الرابطة المحمدية للعلماء

المغرب يخلد اليوم ذكرى الإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء

 الذكرى مناسبة لاستحضار صفحات مشرقة من النضال المغربي

يخلد الشعب المغربي اليوم الخميس، بكل فخر واعتزاز، الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء، وهي مناسبة قوية بدلالاتها ورموزها تستحضر فيها الأجيال الصاعدة هذا الحدث الذي يؤرخ لصفحات مشرقة من النضال المغربي.

ففي 16 أكتوبر 1975، أعلن المغفور له الحسن الثاني عن تنظيم هذه المسيرة الشعبية التي مكنت الشعب المغربي من استرجاع أقاليمه الصحراوية، وذلك بعد تأكيد محكمة العدل الدولية بلاهاي في رأيها الاستشاري أن الصحراء لم تكن يوما “أرضا خلاء”، وأنه كانت هناك روابط قانونية وأواصر بيعة بين سلاطين المغرب وبين الصحراء.

وبعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي، الذي يشكل اعترافا بشرعية مطالب المغرب لاسترجاع أراضيه المغتصبة، قرر المغفور له الملك الحسن الثاني في نفس اليوم، تنظيم مسيرة خضراء بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية.

وهكذا، أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني، في خطاب موجه للأمة، عن تنظيم هذه المسيرة، حيث قال “بقي لنا أن نتوجه إلى أرضنا، الصحراء فتحت لنا أبوابها قانونيا، اعترف العالم بأسره بأن الصحراء كانت لنا منذ قديم الزمن. واعترف العالم لنا أيضا بأنه كانت بيننا وبين الصحراء روابط، وتلك الروابط لم تقطع تلقائيا وإنما قطعها الاستعمار (…) لم يبق شعبي العزيز إلا شيء واحد، إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه”.

وفي السادس من نونبر عام 1975، انطلقت جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومن سائر ربوع الوطن، حيث سار 350 ألف مغربي ومغربية، بنظام وانتظام في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني مسلحين بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهر للعالم أجمع صلابة المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وإنهاء الوجود الاستعماري على جزء غال من الوطن ..

وقد استطاعت المسيرة الخضراء أن تظهر للعالم بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على استكمال استقلالهم وتحقيق وحدتهم الترابية، إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.

وتتواصل ملحمة صيانة الوحدة الترابية، من خلال إعلان جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير أن “أسبقية الأسبقيات تظل هي تحصين الوحدة الترابية للمملكة (…) وقد أسفرت الجهود الدؤوبة لدبلوماسيتنا المقدامة، عن تطور إيجابي جوهري، تجسد في تأكيد الإقرار الأممي بجدية ومصداقية مبادرتنا الشجاعة للحكم الذاتي، والدعم الدولي المتنامي لأحقية المملكة في سيادتها على صحرائها، وبعدم واقعية وهم الانفصال”.
وتستمر المسيرة التنموية بالاقاليم الجنوبية للمملكة في شكل منجزات تتواصل حلقاتها في إطار عمل يتأسس على إرادة تمعن في المضي بتنميتها إلى أبعد مدى.

إنها إرادة التنمية، تتجلى بجميع أبعادها، في بوابة مشرعة على مستقبل، تعبّد فيه الأقاليم الجنوبية طريقها كي تشكل قطبا فاعلا وأساسيا ضمن محيطها الجهوي، بعد أن عانت سنوات طوال قبل عهد الوحدة من مظاهر التهميش.

ولأن مداخل التنمية وبواباتها هي التجهيزات الأساسية من طرق وبنيات تحتية مختلفة، فإن المرء لا يحتاج إلى كثير عناء، وهو يتجول بمختلف مدن ومراكز الأقاليم الجنوبية، لملامسة مدى عمق التحول الإنمائي الذي عرفته هذه الأقاليم، بدءا من آلاف الكيلومترات من الطرق التي أنجزت وأمنت الربط بين كل فضاءات هذه الأقاليم رغم شساعة مساحاتها، مرورا بوفرة وسائل المواصلات البرية والجوية بانواعها العمومية والخاصة، وصولا إلى الربط بالشبكة الوطنية للكهرباء وشبكات الهاتف الثابت والمحمول والإنترنت ومختلف وسائل ووسائط الاتصال التي جاءت بها تكنولوجيا الإعلام والاتصال.

( عن و.م.أ)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق