مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةأعلام

المحدث عبد الرحمن ابن الوَقَّاد التلمساني نزيل رُودانة (1057هـ) وجهوده في الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه

 


د. محمد علي اليولو الجزولي*

باحث بمركز ابن القطان

مقدمة: 

      لقد كانت تلمسان منارة مضيئة من منارات الفكر في العالم الإسلامي، امتد إشعاعها إلى بلدان المغرب العربي، وفي مقدمتهم المغرب الأقصى، ولذلك لم يكن مستغربا أن تكون بين تلمسان والمغرب تلكم العلاقة الوطيدة الراسخة بين أبنائها الذين كانوا يتبادلون الزيارات العلمية فيما بينهم، فتجد أبناء المغرب الأقصى يقصدون تلمسان للتزود بالعلوم والمعارف، والتلقي عن نوابغ أعلامها، وكذلك تجد أبناء تلمسان يقصدون مراكز العلم، وقلاع المعرفة، ومنابع الفكر في المغرب الأقصى: كمدينة فاس، ومراكش، وتارودانت، فكان بعضهم يطيب له المقام بالمغرب، فيتخذه دارا له ومنزلا.

      ولما كانت لتلمسان هذه المكانة العلية، تسابقت الدول الحاكمة في المغرب الأقصى إلى تجسيد هذا التلاقح، وربط العلاقة بين علماء تلمسان ونظرائهم في المغرب الأقصى، عبر جهود جبارة قام بها : المرابطون، والموحدون، والمرينيون، ثم الشرفاء السعديون، وبعدهم الشرفاء العلويون، الذين كانوا يشجعون علماء تلمسان ويستقدمونهم للمغرب لتولي مناصب علمية مرموقة كالقضاء، والإفتاء، والخطابة، والتعليم، منهم على سبيل المثال لا الحصر الآتي:

      العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن اللَّحام التلمساني (614هـ)، الذي تعلم بفاس، ثم استقدمه الخليفة المنصور يعقوب بن يوسف المرابطي إلى مراكش للاستقرار بها، إلى حين وفاته بها.

      والعلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر الدَّراج التلمساني (690هـ) قدم فاس، وأتم دراسته بها، ثم ولاه الخليفة يوسف بن يعقوب بن عبد الحق المريني قضاء سلا.

    والمحدث الفقيه الأديب ابن مرزوق الحفيد التلمساني (842هـ)، دخل فاس طالبا للعلم.

   ومنهم العلامة الفقيه الأصولي المفتي أبو العباس أحمد بن محمد ابن زكري التلمساني (899هـ).

   والعلامة الفقيه النوازلي أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني (914هـ) صاحب المعيار نشأ بتلمسان، ثم نزل فاسا فكان عالمها ومدرسها النفاع ومفتيها.

   والعلامة المؤرخ الأديب الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد يحيى المقري التلمساني (1041هـ)، ولد ونشأ في تلمسان، وانتقل إلى فاس، فكان خطيبها والقاضي بها، ثم نزل مراكش فسر الخليفة المنصور السعدي بمقدمه، فأكرمه وقربه.

    ومنهم العلامة الحافظ الأصولي عبد الرحمن المجاجي التلمساني (ق 13 هـ)، تعلم بتلمسان، ثم انتقل إلى المغرب وسكن مدينة فاس…الخ.

    ومن بين أبرز هؤلاء الأعلام التلمسانيين الذين سطع نجمهم بالقطر المغربي في القرن الحادي عشر، المحدث المسند الخطيب أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد المشهور بابن الوقَّاد التلمساني(1057هـ)، الذي عاش دهرا من الزمن بتارودانت عهد الدولة السعدية، وساهم في الحركة العلمية بسوس، وتخرج على يديه أفواج من طلبة العلم، وكانت له جهود ملموسة في نشر اللسان العربي بين أمازيغ سوس، والاهتمام بالأسانيد الحديثية، والخطابة، والإفتاء، وتعليم العامة والخاصة، فكان لهذا الشفوف مدعاة للحديث عن تاريخ هذا الجبل الأشم، وبيان جهوده في علم برز فيه وهو: علم الحديث رواية ودراية. 

المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وكنيته.[1]

      هو العلامة المحدث المسند الخطيب أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد المشهور بابن الوقَّاد التلمساني،  الروداني منزلا ، المعافري أصلا.

المطلب الثاني: مولده:

     أصله ومولده بمدينة تلمسان بالجزائر، لكن لا نعرف بالضبط تاريخ هذا الميلاد، وقد انتقل هو وإخوته مع أبيه إلى المغرب بسبب التدخل العثماني في الجزائر،  فنزل بالسوس الأقصى بأمر من سلاطين الدولة السعدية ، حيث  أصبح الأب محمد بن أحمد قاضيا، وخطيبا، ومفتيا، ومحدثا بالجامع الكبير بتارودانت.

المطلب الثاني: نشأته وطلبه للعلم. 

     لم تسعفني المصادر التي وقفت عليها في بيان نشأة مترجمنا الأولى في بلده تلمسان، وكيف تلقى العلوم الشرعية في صغره قبيل رحيله للمغرب الأقصى، لكن من المؤكد أنه نشأ في بيئة علمية صالحة تحت رعاية والده الكريم العلامة القاضي الخطيب محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن الوقَّاد التلمساني.

المطلب الثالث :شيوخه:

      تلقى مترجمنا العلم على ثلة من الأعلام الجهابذة في الفقه، والحديث، والنوازل، واللغة والأدب، ومن بين هؤلاء أذكر: 

1 ـ العلامة إمام الدين بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن قاسم البطائحي الخليلي الشافعي الخطيب المقدسي الشهيد (999هـ): وافد المشرق على الإيالة المنصورية نزيل مراكش وتارودانت، أخذ عنه صحيح البخاري، وأجازه بجميع مروياته عن مشايخه[2]

2 ـ والده: الخطيب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن الوَقَّاد التلمساني نزيل تارودانت (1001هـ).[3]

3 ـ القاضي أبو عثمان سعيد بن إبراهيم الهوزالي (1001هـ)[4].

4 ـ القاضي أبو عثمان سعيد بن عبد الله السملالي العباسي الروداني (1007هـ)[5].

5 ـ الفقيه المقرئ أبو عبد الله محمد بن مبارك التِّيوتِي الملقب بأَشْخَنْ السوسي نزيل تارودانت (1015هـ)[6].

6 ـ الفقيه المحدث أبو العباس أحمد بابا السوداني المعروف بابن أَقِّيت الصنهاجي التيمبكتي التكروري(1036هـ)[7]، وهو من كبار العلماء الذين اختص بهم ابن الوقاد، ولزمهم، روى عنه الصحيحين، والكتب الستة، وغيرها من المصنفات الحديثية، وأجازه في روايتها.

المطلب الرابع:أشهر تلاميذه.

    اشتهر عبد الرحمن بن الوقاد التلمساني بمجالسه العلمية بالجامع الأعظم بتارودانت، وكان يحضرها الجم الغفير من طلبة العلم بسوس، فكان يملي عليهم دقائق الفقه، ويجيزهم في أسانيد كتب الحديث، مع إمامته وخطابته بالمسجد الأعظم، بيد أن المصادر التي وقفت عليها لم تذكر له إلا تلميذين لا غير، هما: 

1 ـ أبو زيد عبد الرحمن التمنارتي (1060هـ): من طريقه أخذ التمنارتي جميع أسانيده إلى الموطأ[8]، والصحيحين، والكتب الستة[9].

2 ـ الرسموكي صاحب كتاب: الوفيات (كان حيا 1098هـ): قال:” الخطيب سيدي عبد الرحمن بن محمد التلمساني خطيب الجامع الأعظم بالحضرة المحمدية، توفي بها بذي الحجة 1057هـ، عرفته ورأيته مرات وجالسته”[10].

المطلب الخامس:  آثاره العلمية.

     كان همُّ العلامة عبد الرحمن بن الوقاد التلمساني منصبا على التدريس، والإفادة، وإمامة المسلمين بالجامع الأعظم، فلم يشتهر بالتأليف والتصنيف، ولم تذكر له المصادر التي وقفت عليها أثرة من ذلك، إلا بعض المراجعات الفقهية والأدبية منها:

1 ـ مراجعات مع القاضي أبي مهدي السكتاني في أرض تارودانت، هل يصح تملكها أم لا؟ حسبما يوقف عليه في أسئلة أبي مهدي المذكور[11].

2 ـ مراجعة أدبية بينه وبين داود الدغوغي الأديب[12].

المطلب السادس : وظائفه:

      تولى رحمه الله خطة الخطابة، والإمامة، والتدريس بالجامع الكبير بتارودانت  خلفا لأبيه، “وكان مثله فصاحة تعبير، وجودة إلقاء، وسعة أفق، وعاش عبد الرحمن بين أظهر سكان المحمدية مدة أطول من مدة أبيه، فأتم مهمة تهذيب الأذواق، وتطويع الألسنة على التعبير العربي السليم دون لكنة ولا توقف، وأمسى شيخ المحدثين في القطر السوسي كله”[13].

المطلب السابع: وفاته:

      توفي رحمه الله بتارودانت بذي الحجة 1057هـ [14].

المطلب الثامن: أقوال العلماء فيه:

     وصفه بالمحدث شيخه أبو العباس أحمد بابا أقيت السوداني (1036هـ) قائلا:” الفقيه الصالح المحصل المبارك المحدث…” [15].

      وقال أيضا:” رأيت مخايل الخير عليه لائحة، وآثار الهدى معه واضحة، مع ما جُبل عليه من التؤدة، والسكينة، والطهارة”[16].

      وقال أيضا:” رأيته مليح السرد، أنيق الفهم، سديد النظر، محصلا لاصطلاح أهل الحديث، مع التأني والتؤدة “[17].

      وقال العلامة محمد الصغير الإفراني (1156هـ) في الصفوة:” كان رحمه الله إماما مشاركا في عدة فنون، منقطع القرين في خفض الجناح، ولين الجانب، ولي مكان أبيه، وتصدر للتدريس بمدينة تارودانت، فكان عليه المدار فيها”[18].

      أما  العلامة الحضيكي (1189هـ) في الطبقات فحلاه بـقوله:” العالم العلامة، الجليل القدر “[19].

       ولخص القول فيه العلامة محمد المختار السوسي (1383هـ) حين قال:”مقتف لآثار والده، فنال الشفوف في كل ميدان علمي”[20].  

 جهوده في الحديث:

أولا: تدريسه وإقراءه للمصنفات الحديثية:

     كان عبد الرحمن ابن الوقاد يخص كتب السنن والآثار بعناية خاصة، ورعاية تامة، وكان يقرؤها مرارا عديدة على طلبته، ويجيزهم فيها، ويرويها مسندة إلى مصنفيها، وأولى للصحيحين عناية فائقة، وقد ذكر له هذه المنقبة تلميذه الألمعي المسند التمنارتي قائلا:”سمعت منه ” البخاري” مرارا عديدة، وأجازني روايته مع غيره عنه بالكتابة والمشافهة”[21].

      وكان بدوره يحضر مجالس التحديث، ويقرأ هذه المصنفات على شيوخه من أعلام الحديث والرواية، حيث ذكر شيخه أبو العباس أحمد بابا أقيت السوداني أن تلميذه عبد الرحمن:” حضر معنا الدروس الحديثية وغيرها، ثم قرأ علي من لفظه أكثر من النصف الأول من ” صحيح” الإمام البخاري، بل لم يبق منه إلا القليل، وأكثر كتاب:” الشفا” لأبي الفضل عياض،…وقرأ علي أيضا أوائل كتاب “مسلم” و”الترمذي”، و”أبي داود” بلفظه، وطلب مني مع ذلك أن أجيزه فيها وفي غيرها مما لي به إجازة، فأنعمت له بذلك؛ لكونه أهلا له وزيادة…” [22].

ثانيا: عنايته بأسانيد الكتب والأجزاء  الحديثية:

       اعتنى ابن الوقاد التلمساني بأسانيد الكتب والأجزاء الحديثية، ورواها من طرق متصلة إلى مؤلفيها،  فكان بذلك أحد المسندين الحفاظ الذين ساهموا في  بقاء سلسلة السند المباركة، في القطر السوسي خصوصا، والمغربي على وجه العموم.

1 ـ سنده إلى الموطأ:

      اهتبل ابن الوقاد التلمساني بموطأ مالك رحمه الله، واعتنى بأسانيده وطرقه ورواياته، حيث يرويه عن شيخه الإمام المحدث أبي العباس أحمد بن الحاج بن أحمد الصنهاجي السوداني، عن والده الحاج أحمد، والقاضي عاقب بن محمود، والفقيه بغيع، عن قطب الدين النهروالي المكي، عن والده أبي العباس، عن الحافظ السخاوي، قال: أخبرني به برواية يحيى بن يحيى غير واحد، منهم أبو إسحاق الزمزمي بقراءتي، والعز أبو محمد بن الفرات سماعا لبعضه وإذنا لسائره…” ثم ساق ابن الوقاد باقي إسناده إلى  الإمام مالك رحمه الله[23].

2 ـ سنده إلى الجامع الصحيح للبخاري:

    أما “الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه و سلم وسننه وأيامه” لأمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَهْ الجُعْفي البخاري (256هـ) فقد أولى له ابن الوقاد التلمساني العناية الفائقة، والرعاية التامة، إذ هو ديوان الإسلام الذي أجمعت الأمة عليه خلفا عن سلف، حيث اعتنى ابن الوقاد بطرقه ورواياته، قال:” حدثني به الإمامان الجليلان المحدثان: إمام الدين ابن الإمام الفقيه المعمر أبي عبد الله محمد بن يوسف بن قاسم البطائحي الخليلي الشافعي، والإمام الفقيه المحدث أبو العباس أحمد بن الفقيه الحاج أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت الصنهاجي السوداني…..” ثم ساق ابن الوقاد باقي إسناده إلى البخاري رحمه الله[24]

3 ـ أسانيده إلى صحيح مسلم:

   أما “المسند الصحيح المختصر من السنن، بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله ﷺ” للإمام الحافظ الحجةأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابور (261هـ)، فيرويه ابن الوقاد التلمساني سماعا من شيخه” الإمام المحدث أبو العباس أحمد ابن الحاج أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت الصنهاجي السوداني، قال: أخبرني به سيدي ووالدي الفقيه الحاج المحدث المتفنن أحمد بن الفقيه الحاج أحمد، وشيخنا العلامة محمد بن محمود بغيع سماعا منهما لجميعه أو إلا قليلا، والقاضي الأجل أبو حفص عمر بن الفقيه محمود إجازة، قالوا كلهم أخبرنا به شيخنا اندغمحمد سماعا منه غير ما مرة، …..” ثم ساق ابن الوقاد باقي إسناده مسلم بن الحجاج رحمه الله[25].

4 ـ سنن أبو داود:

      أما كتاب “السنن” للإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعت بن بشير الأزدي السجستاني (275هـ)، فيرويه ابن الوقاد سماعا عن شيخه ” المحدث أبي العباس أحمد السوداني، قال: أخبرني به والدي الفقيه العلام الحاج أحمد بن أحمد قال: أخبرني به قطب الدين الخرقاني المكي الحنفي إجازة، قال: أخبرني به والدي عن الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي، قال: أخبرني به جماعة كثيرون ….” ثم ساق المترجم إسناده إلى أبي داود رحمه الله[26].

5 ـ جامع الترمذي:

     أما كتاب:” الجامع” للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسي بن سورة السلمي البُوغي الترمذي (279هـ)، فيرويه ابن الوقاد عن شيخه:” الإمام المحدث أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت السوداني، قال: أخبرني به والدي والفقيه القاضي عاقب ابن الفقيه محمود، والفقيه محمد ابن الفقيه محمود، والفقيه محمد ابن الفقيه محمود بغيع…”، ثم ساق المترجم إسناده إلى الترمذي رحمه الله[27].

6 ـ السنن الصغرى للنسائي:

      أما كتاب ” السنن الصغرى” للإمام الحافظ أحمد بن علي  بن شعيب ، النسائي (303هـ) فيرويه ابن الوقاد عن شيخه: ” أبو العباس السوداني، عن والده الإمام المحدث أبي العباس أحمد بن أحمد، والقاضي عاقب بن محمود، والفقيه محمد بن محمود، قالوا: أخبرنا به قطب الدين محمد بن أحمد الخرقاني المكي الحنفي، قال: أخبرني به والدي عن الحافظ السخاوي، قال السخاوي: أخبرني به عبد الواحد بن صدقة الحداني، وحليمة بنت الشهاب الأسحاني….”، ثم ساق المترجم إسناده إلى النسائي رحمه الله[28].

7 ـ السنن الكبرى للنسائي:

      أما كتاب ” السنن الكبرى” للنسائي فيرويه ابن الوقاد عن شيخه: “الإمام المحدث  أبو العباس أحمد بن أحمد السوداني، قال: أخبرني والدي، والقاضي عاقب بن محمود، والفقيه محمد بن محمود ….”، ثم ساق المترجم إسناده إلى النسائي رحمه الله[29].

8 ـ السنن لابن ماجه:

      أما كتاب ” السنن” للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد بن عبد الله ابن ماجه القزويني (273هـ)فيرويه ابن الوقاد عن شيخه: “الإمام المحدث  أبو العباس السوداني، عن والده أبي العباس أحمد بن أحمد، والقاضي عاقب بن محمود، والفقيه محمد بن محمود ….”، ثم ساق المترجم إسناده إلى النسائي رحمه الله[30].

9 ـ سنده إلى الحديث المسلسل بالأولية:

      وهو الحديث المشهور:” الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.

      يرويه عبد الرحمن بن الوقاد عن شيخه ” الإمام المحدث أبي العباس أحمد بن أحمد بن أحمد الصنهاجي السوداني إجازة، قال أخبرني به قطب الدين محمد بن أحمد بن قاضي خان بن محمد بن يعقوب بن حسين بن علي النهروالي المكي الحنفي إجازة من مكة شرفها الله”[31].

10 ـ سنده إلى الأربعين حديثا المسماة بـ:” الذهب الإبريز”

     يرويه سماعا عن الإمام المحدث أحمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عمر أقيت الصنهاجي السوداني قال: حدثني بها والدي الفقيه المحدث العلامة، وسيدي القاضي العدل أعدل قضاة زمانه سيدي العاقب، وسيدي القاضي الأفقه الأنوه أخوه سيدي عمر بن شيخ الإسلام بركة الوقت سيدي محمود بن عمر بن محمد أقيت شقيق جدي لأبي، والشيخ العالم العلامة الصالح البركة النظار محمد بن محمود بَغْيُع” …..ثم ساق ابن الوقاد باقي إسناده إلى منتهاه[32].

11 ـ سنده إلى  الأحاديث الأربعة:

      قال:” أخبرني أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت الصنهاجي السوداني، قال: أخبرني والدي الحاج أحمد بن أحمد، والفقيه القاضي عاقب ابن الفقيه محمود بن عمر بن محمد أقيت، والفقيه محمد بن الفقيه محمود بن عمر بن محمد أقيت، والفقيه محمد بن الفقيه محمود بغيع “…..ثم ساق ابن الوقاد باقي إسناده إلى منتهاه[33].

12 ـ جامع الأصول لابن الأثير:

      أما كتاب ” جامع الأصول ” للإمام الحافظ مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (606هـ) فيرويه ابن الوقاد عن شيخه: “الإمام أبو العباس المحدث أحمد بن أحمد السوداني، قال: أخبرني به والدي، والقاضي عاقب ابن الفقيه محمود، والفقيه محمد بن محمود ….”، ثم ساق المترجم إسناده إلى ابن الأثير رحمه الله[34].

13 ـ تيسير الوصول للديبع:

     أما كتاب ” تيسير الوصول إلى جامع الأصول من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” للإمام الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني (944هـ) فيرويه ابن الوقاد عن شيخه: “الإمام المحدث أبي العباس السوداني، عن والده، وعن القاضي عاقب، والفقيه محمد بن محمود، عن قطب الدين الخرقاني المكي عن مؤلفه بالإجازة العامة وبالمكاتبة….”، ثم ساق المترجم له إسناده إلى ابن الديبع رحمه الله[35].

14 ـ الترغيب والترهيب للمنذري:

      أما كتاب ” الترغيب والترهيب” للإمام الحافظ زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (656هـ) فيرويه ابن الوقاد عن شيخه: “الإمام المحدث أبي العباس أدفال، عن زين العابدين أبي المكارم، عن والده أبي الحسن تاج العارفين، عن القاضي زكرياء، عن أشياخه المذكورين….”، ثم ساق المترجم له إسناده إلى المنذري  رحمه الله[36].

ثالثا: إجازاته الحديثية:

     ومن جهوده في العناية بالحديث، اهتمامه بتحصيل الإجازات الحديثية من أساطين الحفاظ ، حيث أجازه: الإمام المحدث أبو العباس أحمد بابا السوداني المشهور بأقيت، الذي أجازه في:” الصحيحين”، و”الموطأ”، و”الجامع” للترمذي، و”سنن” أبي داود، وفي غيرها من الكتب الحديثية المعتبرة[37].

      وأجازه العلامة إمام الدين بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن قاسم البطائحي الخليلي الشافعي الخطيب المقدسي  الذي وفد على المنصور (عام 999هـ)، ووجهه للسوس[38].  أجازه في “الصحيحين“، وفي” الحديث المسلسل بالأولية[39]. 

الخاتمة

     الحمد لله الذي وفقني للحديث عن سيرة علم من أعلام الحديث والرواية بالغرب الإسلامي، والذي جسد نبوغه العلمي تلكم العلاقة الوطيدة بين أقطار المغرب العربي، هذا التلاقح الذي اجتمعت فيه القلوب، وامتزجت فيه الأرواح، واصطبغت في بوثقة واحدة، فلم تعد تفرق بين الجزائري والمغربي، والتونسي، والشنقيطي، والليبي، وهلم جرا، فابن الوقاد رحمه الله جزائري المولد والنشأة، لكن سطع نجمه، وعلا شأنه في أقصى جنوب المغرب بسوس، فسطر بذلك العلماء أروع مقامات الأخوة الإيمانية، وأسمى مراقي المحبة، وحسن الجوار بين بلدين مسلمين، لهما من الخصائص المشتركة، من التاريخ العريق، واللغة، والعقيدة ما يجمعهما ويوحد بينهما.

*******************

جريدة لائحة المصادر والمراجع:

1-تعريف الخلف برجال السلف: لأبي القاسم محمد الحفناوي بن أبي القاسم الديسي بن إبراهيم الغولف ، طبع بمطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر 1324هـ/1906م.

2-الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين: لمحمد حجي، منشورات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، مطبعة فضالة، 1398هـ/1978م

3-رجالات العلم العربي في سوس: لمحمد المختار السوسي، هيأه للطبع والنشر عبد الوافي المختار السوسي، مؤسسة التغليف والطباعة والنشر، طنجة، المغرب، ط1، 1409هـ/1989م.

4-سوس العالمة: لمحمد المختار السوسي، مطبعة فضالة، المحمدية، 1380هـ/ 1960م.

5-صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر: لمحمد بن الحاج بن محمد بن عبد الله الصغير الإفراني، ت: عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، ط1، 1425هـ /2004م.

6-طبقات الحضيكي: لمحمد بن أحمد الحضيكي، ت: أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة، ط1 ، 1427هـ/2006م.

7-الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة: لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد التمنارتي، ت: د.اليزيد الراضي، تقديم: محمد المنوني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1428هـ/2007م.

8-معجم أعلام الجزائر: من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر: لعادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، لبنان، ط2، 1400هـ/1980م.

9-معلمة المغرب: من انتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، 1410هـ/1989م.

10-مناقب البعقيلي: لمحمد بن أحمد المرابط البعقيلي السوسي، ت: العلامة محمد المختار السوسي، مطبعة الساحل الرباط، ط1، 1408هـ/1987م.

11-نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي: لمحمد الصغير بن الحاج بن عبد الله الإفراني المراكشي، بعناية هوداس، مطبعة مدينة أنجي، فرنسا، 1888م.

12-وفيات الرسموكي: حققه وهيأه للطبع محمد المختار السوسي. مطبعة الساحل الرباط. ط1، 1408هـ/1988م.

13-اليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة:  لمحمد البشير ظافر الأزهري، مطبعة الملاجئ العباسية التابعة لجمعية العروة الوثقى، 1324هـ

 

هوامش المقال:

**************

[1] – مصادر ترجمته: الفوائد الجمة : للتمنارتي (ص: 37-138)، وفيات الرسموكي (ص: 23-24)، وصفوة من انتشر: للإفراني(ص: 271)، وطبقات الحضيكي (2 /151)، وتعريف الخلف برجال السلف: للحفناوي (ص: 199)، واليواقيت الثمينة: للأزهري (ص: 192- 193)، ورجالات العلم بسوس: للمختار السوسي (ص: 52)، والحركة الفكرية: لمحمد حجي (2 /412)، ومعجم أعلام الجزائر: لعادل نويهض (ص:343).

[2] – الفوائد الجمة (ص: 138)، (ص: 423)، والصفوة (ص: 272)، وطبقات الحضيكي (2 /399).

[3] – الفوائد الجمة (ص: 138)، والصفوة (ص: 272)، وطبقات الحضيكي (2 /399).

[4] – الصفوة (ص: 272).

[5] – الفوائد الجمة (ص: 138).

[6] – الفوائد الجمة (ص: 120- 138).

[7] – الفوائد الجمة (ص: 138)، والصفوة (ص:272)، وطبقات الحضيكي (2 /399).

[8] ـ   الفوائد الجمة (ص: 236).

[9] ـ  راجع بتفصيل هذه الأسانيد في الفوائد الجمة (ص: 236 – 237 ـ 241).

[10] – وفيات الرسموكي (ص:23-24).

[11] ـ  طبقات الحضيكي (2 /399)، والصفوة ( ص:272).

[12] ـ  سوس العالمة (ص: 187).

[13] ـ  الحركة الفكرية (2 /412-413).

[14] ـ  وفيات الرسموكي (ص: 23-24).

[15] – الفوائد الجمة (ص: 418).

[16] – الفوائد الجمة (ص: 418).

[17] – الفوائد الجمة (ص: 418).

[18] – صفوة من انتشر (ص: 271-272).

[19] – طبقات الحضيكي (2 /399).

[20] – رجالات العلم (ص: 53).

[21] – الفوائد الجمة (ص: 137-238).

[22] – الفوائد الجمة (ص: 418).

[23] – الفوائد الجمة (ص: 235-236).

[24] – الفوائد الجمة (ص: 238-239-240).

[25] – الفوائد الجمة (ص: 240-241 -242).

[26] – الفوائد الجمة (ص: 244).

[27] – الفوائد الجمة (ص: 246).

[28] – الفوائد الجمة (ص: 247).

[29] – الفوائد الجمة (ص: 248).

[30] – الفوائد الجمة (ص: 249).

[31] – الفوائد الجمة (ص: 207).

[32] – الفوائد الجمة (ص: 224).

[33] – الفوائد الجمة (ص: 230-231).

[34] – الفوائد الجمة (ص: 250-251).

[35] – الفوائد الجمة (ص: 251).

[36] – الفوائد الجمة (ص: 251).

[37] – انظر نص هذه الإجازة في الفوائد الجمة (ص: 417-418) وأرخت هذه الإجازة بتاريخ 13 ربيع الأول 1007هـ .

[38] – الفوائد الجمة (ص: 423).

[39] – الفوائد الجمة (ص: 423-424-425). أرخت هذه الإجازة يوم الثلاثاء 18 ربيع الأول عام 999هـ بتارودانت. 

*راجعت المقال الباحثة: خديجة أبوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق