مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

المختصرات العقدية عند علماء المغرب

 

         يصعب تأريخ بدء ظاهرة الاختصار في العلوم الإسلامية عامة، و في علم العقائد خاصة، لكن المعلوم أن الناس لجأوا إلى فكرة الاختصار منذ وجود المؤلفات والمدونات المطولة. ويحدد محمد الحجوي ابتداءها في القرن الرابع الهجري، بيد أن الدكتور عمر الجيدي أعزى ظهورها إلى أوائل القرن الثالث الهجري، وازداد انتشارها في القرن الرابع، ثم تضخم حجمها بشكل لفت انتباه الناس في القرن السابع، علما أن ظاهرة الاختصار كان لها طابع خاص في هذه المرحلة المتقدمة يختلف شكلا ومضمونا عما آل إليه الوضع في العصور المتأخرة.(محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في الغرب الإسلامي (د. عمر الجيدي ص131 منشورات عكاظ).

          والأصل فيما وصل إلينا من المؤلفات المهمة في الفقه والحديث  وغيرها من العلوم الشرعية، أنها كانت مطولة عند أصحابها ثم قاموا بتلخيصها وإخراجها في مؤلفات يسهل على الناس الانتفاع بها. فصحيح البخاري مثلا ألفه صاحبه بعدما اختصر ما جمعه في رواية الحديث فسماه: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، وكذلك الترمذي سمى كتابه” الجامع المختصر من السنن”.

        وقد شملت ظاهرة الاختصار جميع الفنون من فقه وحديث، ونحو، وعقيدة وغيرها.

        ويمكن تقسيم المؤلفات التي تناولت هذه الظاهرة إلى قسمين.

        أولا: مؤلفات مختصرة في الأصل.

        ثانيا: مؤلفات غير أصلية، فهي مختصرات بالإضافة.

       القسم الأول من المختصرات: وهي المؤلفات التي ألفها أصحابها من بدايتها مختصرة. مثل “تقييد في علم الكلام” لسيدي عبد القادر الفاسي (ت1091هـ)؛ فهو عبارة عن رسالة مختصرة في علم الكلام عامة ومصطلحاته خاصة، ويتألف من ثلاثة أوراق. و”المرشد المعين” لابن عاشر، وهو مؤلف صغير الحجم، لا مثيل له في الاختصار وجمع العلوم الثلاثة: العقائد، والفقه، والتصوف.

        وفي الغالب يهدف أصحاب هذه المختصرات إلى تسهيل تعليم الصبيان. فقد ألف سيدي عبد القادر بن علي الفاسي (ت1091هـ) كتاب “سرد عقيدة أهل الإيمان”، وهي رسالة من أربعة أوراق. جاء في آخر الكتاب: فهذا سرد عقيدة الإيمان، موضوعة لمن أراد تعليمها للنساء والصبيان، مصونة عن شبه أهل الزيغ والخذلان، خالية عن تقرير الدليل والبرهان. (خزانة الزاوية الحمزية بالراشدية. مخطوط رقم 317/3).

      وقد كان هدف بعض المؤلفين قديما جعل المختصر مرحلة تأسيسية في الطلب، حتى ينطلق الطالب بعد ذلك من قاعدة متينة، ثم قد يقف عند هذه المرحلة، وقد يواصل تدريجيا إلى أن يصل إلى تأليف كتاب مطول ومفصل، وذلك مثل ما فعل ابن قدامى المقدسي في الفقه؛ حيث ألف أربعة كتب في المذهب الحنبلي راعى فيها التدرج من المختصر إلى المتوسط إلى الموسوعة المقارنة ببقية المذاهب؛ فبدأ بالعمدة، ثم المقنع، ثم الكافي، ثم المغني.

        القسم الثاني من المختصرات: وهي التي ألفها أصحابها واختصروا فيها كتبا مطولة، والهدف منها  تلخيص هذه المؤلفات والتقليص من حجمها.

       وقد يستدعي المختصر اختصارا آخر، ثم آخر، حتى نجد أنفسنا أمام سلسلة من الاختصارات، مثل “مختصر خليل” في الفقه و”صغرى صغرى الصغرى” للسنوسي في العقيدة.

     والاختصار منهج من مناهج التأليف وفن من فنونه، وقد تطور الاهتمام بهذه الظاهرة حتى صارت المختصرات تزاحم المطولات في اهتمام العلماء وطلاب العلم، وأصبحت في كثير من الأحيان تعتمد في التدريس والفتوى. وقد شملت هذه الظاهرة علم العقيدة، فألفت فيها كتب مختصرة من طرف المشارقة والمغاربة.

أسباب ظهور المختصرات:

     ولعل أهم الأسباب والعوامل التي دفعت هؤلاء العلماء إلى تأليف  تتأليبلىالمختصرات العقدية ما يلي:

استغراق زمن طويل في استيعاب المؤلفات المطولة: فمعظم أمهات الكتب كانت مطولة بسبب كثرة الفروع، وتكرار الألفاظ، وطول العبارات، وبيان الأدلة والبراهين. وكان يتطلب تدريسها واستيعابها زمنا طويلا، مما جعل المؤلف نفسه أو غيره يقوم بوضع كتاب مختصر، يختصر فيه العبارات، ويتفادى فيه الإطناب، والتكرار، ويستغني عن الأدلة والبراهين، وبذلك يصغر حجم الكتاب، فيستوعب الطالب أو القارئ مضمون الكتاب في زمن قصير.

فالمقصود من الاختصار كما يقول الحجوي: جمع الأسفار في سفر واحد، وتقريب المسافة وتخفيف المشاق، وتكثير العلم، وتقليل الزمن.(الفكر السامي 2/704).

–  الاحتياج إلى الاختصار في التعليم: فالاختصار- كما يقول الشيخ جسوس -أقرب للحفظ وأسهل للضبط (شرح توحيد الرسالة لجسوس 1/302). وهذا ينطبق على المختصرات بنوعيها.

      فقد يضع المصنف كتابه مختصرا من البداية للصغار والمبتدئين، لتسهيل تعليمهم، وذلك مثل كتاب “سرد عقيدة أهل الإيمان” المذكور آنفا، أو يضع المصنف مختصرا لكتاب يتصف بالطول وكثرة الفروع؛ بحيث يختصره أو يختصر شروحه، تيسيرا على المبتدئين، وتسهيلا للحفظ والتعليم. مثل “مختصر تقييد على صغرى السنوسي”، اختصره صاحبه أبو عبد الله محمد بن منصور المغراوي (المستغاني) من شروح مختلفة على “أم البراهين”، لتحقيق غرض تعليمي، وهو تفهيمها للصبيان ومن في حكمهم كالنسوان.

     وفي بعض الأحيان  يقتصر المؤلف في اختصاره للكتاب المطول على توضيح مسألة من المسائل، أو بيان أمر من الأمور، كما فعل أحمد بن علي المنجور في    “مختصر نظم محصل المقاصد” الذي لخص فيه كتابه “نظم الفرائد ومبدئ الفوائد في شرح محصل المقاصد”، حيث اقتصر فيه على حل ألفاظ الأصل وبيان أنحائه من غير تعرض للنقل. يقول أحمد المنجور: فالغرض أن ألخص من كتابي الموسوم بنظم الفرائد…مختصرا أقتصر فيه على حل ألفاظ الأصل..(الخزانة الحسنية، مخطوط: رقم 4147).

ضعف الهمم وتقاعسها: لقد كان الأوائل أئمة في فنون العلم، وكانت هممهم عالية؛ فألفوا كتبا كبيرة الحجم، تعتبر أمهات ومدونات في العلم ، أو شروحا مطولة تحتوي تفاصيل مفيدة، وبراهين قوية، ثم جاء بعدهم زمن تقاعست فيه همم أهل العلم، وصعب عليهم استيعاب المطولات، مما جعل العلماء يصنفون مؤلفات مختصرة حتى لا يؤدي طول المصنفات إلى انصراف الناس عن العلم كلية. ويصف ابن الجوزي حال تدهور الهمم في زمانه بكثير من الأسف فيقول : “كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات، ولا ينشطون للمطولات، ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب ولم تنسخ”. [صيد الخاطر  لابن الجوزي ص 366].

    وهذا سبب قوي في تأليف المختصرات في العقيدة، وهو السبب الذي جعل ابن الأمير يؤلف مختصرا سماه “الكامل في أصول الدين في اختصار الشامل في أصول الدين للجويني”. يقول صاحب المختصر: وكنت وقفت على الكتاب المسمى ب”الشامل في أصول الدين” من مصنفات العالم[…]الجويني[…]فوجدته كبير الفوائد، مفردا في فنه، قد جمع فيه معظم القواعد، وحرر فيه المباحث[…]غير أنه طول العبارة، وأوضح الأدلة، واستقصى الأمثلة، وكرر الألفاظ  لقصد الإيضاح والبيان فجاء كتابا ضخما وحجما فخما.

وعلمت أن الهمم قد تقاصرت، والعزائم قد فترت سيما في العلم وأسبابه، خصوصا علم الكلام، فإنه قليل الرغبة فيه، وطالبه أقل القليل، فاختصرت الكلام المذكور في هذه العجالة.(كتاب الكامل في أصول الدين لابن الأمير(ت736هـ) في اختصار الشامل في أصول الدين للجويني 1/168. دراسة وتحقيق جمال عبد الناصر.  دار السلام. ط 1 : 1431هـ-2010م).

شهرة الكتاب المطول: عندما يشتهر المؤلف المطول، يلجأ أهل الاختصاص إلى التأليف حوله؛ فينكبون عليه بالشرح والتعليق والاختصار.

فكتاب “الإرشاد” للجويني، اشتهر في المشرق والمغرب، وألفت حوله الشروح والمختصرات. وكانت “العقيدة البرهانية” للسلالجي من بين هذه المختصرات، ونفس الأمر بالنسبة للعقيدة السنوسية، فقد اشتغل عليها السنوسي بالاختصارات والشروح، منها: “العقيدة الصغرى”، و”صغرى الصغرى”، و”اختصار شرح عقيدة التوحيد”، وغيرها. وكذلك كتاب “محصل المقاصد” لابن زكري، فبعدما شرحه أحمد المنجور الفاسي شرحا مختصرا في كتابه “نظم الفرائد”، وضع له مختصرا وهو”مختصر نظم محصل المقاصد”.

مسايرة طبيعة الحركة العلمية: تتنوع مناهج التأليف في جميع العلوم من فترة لأخرى، فقد يسود في عصر تأليف كتب الشروح والحواشي والتعليقات كما هو الحال في القرن التاسع الهجري بالمغرب، وقد يكثر التأليف في المنظومات أو المختصرات.

وإذا تأملنا المؤلفات التي راجت في عهد المرينيين، نجد أغلبها مختصرات. وفي عهد الوطاسيين ثم السعديين ظهر نشاط كبير، وتنافس في شرح المختصرات والتعليق عليها، ونجد العقيدة الأشعرية وصلت في هذا العصر إلى درجة اختصار المختصرات، ودخلت في طور النظم. وسار على هذا النهج العلامة ابن عاشر؛ حيث ألف نظما مختصرا  ابتدأه بنظم العقيدة. قال:

مقدمة  لكتاب الاعتقاد ***  معينة لقارئها على المراد.

الاستجابة لرغبة طالب العلم. فالعقيدة البرهانية للسلاجي والتي هي مختصر للإرشاد للجويني، ألفها صاحبها استجابة لرغبة امرأة تدعى خيرونة؛ حيث طلبت منه أن يضع لها مختصرا للعقيدة الأشعرية.

       كذلك مختصر العقيدة السنوسية الصغرى، أوصغرى الصغرى، وضعها السنوسي لوالد الملالي عمر بن إبراهيم. فقد كان أب الملالي يدرس الصغرى على السنوسي، وقد ختمها عليه أكثر من مرة، لكن استعصى عليه حفظها نظرا لكبر سنه وكثرة همومه، فطلب من السنوسي أن يضع له عقيدة أصغر من الصغرى ويسهل حفظها، فوضع له هذه العقيدة وسماها صغرى الصغرى. (الملالي: المواهب القدوسية ص241 نقلا عن تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي ليوسف احنانة ص 319).

دور المختصرات في تقريب العقيدة.

       وتأليف المختصرات ليس بالأمر الهين، لأن الاختصار هو جمع المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة، أو كما جاء في (تهذيب الأسماء واللغات) هو  إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى. لذلك فاختصار الكلام أصعب من الإطناب والإسهاب فيه.  ثم إن الخوض في علم العقيدة يستوجب التمكن من العلوم الإسلامية، والاطلاع على المذاهب الكلامية والآراء المختلفة في قضايا العقيدة والتوحيد . فكيف إذا اجتمع الإثنان: الاختصار والعقيدة؟ !.

       وقد ألف أهل السنة الأشاعرة في علم العقيدة مؤلفات كثيرة، مطولات ومختصرات، وبلغوا في توضيحها أقصى الغايات؛ فحينما وجدوا أن هذه المطولات لا تفي بالغاية التي من أجلها ألفوها، وهو وصول علم العقيدة إلى   العامة والخاصة، وفهمها واستيعابها، لجأوا إلى منهج من مناهج  التأليف، يتناسب مع متطلبات وحاجيات الناس، فألفوا مختصرات مختلفة في النوع والمستوى.

        فمنهم من كانت غايته تأليف مصنف صغير الحجم ، بعبارات وجيزة، خالية من الحشو والتعقيد، وبأسلوب مبسط، لتسهيل  تعليم المبتدئين، ويعتبر عند العلماء من المختصرات بالنظر إلى هذه الغاية، حتى ولو لم يسمه صاحبه مختصرا، فالمرشد المعين لابن عاشر (990هـ -1040هـ) مؤلف صغير الحجم مع جمعه للعلوم الثلاثة، العقيدة والفقه والتصوف. وكان يعتمد عليه في التدريس للمبتدئين. والدليل على أنه ألفه صاحبه لهؤلاء  ما جاء في مقدمته:

           وبعد فالعون من الله المجيد            في نظم أبيات للأمي تفيد     

     ويصف محمد حجي قيمة هذا المؤلف، وإقبال الناس عليه بقوله: وكتب الذيوع والخلود لمؤلف صغير من مؤلفات هذا العصر، هي أرجوزة “المرشد المعين على الضروري من علوم الدين” لعبد الواحد ابن عاشر…في أسلوب سلس خال من كل حشو أو تعقيد، فحفظها الناس عن ظهر قلب في كل بلاد المغرب إلى مصر، وفي الأقطار الإسلامية بإفريقيا السوداء من لدن عصر المؤلف إلى أيامنا هذه.(الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين: 1/ص143).

ومن أهل الاختصاص من يلجأ إلى الكتب المطولة القيمة في علم العقيدة، فيختصرها ليسهل على ذوي الهمم الضعيفة وعلى المبتدئين وعامة الناس استيعابها، وبذلك يعم الانتفاع بها، خصوصا إذا كان المؤلف المطول مشهورا.

        وفي غالب الأحيان تلعب المختصرات العقدية دورا كبيرا في تقريب العقيدة وترويجها بين الناس، وتؤثر في الفكر العقدي بما لم تؤثر به المطولات، كما هو الأمر بالنسبة ل”العقيدة البرهانية” للسلالجي؛ حيث احتلت مكانة الصدارة على المستوى التعليمي في علم العقيدة قبل أن تظهر عقائد السنوسي، وذلك بسبب اختصارها، وبساطة أسلوبها في بيان العقيدة الأشعرية، وخلوها من الحشو. فأقبل عليها العامة حفظا وتعلما، ولقيت قبولا حسنا بين علماء أهل السنة، مما جعلهم يقبلون عليها بالشرح في سائر الأقطار الإسلامية. ومن بعد الشروح ألفت حولها المختصرات، على سبيل المثال ” مختصر المباحث العقلية في شرح معاني العقيدة البرهانية” لليفرني  الذي اعتبر نموذجا لتطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي في القرن الثامن الهجري.

       ولما جاءت عقائد السنوسي، هيمنت على مجال علم الكلام في المغرب، وبرزت من بين هذه العقائد عقيدته الصغرى، أو أم البراهين. وهي عقيدة صغيرة مختصرة ألفها السنوسي بعد العقيدة الكبرى والعقيدة الوسطى، وقد نالت شهرة كبيرة لم تنلها عقيدة أخرى قبلها ولا بعدها. وحازت حصة الأسد من اهتمامات الشراح والمحشين والناظمين والملخصين. ودخلت دخولا رسميا إلى برامج التعليم في المغرب؛ فقد كانت تلقن للصغار في الجوامع، حتى يحفظوها عن ظهر قلب. وبذلك استطاع هذا المختصر أن يهيمن على الفكر العقدي بالمغرب طوال تلك المرحلة.وبهذا يمكن القول إن المختصرات العقدية لعبت دورا مهما في تثبيت المذهب الأشعري بالمغرب.

وبمحاولة تتبع ما ألف في المختصرات العقدية، نجدها قليلة بالنسبة للمختصرات الفقهية؛ وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى طبيعة المادة؛ فالعقيدة لا تشتمل على كثرة الاختلافات والتفريعات كما يشتمل عليها الفقه.

وقد ألف المغاربة كغيرهم من العلماء مؤلفات مختصرة في علم العقيدة، نذكر منها:

– العقيدة البرهانية، لأبي عمرو، عثمان السلالجي: وهي اختصار ل”الإرشاد” للجويني.  نهج فيها نهج إمام الحرمين في الإرشاد. وقد لعبت هذه العقيدة دورا مهما في تطور المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي، وعكست العقيدة  الأشعرية الرسمية للبلاد إلى القرن التاسع الهجري.

نظم الفرائد ومبدئ الفوائد ومحصل المقاصد، لأحمد بن علي المنجور الفاسي (ت995هـ). مخطوط الزاوية الحمزية العياشية بالرشيدية. رقم 11.

أوله: […]فالغرض من هذا الموضوع شرح قصيدة الشيخ الإمام العلامة[…]أحمد بن محمد بن زكري المغراوي التلمساني الذي وضعه في علم العقائد وسماه محصل المقاصد..

آخره: […]وهنا انقضى هذا المختصر والحمد لله رب العالمين.

مختصر نظم محصل المقاصد أو مختصر نظم الفرائد ومبدي الفوائد في شرح محصل المقاصد، لأحمد بن علي المنجور الفاسي. ورد أيضا بعنوان تلخيص نظم الفرائد ومبدئ الفوائد في شرح حلى المقاصد  لأحمد بن زكري. الخزانة الحمزية بالرشيدية، رقم 577/3 (ضمن مجموع)،  ورقم 4147 في الخزانة  الحسنية بالرباط.

لخص المؤلف في هذا الكتاب، كتابه الموسوم ب”نظم الفرائد ومبدي الفوائد في شرح محصل المقاصد”. وقد اقتصر فيه على حل ألفاظ الأصل وبيان أنحائه من غير تعرض للنقل.

أما المتن المشروح، فهو “محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد” لابن زكري، وهو عبارة عن منظومة في علم التوحيد، اشتملت على أهم مسائله ومباحثه.

أوله: يقول[…]أحمد بن علي المنجور[…]وبعد فالغرض أن (أنقح: في نسخة الخزانة الحمزية) (ألخص: في نسخة الخزانة الحسنية) من كتابي الموسوم بنظم الفرائد ومبدئ الفوائد في شرح محصل المقاصد مختصرا أقتصر فيه على حل ألفاظ الأصل…

آخره هو: هنا انقضى هذا المختصر.

– “العقيدة الصغرى” أو “أم البراهين” أو “السنوسية” مؤلف مختصر مفيد محتو على جميع عقائد التوحيد، اشتهر في مشارق الأرض ومغاربها.

– مختصر العقيدة السنوسية الصغرى= صغرى الصغرى، للسنوسي، أو صغيرة الصغرى، وهي الشهيرة بالحفيدة.

– اختصار شرح عقيدة التوحيد، للسنوسي. والشرح يسمى  بعمدة أهل التوفيق.

– مختصر تقييد على صغرى السنوسي، لأبي عبد الله محمد بن منصور المغراوي (المستغانمي).

     ألف المغراوي تقييدا على شرح السنوسي على صغراه، لتحقيق غرض تعليمي، وهو تفهيمها للصبيان ومن في حكمهم كالنسوان. وقد اختصرها من شروح مختلفة على “أم البراهين”، نذكر منها أهمها، وهو شرح الملالي تلميذ السنوسي. ثم اختصر تقييده هذا.

-اختصار صغرى السنوسي للجباري.

– مختصر رد التشديد في مسألة التقليد، للشيخ أحمد بن مبارك السجلماسي، لمحمد بن الحسن بناني (ت1194هـ).

– اختصار تحفة إخواننا عوام المسلمين بتضعيف قول من قال أنهم بربهم غير عارفين، للمعطي محمد بن أحمد.

–  الجمل المختصرة من علم التوحيد، للسنوسي.

–  المقدمة الوغليسية، لأبي العباس أحمد بن محمد البرنسي زروق (ت899هـ). تشتمل على قسم مختصر في العقيدة بالإضافة إلى الفقه والتصوف.

–  مختصر المباحث العقلية في شرح معاني العقيدة البرهانية لليفرني ، للجزولي.

–  اختصار الهداية والشامل المسمى أنوار الحقائق وأسرار الدقائق، لعبد الغالب بن يوسف السالمي (ت 516هـ) وأبي الحجاج الضرير (ت 520هـ).

–  رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ت 386هـ): مقدمتها العقدية. حوالي ثلاث صفحات.

عقيدة صغرى صغرى الصغرى، لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي. وهي عقيدة سهلة التناول، بسيطة المضامين. وقد ورد ذكرها تحت أربعة عناوين، وهي: عقيدة النساء، والعقيدة الوجيزة، وعقيدة صغرى صغرى الصغرى، والعقيدة السنوسية السادسة. وكل هذه العناوين تتناسب مع مضمون  هذه العقيدة، ومع حجمها، ومع رتبتها داخل عقائد السنوسي.

    وعقيدة النساء هذه، “تندرج في إطار تبسيط العقائد، لأن النساء في زمن السنوسي وما جاء بعده كن في الغالب أميات، أو قريبات من الأمية، مما كان يقتضي تبسيطا واختصارا وتسهيلا بالغا للأمور في مسائل المعتقد الأشعري”. (تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي. ذ. يوسف احنانة ص324. دار أبي رقراق للطباعة والنشر. ط 2- 2007).

المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، لعبد الواحد ابن عاشر: خير مثال في الاختصار وجمع العلوم الثلاثة: العقائد والفقه والتصوف.

–  مختصر الدر الثمين والمورد المعين للعلامة ميارة على منظومة المرشد المعين لابن عاشر.

–  شرح على “التثبيت في ليلة المبيت” لمحمد التهامي بن المدني بن علي كنون. وهو شرح على منظومة “التثبيت في ليلة المبيت” للجلال السيوطي، المكونة من 174 بيتا، وموضوعها في سؤال الملكين وفتنة القبور.

    والكتاب مندرج في “باب السمعيات” من “علم الكلام”.

هذا وقد ورد عنوان الكتاب في “الكشاف” (كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية، لعمر عمور، منشورات “الخزانة الحسنية”، الرباط- ص 404) هكذا:مختصر شرح يوسف الفاسي على التثبيت في ليلة المبيت”. وفيه نظر لأن الكتاب وإن كان صاحبه اختصر شرح يوسف الفاسي، فإنه سماه شرحا، كما صرح به في بداية الكتاب.(فهرس الكتب المخطوطة في العقيدة الأشعرية 2/657، لخالد زهري وعبد المجيد بوكاري. ط 1. دار أبي رقراق للطباعة والنشر. منشورات الخزانة الحسنية).

    أوله: الحمد لله الحي القديم الباقي[…] وبعد فهذا شرح وجيز على أرجوزة[…]جلال الدين[…] السيوطي[…]لخصته من شرح […] أبي محمد[…]يوسف بن محمد[…] الفاسي.

   لقد لعبت هذه المختصرات العقدية دورا مهما في تقريب علم العقيدة، نظرا لسهولة تناولها واستيعابها من كل الفئات، وأيضا لاعتمادها في التدريس لكل المستويات.

    وتأليف المختصرات العقدية يكشف عن القدرات العلمية التي يتوفر عليها هؤلاء العلماء، كما ينم عن المجهودات التي قاموا بها في تقريب العقيدة الإسلامية لطلاب العلم وعامة الناس الراغبين في فهمها وحفظها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق