مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات محكمة

المذهب الأشعري بالمغرب التاريخ والأصول

ينسب المذهب الأشعري إلى مؤسسه أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري( ت324هـ).

ويقوم منهج الأشاعرة على إعطاء الأولوية للنقل، فالنظر العقلي مشروع في أمور العقائد، إلا أن العقل تابع للنقل.

وقد مر المذهب الأشعري- بحسب بعض الدارسين- بثلاث مراحل[1]:

المرحلة الأولى: وتسمى طريقة المتقدمين: وهي الطريقة التي نهجها أوائل الأشاعرة، وهي تشبه طريقة السلف، وإن كانت تختلف عنها في بعض الخصائص، وما يميز هذه الطريقة أن أصحابها كانوا يرفضون التقليد في العقائد، فالنظر- عندهم- فرض على كل مسلم ومسلمة توفرت فيه أهلية التكليف، وذلك حتى يعرف ما يجب لله، وما يجوز وما يستحيل في حقه، يقول الباقلاني:( قد ثبت إيجاب الله تعالى علينا معرفته وشكره، ووصفه بصفاته، وباعتقاده الحق واجتناب الباطل)[2].

وقد صنف الدارسون على رأس هذه الطريقة متقدمو الأشاعرة، كابن فورك والباقلاني والإسفراييني.

ويعتبر الدارسون أن الباقلاني لعب دورا كبيرا في التنظير والتقعيد للمذهب الأشعري، فهو الذي وضع مناهج الأدلة، و أرسى القواعد والمقدمات العقلية التي تعتبر مبادئ وأسس ينبني عليها المذهب، يقول ابن خلدون:(وأخذ عنهم أبوبكر الباقلاني، فتصدر للإمامة في طريقتهم وهذبها، ووضع المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار، وذلك مثل إثبات الجوهر الفرد، والخلاء، وأن العرض لا يقوم بالعرض، وأنه لا يبقى زمانين، وأمثال ذلك مما تتوقف عليه أدلتهم، وجعل هذه القواعد تبعا للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها لتتوقف تلك الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول)[3]

المرحلة الثانية: وهي مرحلة وسطى تم فيها تعديل بعض مضامين المنهج الأشعري، وقد قام بهذه المهمة الإمام الجويني، يقول ابن خلدون:( ثم جاء بعد القاضي أبي بكر الباقلاني إمام الحرمين أبو المعالي فأملى في الطريقة كتاب الشامل، وأوسع القول فيه ثم لخصه في كتاب الإرشاد واتخذه الناس إماما لعقائدهم)[4].

المرحلة الثالثة: وتسمى طريقة المتأخرين،وقد تميزت بامتزاج مسائل علم الكلام بالفلسفة والمنطق، ويعتبر ابن خلدون أن أول من صنف على هذه الطريقة الغزالي والفخر الرازي، ومن جاء بعدهم يقول ابن خلدون:( ثم انتشرت من بعد ذلك علوم المنطق في الملة، وقرأها الناس، وفرقوا بينه وبين العلوم الفلسفية بأنه قانون ومعيار للأدلة فقط، يسبر به الأدلة منها، كما يسبر من سواها، ثم نظروا في تلك القواعد المقدمات في فن الكلام للأقدمين، فخالفوا الكثير منها بالبراهين التي أدت إلى ذلك)[5].

لقد حدد الإمام أبو الحسن الأشعري الأصول العقائدية التي بنى عليها مذهبه في كتابه الإبانة، كما حدد المصادر التي تؤخذ منها هذه العقائد، يقول الإمام أبو الحسن الأشعري:(فإن قال قائل: هل أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون؟

قيل له: قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين،وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون،وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته…

وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، ومارواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،لانرد من ذلك شيئا، وأن الله عز وجل إله واحد لا إلاه إلا هو، فرد صمد،لم يتخذ صاحبة ولاولدا، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة، حق والنار حق، وأن الساعة آتية لاريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله استوى على عرشه كما قال ،…وأن له وجها كما قال…، وأن له يدين بلا كيف، كما قال…وأن له عينا بلا كيف، كما قال..وإن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا، وإن لله علما كما قال…ونثبت لله السمع والبصر، ولاننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج، ونثبت أن لله قوة كما قال..ونقول إن كلام الله غير مخلوق…وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره، خيره وشره وحلوه ومره،…وندين بأن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار…ونرى بأن لانكفر أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمر…ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض، وأن الميزان حق والصراط حق، والبعث بعد الموت حق…وإن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص…ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم، وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة، وندين بترك الخروج عليهم بالسيف، وترك القتال في الفتنة.)[6]

فهذا النص يبين آراء الإمام أبي الحسن الأشعري في مسائل العقيدة والتي يظهر فيها حرصه على التمسك الشديد بمذهب السلف.

والخلاصة أن أبا الحسن الأشعري كان أول من تصدى لتحرير عقائد أهل السنة وتلخيصها،ودفع الشكوك  والشبه عنها،وإبطال دعوى الخصوم،وجعل ذلك علما مفردا بالتدوين[7]

لقد شكلت العقيدة الأشعرية ثابتا من ثوابث الأمة المغربية، ومكونا من مكونات هويتها الدينية، ومعلما من معالمها الثقافية والحضارية.

وإذا كانت العقيدة الأشعرية هي عقيدة أهل السنة والجماعة، فإن اختيار المغاربة لها يدل على عمق الانتماء الحضاري للأمة الإسلامية، وحرصهم على وحدة الأمة العقائدية.

ولقد كان دأب مصنفي فقهاء المالكية ربط الفقه بالعقيدة والسلوك، وهو ما تجسده رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومنظومة ابن عاشر، وهو ما يعكسه تخصيص المالكية في كتبهم لكتاب يسمى الجامع.

ولقد حددت جملة من العوامل اختيار المغاربة للعقيدة الأشعرية نجملها في ما يلي:

1- أنها عقيدة التوحيد التي ارتضاها أهل السنة والجماعة، يقول ابن السبكي – رحمه الله- ( اعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ،ولم ينشئ مذهبا،وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريقة السلف نطاقا، وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدي به في ذلك، السالك سبيله في الدلائل، يسمى أشعريا،)[8].

  وهو ما أثبته أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة حيث يقول- رحمه الله-:(قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وبسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه)[9].

2- أنها عقيدة الوسطية والاعتدال:فهي عقيدة وسط بين مذهب الاعتزال الذي أداه القول بالتنزيه المطلق إلى تبني مواقف متطرفة، فأثبت وحدة الذات الإلاهية ونفى الصفات الزائدة، وبين منهج أصحاب التشبيه الذي قال به الحشوية[10]، ولذلك توسط الأشعري –رحمه الله – بين المناهج، يقول ابن خلدون – رحمه الله- 🙁 وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين فتوسط بين الطرق)[11].وقال ابن أبي زيد القيرواني في الثناء على أبي الحسن الأشعري:( هو رجل مشهور أنه يرد على أهل البدع وعلى القدرية والجهمية، متمسك بالسنن)[12]

3- انتماء كثير من العلماء للعقيدة الأشعرية،فهي العقيدة الوحيدة التي جمعت بين المالكي والشافعي والحنبلي، وهي العقيدة أيضا التي جمعت بين الصوفية والفقهاء، وهذا ما تؤكده الأبحاث الفقهية والأصولية التي غالبا ما تبدأ بمقدمات نجد فيها النفس الأشعري، أسلوبا ومضمونا،كما نجد فيها مباحث كلامية كجواز التكليف بما لا يطاق، ونفي الغرض عن أفعاله تعالى، وغير ذلك من المباحث التي تدل على أن العلماء كانوا حريصين على التعريف بالمعتقد الأشعري، بل إننا نجد حتى الذين لم يأخذوا بهذه العقيدة ينتصرون لها وللأشاعرة، فالفكر الأشعري لا يقل احتفاؤه بالعمل عن احتفائه بالعلم،ولا انشغاله بالسلوك والفعل عن انشغاله بالنظر والمعرفة، والخطاب الأشعري في العمل يصدر عن القاعدة الفكرية التي تصدر عنها الخطابات الإسلامية  الأخرى في العمل[13]..

يقول الإمام ابن أبي زيد القيرواني 🙁 وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية ،فمن لعنهم عزر، وعادت اللعنة عليه،فمن لعن من ليس أهلا للعنة وقعت اللعنة عليه،والعلماء أنصار فروع،والأشعرية أنصار الدين ).[14]

       والإمام ابن رشد الجد كُتِب إليه من مدينة فاس بالسؤال عن الأشعرية، وعن أبي الحسن الأشعري ،وعن أبي بكر الباقلاني ،وأبي بكر بن فورك،وأبي المعالي ،الجويني ،ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ،ويتكلم في أصول الديانات،ويصنف في الرد على أهل الأهواء ، أهم أئمة رشاد وهداية،؟أم هم قادة حيرة وعماية؟،وما القول في من يسب الأشعرية وينتقصهم،ويسب كل من ينتمي إلى مذهبهم ،ويكفرهم ويتبرأ منهم،ويعتقد أنهم على ضلالة وخائضون في جهالة،؟ ماذا يقال لهم،ويصنع بهم،ويعتقد فيهم؟أيتركون على أهوائهم أم يكف على غلوائهم؟وهل ذلك جرحة في أديانهم ودخل في إيمانهم؟وهل تجوز الصلاة ورائهم أم لا؟

فأجاب – رحمه الله- بهذا الجواب ونصه:” تصفحت السؤال، ووقفت عليه، وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير وهدى ، ممن يجب بهم الإقتداء، لأنهم قاموا بنصر الشريعة، وأبطلوا شبه الزيغ والضلالة، وأوضحوا المشكلات، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات، فهم، لمعرفتهم بأصول الديانات، العلماء على الحقيقة لعلمهم بالله عز وجل، وما يجب له، وما يجوز عليه، وما ينتفي عنه، إذ لاتعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم، ويقر لهم بسوابقهم، فهم الذين عنى النبي عليه السلام- والله أعلم- بقوله:( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)[15]، فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل، ولا يسبهم ، وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق، وقد قال الله عز وجل ( والذين يؤذون المومنين والمومنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)[16]، فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مشتهرا ببدعته، فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب كما فعل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بصبيغ المتهم[17] في اعتقاده من ضربه إياه حتى قال له يا أمير المؤمنين :إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي، فخلى سبيله.”[18] وفي جواب آخر حين سئل عن أئمة الأشعريين هل هم مالكيون أم لا؟ وهل ابن أبي زيد ونظراؤه أشعريون أم لا؟ وهل أبو بكر الباقلاني مالكي أم لا؟

 قال: لاتختلف مذاهب أهل السنة في أصول الديانات، وما يجب أن يعتقد من الصفات، ويتأول عليه ما جاء في القرآن والسنن والآثار من المشكلات، فلا يخرج أئمة الأشعرية بتكلمهم في الأصول، واختصاصهم بالمعرفة بها عن مذاهب الفقهاء في الأحكام الشرعيات التي تجب معرفتها فيما تعبد الله به عباده من العبادات، وإن اختلفوا في كثير منها ، فتباينت في ذلك مذاهبهم، لأنها كلها على اختلافها مبنية على أصول الديانات التي يختص بمعرفتها أئمة الأشعرية ، ومن عني بها بعدهم، فلا يعتقد في ابن أبي زيد وغيره من نظرائه أنه جاهل بها، وكفى من الدليل على معرفته بها ما ذكره في صدر رسالته مما يجب اعتقاده في الدين، وأما أبو بكر  الباقلاني فهو عارف بأصول الديانات وأصول الفقه على مذهب مالك رحمه الله وسائر المذاهب، ولا أقف هل ترجح عنده مذهب مالك على سائر المذاهب أم لا؟ لأن المالكي إنما هو من ترجح عنده مذهب مالك على سائر المذاهب، لمعرفته بأصول الترجيح، أو اعتقد أنه أصح المذاهب من غير علم فمال إليه، والعالم على الحقيقة هو العالم بالأصول والفروع، لا من عني بحفظ الفروع، ولم يتحقق بمعرفة الأصول.[19]

العقيدة الأشعرية بالمغرب: (النشأة والتطور والرواد)                                    

إن التأريخ لدخول العقيدة الأشعرية إلى المغرب،والتعريف بمدرستها وأعلامها،وتحديد بداية هذا الدخول يحتاج إلى جهود الباحثين والدارسين،وذلك من أجل تحديد معالمه،والوقوف على خصائصه.

وتكاد آراء الباحثين تجمع على أن دخول مبادئ العقيدة الأشعرية إلى الغرب الإسلامي كان في أواخر القرن الرابع الهجري،وتشير بعض النصوص أن من أوائل من حملوا العقيدة الأشعرية إلى المغرب أبو ميمونة دراس ابن إسماعيل الفاسي[20] [ت 357هـ] الذي حدث بالقيروان وأقرأ بها وعلم أبنائها طرق المناظرة بالمنهج الأشعري،إلا أن هذه الإشارات لا تكفي للحديث عن مدرسة عقائدية أشعرية متكاملة ،لأن انتشارها كان محدودا،ولأن أصحابها اكتفوا بنقل بعض الآراء الكلامية الأشعرية التي أخذت عن الإمام الأشعري،أو عن تلاميذه،ولذلك كانت جهودهم محدودة بسبب خلو الساحة الكلامية المغربية من الاضطرابات العقائدية التي تؤدي إلى مناقشة القضايا الكلامية،وبسبب تشبت المغاربة بالمذهب المالكي والذي تسانده الدولة المرابطية[21].يقول الناصري في كتابه الاستقصا:( وأما حال المغاربة في الأصول والاعتقادات،فبعد أن طهرها الله تعالى من نزعة الخارجية أولا، والرافضة ثانيا،أقاموا على مذهب أهل السنة والجماعة،مقلدين للجمهور من السلف،في الإيمان بالمتشابه،وعدم التعرض له بالتأويل ،مع التنزيه عن  الظاهر،واستمر الحال على ذلك إلى أن ظهر ابن تومرت ،في صدر المائة السادسة،فرحل إلى المشرق،وأخذ عن علمائه ،مذهب أبي الحسن الأشعري الذي يقول بتأويل المتشابه من الكتاب والسنة)[22]

وهذا النص يبين أن ابن تومرت كان له – ولخلفائه من بعده- دور كبير في ترسيخ العقيدة الأشعرية كمذهب رسمي بالمغرب في القرن السادس.

ولقد لعبت الرحلة في طلب العلم دورا حاسما في تلقي علماء المغرب المذهب الأشعري إلى جانب الفقه والسلوك والحديث،خصوصا مع ظهور أعلام كبار أمثال الباقلاني الذي كانت له الريادة في الفقه المالكي وأصوله، وعلم الكلام على طريقة الأشاعرة،فقد كان المغاربة يقصدونه لمالكيته،فيأخذون عنه الفقه والأصول،كما يأخذون عنه العقيدة الأشعرية.

إلا أن الروايات تشير إلى مجموعة من الرواد الأوائل الذين قاموا بنشر العقيدة الأشعرية في صفوف النخبة العالمة،وتضم مجموعة من الفقهاء والمتكلمين،حيث شهدت هذه المرحلة تفتحا واسعا على المذهب الأشعري،وانتشارا كبيرا لأهم مؤلفاته،في أوساط المغاربة،رغم مضايقة المرابطين وفقهائهم[23].يقول عبد الواحد المراكشي في المعجب:( ولم يكن يقرب من أمير المسلمين- علي بن يوسف بن تاشفين- ويحظى عنده إلا من علم علم الفروع  أعني فروع مذهب مالك،فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب،وعمل بمقتضاها،ونبذ ما سواها،وكثر ذلك حتى نسي النظر في كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلم يكن أحد من مشاهير أهل الزمان يعتني بهما كل الاعتناء،ودان أهل ذلك الزمان بتكفير كل من ظهر منه الخوض في علوم الكلام،وقرر الفقهاء عند أمير المؤمنين تقبيح علم الكلام،وكراهة السلف له وهجرهم من ظهر عليه شيء منه،وأنه بدعة في الدين،وربما أدى أكثره إلى اختلال في العقائد في أشباه لهذه الأقوال حتى استحكم في نفسه بغض علم الكلام وأهله،فكان يكتب عنه في كل وقت إلى البلاد بالتشديد في نبذ الخوض في شيء منه،وتوعد من وجد عنده شيء من كتبه،ولما دخلت كتب أبي حامد الغزالي – رحمه الله المغرب أمر المسلمين بإحراقها)[24] ،وهذا يدل على أن المذهب الأشعري كان مذهب النخبة العالمة،وأن انتشاره كان محدودا بين هؤلاء،ولن يعرف انتشارا موسعا إلا مع الدولة الموحدية.

ومن هؤلاء  الرواد الأوائل أبو عمران الفاسي ( ت430هـ)الذي تتلمذ على  أبي الحسن القابسي(ت 403 هـ) ،ثم رحل إلى المشرق فالتقى بكبار العلماء أمثال أبي بكر الباقلاني( ت 403هـ)،فتتلمذ عليه وأخذ عنه،والذي تصفه الروايات ضمن رواد الأشعرية بالغرب الإسلامي،فقد قال فيه أبو بكر الباقلاني 🙁 لو اجتمعت في مدرسة أنت وعبد الوهاب بن نصر لاجتمعا فيكما علم مالك بن أنس،أنت تحفظه،وهو ينصره، ولو رآكما مالك لسر بكما)[25].

وإذا كانت النصوص المنقولة عن أبي عمران الفاسي قليلة،إلا أن العلماء كثيرا ما يستشهدون بآرائه ويسندون إليه القول بمقولات أشعرية.

وهناك شخصية أخرى ينسب إليها مساهمتها في إدخال علوم الاعتقادات بالمغرب،وهو أبو بكر محمد بن الحسن الحضرمي المرادي[26] ( ت 489هـ )،وقد خلفه في علوم الاعتقادات تلميذه أبو الحجاج يوسف بن موسى الضرير[27] (ت 520هـ) وكانت له الإمامة في المذهب الأشعري، فقد ترك لنا منظومة  في العقيدة شهيرة، هي التنبيه والإرشاد في علم الاعتقاد، وهي أرجوزة  في أكثر من ألف وستمائة بيت ،نظم فيها العقيدة الأشعرية ،بأسلوب يجمع بين السهولة والاختصار ،مع البساطة في المضمون،وقد رزقت القبول ،وتولى كثير من العلماء تدريسها وشرحها، وبذلك ساهمت في تكريس المذهب الأشعري بالمغرب، بل بالغرب الإسلامي.

وتحتوي هذه المنظومة على تسعة وتسعين بابا تكلم فيها على وجوب النظر العقلي وجوبا عينيا على كل مسلم ومسلمة،وعن حدوث العالم،وعن صفات الله،ومسألة رؤية الله،وخلق الأفعال( الكسب)،والتأويل العقلي،وقياس الغائب على الشاهد،والنبوات والإمامة.[28]

ونسوق نموذجا لما تضمنه التنبيه والإرشاد في مسائل الأشعرية قول الناظم رحمه الله في الكلام عن الكسب في المفهوم الأشعري:

   والعبد يكتسب من صفاته        ما هو من أجناس مقدوراته

وهذه القدرة والمقدور        كلاهما يبدعه القديــــــــر [29]

فهذا البيت يتحدث فيه عن نظرية الكسب الأشعري حيث يثبت للإنسان القدرة على فعل  ما يدخل تحت مقدوراته.

ومهما يكن، فإن هذه المنظومة ساهمت في تقريب المذهب الأشعري من جمهور المتعلمين، خصوصا إذا علمنا أن مجموعة كبيرة من العلماء تلقوها عن صاحبها، قال القاضي عياض في الترجمة لصاحب الأرجوزة( قرأت عليه أرجوزته الصغرى التي ألف في الاعتقادات، وحدثني بالكبرى)[30] ، كما كانت تدرس بالجوامع في كل من الأندلس والمغرب وتونس وغيرها.

وممن صنفوا على طريقة الأشاعرة محمد بن تومرت (ت524هـ)[31] مؤسس دولة الموحدين، رحل إلى المشرق، وتلقى أفكار كبار الأشاعرة، كالغزالي والكيا الهراس وأبي بكر الطرطوشي، فلما رجع إلى المغرب ( طعن على أهل المغرب في إمرارهم المتشابهات كما جاءت، وحملهم على القول بالتأويل، والأخذ بمذاهب الأشعرية)[32].

  ألف ابن تومرت عقيدة المرشدة في ورقات، والتي تعكس أشعريته، وتولى عدد من العلماء شرحها[33] . كما ضمن بعض آرائه في العقيدة في كتابه أعز ما يطلب، حيث تكلم عن العلم والإيمان وإثبات وجود الله، ورؤية الله، والقضاء والقدر، وغيرها من القضايا التي ناقشها على طريقة الأشاعرة[34].

وأما القاضي أبو بكر ابن العربي (ت543هـ) فتكمن أهميته في نشر وتطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي، في كونه جلب في رحلته من الأندلس إلى المشرق أمهات كتب الأشاعرة، في أصول الفقه وأصول الدين، ومن هذه الكتب مدارك الأصول والبرهان في أصول الفقه والعقيدة النظامية وغياث الأمم للجويني، والمنخول ومحك النظر، والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، وغيرها من الكتب مما جعل مفكري الغرب الإسلامي يطلعون على الفكر الأشعري في مصادره الأصلية الأولى ، ويتشبعون بآراء الأشاعرة ويتدارسونها مما ساهم في انتشار الفكر الأشعري[35].

كما ألف كتبا في العقيدة تحمل طابعا أشعريا، فهو يرفض رفضا قاطعا التقليد في العقائد، ويرى أن النظر واجب على المكلفين وجوبا عينيا، شأنه في ذلك شأن الأشاعرة، فهو حين يتعلق الأمر بوجود الله والاستدلال عليه  عقلا، فإنه يلجأ إلى دليل التسلسل، وحين يتعلق الأمر بصفات الله الواجبة، فإنه يحرر القول في كل صفة نقلا وعقلا، متبعا في ذلك منهج الأشاعرة، وإن خالفهم بعض الأحيان في الأدلة المستعملة، فهو يؤمن بالتأويل  العقلي، فكل آية متشابهة أو حديث يفيد تشبيه الذات الإلاهية وتجسيمها لابد من تأويله تأويلا عقليا[36] .

ومن علماء المغرب الذين لعبوا دورا كبيرا في نشر المذهب الأشعري بالمغرب أبو عمرو عثمان السلالجي (ت 574هـ) ،الذي ألف كتابا في العقائد سماه عقيدة البرهانية في علم الألوهية،والشهيرة بالبرهانية،أو السلالجية،والشيخ السلالجي كان ( مرجع أهل فاس في علم الاعتقاد)[37]، و(هو الذي على يده وقع تحول أهل فاس من المذهب السلفي في العقيدة،إلى المذهب الأشعري،،تبعا للتيار العام الذي اكتسح المغرب بأكمله في هذا الأمر نتيجة لدعوة ابن تومرت)[38].

ولذلك عد إمام أهل المغرب في الاعتقادات[39].

وقد امتازت عقيدة البرهانية بصغر حجمها،وبساطة أسلوبها،وشموليتها لمجموع ما تدور عليه العقيدة الأشعرية من مبادئ،وقد رزق هذا التأليف القبول،فكان من المقررات الدراسية في الجوامع والمدارس،وتولى كثير من العلماء شرحها،وكتب لها الانتشار في الأندلس والمغرب وتونس والجزائر.

وقد تضمنت البرهانية مجموعة من الفصول تتحدث عن الاعتقاد فيما يجب لله تعالى والجائزات والسمعيات .

فتحدث في الباب الأول عن إثبات وجود الله،وإثبات الصفات الواجبة له،وفي الباب الثاني تحدث عن جواز رؤية الله وجواز أفعاله،وجواز بعث الرسل،وفي الباب الثالث تحدث عن ما ينبغي الاعتقاد فيه عن طريق السمع أو النقل ،مثل الاعتقاد في عصمة الأنبياء والرسل،ومعجزاتهم.[40]

وهذه نماذج من العقيدة البرهانية:يقول المصنف –رحمه الله- في الدليل على وجود الله:( والدليل على ثبوت الصانع،أن العالم جائز وجوده،وجائز عدمه،فليس وجوده بأولى من عدمه،ولا عدمه بأولى من وجوده،فلما اختص بالوجود الجائز بدلا من العدم المجوز افتقر إلى مخصص وهو الفاعل المختار.[41]

وممن ساهموا في نشر العقيدة الأشعرية بالمغرب أبو الحسن علي ابن أحمد الأموي السبتي شهر بابن خمير ،وقد وصلنا من تراثه في العقيدة كتابه مقدمات المراشد لقواعد العقائد ،وقد رتبه على مقدمات سبع ،تحدث فيها عن العلم بحدوث العالم ،والعلم بصانع العالم، ونفي الشبيه عن الذات الإلاهية ،والاستدلال على وحدانية الله تعالى ،وإثبات الصفات، وإثبات النبوات والسمعيات.

وقد سلك في كتابه أسلوب الجدل بين المعتقد والمعترض( المنتقد) كقوله:فإن قيل … فالجواب،  وإن قال: .. قلنا إلخ [42].

ومن الكتابات التي ساهمت في نشر آراء الأشاعرة منظومة ابن المناصف :أبو عبدالله محمد بن عيسى بن محمد أصبغ الأزدي الأندلسي دفين مراكش 620هـ والتي سماها الدرة السنية في المعالم السنية ،وهي منظومة رجزية عدد أبياتها سبعة آلاف بيت اشتملت على أربعة معالم الأول في العقائد والثاني في أصول الفقه والثالث في مسائل الفقه والرابع في السيرة النبوية.

وفي  معلم العقائد عرض ابن المناصف لأرائه  في العقيدة،والتي سار فيها على منهج الأشاعرة، وقسمه إلى ثلاثة أبواب، فتكلم في الباب الأول عن الإيمان، وعن علاقته بالعمل، وهل يزيد وينقص، ثم ختم بالكلام عن الحكم على مرتكب الكبيرة عند الفرق الكلامية.

وخصص الباب الثاني لألقاب أهل البدع والمعاصي من الفرق الكلامية،كالمرجئة  والخوارج والمعتزلة،فتكلم عن معتقداتها واعتبرها فرقا ضالة ومبتدعة،في حين اعتبر الأشاعرة هم الفرقة الناجية،ثم حدد مفاهيم تطلق على أهل البدع مثل الكافر والمشرك والزنديق والملحد والفاسق والظالم والفاجر.

  وأما الباب الثالث فخصصه للمتشابهات وتأويلاتها، وقاعدته في هذا الباب أن الآيات والأحاديث التي تفيد بظاهرها تشبيها أو تجسيدا للذات الإلاهية ينبغي أن  تحمل على التأويل حتى لا يؤدي القول بظاهرها إلى اعتقاد الجسمية والجهة في الذات الإلاهية[43]، وفي ذلك يقول:

 وجائز عندي ليس يبعد             والله يهدي قصدنا ويرشد

حمل جميع ماأتى في الشرع         من هذه الألفاظ في ذا النزع

على المجاز وخطاب العرب              بنحو ما تعرفه من كثب

     فأبرز المعنى الذي لم تألف           في معرض المحسوس كيما تقتفي[44]

أما السنوسي: أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي ( ت895هـ)  والذي امتاز بغزارة إنتاجه العقدي، فقد ترك لنا مؤلفات عديدة تشهد على باعه في مجال العقيدة، ومن مؤلفاته:

1- العقيدة الكبرى، وتسمى عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمات الجهل، وربقة التقليد المرغمة أنف كل مبتدع عنيد

2- شرح العقيدة، ويسمى عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد

3- العقيدة الوسطى

4-  شرح العقيدة الوسطى

5- العقيدة الصغرى، وتسمى أيضا أم البراهين أو السنوسية

6- شرح العقيدة الصغرى

7- عقيدة صغرى الصغرى أو صغيرة الصغرى، وهي التي تسمى بالحفيدة

8-  شرح صغرى الصغرى

9- عقيدة صغرى صغرى الصغرى، وتسمى بالعقيدة الوجيزة أو عقيدة النساء.

10- المقدمات

11- شرح المقدمات

ناهيك عن شروحه لمؤلفات عقدية لغيره من العلماء .

ومؤلفات السنوسي لاقت قبولا واسعا لدى العلماء، وأضحت تمثل المرجعية الجديدة للثقافة العقدية بالمغرب، وتونس والجزائر وليبيا، فأقبل العلماء على قرائتها وتدريسها وشرحها، والتعليق عليها، ووضع الحواشي على شروحها، بل ونظمها، وبذلك ساهمت مؤلفات السنوسي في استمرار العمل بالمذهب الأشعري.[45]

ونسوق نموذجا  من الكتابة في العقيدة عند السنوسي لبيان أسلوبه البسيط والمختصر من خلال متن عقيدة صغرى صغرى الصغرى فهو يقول:

اعلم أن مولانا جل وعز واجب الوجود، والقدم، والبقاء، مخالف لخلقه، قائم بنفسه، غني عن المحل والمخصص،  واحد في ذاته، وصفاته،وأفعاله.

وتجب له القدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، وكونه تعالى قادرا، ومريدا،  وعالما، وحيا، وسميعا، وبصيرا، ومتكلما.

ويستحيل عليه جل وعز العدم،والحدوث، وطرو العدم، والمماثلة للحوادث، والافتقار إلى المحل، والمخصص،  والشريك، وكذا يستحيل عليه جل  وعز العجز، والكراهة ، والجهل، والموت ، والصمم، والعمى، والبكم.

ويجوز في حقه تعالى فعل كل ممكن، أو تركه.[46]

والخلاصة أن حضور المذهب الأشعري بالمغرب  مر بمراحل ثلاث:

– المرحلة الأولى: تميزت بالتمثل الفردي للمذهب الأشعري.

والثانية: تميزت بتكريس دولة الموحدين للمذهب الأشعري، كمذهب رسمي للدولة، وستتمخض هذه المرحلة عن ظهور مصنفات عقدية، ساهم مؤلفوها في تطوير المذهب الأشعري كما وكيفا، وإغناء مضامينه ومناهجه ومباحثه.

أما المرحلة الثالثة: فتمثلها مصنفات السنوسي، وهي في نظر بعض الباحثين تمثل نوعا من التراجع في علم الكلام الأشعري، على مستوى المضامين، و فيها وقع الخلط بين ما هو منطقي، وبين ما هو عقدي، مع وجود تطور كمي على مستوى المصنفات، حيث ظهرت الحواشي والتعليقات، والشروح البسيطة[47]

الهوامش:


[1]– تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي ص 27.

[2]–  التقريب والإرشاد للباقلاني ج1 ص215.

[3] المقدمة:لابن خلدون ص465.

[4] المقدمة:لابن خلدون ص465.

[5] المقدمة لابن خلدون ص465.

[6]– الإبانة :ص(8-12).

[7]-حاشية محمد الطالب بن حمدون بن الحاج على ميارة ج1ص16.

[8]–  طبقات الشافعية لتاج الدين ابن السبكي ج2ص 254.

[9]– الإبانة عن أصول الديانة :أبو الحسن الأشعري ص 8.

[10]-3-نشير إلى أن المتكلمين تعرضوا لمسألة علاقة الذات بالصفات وتفرقوا بشأنها فرقا رئيسية أربعا:أهل التمثيل ويجوزون على الخالق سبحانه وتعالى بعضا من أوصاف الخلق،وأهل التعطيل ويحصرون أنفسهم في سلب الصفات،وفي الإعلان عن انسداد الطريق إلى إدراك الحقائق الغيبية ،جملة وتفصيلا،مسوين بذلك بين المعدوم والموجود،وأهل التأويل :ويصرفون الألفاظ عن معانيها الظاهرة إلى معاني أخرى قريبة أو بعيدة،تنزل عليها الإعتقادات،وأهل الإثبات ويتقيدون بظاهر ما جاء في الكتاب الكريم والسنة الشريفة،فيثبتوا ما أتبت فيهما،وينفوا ما نفي فيهما. راجع في أصول الحوار وتجديد علم الكلام:طه عبدالرحمن ص 118. تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام :محمد علي أبوريان ص161.

[11]  المقدمة :ابن خلدون ص464.

[12] تبيين كذب المفتري :ابن عساكر ص43.

[13]الخطاب الأشعري :سعيد بن سعيد العلوي 229.

[14]– مجموع الفتاوي لابن تيمية ج4ص86.

[15]– أخرجه الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي هريرة في كتاب شرف أصحاب الحديث ص28 الحديث رقم 52.

[16]– سورة الأحزاب الآية 58.

[17]– أخرجه مالك بغير هذا اللفظ في كتاب الجهاد باب ما جاء في السلب في النفل تنوير الحوالك ج2ص 12.

[18]– فتاوي ابن رشد ج2ص 802 وج2 ص943.

[19]– فتاوي ابن رشد ج2ص 1060.

[20]– جذوة الإقتباس  ص194/195.

[21]– عثمان السلالجي ومذهبيته الأشعرية:علال البختي  ص10- مدخل إلى تاريخ العلوم بالمغرب إلى القرن العاشر:إبراهيم حركات ص 376.

[22]– الإستقصا :للناصري ج1 ص140.

[23]– نفس المرجع ص11.

[24]– المعجب عبدالواحد المراكشي ص102.

[25]– الديباج المذهب ص345.

[26]– التشوف لابن الزيات ص105.

[27]– التشوف ص 105. الغنية:للقاضي عياض ص226.

[28]– تطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي:يوسف حنانا ص(103- 109).

[29]– انظر تطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي :يوسف حنانا ص108.

[30]– الغنية :للقاضي عياض ص 226.

[31]– 1قال صاحب المعجب ( كان- أي ابن تومرت- عل مذهب أبي الحسن الأشعري في أكثر المسائل ،إلا في إثبات الصفات فإنه وافق المعتزلة في نفيها،وفي مسائل قليلة غيرها،وكان يبطن شيئا من التشيع) المعجب ص26.

[32]– العبر:لابن خلدون ج6ص 466.

[33]– المصدر السابق ص114.

[34]– المهدي ابن تومرت:عبدالمجيد النجار ص434. تطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي:ص111.

[35]-نفس المصدر ص 127.

[36]– تطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي :ص134.

[37]– صلة الصلة لابن الزبير ص101.

[38]– النبوغ المغربي :عبدالله كنون:ج1ص121.

[39]– جذوة الإقتباس ج2ص 458.

[40]– عثمان السلالجي ومذهبيته الأشعرية: ص137- تطور الأشعرية بالغرب الإسلامي ص308.

[41]– أنظر النص في تطور الأشعرية:ص 308- وعثمان السلالجي ومذهبيته الأشعرية ص297 .

[42]– تطور العقيدة الأشعرية ص (159- 162).

[43]– المرجع السابق (162- 167).

[44]– نفس المرجع ص164.

[45]– تطور العقيدة الاشعرية ص (211- 257) مدخل إلى تاريخ لعلوم :إبراهيم حركات ص421.

[46]– انظر متن صغرى صغرى الصغرى صمن كتاب تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي :ص333.

[47]– المرجع الأخير ص279.

الدكتور عبد الله معصر

• رئيس مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك بالرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق