مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

اَلْحَائِجَة فِي زَمَنِ الْجَائِحَة

اَلْحَمْدُ للهِ الرَّضِيِّ الرَّاضِي اَلشَّافِعِ الشَّافِي مِنَ الْأَمْرَاضِ
اَلْوَاهِبِ الْمَنَّانِ بِالْعِلَاجِ وَالْمُرْشِدِ الْهَادِي إِلَى السِّرَاجِ
مَنْ كَتَبَ الدَّوَاءَ وَالشِّفَاءَا وَالدَّاءَ وَالْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَا
قَدَّمَ تَوْفِيقًا عَلَى التَّبْدِيدِ وَالرَّحْمَةَ الْمُثْلَى عَلَى التَّهْدِيدِ
وَخَــــــــــلَـقَ الْإِنْـــسَـانَ لِلــتَّـعْـمِـيــرِ لَا لِلْإِبَادَةِ وَلاَ التَّدْمِيرِ
سُبْحَانَهُ جَلَّ وَاحِدٌ أَحَدْ فَرْدٌ فَرِيدٌ جَلَّ قَاهِرٌ صَمَدْ
فَيَنْبَغِي لِلْعَبْدِ حُسْنُ ظَنِّ بِاللهِ مَنْ يَأْتِي بِخَيْرِ مَنِّ
وَقَدْ أَتَى نَبِيُّهُ بِالطِّبِّ وَفِي كِتَابِهِ شِفَا لِلْحِبِّ
وَعَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمِ لِيَهْتَدُوا إِلَى الْعُلُومِ فَاعْلَمِ
حَتَّى أَتَوْا بِالطِّبِّ وَالصَّيْدَلَةِ لِيَنْفَعُوا الْأَبْدَانَ لِلْعَافِيَةِ
وَإِنَّهَا لَيْسَتْ سِوَى آلاَتِ جَعَلَهَا وَسِيلَةَ الْغَايَاتِ
لَكِنَّمَا الشَّافِي الْحَقِيقِي اللهُ مَنْ يُبْرِئُ الْأَسْقَامَ تِي سِوَاهُ ؟
عَلَيْكَ وَضْعَ اللهِ نُصْبَ عَيْنِ وَالْهَدَفَ الْمَنْشُودَ دُونَ مَيْنِ
فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ وَفِي السَّرَّاءِ وَالْبُؤْسِ وَالْبَأْسِ وَفِي الضَّرَّاءِ
فَلَا يَضُرُّ أَحَدٌ سِوَاهُ وَلَا إِلَهَ لَكَ إِلَّا اللهُ
تَضَرَّعُوا يَا جُملَةَ الْإِخْوَانِ لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ
يَا رَبِّ هَذِهِ هِيَ الْحَائِجَهْ أَعْرِضُهَا فِي زَمَنِ الْجَائِحَهْ
عَلَّكَ تَقْبَلُ وَتَقْضِيهَا لَنَا تَفَضُّلًا تَكَرُّمًا يَا رَبَّنَا
نَسْأَلُكَ السَّلَامَ وَالسَّلَامَهْ وَالْعَفْوَ وَالعَافِيَةَ الْمُدَامَهْ
يَا رَبَّنَا اسْتُرَنْ لَنَا الْعَوْرَاتِ وَآمِنَنَّ رَبَّنَا الرَّوْعَاتِ
وَلْتَرْفَعِ الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَا عَنَّا وَيَسِّرَنْ لَنَا الدَّوَاءَا
وَاجْعَلْ لَنَا ذَا الْعَامَ عَامَ خَيْرِ مِنْ غَيْرِ ضُرٍّ أَوْ أَذًى أَوْ ضَيْرِ
عَامَ ثَلَاثَةٍ وَأَرْبَعِينَا مِنْ بَعْدِ أَلفٍ أَرْبَع مَضَيْنَا
أَوْ وَاحِدٍ مِنْ بَعْدِهِ عِشْرُونَا يَلِيهِمَا أَلْفَانِ أَيْ سِنُونَا
فَقَدْ مَضَتْ فِي الْعَصْرِ سَنَّتَانِ بِمَرَضٍ أَعْيَى ذَوِي الْإِتْقَانِ
عَلَّمْتَنَا بِأَنَّكَ الْقَدِيرُ وَغَيْركَ الْفَقِيرُ وَالْحَقِيرُ
أَرْسَلْتَ مَخْلُوقًا صَغِيرًا فِينَا فَزَعْزَعَ الْعَالَمَ أَجْمَعِينَا
أَلْزَمَنَا الْهُلَامَ وَالْكِمَامَهْ حَبَسَنَا حَرَمَنَا الْوِئَامَهْ
قَدْ أَلْزَمَ الْحَجْرَ أَوِ الْبِعَادَا وَعَمَّمَ الْأَقْطَارَ وَالْبِلَادَا
قَدْ أَكْثَرَ الْحَظْر مَعَ التَّحْذِيرِ كَمْ كَثَّرُوا مَحَارِمَ النَّذِيرِ !
أَغْلَقَ أَوْ أَخْلَى أَمَاكِنَ اللِّقَا وَقَلَّتِ الْمُصَافَحَاتُ لِلْوِقَا
وَخوَّفَ النَّاسَ وَأَنْتَ أَوْلَى بِأَنْ تُخَافَ أَنْتَ  أَنْتَ أَعْلَى
نَعْرِفُ ذَاكَ رَبَّنَا أَغِثْنَا وَانْصُرْ وَحَسِّنْ حَالَنَا أَعِذْنَا
وَاعْصِمْ لَنَا الصَّحِيحَ وَاشْفِ الْمَرْضَى وَاحْفَظْ لِحَيِّنَا كَذَا ارْحَمْ مَوْتَى
أَطْلَقْتَ مَخْلُوقًا دَقِيقًا لَا يُرَى بِالْعَيْنِ لَا يُنْكِرُ أَمْرَهُ الْوَرَى
أقَرَّ بِالْعَجْزِ جَمِيعُ الْعَالَمِ مِنَ الطَّبِيبِ وَالْخَبِيرِ الْعَالِمِ
وَضَعَ أَهْلُ الْبَغْيِ وَالْكُفْرَانِ أُنُوفَهُمْ عَلَى التُّرَابِ الدَّانِي
أَسْقَطْتَ أَهَلَ الظّلْمِ وَالطّغْيَانِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَذَوِي الْعُدْوَانِ
أَرْغَمْتَ أَهْلَ الشِّرْكِ وَالْعِنَادِ وَمُنْكِرِي التَّوْحِيدِ بِالْإِلْحَادِ
قَدْ عَرَفُوا ضُعْفَهُمُ وَذُلَّهُمْ وَقِلَّةَ الْحِيلَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ
تَحَيَّرُوا تَضَعْضَعُوا اسْتَكَانُوا قَدْ عَجِزُوا كَأَنَّهُمْ مَا كَانُوا
كَأَنَّهُمْ قَدْ سُلِبُوا الْعُلُومَا وأُلْبِسُوا الْغُمُومَ وَالْهُمُومَا
أَصْبَحَ أَصْحَابُ الْعُلُوِّ فِي الدُّونْ قَدْ بَانَ جَهْراً ضُعْفُهُمْ فِي الْعُيُونْ
حَارَ أهْلُ الْفِكْرِ وَالنُّبُوغِ وَمَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أوْلِي الْبُزُوغِ
وَضَعَ أَهْلُ العُجْبِ وَالْفُتُونِ خُدُودَهُمْ فَوْقَ الثَّرَى لِلْهُونِ
فَأَيْنَ أَهْلُ الطِّبِّ وَالْعُلُومِ وَالتِّكْنُلُوجِيَا ذَوُو الْفُهُومِ
أَيْنَ ذَوُو الْعُقُولِ وَالْفُنُونِ جَبَابِرُ الْحِجَى ذَوُو الشُّؤُونِ
وَأَيْنَ مَنْ أَغْوَتْهُمُ الْحَدَاثَهْ حَتَّى بَغَوْا وَجَحَدُوا الرِّسَالَهْ
وَأَنْكَرُوا وُجُودَ فَاطِرِ السَّمَا وَقُدْرَةً تَفُوقُ قُدْرَةَ النَّمَا
فَلْنَحْمَدِ اللهَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَقَدْ هَدَيْتَنَا إِلَى اسْتِسْلَامِ
نَحْمَدُهُ لِرَاحَةِ الْقُلُوبِ حَلَاوةِ الْإِيمَانِ بِالْمُجِيبِ
نَحْمَدُهُ لِجَنَّةِ الضَّمِيرِ وَجُنَّةِ الشُّعُورِ بِالبَصِيرِ
وَلِلتَّأَنُّسِ بِذِي الْغُيُوبِ وَبِالْحَفِيظِ رَبِّنَا الرَّقِيبِ
أَنْقِذْ عِبَادَكَ الْحُيَارَى يَا مُغِيثْ هَا نَحْنُ نَرْجُو الْعَوْنَ مِنْكَ نَسْتَغِيثْ
بِكُورُنَا أَرَيْتَنَا عَجَائِبَا فَلْتَصْرِفَنْ عَنَّا ذِهِ النَّوَائِبَا
وَارْزُقُ لَنَا الْكَلَا وَأَكْثِرْ مَاءَا وَلْتَدْفَعَنْ عَنَّا الْبَلَا وَالدَّاءَا
وَلْتَرْفَعَنْ عَنَّا ذِهِ الْمَصَائِبَا وَآتِنَا سَعَادَةً حَقَائِبَا
أَبْقِ لَنَا الْأَمْنَ وَالسَّكِينَهْ وَأَنْسِنَا ظُرُوفَنَا الْحَزِينَهْ
أَفْرِغْ عَلَيْنَا الصَّبْرَ وَالثَّبَاتَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْمَاءَ وَالنَّبَاتَا
وَسَلِّمَنْ وَزِدْ سَلَامًا وَأَمَنْ وَأَلْبِسَنَّ صِحَّةً عِنْدَ الْبَدَنْ
وَاغْفِرْ لَنَا وَاسْتُرْ لَنَا وَلْطُفْ بِنَا وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِبَعْضِ ذَنْبِنَا
وَلَا تُعَاقِبْنَا بِمَا ارْتَكَبْنَا سَفَاهَةً أَوْ غَفْلَةً أَعِنَّا
وَلَا تُعَذِّبْنَا بِمَا اقْتَرَفْنَا فِي خَطَإٍ أَوْ عَمَدٍ أَجِرْنَا
وَارْحَــمْ جَـمِـيـعَ الْعَــالَــمِـيـنَ وَاقْــبَـلاَ تَـــوْبَـــتَـــنَـا دُعــــاءَنَــا وَسَـــهِّـــلاَ
فَإِنَّكَ الْبَرُّ أيَا رَحِيمُ ذُو الرَّحْمَةِ الْوُسْعَى أَيَا كَرِيمُ
أَمَـــرْتَـــنَـا يَـــا رَبَّــــنَـا بِــالــدُّعَـــــــا   هَــذَا دُعَـــاءُ الصِّـدْقِ دُونَ ادِّعَـــــا
أَلَا اسْتَجِبْ بِفَضْلِكَ الْعَظِيمِ وَجُودِكَ الْجَمِيلِ وَالنَّعِيمِ
أَهْلَكْتَ قَبْلُ يَا قَوِي قُرُونَا لَا تُهْلِكَنَّا بِالْوَبَا كُرُونَا
قَدِ اعْتَرَفْنَا بِالذّنُوبِ وَالضَّعَهْ عَنَّا اصْفَحَنْ وَأَحْيِنَا فِي دَعَهْ
وَلْتَهْدِنَا وَلْتَكْفِنَا وَكُنْ لَنَا خَيْرَ وَكِيلٍ يَا إِلَهِي فَاحْمِنَا
مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَةٍ أَعِذْنَا وَشَرِّ كُلِّ ذِي مَضَرَّةٍ قِنَا
وَنَجِّنَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَمَا صَنَعْتَهُ
نَعُوذُ بِاللهِ تَعَالَى مِنْ بَرَصْ وَمِن جُنُونٍ وَجُذَامٍ وَنَغَصْ
نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْأَسْقَامِ سَيِّئِهَا قُلْ وَمِنَ الْأَوْهَامِ
وَنَسْأَلُ اللهَ الْقَبُولَ وَالْفَرَجْ وَنَسْتَعِيذُ بِهِ مِنْ كُلِّ هَرَجْ
وَمِنْ وَساوَسِ الشَّيَاطِينِ وَمِنْ مُقَلّبَاتِ دَهْرِنَا وَمِنْ وَهَنْ
نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْعَذَابِ فِي هَذِهِ وَتِلكَ وَمِنْ عِقَابِ
نَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ مِن فِتَنْ وَمِنْ كَوَارِثِ الدُّهُورِ وَالْعَتَنْ
نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْمَجَاعَهْ وَالْقَحْطِ وَالْجَدْبِ مَعَ الْخَلَاعَهْ
وَنَسْأَلُ الْكَفَافَ وَالْمَنَاعَهْ وَالصَّوْنَ وَالْعَفَافَ وَالْقَنَاعَهْ
صَلِّ عَلَى الْمَبْعُوثِ أَفْضَلِ طَبِيبْ اَلرَّحْمَةِ الْمُهْدَاةِ أَقْرَبِ حَبِيبْ
خَيْرَ صَلَاتِكَ بِهَا يَرَى الْعِبَادْ مَنَافِعًا تَعُمُّ سَائِرَ الْبِلَادْ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالْمُؤْمِنِينْ سَلِّمْ عَلَى جَمِيعِهِمْ رَبِّ أَمِينْ

أبو الخنساء

عثمان انجوغو تياو

دكار ~ 05 محرّم 1443 هـ / 14 أغسطس 2021 م

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق