مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

تحت المجهر: صورة المرأة في الإعلام بعيون نسائية

 

 

 

ماهو دور المرأة العربية في نقل الصورة والهموم الحقيقية للمرأة العربية؟ ما هو الحجم الحقيقي لحضور المرأة وقضاياها في المشهد الاعلامي في ظل المتغيرات الراهنة؟ ماهو دور البرامج الحوارية في ترسيخ أو تكسير الصورة النمطية للمرأة العربية؟ مامدى ارتباط ذلك بجنس المقدم؟   إلى أي حد ساهمت التغيرات السياسية في تحسين صورة المرأة في الاعلام المرئي بشكل عام والبرامج الحوارية بشكل محدد ؟ للاجابة على هذه الاسئلة، سنستضيف هذا الشهر في ركن ضيف وحدث المستشارة الدولية في الإعلام والتواصل، والباحثة في قضايا المرأة والإعلام، والسيناريست، وصاحبة مؤلف «نساء المغرب .. قصص نجاح خفية” الدكتورة نادية لمهيدي التي ستقربنا من واقع المرأة العربية في الإعلام في ظل المتغيرات الأخيرة التي شهدها العالم العربي.

حاورتها سمية شكروني

 

قمتم سيدتي مؤخرا بدراسة رصدية حول صورة المرأة في الاعلام العربي واخترتم لها زاوية معالجة جديدة تجلت في رصد وجود المرأة وتواجدها وتموقعها في البرامج الحوارية في فترة ما بعد الربيع العربي. نود أن نعرف بداية لماذا اخترتم هذه الفترة بالذات؟

المرحلة تفرض أن نرصد مدى إعادة تموقع المرأة في بلاطوهات البرامج الحوارية ما بعد الربيع العربي لأنها كانت شريك أساسي في الحراك وفي المرحلة الانتقالية السياسية والمجتمعية التي شهدها العالم العربي. لذلك كان من الضروري أن نجري هذه الوقفة التأملية لرصد مدى حرص الإعلام على تبويئ المرأة المكانة التي تستحقها ومعرفة ما اذا كان تواجدها في الساحة تمت ترجمته في التلفزة والبرامج الحوارية بالأساس.

ولماذا البرامج الحوارية بالخصوص؟

بداية لان المرأة تواجدت بشكل كبير وبارز في القنوات التلفزية العربية غداة الربيع العربي. بالاضافة إلى ذلك، فإن مثل هذه البرامج هي التي تعطي فسحة للجدال والحجاج والحوار وللتحليل، وللتعاقد ولإبداء الرأي والراي الآخر ، فقد كانت مناسبة لتتبع التخصصات التي يتم استدعاءها للبلاطو ومساءلة غياب النساء في مواضيع التي تجتهد فيها المرأة أو تشتغل فيها وهي شريك فيها في الحياة العامة. هذا النوع من البرامج يتموقع خارج البرامج النمطية التي تستهدف المرأة في الاعلام وبالتالي سيمككنا من معرفة سبب التفاوت القائم مابين تواجدها في الاعلام وتواجدها واشتغالها بالحياة العامة. وفي هذا الاطار، اعتمدنا عينة مكونة من برامج حوارية تحضى بنسبة مشاهدة عالية تبث باللغة العربية سواء في قنوات القطب العمومي أو الخاص اعتمدنا 12حلقة بثث خلال سنة 2013 في خمس دول عربية هي برنامج آراء ومواقف من الأردن، آخر كلام من مصر، قابل للنقاش من الامارات، ناس نسمة نيوز من تونس و مباشرة معكم من المغرب.

ماهي أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة ؟

عموما، لقد سجلت الدراسة الرصدية التي قمنا بها حضورا محتشما للمرأة في مثل هذه البرامج الحوارية وهو حضور مقزم بالمقارنة مع الحضور الحقيقي على أرض الواقع.

وبالنسبة للمغرب، ما هي أهم النتائج التي سجلتموها في هذا الاطار؟

بالنسبة للمغرب، الدراسة سجلت حضور نسبي للمرأة في البرنامج الحوارية، حيث بلغت مشاركة المرأة في برنامج مباشرة معكم خلال سنة 2013 17سيدة من بين 57 مشارك، وقد شاركت في البرامج السياسية بشكل ضعيف والسبب في ذلك يرجع إلى الاحزاب السياسية وشركاء القناة والهيئات الفاعلة في المجتمع التي لا تبرز عضواتها  بشكل كاف بحث عندما توجه لها الدعوة فهي تقترح اسماء رجالية بالأساس. سجلنا أيضا مشاركة وازنة للمرأة في التقارير والروبورطاجات التي تميزت بتعدد مجالات تخصص المرأة وهذا يطرح تسائل حول سبب تغييبهن عن البلاطو الذي يعطي اشعاعا أكثر من الروبورطاج؟ حضرت المرأة أيضا بشكل بارز من خلال مشاركتها بالايميلات عن طرق المواقع الاجتماعية  كالفايسبوك والتويتر الذي يعتمد عليهم البرنامج في نقل رأي المرأة حول مواضيع الحلقات. كما سجلنا أيضا حضور المرأة في حلقات ذات ارتباط بمواضيع مالية واقتصادية جد دقيقة كالحلقة الخاصة بنظام المقاصة، في حين كان هناك غياب غير مبرر في بعض الحلقات كتلك الخاصة بالقضاء مع أن 20 في المأئة من الجسم القضائي في المغرب مكون من نساء وهو رقم قابل للارتفاع في أفق 2015 . لكن يبقى من أهم الأمور التي تم رصدها هو التركيز على صورة المرأة الضحية في حلقات الشأن النسائي كما كان عليه الامر في حلقة التجليات المجتمعية والاقتصادية مثلا لظاهرة زواج القاصرات وهذه الصورة النمطية شكلت لازمة  في التقارير والروبورطاجات.

في نظركم من هو المسؤول عن هذا الحيف الذي يطال المرأة المغربية على مستوى الإعلام، والذي غالبا ما يقدم صورا سلبية لها لا تعكس واقعها في شموليته وتعدده؟

أظن أن الأسباب هي متعددة، ربما منها ما هو رهين بالمقاولة الاعلامية وطرق اشتغالها، هناك ما هو مرتبط بالمرأة نفسها لأنها لا تسوق بالشكل الكافي لخبرتها وكلمتها ولرأيها. ثم هناك اصطفافات سياسية مرجعية التي تتحكم والدليل على ذلك مثلا في الاستمارة مع قناة 2M في برنامج مباشرة معكم، البرنامج يتصل بالأحزاب والهيئات ولكن دائما يتم اقتراح أسماء رجالية. حتى الحزب والمؤسسة والهيئة الحكومية لا تأخد مسؤوليتها في ابراز اسماء وبروفيلات نسائية ومن تم يأتي الاستبداد والاستحواذ على الرأي الرجالي والبروفيلات الرجالية في البرامج الحوارية.

 

في الختام نشكركم جزيلا على قبول الدعوة.

 

 نشر بتاريخ: 05 / 03 / 2014

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تحية للاستادة نادية لمهيدي , شكرا لغثارة مثل هذه المواضع صورة المرأة في الاعلام .أظن أننا يجب مراجعة سايستنا الاعلامية فيما يخص المرأة وتواجدها على الساحة الاعلامية كفرد من أفراد المجتمع أ أو كفاعلة ومساهمة في الحقل الاعلامي المغربي. هناك طاقات نسائية هامة يمكن الاستعانة بها لتأهيل الاعلام المغربيو العربي وبالتالي تغيير الصورة النمطية التي تختزل المرأة في الانجاب والاعمار فقط وهذا دور نفتخر به كنساء ولكن دورنا لا ينحصر في هذه المهمة النبيلة بل يتعداها إلى أبعد من ذلك

  2. الأستاذة نادية لمهيدي من الشخصيات النسائية التي تقدم يد المساعدة بشكل تلقائي و دون طلب.
    أكن لكِ الكثير من الإحترام سيدتي

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق