مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

المحدث الصوفي القاضي عياض 544/476هـ

اسمه ونسبه:

هو الإمام العلامة الحافظ الأوحد، شيخ الإسلام، القاضي أبو الفضل عياضُ بنُ موسى بنِ عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي، ثم السبتي المالكي، ولد سنة 476هـ، تحول جدهم -عمرون-  من الأندلس إلى فاس، ثم سكن سبتة.[1]

قال ولده محمد: كان أجدادنا في القديم بالأندلس، ثم انتقلوا إلى مدينة فاس، وكان لهم استقرار بالقيروان لا أدري قبل حلولهم بالأندلس، أو بعد ذلك، وانتقل عمرون إلى سبتة بعد سُكنى فاس.[2]

علمه و أخلاقه:

رحل إلى الأندلس سنة بضع وخمس مئة، ورَوى عن القاضي أبي علي بن سكرة الصدفي ولازمه، وعن أبي بحر بن العاص، ومحمد بن حمدين، وأبي الحسين سراج الصغير، وأبي محمد بن عتّاب، وهشام بن أحمد، وعدّة.

قال الفقيه محمدُ بنُ حَمّادُه السّبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحوٌ من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة، كان هَنيّا من غير ضعف، صليبا في الحق، تفقه على أبي عبد الله التميمي، وصحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه، ولم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليفَ من تواليفه…، وحاز من الرئاسة في بلده والرفعة ما لم يصل إليه أحد قطُّ من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضُعا وخشية لله تعالى.[3]

يقول عنه ابن فرحون: كان القاضي أبو الفضل إمام وقته في الحديث وعلومه، عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو، واللغة، وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، بصيرا بالأحكام، عاقدا للشروط، حافظا لمذهب مالك رحمه الله تعالى، شاعرا مُجيدا ريّانا من الأدب، خطيبا بليغا صبورا حليما، جميل العشرة، جوادا، سمحا كثير الصدقة، دءوبا على العمل، صلبا في الحق.[4]

ذكره أبو القاسم بن بَشْكُوال في كتاب «الصلة» فقال: دخل الأندلس طالبا للعلم، فأخذ بقرطبة عن جماعة، وجمع من الحديث كثيرا، وكان له عناية كبيرة به والاهتمام بجمعه وتقييده. وهو من أهل التفنن في العلم والذكاء واليقظة والفَهم،  واستقضي ببلده -يعني مدينة سبتة- مدة طويلة حُمدت سيرتهُ فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة، فلم يطل أمده فيها.[5]

شيوخه:

ومن شيوخه: القاضي أبو الوليد ابن رشد، قال صاحب -الصلة- البشكوالية: وأظنه سمع من ابن رشد، وقد اجتمع له من الشيوخ –بين من سمع منه وبين من أجاز له-: مائة شيخ.

وذكر ولده محمد منهم: أحمد بن بَقىّ، وأحمد بن محمد بن مكحول وأبو الطاهر: أحمد بن محمد السلفي، والحسن بن محمد بنُ سُكّرة، والقاضي أبو بكر بن العربي، والحسن بن علي بن طريف، وخلفَ بن ابراهيم النَّحَّاس، ومحمد بن أحمد بن الحاج القرطبي، وعبد الله بن مُحمد الخُشَنِ، وعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، وعبد الرحمان بن بقي بن مخلد، وعبد الرحمان بن محمد بن العجوز، وغيرهم ممن يطول ذكرهم.[6]

من مؤلفاته:

• الشفا في التعريف بحقوق المصطفى عليه السلام: من الكتب التي عدّها كثير من العلماء والمحققين من خير الكتب الموضوعة في موضوعه، فقد قال عنه المقري في أزهار الرياض: مما كَمُل تأليفه رضوان الله عليه، (الشفا) الذي بلغ فيه الغاية القصوى، وسار صيته شرقا وغربا، ولقد لهجت به الخاصة والعامة، عجما وعربا، ونال به ومؤلفه وغيره من الرحمان قربا. ثم قال: وفضائل هذا الكتاب لا تستوفى، ولا يمتري من سمع كلامه العذب السهل المنور في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أو وصف إعجاز القرآن، أن تلك نفحة ربانية، ومنحة صمدانية، خص الله بها هذا الإمام، وحلاه بدرها النظيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.[7]  

         • ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك.

         • العقيدة.

         • شرح حديث أم زرع.

         • جامع التاريخ.

         • مشارق الأنوار على صحاح الآثار.

         • إكمال المعلم  بفوائد مسلم.

        • التنبيهات المستنبطة على كتاب المدونة المختلطة وتفسير مهملاتها، وشرح غريب كلماتها وبيان اختلاف روايتها، وإصلاح الغلط الواقع من بعض روايتها.

وفاته:

توفي صاحب الترجمة بمراكش في شهر جمادى الأخيرة، وقيل في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وقيل: إنه مات مسموما سمّهُ يهودي،  ودفن رحمه الله تعالى بباب إيلان داخل المدينة.[8] 

 

الهوامش:


[1]– سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، 20 /212-213، مؤسسة الرسالة، الطبعة الحادية عشرة، سنة 2001م.

[2]– الديباج المذهب لابن فرحون، 2/ 43، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى، سنة 2003م.

[3]– سير أعلام النبلاء. 20/ 213-215.

[4]- الديباج المذهب 2/ 43-44. 

[5]– وفيات الأعيان لابن خلكان، 3/ 424، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، سنة 1998م.

[6]– المصدر السابق، 3/ 44.

[7]– شرح الشفا للملا علي القاري، 1/ 3، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، سنة 2007م.

[8]– المصدر السابق ، ص47.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق