وحدة المملكة المغربية علم وعمرانغير مصنف

بيوتات العلم والحديث في الأندلس

 

 

لما بسط الإسلام على ربوع الأندلس رداءه ومُكّن له في نفوس أهلها تمكينأ عظيما، أقبل نفر من أهل الأندلس على طلب علوم الإسلام من تفسير وحديث وفقه وأصول وغير ذلك، فأنشأ الله من هذا النفر ‏المبارك جيلا من العلماء النبلاء، الذين تميزوا بالفهم والنباهة، والفضل والنجابة، والسؤدد والجلالة، ورَّثوا هذا العلم الشريف أبناءهم وفلذات أكبادهم، فتسلسل فيهم أبا عن جد، وخلفا‏ عن سلف، ولاحقا عن سابق.

 وهكذا، ظهر ما يسمى بـ « البيوتات العلمية الأندلسية »، في قرطبة وإشبيلية وغرناطة، وغيرها من الحواضر المشهورة فيإسبانيا الإسلامية، وأنت إذا تأملت تاريخ العلم في حضارة الإسلام فضل تأمل، ألفيت لتسلل العلم في أسرة واحدة جذورا ضاربة في القدم.


 حمل الكتاب

 

* البيوتات: جمع بيت، قال الإمام النسابة عبد الكبير بن هشام الكتاني في زهر الآس في بيوتات أهل فاس (1‏/45‏): (( والمراد به بيت المجد والتعظيم، وبيت المجد والتعظيم يكون في القبائل بالعلم والولاية والثروة والجود والشجاعة، ونحو ذلك، ولا يعدو في الغالب أربعة آباء، كما قال ابن خلدون وقد يزيد، فضلا من الله ‏ونعمة، كما هو في أفراد منها، مع مزيد الشهرة لها، وقد ذكرت البيوت عند هشام بن عبدالملك بن مروان فقال: ” ‏البيت هو ما كانت له سابقة ولاحقة، وعماد حال، ومساك دهر، فإن كان كذلك، فهو بيت “. . .)).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق