الرابطة المحمدية للعلماء

انطلاق أشغال ندوة علمية في موضوع “الإعلام المغربي، الضوابط اللغوية والإكراهات المهنية”

انطلقت أمس الاثنين بالرباط، أشغال ندوة علمية حول موضوع “الإعلام المغربي الضوابط اللغوية والإكراهات المهنية”، بمشاركة ثلة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن اللغوي.

وتأتي هذه الندوة ، التي تنظم بمبادرة من معهد الدراسات والأبحاث للتعريب وبشراكة مع وزارة الاتصال، في إطار تنزيل التوجهات الدستورية الداعية إلى النهوض باللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية وحمايتهما.

وأكد السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن هذا اللقاء يهدف إلى تطوير العمل العلمي الداعم لسياسة لغوية إعلامية تقوم أولا على صيانة التعددية اللغوية والثقافية في المغرب ، وفي نفس الآن تقوية الانفتاح المسؤول على اللغات والثقافات العالمية.

وأوضح السيد الخلفي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن المغرب انطلق قبل المراجعة الدستورية، في هذه السياسة اللغوية، مذكرا في هذا السياق باحتفاء المغرب هذا الأسبوع بالذكرى الـ13 للخطاب التاريخي لصاحب الجلالة في أجدير المتعلق بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبالسياسة اللغوية الأمازيغية.

وأبرز وزير الاتصال، أن المغرب يخطو اليوم، خطوة ثانية عبر تطوير الإجراءات الكفيلة بترجمة هذه التوجهات الملكية والدستورية من خلال إحداث مرصد وطني للغات الإعلام بتمثيلية مختلف الهيئات والقطاعات المعنية وبشراكة معها من أجل دعم سياسة التكوين المستمر للإعلاميين في مجال اللغة، والاسراع بإصدار معجم وطني للغة الإعلام من طرف معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، وكذلك العمل على إطلاق مسارات دراسية للتكوين المستمر في هذا المجال.

من جهته قال مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب السيد محمد الفران في كلمة خلال افتتاح هذه الندوة، أن هناك مجموعة من العوامل تكمن وراء التطور اللغوي المتسارع الذي يعرفه العالم اليوم، مبرزا أن وسائل الاعلام المكتوبة والسمعية والمرئية، تعد أبرز هذه العوامل التي أثرت ولاتزال بشكل عميق في قيم وثقافة المجتمع.

ولاحظ في هذا السياق أن اللغة بوصفها أداة فعالة لتداول المعلومات وتوجيه المتلقي أصبحت في الآونة الأخيرة خاضعة لجبروت الاعلام ومستسلمة لسلطان تدفقه اللغوي حيث صار اللغويون والمثقفون لا يرون بأسا في النسج على منوال لغة الإعلام حتى وإن حادت عن المعيارية النحوية والضوابط اللغوية.

وأشار الى أن هذا الوضع ساهم أساسا في شيوع الأخطاء النحوية في اللغة العربية الفصحى المستعملة وشيوع الكتابة بالعامية في المقالات والإعلانات وفي تقديم البرامج التلفزيونية وكذا كثرة استخدام المفردات الأعجمية في ثنايا الخطاب الموجه إلى المتلقي المغربي.

وأضاف السيد الفران أن اللغة العربية تقف اليوم في مفترق الطرق، فإما أن تتجدد وتتطور لتواكب المتغيرات والمستجدات لتصبح لغة وظيفية شأنها كباقي اللغات العالمية وإما أن تتقوقع وتتراجع، مؤكدا في هذا الصدد أنها لن تكسب الرهان إلا من خلال تقوية الركائز التي تنهض عليها بنيتها التحتية والمعرفية وهويتها الوطنية .

وسيناقش المشاركون خلال هذه الندوة، على مدى ثلاثة أيام، مواضيع تتعلق على الخصوص ب”اللغة العربية والإعلام الإلكتروني والترجمة” و”أوضاع اللغة العربية في الإعلام الورقي والإلكتروني” و”عنف الاستعارة الصحفية” و”أخطاء لغوية شائعة في وسائل الإعلام المغربية: قضايا ونماذج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق