الرابطة المحمدية للعلماء

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس: الإيسيسكو تخلد الذكرى الثلاثين لتأسيسها

احتضنت الرباط حفلا نظم بمناسبة مرور ثلاثين سنة على تأسيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (أيسيسكو)  وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتميز الحفل الذي نظم يوم الخميس 03 ماي 2012م، بتلاوة رسالة ملكية سامية وجهها صاحب الجلالة إلى المشاركين  دعا من خلالها جلالته إلى المزيد من التضامن والتنسيق والتعاون بين بلدان العالم الإسلامي في مجالات التربية والتكوين والعلوم والتقنيات الحديثة للاتصال والتنمية المستدامة وذلك لتأهيل الأجيال الصاعدة والمقبلة للانخراط في الحضارة الكونية واثقة من نفسها  معتزة بهويتها العريقة  ومساهمة في ترسيخ قيمها الخالدة  وتحصينها من التطرف والفراغ الروحي  ومن السقوط في التبعية و الاستلاب .

وجاء في الرسالة التي تلاها السيد عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة ” في عالم مطبوع بتسارع التحولات وتواتر الأزمات وباهتزاز المرجعيات مع ما يترتب عن ذلك من تزايد نزوعات التعصب والتطرف والانغلاق º فإن الدوافع التي كانت وراء إنشاء منظمة الإيسيسكو أصبحت اليوم أكثر راهنية ولا سيما ما يتعلق منها بتحصين الشخصية الإسلامية وثقافتها والحفاظ على هويتها في إطار من الانفتاح على العصر والانخراط في مجتمع المعرفة والاتصال”.

وأكد جلالة الملك أن المنظمة  وأمام هذا الواقع المشحون بشتى التحديات مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى التفاعل الايجابي مع تطلعات الشعوب الإسلامية إلى المزيد من التضامن والتنمية البشرية والمستدامة ودعم البرامج والأوراش الهادفة لمحاربة الأمية والجهل والانغلاق التي تمس فئات عريضة من ساكنة المجتمعات الاسلامية والعمل على تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي والإعلامي بين الدول الأعضاء مشددا جلالته كذلك على اعتماد مقاربات جديدة وفعالة لمواكبة التطورات المتلاحقة التي يعيشها العالم في مختلف المجالات وخاصة في ميدان المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة لما لذلك من ارتباط وثيق بالتنمية البشرية والاقتصادية والثقافية.

وأضاف جلالته أن الأمة الإسلامية  وأمام حجم التحديات الراهنة والمستقبلية وخاصة في مجال التكنولوجيات الرقمية مطالبة دولا ومجتمعات ومنظمات بالاعتماد على مؤهلاتها وقدراتها الذاتية وانتهاج سياسة التضامن الفعال والصادق لرفع التحدي المصيري لردم الهوة الرقمية بين الدول الإسلامية والبلدان المتقدمة وبالتالي كسب رهانات العلم والابتكار الذي يفتح آفاقا رحبة لتحقيق التنمية في جميع المجالات باعتبارها أسبقية ملحة لهذه الشعوب خاصة وأنها أصبحت وثيقة الارتباط بالميدان الرقمي.

وقد أشاد المدير العام للأيسيسكو السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري في كلمة ألقاها بهذه المناسبة التي حضرها عدد من أعضاء الحكومة وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد بالمغرب  بالإضافة إلى شخصيات أخرى  بما تضمنته الرسالة الملكية السامية من أفكار سديدة وتوجيهات حكيمة تعد حافزا قويا للمضي قدما ” في طريق العمل المخلص والمثمر والدؤوب الذي ننهض به خدمة لأمتنا الإسلامية المجيدة في ميادين تجديد البناء الحضاي”.

وقال إن منظمة الأيسيسكو أضحت بعد مرور 30 سنة على تأسيسها بفاس سنة 1982 “وقد استوت على عودها وترسخت دعائمها وانتشر إشعاعها بين الدول الأعضاء والمحافل الدولية لتصبح  يضيف السيد التويجري كما وصفها جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله الضمير الثقافي للعالم الإسلامي”.

وقال إن المنظمة “بما وصلت إليه من تطور وما تنهض به من أعباء هي ضرورة مهمة للعالم الإسلامي في هذا الوقت العصيب الذي كثرت فيه التحديات الحضارية وتفاقمت المشاكل التنموية ودخل العالم الإسلامي في دوامة من الصراعات الإقليمية والمحلية” معتبرا أن استمرار نجاح المنظمة في عملها وإسهامها في مواجهة هذه التحديات الجسام “يتطلب دعما مستمرا ورعاية دائمة لها من الدول الأعضاء “لتستمر المنظمة في الاضطلاع بدورها الحضاري خدمة للأمة الإسلامية وإسهاما منها في تنميتها وتطورها”.

من جانبه أكد رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة السيد أبو بكر دوكوري أن الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس المنظمة “هو احتفال بالمنجزات الكبيرة والمكاسب الكثيرة وبالنجاحات المتواصلة ” التي حققتها خاصة على مستوى الأداء الإداري والمالي ووضع الاستراتيجيات وخطط العمل.

وأشار إلى أنه بفضل هذا التطور أصبحت الأيسيسكو من بين المنظمات المتقدمة على صعيد العالم الاسلامي والدولي معتبرا أن هذا المعطى يعد “مكسبا مهما للعالم الإسلامي وأن نجاح المنظمة في أداء مهامها يضيف قيمية جديدة إلى رصيد العمل الاسلامي المشترك.

من جهته أبرز السيد مجيد بوطالب رئيس مؤسسة عبد الهادي بوطالب للثقافة والعلم والتنوير الفكري أن رسالة الأيسيسكو تستمد قوتها ومشروعيتها من الإسلام بعمقه الحضاري وبقيمه الأصيلة التي تقوم على المحبة والتسامح والحوار بين الحضارات مضيفا أن الأهداف التي تأسست من أجلها المنظمة “سامية ونبيلة وتستدعي مزيدا من التعاون والتضامن”.

وأبرز نجل الراحل عبد الهادي بوطالب الذي شغل منصب المدير العام الأول للأيسيسكو أن التحديات التي واجهت المنظمة في زمن الصحوة الاسلامية “هي نفسها ولو بصيغة أخرى التي تواجهها اليوم” والمتمثلة في الدفاع عن حقيقة الاسلام والإجابة على عدد من الأسئلة الراهنة مشيرا في هذا السياق الى أنه لا يمكن لهذه المنظمة أن “تظل بعيدة عن المساهمة في بناء الشخصية الاسلامية والدفاع عن مصالح العالم الاسلامي الذي لا يمكن له أن يتقدم إلا بامتلاك ناصية العلم والثقافة والمعرفة “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق