الرابطة المحمدية للعلماء

تحديات البحث العلمي في الوطن العربي

خروج كل الجامعات والمراكز البحثية العربية من الترتيب العالمي لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم؟

خلص العديد من الباحثين والخبراء العرب إلى أن خروج كل الجامعات والمراكز البحثية العربية من الترتيب العالمي لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم يجد تفسيره في تدني مخصصات التعليم والبحث العلمي، وربط التعيين والترقية بدرجة الولاء  بعيدا عن معايير الكفاءة، إضافة إلى استمرار نزيف هجرة العقول العربية للخارج، وسيطرة الأجواء الطاردة للكفاءات والقدرات، إلى جانب تردي الوضع الاجتماعي للأساتذة، وعدم تقدير صناع القرار لقيمة العلم والعلماء ودورهم في نهضة وتقدم مجتمعاتهم..

واعتبروا أن الحل يكمن، بالمقابل، في  إطلاق الحريات الأكاديمية، وإبعاد الجامعات عن التسييس، وإدارة ملف الجامعات والمراكز البحثية بشكل أكاديمي وعلمي، مع زيادة الإنفاق على الجامعات والبحث العلمي، والاهتمام بالتعليم ما قبل الجامعي، وربط فلسفة التعليم بالمفهوم الشامل للتنمية، وتهيئة المناخ ليكون جاذبًا للكفاءات والطاقات العلمية، مع المحافظة على الكفاءات والعقول العربية، إضافة إلى استقلال الجامعات ماديًا وإداريًا، وتقدير الأساتذة، واعتماد ضوابط ومعايير واضحة لترقية الأساتذة، تعتمد على الموضوعية والشفافية والقدرة والكفاءة.

وفي هذا السياق أكد الدكتور نادر فرجاني، على أهمية ترتيب قائمة أفضل الجامعات في العالم؛ “لكونه مؤشرًا على جودة التعليم، ومدى مساهمة الجامعات في الأغراض الأساسية التي تستهدفها الدول والحكومات”، معتبرًا أنها “معايير مهمة جدًا لقياس مدى تطور أي دولة”

مضيفا أن “النتيجة النهائية للترتيب العالمي لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم، والتي أسفرت عن خلوها من أي جامعة مصرية أو عربية، دليل على الكارثة التي يعيشها قطاع نشر وإنتاج المعرفة عن طريق التعليم والبحث العلمي والتطوير”.

ومن جهته اعتبر الدكتور مصطفى كامل السيد، أن “هذا الترتيب مهم للغاية؛ لأنه يكشف عن مدى مساهمة الجامعات في البحث العلمي على مستوى العالم، كما أن مكانة الجامعة عالميًا تتحدد بحسب ما تقوم به من نشر أبحاث عالمية جديدة ومفيدة، وهو ما يترتب عليه زيادة الإقبال على هذه الجامعة سواء من الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس، أو العلماء، فيكون لها مصداقية عند صانعي القرار”.

أما الدكتور محمد البلتاجي  فينظر إلى خبر خروج الجامعات المصرية والعربية من الترتيب العالمي لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم على أنه “خروج من دائرة التاريخ في المستقبل القريب، لأن الطلاب والباحثين هم الذين سيصنعون المستقبل لبلادهم”، مشيرًا إلى أن “مصر غنية بالكوادر العلمية الراقية، في الداخل والخارج، لكن المشكلة أن لدينا منظومة إدارية فاشلة”

ومع أن المعايير التي يتم على أساسها ترتيب الجامعات تختلف من تصنيف إلى آخر إلا نادر فرجاني ينبه إلى وجود  ” معايير أساسية تتفق عليها كل التصنيفات، وهي: مدى توافر الإمكانات المادية، ومدى المشاركة في إنتاج المعرفة عن طريق النشر العلمي في الدوريات المعترف بها دوليًا”، مُشيرًا إلى أن هذه معايير تعكس مدى تطور أو تأخر البحث العلمي في بلد ما..

ويضيف الأستاذ مصطفى كامل السيد أن “من أهم المعايير المعمول بها في الترتيب العالمي للجامعات: النشر في دوريات علمية موثوق بها، ضرورة الانفتاح على اللغات الحية، وكذا عدد المرات التي تمت فيها الإشارة إلى أبحاث أساتذة يعملون في جامعة ما، وأيضًا عدد الأساتذة الذين يعملون في جامعة ما، وحصلوا على جوائز عالمية.”.

وفي نفس السياق أضاف الدكتور عصام البشير معايير أخرى من قبيل؛ المستوى العلمي للجامعي، ومناخ البحث العلمي في الدولة التي تنتمي لها الجامعة، وكفاءة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، إضافة إلى مدى الاهتمام بالبحث العلمي.”

مشددا على ضرورة “إبعاد الجامعات عن قضايا التسييس، وربط فلسفة التعليم بالمفهوم الشامل للتنمية، مع تهيئة المناخ التعليمي والبحثي ليكون جاذبًا بالمفهوم الشامل، والمحافظة على الكفاءات والعقول العربية بدلا من التضييق عليها، فتضطر للهجرة إلى الغرب”، مشيرًا إلى ضرورة “استقلال الجامعات العربية ماديًا وإداريًا، مع الاهتمام بالبحث العلمي، وتوفير مناخ حر للبحث العلمي، وكفاية الأساتذة ماديًا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق