفرزدق كما هي في ديوانه، وذكر أيضا المناسبة التي قيلت فيها دون التصريح بصحة نسبتها إليه أو إلى غيره من الشعراء، حيث قال:” وتنسب إليه مكرمة يرجى له بها الجنة ” (25).

إلى جانب النويري [تـ : 733هـ] في «نهاية الأرب في فنون الأدب» ومطلعها عنده:

هذا سليل حسين وابن فاطمة  ///   بنت الرسول الذى انجابت به الظّلم(26)

وذكر ابن نُباتة المصري [تـ :768هـ] في «سرح العيون» (27) في حديثه عن الفرزدق أن الذي يرويها للفرزدق يستدل لها بحبسه وقوله هذه الأبيات، وهي كالآتي: 

أيحبسني بين المدينة والتي     ///    إليها قلوبُ الناس يَهوِي مُنِيبُها

يُقلِّب رأساً لم يكن رأسَ سيدٍ      ///      وعيناً له حَولاءَ بادٍ عيوبُها

وذكر أيضا أن بعض الرواة يروي الأبيات الميمية لأبي الطمحان القيني. 

وأوردها بن حجر الهيتمي [تـ :974هـ] في «الصواعق المحرقة» منسوبة للفرزدق (28).

ونسبها إليه البغدادي [تـ :1093هـ] أيضا في خزانته نقلا عن المرتضى[ت:436هـ] في أماليه مع اختلاف في مطلع القصيدة حيث جعل البيت الثاني مطلعها والصحيح غيره(29).

وجميع هذه الأحكام تفتقر إلى الدليل الثابت والحجة القاطعة التي ترجح ثبوت القصيدة لهذا الشاعر أو ذاك.

2-داود بن سلم في قثم بن العباس:

* ترجمة داود بن سلم:

داود بن سلم مولى بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي… وهو مخضرم من شعراء الدولتين الأموية والعباسية، من ساكني المدينة، يقال له داود الآدم وداود الأرمك، وكان من أقبح الناس وجها (30)، وكان من أبخل الناس(31) توفي داود بن سلم في حدود سنة عشرين ومائة(32). 

* ترجمة قثم بن العباس:

واسمه  قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عم النبي – صلى الله عليه وسلم – وأخو: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وكثير. وأمه: هي أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وكانت ثانية امرأة أسلمت، أسلمت بعد خديجة. لقثم صحبة، وقد أردفه النبي – صلى الله عليه وسلم – خلفه. وكان أخا الحسين بن علي من الرضاعة. تولى نيابة المدينة في أيام علي (33)، كما كان من أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم(34)، وقد استشهد سنة ست وخمسين في جهة سمرقند(35).

* تحقيق نسبتها لداود بن سلم في قثم بن العباس:

ذكر الأصفهاني عن الرياشي عن الأصمعي أن رجلاً من العرب يقال له داود وقف لقثم فناداه وقال [ بسيط ]:

يكاد يمسكه عرفان راحته     ///      ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

كم صارخ بك من راج وراجية  ///    في الناس يا قثم الخيرات يا قثم

 فأمر له بجائزة سنية، وأشار الحصري أيضا إلى أنها تنسب لداود بن سلم في قثم بن العباس(36).

وفي الأمر نظر من مواضع:

الأول: أن بعض أبيات القصيدة لداود بن سلم يمدح فيهما قثم بن العباس وليست من قصيدة الفرزدق في شيء، وإنما هي من قصيدة أخرى على وزن هذا الشعر من بحر البسيط ومن نفس قافيته أيضا، والظاهر أن بعض الرواة لم ينتبهوا  إلى هذا وأوردوا  الأبيات على أنها من قصيدة واحدة قيلت في قثم لجري ذكر اسمه فيها وهو خطأ بين.

الثاني: أنها للفرزدق باستثناء بعض الأبيات كالبيت التالي: 

كم صارخ بك من راج وراجية   ///   في الناس يا قثم الخيرات يا قثم

وهو صريح النسبة إلى قثم الممدوح، وهو الأصح.

الثالث: أن أبيات داود في مدح قثم بن العباس من قصيدة أخرى شبيهة بقصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين من حيث المعاني والألفاظ وكذلك من حيث الصور الشعرية ومختلفة عنها من حيث البحر والقافية، وقد أوردها الأصفهاني في «الأغاني» كما يلي:

عَتَقْتِ من حِلِّي ومن رِحْلَتِي  ///     يا ناقُ إن أَدْنيتنِي من قُثَمْ 

إنكِ إن أَدْنيتِ منه غداً     ///   حالفني اليسر ومات العدم 

في وجهه بدرٌ وفي كفّه   ///    بحرٌ وفي العِرْنين منه شَمَمْ 

أصمُّ عن قِيل الخَنَا سمعُه   ///    وما عن الخير به من صَمَمْ 

لم يدر ما «لا» و«بَلَى» قد دَرَى    ///    فعافها واعتاض منها «نَعَمْ» (37)

وقد أشار الأصفهاني في الأغاني إلى أن من الرواة من يروي هذه الأبيات لخالد بن يزيد في قثم بن العباس أيضا، وإنما هي لداود بن سلم كما أثبتنا أعلاه ورواية خالد بن يزيد تفتقر إلى الدليل الذي يؤكد ثبوتها له مثل وجود شعر لخالد على قافية هذا الشعر ووزنه أو انقطاعه لقثم كما هو الحال بالنسبة لداود بن سلم.

3- داود بن سلم في زين العابدين علي بن الحسين:

* تحقيق نسبتها لداود بن سلم في زين العابدين علي بن الحسين:

ذكر الأصفهاني في الأغاني عن الصولي عن الغلابي عن مهدي بن سابق أن داود بن سلم قال هذه الأبيات الأربعة سوى البيت الأول في شعره في علي بن الحسين عليه السلام وهذه الأبيات كلآتي:

كم صارخٍ بك من راجٍ وراجيةٍ      ///      يَرجُوك يا قُثَمَ الخيراتِ يا قُثَمُ

 أيُّ العمائر ليست في رقابِهِمُ     ///      لأوّليةِ هذا أَوْ لَهُ نِعَمُ 

       في كَفِّه خيزُرانٌ ريحُها عَبِقٌ       ///       من كفِّ أرْوَعَ في عِرْنينه شَمَم

  يُغضِي حياءً ويُغْضَى من مَهابته      ///      فما يُكلَّمُ إلا حين يبتسِمُ 

4- للحزين في عبد الله بن عبد الملك:

* ترجمة الحزين:

اسمه عمرو بن عبد وهيب بن مالك بن حريث بن جابر بن راعي الشمس الأكبر بن يعمر بن عبد بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة(38)، وكان الحزين شاعراً محسناً متمكناً (39)، من شعراء الدولة الأموية حجازيا مطبوعا ليس من فحول طبقته، وكان هجاء خبيث اللسان ساقطاً يرضيه اليسير ويتكسب بالشَّر وهجاء الناس وليس ممن خدم الخلفاء ولا انتجعهم بمدح، ولا كان يريم الحجاز حتى مات(40).

* ترجمة عبد الله بن عبد الملك:

واسمه عبد الله بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا عمر، تولى إمارة مصر من قبل أبيه، على صلاتها وخراجها. فدخلها يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين هجرية ، وهو يومئذ ابن سبع وعشرين سنة، أمر عبد الله بن عبد الملك بالدواوين، فنسخت بالعربية، وكانت قبل ذلك تكتب بالقبطية، وفي ولايته غلت الأسعار وترعت، فتشاءم به المصريون. وهي أول شدة رأوها. وزعموا أنه ارتشى، وكثروا عليه، وسموه مكيسا (41).

* تحقيق نسبتها للحزين في عبد الله بن عبد الملك:

إن مرجع الشك في الميمية المنسوبة للفرزدق في علي بن الحسين من جهة القصيدة ككل،  وكذلك من جهة نسبة بعض أبياتها لشاعر أو لآخر، وقد جعل الزبير بن بكار[تـ : 256هـ] بيتين من هذه القصيدة منسوبين للحزين في مدح عبد الله بن عبد الملك في رواية عن مصعب بن عبد الله، أن ابن عبد الملك بن مروان حج فقال له أبوه: إنه سيأتي بالمدينة الحزين الشاعر، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه وارضه. فلما قدم المدينة أتاه، فلما دخل عليه ورأى جماله، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتا، فأمهله عبد الله حتى ظن أنه قد أراح. ثم قال له: السلام رحمك الله أولا، فقال: عليك السلام، وجه الأمير، أصلحك الله، إني قد كنت مدحتك بشعر، فلما دخلت عليك ورأَيت جمالك وبهاءك رهبتك، فأنسيت ما قلت، وقد قلت في مقامي هذا بيتين. قال: ما هما؟ قال:

في كَفِّه خيزُرانٌ ريحُها عَبِقٌ       ///       من كفِّ أرْوَعَ في عِرْنينه شَمَمُ 

يُغضي حياءً ويُغْضَى من مَهابته     ///     فما يُكلَّمُ إلا حين يبتسمُ(42) 

وقد علق الأصفهاني في «الأغاني» عند ذكر هذين البيتين في «باب ذكر أخبار الحزين ونسبه» بقوله: “والناس يروون هذين البيتين للفرزدق في أبياته التي يمدح بها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام التي أولها:

هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته  ///   وَالْبَيْت يعرفهُ والحل وَالحرم

 وهو غلط ممن رواه فيها، وليس هذان البيتان مما يمدح به مثل علي بن الحسين عليهما السلام وله من الفضل المتعالم ما ليس لأحد”(43)، ولتأكيد نسبتها للحزين يقول الأصفهاني :” والصحيح أنها للحزين في عبد الله بن عبد الملك.  وقد غلط ابن عائشة في إدخاله البيتين في تلك الأبيات. وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعاني متشابهة، تنبئ عن نفسها”(44)، ثم ذكر القصيدة التي تضمنت البيتين إلى جانب مناسبة قولها.  

كما ذكر الآمدي [تـ :370هـ] في ترجمته للحزين الكناني أبياتا من الميمية حيث قال:” وكان الحزين شاعراً محسناً متمكناً وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحه في أبيات:

لما وقفت عليه في الجموع ضحى  ///    وقد تعرضت الحجاب والخدم

حييته بسلام وهو مرتفق      ///     وضجة القوم عند الباب تزدحم

في كفه خيزران ريحها عبق      ///      في كف أروع في عرنينه شمم

يغضي حياءً ويغضى من مهابته      ///        فما يكلم إلا حين يبتسم(45)

والبيتان الأولان غير موجودين في ديوان الفرزدق.

وقد جعل قدامة بن جعفر [تـ : 337هـ] هذه الأبيات  من قول الحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وقد وفد عليه وهو عامل مصر(46).

و ذكر السيوطي[تـ : 911هـ] في «شرح شواهد المغني» هذه القصة نقلا عن الزبير بن بكار في «الأخبار الموفقيات» عن مصعب بن عبد الله ، بعد ذكره للمناسبة الشهيرة بخصوص الفرزدق وعلي بن الحسين(47).

وفي الحماسة ذكر أبو تمام [تـ :231هـ] أبياتا من القصيدة المنسوبة للفرزدق بالإضافة إلى البيتين منسوبة للحزين الكناني وهي:

هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته  ///     وَالْبَيْت يعرفهُ والحل وَالْحرم

إِذا رَأَتْهُ قُرَيْش قَالَ قَائِلهَا         ///        إِلَى مَكَارِم هَذَا يَنْتَهِي الْكَرم

يكَاد يمسِكهُ عرفان رَاحَته        ///      ركن الْحطيم إِذا مَا جَاءَ يسْتَلم

أَي الْقَبَائِل لَيست فِي رقابهم         ///          لأولية هَذَا أَو لَهُ نعم

بكفه خيزران رِيحهَا عبق          ///      من كف أروع فِي عرنينه شمم

يغضي حَيَاء ويغضى من مهابته       ///         فَمَا يكلم إِلَّا حِين يبتسم

وفي شرح التبريزي [تـ :502هـ] لهذه الأبيات ذَكر أن هذا الشعر يقوله الحزين في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وأشار إلى أن الناس يروون هذه الأبيات للفرزدق يمدح بها علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طَالب، وهو غلط ممن رواها فيه لأن هذا ليس مما يمدح به مثل علي بن الحسين وله من الفضل الباهر ما ليس لأحد في وقته(48). في حين جعل المرزوقي [ت: 421 هـ] في شرحه للحماسة أيضا هذه الأبيات للفرزدق في علي بن الحسين(49).

وقد نسب ابن رشيق القيرواني[تـ : 463هـ] في عمدته أيضا هذين البيتين للحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وقد وفد عليه بمصر، كما أشار إلى أن هذا الشعر  يروى للفرزدق في علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وإلى غيره:

في كفه خيزران ريحه عبق     ///    من كف أروع في عرنينه شمم

يغضي حياء ويغضى من مهابته     ///    فما يكلم إلا حين يبتسم(50)

 وذكر الحصري أن الحزين الكناني وفد على عبد الله بن عبد الملك بن مروان وهو أمير على مصر فأنشده قصيدة منها بعض أبيات القصيدة التي تنسب للفرزدق(51).

وفي «تاريخ مدينة دمشق» لابن عساكر أورد هذا الأخير خلال حديثه عن عبد الله بن عبد الملك البيتين المذكورين ونسبهما للحزين للدلالة على ما كان يوصف به عبد الله بن عبد الملك من حسن الوجه وحسن المذهب(52). إلى جانب أبي الحسن البصري في «الحماسة البصرية» حيث أنشد أبياتا من الميمية ومنها البيتان المذكوران، وأشار إلى أنها تقال في قُثم بن العباس أيضا.

وقد نسب أبو عبد الله الزبيري [تـ : 236هـ] في «نسب قريش» البيتين للحزين في عبد الله بن عبد الملك أيضا(53)، وليس يخفى أن الزبيري من أقدم المؤلفين والمؤرخين وكتابه هذا من أمات الكتب العربية في هذا الصدد. 

والأرجح أن رواية الزبير بن بكار صحيحة التوجه، ومفادها أن الحزين مدح عبد الله بن عبد الملك عندما حَج هذا الأخير والتقى الحزين الشاعر في المدينة – وهي الأقرب زمنيا أيضا- ،  أما الرواية الثانية التي تذهب إلى أن الحزين الكناني وفد على عبد الله بن عبد الملك بن مروان وهو أمير أو عامل مصر فبعيدة عن الصواب،  فقد ذكر في ترجمته أنه كان لا يريم الحجاز حتى مات. 

5- للحزين في عبد العزيز بن مروان:

* ترجمة عبد العزيز بن مروان:

هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو الأصبغ، القرشي الأموي، ولد بالمدينة، ثم دخل الشام مع أبيه مروان، وكان ولي عهده من بعد أخيه عبد الملك، وولاه أبوه إمرة الديار المصرية في سنة خمس وستين، فكان واليا عليها إلى هذه السنة [أي سنة خمس وثمانين]، تسارع الناس في زمانه إلى تعلم العربية، وقد كان عبد العزيز بن مروان من خيار الأمراء، كريما جوادا مُمدَّحًا، توفي عبد العزيز بن مروان سنة خمس وثمانين (54).

* تحقيق نسبة البيتين للحزين في عبد العزيز بن مروان:

ذكر الأصفهاني في «الأغاني» أن من الناس من يقول إن الحزين قالهما في عبد العزيز بن مروان لذكره دمشق ومصر(55)، والصحيح أنهما للحزين في عبد الله بن عبد الملك كما أثبتنا. 

6- للحزين في علي بن الحسين:

نسب رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو [تـ : 1346هـ] في كتابه الموسوم بـ « مجاني الأدب في حدائق العرب » بيتين من القصيدة للحزين الليثي في علي بن الحسين وهما: 

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته       ///         والبيت يعرفه والحل والحرم

      إذا رأته قريش قال قائلها        ///        إلى مكارم هذا ينتهي الكــرم(56).

ولم يزد على ذكر البيتين، وقد نسبها بعد ذلك في نفس الكتاب إلى الفرزدق كما ذكرنا سابقا، وليس بين أيدينا ما يثبت نسبة الأبيات الميمية للحزين وإنما أبيات الحزين من قصيدة أخرى يمدح بها عبد الله بن عبد الملك وحملها بعض الرواة على أنها من قصيدة واحدة تارة تقال في عبد العزيز بن مروان، وتارة في علي بن الحسين.

7- لأبي الطمحان القيني:

* ترجمة أبي الطمحان القيني:

اسمه حنظلة بن الشرقي، أحد بني القين بن جسر بن شيع الله، من قضاعة (57)، وكان فاسقا، وكان نازلا بمكّة على الزّبير بن عبد المطّلب، وكان ينزل عليه الخلعاء(58)، شاعر محسن مشهور وهو القائل:

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم   ///    دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه

وكان أبو الطمحان شاعرا فارسا خاربا صعلوكا، وهو من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام فكان خبيث الدين فيهما كما يذكر. وكان تِرْباً للزبير بن عبد المطلب في الجاهلية ونديما له(59).

* تحقيق نسبتها لأبي الطمحان القيني:

أشار ابن نباتة في «سرح العيون» إلى أن بعض الرواة يروي الأبيات الميمية لأبي الطمحان القيني، غير أنه لم يذكر الممدوح الذي قيلت فيه الأبيات ولا المناسبة التي قيلت فيها.

ومن الثابت أن أحدا من المتقدمين الذين ذكروا هذه الأبيات في كتبهم التي وصلت إلينا لم يرو هذه  الأبيات لأبي الطمحان. ومن المستبعد أن تكون هذه الأبيات الخالدة في المدح ذات الطابع الديني من نظم أبي الطمحان مقارنة مع ما ذكر في ترجمته من خبث وخلاعة وفسوق.

8- للّعين المنقري في علي بن الحسين:

* ترجمة اللّعين المنقري:

هو منازل بن ربيعة من بنى منقر، ويكنى أبا أكيدر. وعمّته ظمياء التي ذكرها الفرزدق فاستعْدت عليه بنو منقر، فهرب من زياد إلى المدينة(60)، شاعر هجاء، ووجه تلقيب اللعين بهذا على ما رواه صاحب «زهر الآداب» قال: سمعه عمر بن الخطاب ينشد شعرا والناس يصلون فقال: من هذا اللعين فعلِق به هذا الاسم(61)، توفي نحو سنة 75 هـ. 

* تحقيق نسبتها للّعين المنقري في علي بن الحسين:

أشار ابن رشيق في “العمدة” عند ذكره لبعض أبيات الميمية إلى أنها تنسب للعين المنقري في علي بن الحسين، والصحيح أنه لم يثبت عن أحد من المتقدمين الذين ذكروا القصيدة واختلفوا في نسبتها أن أشاروا إلى اللعين المنقري بخصوص هذه القصيدة باستثناء الحصري الذي أشار إلى أن من الرواة من يذكرها للعين للمنقري في علي بن الحسين،  وهو كما عرف عنه شاعر هجاء، فكيف به يمدح آل البيت ببيتين يعدان من أحسن ما قيل في المدح عند العرب.  

10- للحارث بن الليث في علي بن الحسين:

* ترجمة الحارث بن الليث:

لم نعثر على ترجمة لهذا الشاعر في المصادر التي بين أيدينا.

* تحقيق نسبتها للحارث بن الليث في علي بن الحسين:

ذكر الراغب الأصفهاني [تـ : 502هـ] في كتابه «محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» أن علي بن الحسين رضي الله عنهما كان  يطوف بالبيت فرآه يزيد. فقال: من هذا؟

فقال له الحارث بن الليث:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته  ///   والبيت يعرفه والحلّ والحرم(62)

ولم يزد على ذكر هذا البيت. 

11- لكثير بن كثير السهمي في أبي جعفر محمد الباقر:

* ترجمة كثير بن كثير السهمي:

كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة واسمه الحارث بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي بن غالب. وأمه عائشة بنت عمرو بن أبي عقرب وأم المطلب أروى بنت عبد المطلب بن هاشم. وقد روى الحديث عن كثير بن كثير وكان يتشيع(63). 

* ترجمة أبي جعفر محمد الباقر:

هو السيد، الإمام، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي، العلوي، الفاطمي، المدني، ولدُ زين العابدين المشهور بمحمد الباقر. ولد: سنة ست وخمسين، في حياة عائشة وأبي هريرة. روى عن جديه: النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلي -رضي الله عنه- مرسلا. وعن جديه: الحسن، والحسين مرسلا أيضا. وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، والسؤدد والشرف، والثقة والرزانة، وكان أهلا للخلافة، وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين تبجلهم الشيعة الإمامية، وتقول بعصمتهم وبمعرفتهم بجميع الدين(64)، وقيل له الباقر لأنه بقر العلم، أي شقه، وعرف أصله وخفيّه وتوسّع فيه(65).

 * تحقيق نسبتها لكثير بن كثير السهمي في أبي جعفر محمد الباقر:

أنشد الآمدي [تـ : 370هـ] في «المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء» بعض أبيات الميمية المنسوبة للفرزدق لكثير بن كثير السهمي نقلا عن دعبل بن علي في كتابه وهي: 

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته   ///     والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم      ///       هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها        ///          إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

وكاد يمسكه عرفان راحته       ///     ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم(66)

وقد انفرد الآمدي في نسبة هذه الأبيات لكثير وكذلك في نسبة الممدوح وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي، ولم نعثر في ترجمة كثير على ما يؤكد التقاءه بالإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي ومدحه ، وإن من نسبها إليه يستدل بذلك على تشيعه وقد ذكر في ترجمته أنه كان يتشيع وليس ذلك بالدليل الكافي.  

12- للمتوكل الليثي في عبد العزيز بن مروان:

* ترجمة المتوكل الليثي:

هو المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن مسافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. من شعراء الإسلام، وهو من أهل الكوفة، كان في عصر معاوية وابنه يزيد ومدحهما ويكنى أبا جهمة (67).

* تحقيق نسبتها للمتوكل الليثي في عبد العزيز بن مروان:

جاء في لباب الآداب لأسامة بن منقذ [تـ :584] قال:” قال محمد بن سلاّم: قيل لعبد العزيز بن مروان: المتوكل الليثي شاعر مصرَ بالباب، فأذن له. فلما قام بين يديه أُرْتِجَ عليه، وكان عبد العزيز مهيباً، فقال المتوكل: أصلح الله الأمير، عظمت في عيني وملأت صدري، فاختلس مني ما كنت قلت. فنكس عبد العزيز ينكت بقضيبه الأرض. فقال المتوكل: أصلح الله الأمير، حضرني بيتان، قال: هاتهما، فقال :

في كفه خيزرانٌ نشره عبقٌ   ///   من كفِّ أروع في عِرْنِينه شممُ

يُغضي حياءً ويُغضى من مهابتهِ     ///    فما يكلَّم إلا حينَ يبتسمُ

فأمر له بمنديلٍ فبسطهُ، ثم دعا بأربعة آلاف درهم فألقاها فيه، ودعا بعبدين، وقال: اختر أيهما شئت، فقال: هذا وسيم جسيم وبه عوار، وهذا أحب إلينا منه، قال: فعلينا ترد العوار؟! خذهما جميعاً والمنديل بما فيه”. وقال أيضا:” سمعت في هذين البيتين، وأنهما من جملة أبيات للفرزدق بن غالب”(68). 

وقد جعلهما الدكتور يحيى الجبوري من جملة شعر المتوكل الليثي عند تحقيقه وصنعته لديوان الشاعر(69). 

والصحيح أن البيتين ليسا للمتوكل بل لغيره، وقد ذُكر في ترجمة الشاعر أنه كان في عصر معاوية وابنه يزيد ومدحهما أيضا، وذكر أسامة بن منقذ في مناسبة الأبيات أن عبد العزيز بن مروان حين مدحه المتوكل بالأبيات المذكورة كان أميرا، وفي العصر الذي عاش فيه الشاعر لم يكن عبد العزيز بعد أميرا ؛ فقد تولى مروان بن الحكم – أبو الممدوح- الخلافة بعد خلافة معاوية بن يزيد سنة 64هـ.

التحقيق:

المشهور في كتب الأدب والتراجم أن القصيدة أو الأبيات الميمية من قول الفرزدق في علي بن الحسين رضوان الله عليهم، غير أن معظم الذين ذكروا الأبيات الميمية أو تطرقوا إلى مناسبة إنشادها لا يكادون يجزمون بصحة نسبتها إلى هذا الشاعر أو ذاك، ويمكن أن ينسبها الكاتب لأكثر من شاعر واحد دون البرهنة على صحة النسبة بحجج قاطعة، كما اختلفت الروايات اختلافا كبيرا في عدد الأبيات بالزيادة والنقصان وكذلك في التقديم والتأخير وفي ضبط الكلمات أيضا. 

والصحيح أن القصيدة في الأصل إنما هي من نظم الفرزدق في معظمها، وإنما الخلاف حول نسبة بعض أبياتها لشاعر أو لآخر، والسبب في ذلك – والله أعلم- اختلاف الرواة في ضبط أبيات القصيدة بدقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بقصائد من نفس الوزن وهو بحر البسيط، وكذلك من نفس القافية ونفس الروي، وكلها قيلت في غرض واحد وهو المدح مع اختلاف في نسبة الممدوح، غير أن أيدي الرواة طالت إليها فجعلتها من قصيدة واحدة تُنْسَبُ تارة لشاعر وتارة لآخر.

 وقد أثبتنا أعلاه نسبة بعض أبيات الميمية إلى الفرزدق وهي في الحقيقة للحزين في مدح عبد الله بن عبد الملك من قصيدة طويلة أولها:

الله يعلم أن قد جبت ذا يمن      ///       ثم العراقين لا يثنيني السأم

ثم الجزيرة أعلاها وأسفلها   ///   كذاك تسري على الأهوال بي القدم

ثم المواسم قد أوطنتها زمنا      ///      وحيث تحلق عند الجمرة اللمم

وكذلك ذكرنا بعض الأبيات التي تُنسب للفرزدق وهي في الأصل لداود بن سلم يمدح بها قُثم بن العباس، وقد ذُكر في ترجمته أنه كان منقطعا إلى قثم بن العباس. 

ويبدو أن الخلط بين أبيات الميمية قد طال النحويين أيضا فالعيني [تـ :855 هـ] مثلا في  «المقاصد النحوية» نجده يخلط بين الأبيات التي مدح بها الحزين عبد الله بن عبد الملك والتي أكدنا نسبتها إليه، وبين أبيات داود بن سلم ويجعلها واحدة، يقول العيني في تعليقه على أبيات من ميمية الفرزدق بعد أن أكد نسبتها إليه:” فأما ما يزاد في هذا الشعر بعد هذه الأبيات فليس منها، إنما هو لداود بن سلم، يقول في قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب -رضي اللَّه تعالى عنهم”(71) ويقصد بذلك الأبيات التي رجحنا نسبتها للحزين.  

ولقد أحسن ابن عبد البر حين قال بعد عرضه لبعض أبيات الميمية:” وفيها أبيات لم أذكرها لأني أظنها مضافة مفتعلة”(72).  

وكنت قد وجدت بعضا من أبيات الميمية في ديوان أبي دهبل الجمحي برواية أبي عمرو الشيباني دون ذكره للممدوح أو المناسبة التي قيلت فيها، غير أن محقق الديوان ذكر أن الرواة اختلفوا في نسبة هذه القصيدة ولكن المشهور أنها للفرزدق في علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(73)، وقد أثبتنا أعلاه النسبة الصحيحة في نظرنا والله أعلم.

وكنت قد قرأت أيضا لابن عبد البر ما نصه:” وقول من قال: إن هذا الشّعر قيل في عليّ بن عبيد الله بن جعفر، أو في محمد بن علي بن حسين أصح عندي من قول من قال: إنه في علىّ بن حسين، لأن علي بن حسين توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين، وهشام بن عبد الملك إنما ولي الخلافة سنة خمس ومائة” (74)، والصحيح أن هشاما حَجَّ في خلافة أبيه أو في خلافة أخيه الوليد بن عبد الملك كما في «الأغاني» والذي امتدت فترة خلافته من 86هـ إلى 96هـ وكان علي بن الحسين  ما زال حيا، وبذلك يدفع الاعتراض. 

وفي رأي المحقق  إحسان عباس أن إيراد القصة على أن القصيدة جاءت عفو الخاطر، أو كأن الفرزدق كان متوقعا ذلك السؤال فيه قدر من السذاجة (75)، على أن هذا الكلام الصادر عن محقق كبير للتراث العربي لا ينفي عن الفرزدق مكانته في الشعر العربي،  فالفرزدق شاعر مطبوع كل الطبع حاضر البديهة، صافي القريحة، كما أنه شاعر تعود فن المدح تعودا يسمو إلى درجة المؤانسة في ظل الصراع القائم بينه وبين صاحبيه جرير والأخطل من أجل استمالة الممدوحين وخاصة أهل البيت، فكيف يشق عليه مدح حفيد رسول الله ذي الفضائل الكثيرة والمناقب الكبيرة. 

* لغة القصيدة:

إن لغة القصيدة قريبة من اللغة الشعرية للفرزدق، خاصة من حيث جمالية الصور التي صور بها ممدوحه، فهو المقول فيه:” لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب”(76)، وليس غريبا على شاعر يمتاز شعره بفخامة العبارة، وجزالة اللفظ، أن يأتي بهذه الجوهرة الفريدة التي أحسن نظمها ورصفها عفو الخاطر عن سليقة وصفاء طبع؛ فهو الشاعر البدوي كل البداوة، على أن هذه البداوة انعكست في شعره من حيث القوة والجزالة، وقديما من كان يميل إلى جزالة الشعر وفخامته وشدّة أسره كان يقدم الفرزدق عل صاحبيه جرير والأخطل وفي شعره يقول الجاحظ[تـ:255هـ]:” وإن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعرا لم يسمع بمثله، فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق؛ فإنك لم تر شاعرا قطّ يجمع التّجويد في القصار والطّوال غيره”( 77).

وهذه القصيدة لا تخلو من جمالية العبارة وجزالة الألفاظ وبساطة الأسلوب، الذي يتناسب وغرض المدح، وكذلك مع صدق مشاعر الشاعر، فهو أحد الشعراء الثلاثة في العصر الإسلامي الذين أجمع الناس على تقديمهم إلى جانب جرير والأخطل، ومحله في الشعر أكبر من أن ينبه عليه بقول أو يدل على مكانه بوصف(78).

* تشيع الفرزدق:

عرف الفرزدق بتشيعه وميوله لآل البيت والتعصب الشديد لهم،  فحين مدحهم كان صادق العاطفة، خالص المحبة لا يقصد بذلك جزاء ولا شكورا، فعندما حبسه هشام  وجه إليه علي بن الحسين عشرة آلاف درهم وقال: اعذر، يا أبا فراس، فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر من هذا لوصلناك به.  فردها وقال: ما قلت ما كان إلا لله،  وما كنت لأُرْزَأَ عليه شيئاً، فقال له علي: قد رأى الله مكانك فشكرك، ولكنا أهل بيت إذا أنفذنا شيئاً ما نرجع فيه. فأقسم عليه فقبلها(79).  

ويروى أنه لما قُتل الحسين قال:” انظروا فإن غضبت العرب لابن سيدها وخيرها فاعلموا أنه سيدوم عزها ، وتبقى هيبتها ، وإن صبرت عليه، ولم تتغير لم يزدها الله إلا ذلاً إلى آخر الدهر، وأنشد:

فإن أنتم لم تثأروا لابن خيركم    ///       فألقوا السلاح واغزلوا بالمغازل”(80)

وفي مدح سواهم كان يعمد إلى المبالغة والغلو وغايته في ذلك التكسب. 

وفي مدحه لعلي بن الحسين كان الفرزدق يظهر نزعته الشيعية، وقد جعل الشيعة هذه القصيدة دليلا على تشيع الفرزدق،  يقول السید محسن الأمین في أعيانه:” هذه القصيدة قلّما يخلو منها ومن خبرها كتابُ أدب أو تاريخ، قديماً وحديثاً، وذلك لسببين: (أولا) لأنها قضية تتعلق بفضل إمام من أئمّة أهل البيت الطاهر…، (ثانيا) لدلالتها على جرأة عظيمة، وقوة جنان وإقدام من الفرزدق، فجابه هشام بما جابهه، وقال الحق مجاهرا به أمام سلطان جائر يُخاف ويُرجى، وهو شاعر يأمل الجوائز من بني أميّة، فقال ما قال وفعل ما فعل لوجهه تعالى وصدعاً بالحق ودحضا للباطل”(81).

* كثرة الذين نسبوها إليه:

قلما يخلو كتاب من كتب الأدب أو التاريخ أو التراجم من ذكر  هذه القصيدة،  ومعظم الذين ذكروا الميمية أو أنشدوا بعض أبياتها – قدماء ومحدثين- جعلوها من شعر الفرزدق ، أو جعلوا الفرزدق في طليعة من تنسب إليه هذه المكرمة العصماء التي يعز نظيرها في مدح آل البيت، وقد قال الحصري في كتابه «زهر الآداب وثمر الألباب» بعد عرضه للروايات المختلفة بشأن هذا الشعر والتي أثبتناها:” وليقله من شاء، فقد أحسن ما شاد، وأجاد وزاد”(82).   

ــــــــــــــــ

الهوامش:

1- طبقات فحول الشعراء 1/4.

2- المصدر نفسه1/46.

3-معجم الشعراء 1/553.

4-الأعلام 8/93.

5-خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب 1/220.

6-الشعر والشعراء 1/467.

7- معجم الشعراء 1/554.

8-شذرات الذهب 1/374.

9-وفيات الأعيان 3/269.

10- سير أعلام النبلاء 4/387.

11- شذرات الذهب 1/375.

12- الأغاني 15/222، وفي «سرح العيون»(ص:391)، وفي «منتهى الطلب»(5/421)، وفي «المستجاد من فعلات الأجواد» (ص:41) وكلها في هجاء هشام، وفي ديوانه بشرح وتحقيق إيليا حاوي:

يرددني بين المدينة والتي      ////        إليها قلوب الناس يهوي منيبها

يقلب عينا لم تكن لخليفة         ////         مشــوهة حولاء باد عيوبها

وقد جعل البيتين في مدح هشام  بن عبد الملك وهو وهم منه، حيث قال:” حج هشام  بن عبد الملك  فصحبه الفرزدق من المدينة حتى حج ورجع إلى المدينة، فأمر له بخمسمائة درهم فقال [البيتان] (1/83). والبيتان أيضا في ديوانه بتحقيق علي الفاعوري، غير أنه جعلهما في هجائه لهشام وليس في مدحه(الديوان ص:45). 

13- شرح ديوان الفرزدق ص:848-849.

14- شرح ديوان الفرزدق لإيليا الحاوي ص: 353-354-355-356.

15- المحاسن والمساوئ ص:197-198.

16- الأغاني 21/264-265. 

17- المستجاد من فعلات الأجواد ص:40-41.

18- الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي ص:680. 

19- أمالي المرتضى 1/67-68-69.

20- زهر الآداب وثمر الألباب1/103.

21- بهجة المجالس وأنس المجالس1 /510.

 22- تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل 41/400.

23- منتهى الطلب 5/422.

24- الحماسة البصرية 1/130.

25- وفيات الأعيان 6/95.

26- نهاية الأرب في فنون الأدب 21/327. 

27- سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ص:391.

28- الصواعق المحرقة2/584.

29- خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب11/161.

30- الأغاني 6/11.

31- المصدر نفسه 6/12.

32- معجم الأدباء 3/1283.

33- البداية والنهاية 8/78.

34- المصدر نفسه 8/79.

35- مرآة الجنان 1/104، شذرات الذهب 1/157. 

36- زهر الآداب وثمر الألباب1/105. 

37- الأغاني 6/18، الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3/1305. ذكر الأصفهاني في أغانيه أن  الأبيات لداود قالها في قثم بن العباس، لكن يشوب ذلك إشكال، لما نهتدِ إلى حلِّهِ ومعرفة وجه الصواب فيه، وهو هل قثمُ هذَا الممدوحُ هو قثم بن العباس بن عبد المطلب، كما ورد في ترجمته التي أوردها ابن عبد البر في «الاستيعاب»،؟ أو هو قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كما في «العمدة، 2/734 » لابن رشيق، و«زهر الآداب، 1/105» للحصري، و«المقاصد النحوية، 2/970»،؟ وكلام الأصبهاني محتمل لهما معا!!!!

38- المؤتلف والمختلف ص:110-111.

39- المصدر نفسه.

40- الأغاني 15/219.

41- ولاة مصر ص:79-80.

42- الأخبار الموفقيات ص:506.

43- الأغاني 15/220.

44- المصدر نفسه 15/223.

45- المؤتلف والمختلف ص:111.

46- نقد الشعر ص:27.

47- شرح شواهد المغني 2/732-735.

48-شرح ديوان الحماسة للتبريزي2/284.

49- شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص: 1134.

50-العمدة في محاسن الشعر وآدابه 2/743.

51- زهر الآداب وثمر الألباب 1/105.

52- تاريخ مدينة دمشق 29/344.

53- نسب قريش ص:164.

54- مرآة الجنان وعبرة اليقظان 1/140.

55- الأغاني 15/223.

56- مجاني الأدب في حدائق العرب 4/192.

57- الأغاني 13/5.

58-الشعر والشعراء 1/376.

59- الأغاني 13/5. والخارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً ثم نُقِل إِلى غيرها اتِّساعاً.

60- الشعر والشعراء 1/490.

61- زهر الآداب وثمر الألباب 1/106 ، خزانة الأدب 3/209. 

62- محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 1/299.

63-معجم الشعراء، جمهرة أنساب العرب 1/164.

64- سير أعلام النبلاء 4/402.

65- شذرات الذهب في أخبار من ذهب 2/72. 

66- المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراءص:222.

67- الأغاني 12/111، الشعر والشعراء 1/409-410.

68- لباب الآداب ص:108.

69- شعر المتوكل الليثي ص: 282-283.

70- الأغاني 15/222.

71- المقاصد النحوية 2/267 -268-269-270.

72- بهجة المجالس وأنس المجالس 1/512.

73- ديوان أبي دهبل الجمحي ص:81-82.

74- بهجة المجالس وأنس المجالس1/513.

75- وفيات الأعيان 6/95، الهامش رقم: 1.

76- الحيوان 7/473.

77- الحيوان 3/98.

78- وفيات الأعيان  2/496.

79- الأغاني 15/222. 

80- الأغاني 21/253، والبيت غير موجود في ديوانه.

81- أعيان الشيعة 10/268.

82- زهر الآداب وثمر الألباب 1/106.

ــــــــــــــــــــ

فهرس المصادر:

-الأخبار الموفقيات، الزبير بن بكار، تحقيق الدكتور سامي مكي العاني، منشورات عالم الكتب، الطبعة الثانية سنة 1996م.

-الاستيعاب في معرفة الأصحاب، بن عبد البر، تحقيق علي محمد البجاوي، منشورات دار الجيل، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ – 1992 م.

-الأعلام، للزركلي ، دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر ، سنة 2002 م.

-أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، حققه وأخرجه حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات- بيروت، 1403هـ /1983م.

-الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني، تحقيق الدكتور إحسان عباس، الدكتور إبراهيم السعافين، الدكتور بكر عباس، دار صادر بيروت، الطبعة الثالثة سنة 2008م.

-أمالي المرتضي غرر الفوائد ودرر القلائد، الشريف المرتضى، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة الدكتور مروان العطية، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى: 1954م.

-البداية والنهاية، بن كثير، منشورات دار الفكر، عام النشر: 1407 هـ – 1986 م.

-بهجة المجالس وأنس المجالس وشحن الذاهن والهاجس، تأليف الإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي، تحقيق محمد مرسي الخولي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

-تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ابن عساكر، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، دار الفكر- بيروت، سنة 1995م.

-الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريرى النهرواني ،المحقق: عبد الكريم سامي الجندي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1426 هـ /2005 م.

-جمهرة أنساب العرب، بن حزم الأندلسي القرطبي ، تحقيق: لجنة من العلماء، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1403/1983.

-الحماسة البصرية، أبو الحسن البصري، تحقيق مختار الدين أحمد، منشورات عالم الكتب – بيروت.

-الحيوان، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الجيل لبنان/ بيروت، 1416هـ – 1996م.

-خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، تأليف عبد القادر بن عمر البغدادي، بتحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الرابعة سنة 1997م.

-ديوان أبي دهبل الجمحي، رواية أبي عمرو الشيباني، تحقيق عبد العظيم عبد المحسن، مطبعة القضاء ، النجف / العراق ، الطبعة الأولى،  1392 هـ / 1971 م.

-ديوان الفرزدق، شرحه وضبطه وقدم له علي الفاعور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1987م.

-زهر الآداب وثمر الألباب، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني، مفصل ومضبوط ومشروح بقلم المرحوم الدكتور زكي مبارك، حققه وزاد في تفصيله وضبطه وشرحه محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، الطبعة الرابعة.

-سرح العيون في شرح رسال بن زيدون، جمال الدين بن نباتة المصري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي.

-سير أعلام النبلاء، للذهبي، تحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة : الثالثة  1405 هـ / 1985 م.

-شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد، حققه: محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، الناشر: دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ / 1986 م.

-شرح ديوان الحماسة، المرزوقي، علق عليه وكتب حواشيه غريد الشيخ، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 2003م.

-شرح ديوان الحماسة، يحيى بن علي بن محمد الشيبانيّ التبريزي، أبو زكريا ، الناشر: دار القلم – بيروت.

-شرح ديوان الفرزدق، ضبط معانيه وشروحه وأكملها إيليا الحاوي، منشورات دار الكتاب اللبناني ومكتبة المدرسة، الطبعة الأولى سنة 1983م.

-شرح ديوان الفرزدق، عني بجمعه وطبعه والتعليق عليه عبد الله الصاوي، مطبعة الصاوي.

-شرح شواهد المغني جلال الدين السيوطي، وقف على طبعه وعلق حواشيه: أحمد ظافر كوجان، الناشر: لجنة التراث العربي، الطبعة: بدون، 1386 هـ / 1966 م.

-شعر المتوكل الليثي، تحقيق الدكتور يحيى الجبوري، الناشر مكتبة الأندلس –بغداد، طيع في مطابع «التعاونية اللبنانية» درعون – حريصا.

-الشعر والشعراء، لابن قتيبة، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر، دار الحديث، القاهرة، سنة الطبع 2006م.

-الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، بن حجر الهيتمي، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي – كامل محمد الخراط، مؤسسة الرسالة – لبنان، الطبعة: الأولى، 1417هـ – 1997م.

-طبقات فحول الشعراء، محمد بن سلام الجمحي، قرأه وشرحه أبو فهر محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، الناشر دار المدني بجدة.

-العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ابن رشيق القيرواني، تحقيق الأساتذة توفيق النيفر ومختار العبيدي وجمال حمادة، المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، بيت الحكمة، الطبعة الأولى:2009م.

-لباب الآداب، أسامة بن منقذ ،تحقيق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مكتبة السنة، القاهرة، الطبعة: الثانية، 1407 هـ / 1987 م.

-مجاني الأدب في حدائق العرب، رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت سنة 1013 م.

-المحاسن والمساوئ، تأليف إبراهيم بن محمد البيهقي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف.

-محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، لأبي القاسم حسين بن محمد الراغب الأصبهاني، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت- لبنان.

-مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، لليافعي ، وضع حواشيه: خليل المنصور، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1417 هـ – 1997 م.

-المستجاد من فعلات الأجواد، أبي علي المحسن بن أبي القاسم التنوخي، تحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2005م.

-معجم الشعراء، تأليف أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، تحقيق الدكتور عباس هاني الجراخ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 2010م.

-المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية المشهور بـ «شرح الشواهد الكبرى»، بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى العيني ، تحقيق: أ. د. علي محمد فاخر، أ. د. أحمد محمد توفيق السوداني، د. عبد العزيز محمد فاخر، الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة – جمهورية مصر العربية، الطبعة: الأولى، 1431 هـ – 2010 م.

-منتهى الطلب من أشعار العرب، جمع محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون، تحقيق وشرح الدكتور محمد نبيل طريفي، دار صادر – بيروت، الطبعة الأولى: 1999م.

-المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض شعرهم، للإمام أبي القام الحسن أبي بشر  الآمدي، صححه وعلق عليه الأستاذ الدكتور ف.كرنكو، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى سنة 1991م.

-نسب قريش ، أبو عبد الله الزبيري، المحقق: ليفي بروفنسال، الناشر: دار المعارف، القاهرة، الطبعة: الثالثة.

-نقد الشعر، قدامة بن جعفر، مطبعة الجوائب – قسطنطينية، الطبعة: الأولى، 1302هـ.

-نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين النويري، الناشر: دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1423 هـ.

-وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، حققه الدكتور إحسان عباس،  دار صادر بيروت، الطبعة الخامسة سنة 2009م.

-ولاة مصر، محمد بن يوسف الكندي، تحقيق الدكتور حسين نصار، دار صادر- بيروت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق