الرابطة المحمدية للعلماء

انطلاق فعاليات المنتدى الجهوي التحضيري لقمة المناخ

تحت شعار “التغيرات المناخية.. مسؤولية، معرفة، فعل، تربية، انطلقت مساء أمس الإثنين بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، فعاليات المنتدى الجهوي التحضيري لقمة المناخ.

وقال السيد عبدالصمد سكال، رئيس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، “إنه لشرف لي أن آخذ الكلمة في هذا المنتدى، الذي تنظمه جهة الرباط-سلا-القنيطرة، استعدادا للمشاركة الفعالة في الدورة الثانية والعشرون لمؤتمر الأطراف (COP22) الذي سيعقد شهر نونبر المقبل بمدينة مراكش حول التغيرات المناخية”، مشيرا إلى أن هذا الملتقى تم التحضير له في زمن قياسي لا يتعدى شهران ونصف وفي وقت تزامن مع العطل الصيفية ومع استحقاقات السابع من شتنبر.

وأكد رئيس الجهة أن الجميع يقف اليوم أمام رهانات كبرى حيوية ومستعجلة، على اعتبار أن قضية التغيرات المناخية والاحتباس الحراري تعد أحد أهم الملفات المطروحة في قرننا الحالي، والتي ينبغي التصدي لها على المستوى العالمي وخصوصا في المناطق المهددة والأكثر تعرضا لها وعلى الخصوص دول القارة الإفريقية ومنها المغرب، موضحا أنه لا مجال لمحاربة هذه الظاهرة إلا بتظافر جهود مختلف الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين والجمعويين.

بدوره، تحدث السيد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن أهمية تنظيم هذا المنتدى، وذكر أن المغرب ساهم إلى جانب باقي دول العالم في تبني المقاربة الحقوقية للتصدي لمشكل التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وذلك بإدماج هذه المقاربة في نص دستور 2011، وفي مختلف النصوص القانونية حتى يضمن حقوق كل المواطنين في التمتع ببيئة سليمة وتنمية مستدامة.

وأكد السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بأن الإصلاحات الدستورية والتشريعية المؤسسية التي شهدتها بلادنا في الآونة الأخيرة مكنت المغرب من اعتماد آليات تسمح بإدماج التنمية البشرية المندمجة في برامج السياسات العمومية، مشيرا إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية شكل في هذا الإطار آلية موازية من أجل إذكاء الوعي بالجيل الثالث من حقوق الإنسان التي تعنى بالحق في بيئة سليمة وتنمية مستدامة للجميع.  

من جهته، رحب السيد لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر، بالمشاركين في هذا المنتدى الذي حضرته شخصيات من داخل وخارج المغرب وخبراء دوليون وحقوقيون وفعاليات من المجتمع المدني وقال “إن هذه التظاهرة ذات طابع حقوقي ينخرط فيها الجميع فردا وجماعة ومجتمع مدني وحكومة، وهي مجال مشترك للجميع، وعلى الجميع أن يسعى إلى أن يقوم بدوره صغيرا كان أم كبيرا من أجل المحافظة على بيئتنا”، وحتى ترث الأجيال التي ستأتي من بعدنا كوكبا صالحا لهم، مبينا أن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري مشكل سيؤدي إذا لم نتصدى له، إلى هجرة حوالي 200 مليون شخص عبر العالم وإفريقيا ستكون الأكثر تضررا.

وأشار السيد الوزير إلى أن هذه الإشكالية طرحت منذ السبعينات من القرن الماضي في نادي روما، حيث تم إشعار حينها كل الجهات المعنية بأن هذا الكوكب خيراته محدودة وحاجيات البشرية في تزايد مستمر وعدد السكان، ومن تمة لا يمكن أن نتعامل مع هذا الكوكب بمنطق الاستنزاف.

ويأتي هذا الحدث، الذي تساهم في تنظيمه كذلك ولاية جهة الرباط-سلا- القنيطرة، وجامعة محمد الخامس بالرباط، والجامعة الدولية بالرباط، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة الرباط-سلا- القنيطرة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالرباط سلا القنيطرة، ومؤسسة الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية، لفسح المجال لكل الفاعلين على المستوى المحلي والجهوي من الحقل السياسي، والاقتصادي، والأكاديمي، والثقافي، والنقابي، والجمعوي، والقطاع الخاص ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني من أجل المشاركة الفعالة في البناء المشترك لمرتكزات وطرق تفعيل الاستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة والجهة على مختلف المستويات الترابية.

كما يأتي من أجل تمكين الجماعات الترابية من المعارف والأدوات التي تسمح لها، قبل كل شيء، بفهم التحديات التي يطرحها تغير المناخ، لأخذها بعين الاعتبار أثناء عملية التخطيط لبعض الإجراءات الجهوية ذات الأولوية التي تستند إلى “التزام المناخ”، وتعزيز التعبئة والتواصل على المستوى الوطني للوصول إلى التزامات تشاركية حول حماية البيئة والتنمية المستدامة خاصة بكل جهة، في أفق 2030، كذالك لجعل جهة الرباط سلا القنيطرة فاعلا محوريا في مجال مكافحة التغيرات المناخية على الصعيد الإفريقي وفي منطقة المحيط الأطلسي، وجعل الرباط عاصمة إفريقية في مجال مكافحة التغيرات المناخية.

يشار إلى أن برنامج هذا المنتدى، الذي ينظم على مدى يومين، يعرف تنظيم عدة أنشطة من بينها محاضرات، ولقاءات للحوار والتشاور بين المنتخبين وممثلي الإدارة المركزية، والقطاع الخاص، والجامعات ومؤسسات التعليم العالي، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وفعاليات المجتمع المدن، وتنظيم معرض للأنشطة والمبادرات المتعلقة بالمناخ والتي أنجزها الفاعلون المحليون بالجهة.

أحمد زياد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق