الرابطة المحمدية للعلماء

“الوسطية والحوار من أجل تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب”

دعوة إلى تنقيح أدبيات التراث الإسلامي من أدبيات دخيلة تسيء إلى الإسلام

أوصى مؤتمر ثقافي حول “الوسطية والحوار من أجل تعزيز التعايش السلمي بين الشعوب” الذي اختتمت أعماله أمس الأربعاء (12 مايو الجاري) في الكويت، بنشر ثقافة الاعتدال ونبذ الغلو والتطرف، وبتعزيز أفكار الوسطية عند الناشئة، وبترسيخ الفكر الوسطي وتوجّهاته المعتدلة في المناهج التربوية في مستويات التعليم الأربعة (الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي)، والتعريف به خارج البلاد الإسلامية عبر تكثيف اللقاءات بين المسلمين وغيرهم.

كما أوصى المؤتمر الذي عقد بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (“إيسيسكو”) والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بإيجاد فرص اللقاء بين الشباب المسلم ونظرائهم من غير المسلمين، ضمن أطر رسمية، سواء عبر الندوات أو المخيمات والرحلات، ومبادرات أخرى، وذلك من أجل توثيق عرى المحبة والمودة بين أبناء الوطن على اختلاف عقائدهم ومشاربهم الثقافية والفكرية، كما أكد المؤتمر على قيم الحوار داخل البيت العربي والإسلامي، من خلال تعزيز ثقافة التقريب بين المذاهب والطوائف والشعوب الإسلامية، وإشراك المفكرين في تفعيل هذا الحوار بمستوياته المختلفة.

ودعا المؤتمر أيضا إلى إبراز دور العلماء ذوي التوجهات المعتدلة والمتوازنة، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ليكون في انتشارهم ووجودهم ضمانة للتوازن والاعتدال، وأوصى المؤتمر بإنشاء مراكز علمية متخصصة، تبحث في أسباب الغلو وآثاره وشبهاته، لترد عليها رداً علمياً، يبلّغ الدعوة ويقيم الحجة ويزيل الشبهة، وبتكوين مجلس استشاري أعلى لتنظيم عمل هيئات المجتمع الأهلي في العالم الإسلامي، ودعا إلى إعداد برامج إعلامية تنشر ثقافة الاعتدال ونبذ التطرف. وركز على ضرورة الاهتمام بفقه الأولويات والموازنات والمقاصد، في المناهج الدراسية بمختلف مراحلها التعليمية، كل مرحلة بما يناسب مستواها، وذلك لأهمية هذا النوع من الفقه في تأصيل الفكر الوسطي.

وأكد المؤتمر كذلك على دور الأسرة، وخاصة الأم، في إرساء دعائم الوسطية، وحسن تربية النشء على الحوار والتعايش السلمي بين الأفراد؛ استشرافاً لتنمية ثقافة وسطية في المجتمعات على نطاق أوسع، مُنبّها إلى ما تحفل به أدبيات التراث الإسلامي من أدبيات دخيلة تسيء إلى الإسلام، وتعكر صفو العلاقات بين المسلمين أنفسهم من ناحية، وبينهم وبين غيرهم من ناحية أخرى، وذلك بإجراء دراسات تميز الفكر الإسلامي الأصيل مما طرأ عليه من أدبيات لا تمت له بصلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق