مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

بعض الأزمات التي وقعت في رمضان في القرن الأول (موت الأحبة)

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 حل علينا شهر رمضان ونحن نمر من أزمة صحية عالمية خانقة، أدت إلى وفاة عدد من المواطنين المغاربة، ففقدناهم في رمضان هذا العام، وقد صاموا معنا العام الماضي، فرحمهم الله تعالى وتقبلهم في الشهداء، ورزقنا وأهلهم الصبر والسلوان، وأثابنا وإياهم على هذا المصاب الجلل، ولكن حسبنا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وعزاؤنا في أولائك الأحبة، ما ورد في السيرة العطرة الشريفة خلال القرن الأول الهجري من وقائع في هذا الشهر الفضيل: شهر رمضان؛ إذ أخذ ملك الموت أعز الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حياته أو بعد مماته، وهذا ترتيب لبعض هذه الأحداث على السنين، استخرجتها من طبقات ابن سعد الكبرى[1]:

وفاة سيدتنا خديجة رضي الله عنها:

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها وهي ابنة أربعين سنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وأولاده كلهم منها، غير إبراهيم فهو ابن مارية القبطية، وكانت تكنى: أم هند بولدها من زوجها أبي هالة التميمي، توفيت رضي الله عنها في شهر رمضان سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين، ودفنت بالحجون، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرتها، ولم تكن يومئذ سنة صلاة الجنازة ولم تفرض الصلاة بعد[2].

وفاة سيدتنا رقية رضي الله عنها:

رقية بنت رسول الله  صلى الله عليه وسلم، أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما، زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد تخلف بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مريضة كان قد أصابتها الحصبة، في حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله، ودفنت بالبقيع يوم جاء زيد بن حارثة بشيراً بما فتح الله عليهم ببدر[3].

وفاة سيدنا علي رضي الله عنه:

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، يكنى: أبا الحسن، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته: فاطمة، وله منها من الولد: أربعة، وقد شهد بدرا، ثم نزل الكوفة في الرحبة التي يقال لها: رحبة علي في أخصاص كانت فيها، ولم ينزل القصر الذي كانت تنزله الولاة قبله، فقتل رحمه الله صبيحة ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين، ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة، والذي ولي قتله: عبد الرحمن بن ملجم المرادي , وكان خارجيا[4].

وفي الختام فإننا كلنا إلى أزل، لكن كل واحد ينتظر أجله الذي قدره الله تعالى عليه، عندما نفخت فيه الروح في بطن أمه، فتعددت الأسباب والموت واحد، فمن الناس من يموت معلولا ومنهم من يموت صحيحا، فالموت لا يفرق بين أحد إذا جاء أجله، فالمصاب جلل هذه الأيام في زمن جائحة كورونا، وإن لفراق الأحبة لمحزونون، لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا: (إنا لله وإنا إليه راجعون).

[1] – تحقيق: علي محمد عمر، مكتبة الخانجي، القاهرة-مصر، الطبعة الأولى: 1421 /2001.

[2] – الطبقات الكبرى لابن سعد (10 /19).

[3] – الطبقات الكبرى لابن سعد (10 /37).

[4] – الطبقات الكبرى لابن سعد (8 /134).

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق