الرابطة المحمدية للعلماء

المدرسة الفقهية المالكية الأندلسية المغربية منبع لقيم الوسطية والاعتدال وسعة المصادر والاجتهاد

أكد مشاركون في ندوة دولية حول الفقه المالكي اليوم الخميس بمدينة طنجة أن المدرسة الفقهية المالكية الأندلسية المغربية تعتبر منبعا لقيم الوسطية والاعتدال وسعة المصادر ومرونة الاجتهاد.

وأبرز المشاركون في هذه الندوة التي تنظمها جمعية فاس – سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله على مدى ثلاثة أيام أن المذهب المالكي المستنبط من فقه المدينة المنورة يتميز بمنبعه الصافي وصحته غير القابلة للجدل التي جعلت منه الصورة الأكثر كمالا للسنة النبوية الشريفة بما فيها من وسطية واعتدال.

وأوضح رئيس جمعية فاس – سايس السيد محمد القباج في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية أن هذه الندوة تسعى إلى إبراز دور فقه الإمام مالك في بناء صرح الدين الإسلامي بمنطقة الغرب الإسلامي (المغرب والأندلس) وكذا طريقته في الاجتهاد والتفكير والانفتاح على نوازل ومستجدات العصر الحديث مبرزا أن التقدم يقتضي مقارعة الأفكار والحجج والبحث عن التنوير والاجتهاد عوض التقليد الأعمى.

وفي هذا الصدد أشار رئيس جامعة القرويين بالنيابة السيد محمد الروكي إلى أن “المذهب المالكي يعتبر من الثوابت الدينية التي صيغت على أساسها الشخصية المغربية” معتبرا أن المسلمين المغاربة والأندلسيين ارتضوا اعتناق المذهب المالكي لما فيه من وسطية واعتدال ومرونة في الاجتهاد.

وأضاف أن علماء المغرب أغنوا المذهب المالكي بمجموعة من المصنفات امتزج فيها “العقل بالنقل والأثر بالنظر” وتزكي القيم المالكية الراسخة التي صاغت طباع أهل الغرب الإسلامي.

بدوره أبرز وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الليبية حمزة أبو فارس “فسحة الاجتهاد الكبيرة في المذهب المالكي” مشيرا في هذا الإطار إلى مجموعة من النوازل التي اجتهد فيها فقهاء المالكية بالاعتماد على مصادر التشريع المتعددة التي اعتمد عليها الإمام مالك.

كما أشار رئيس اللجنة العليا لاستكمال تطبيق الشريعة بالديوان الأميري لدولة الكويت الشيخ خالد المذكور إلى أن علماء الغرب الإسلامي بذلوا جهودا جبارة في تصنيف وتأليف مذهب الإمام مالك الذي “جمع بين مدرسة الحديث ومدرسة الرأي”.

واعتبر الشيخ المذكور أن “سعة المذهب وغزارة مصادره جعلته ينتشر في ربوع الأرض لما فيه من انفتاح ووسطية تراعي عادات البلدان حديثة الدخول في الإسلام” مشيرا إلى أن هذه السمات نبعت من وفود طلاب العلم من مختلف أصقاع الأرض التي حجت إلى الإمام مالك بالمدينة المنورة طلبا لعلمه والتزود بفقهه.

من جانبه قال أمين عام وقف المسجد الجامع بغرناطة الشيخ مالك عبد الرحمان رويث في كلمة تليت باسمه إن العالم الإسلامي في حاجة إلى تطبيق تعاليم الشريعة وعدم الاكتفاء بالدراسة والتصنيف.

في السياق ذاته أشار رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله السيد السرغيني الفارسي إلى “سعة الأصول والمصادر وشمولية القواعد واليسر في الأحكام والتكيف مع المستجدات والوسطية والاعتدال بالمذهب المالكي” وكذا إلى أن “المغرب عبر جامعة القرويين لعب دورا كبيرا في الإشعاع الحضاري وإغناء التراث الفكري للمذهب المالكي على الخصوص”.

وستتناول هذه الندوة التي يشارك فيها علماء من عدة بلدان إسلامية وممثلون للجاليات الإسلامية بأوروبا مواضيع تهم “الجذور التاريخية لدخول الإسلام والمذهب المالكي إلى بلاد الأندلس” و”دور أمراء الأندلس والمغرب في خدمة المذهب المالكي ببلاد الأندلس” و”دور تنوع المكون البشري والتواصل الأندلسي المغربي في إثراء التأليف الفقهي المالكي”.

كما سيناقش المشاركون دور “المراكز الثقافية الكبرى بالأندلس والإشعاع الخارجي” و”الرحلة من وإلى الأندلس ودورها في خدمة المدرسة الأندلسية المغربية” و”التراث الفقهي المالكي الأندلسي .. التنوع والموسوعية والابتكار والتجديد في الاجتهاد”.

وتم خلال الجلسة الافتتاحية توزيع دروع الندوة المنظمة بتعاون مع فريق البحث في التراث الفقهي المالكي بالغرب الإسلامي على مجموعة من الأساتذة والشيوخ المشاركين في هذا الملتقى العلمي الدولي المنعقد بمناسبة مرور 13 قرنا على دخول الإسلام إلى الأندلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق