الرابطة المحمدية للعلماء

المجامع الفقهية المعاصرة وترشيد نهضة الأمة الإسلامية

المجامع الفقهية المعاصرة وترشيد نهضة الأمة الإسلامية

 

في سياق النشاط العلمي الموازي لبرنامج التكوين بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، ألقى الدكتور محمد الروكي محاضرة علمية تحت عنوان: « تجربة المجامع الفقهية المعاصرة» وذلك يوم الأربعاء 26 مارس 2008 بقاعة المحاضرات بالمؤسسة.

استهل الدكتور محمد الروكي محاضرته ببيان أهمية الموضوع في الوقت الراهن، وعلاقته بالأوضاع التي تعيشها الأمة الآن، كما بين وظيفة هذه المجامع في متابعة الاجتهاد الفقهي في مختلف المؤسسات.

ثم قدم طرحاً تأصيليا لهذه المجامع منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى زمن الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا إذا عرضت عليهم نازلة اجتمعوا لها، فتداولوها بينهم حتى يخرجوا برأي واحد. ونفس الأمر في زمن التابعين؛ حيث يحكى عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه لما ولي إمارة المدينة أوكل للفقهاء ممن معه أن ينظروا في القضايا النازلة ويجتمعوا عليها ويحكموا فيها.

ثم توالت الأعمال الدالة على اهتمام العلماء على مر العصور بالاجتهاد الجماعي، إلى أن جاء الأئمة المجتهدون في القرنين الثاني والثالث الهجريين، الذي عرف ظهور مختلف المذاهب الفقهية؛ فظهر من يدعو إلى الاجتهاد الجماعي بصورة أكبر مما كانت عليه.

بعد ذلك بسط الروكي الكلام عن المجامع الحالية مع تقديم تعريف مقتضب لها، فابتدأ كلامه بأول المجامع الفقهية تأسيسا، وهو”مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر”؛ الذي تم تأسيسه سنة 1961م، من أجل هيكلة جامع الأزهر وتنظيم مؤسساته.وقد أثبت هذا المجمع أهميته في خدمة الأمة الإسلامية ككل، ومعالجة القضايا المعقدة في مختلف المجالات.

ثم المجمع الثاني وهو:”المجمع الفقهي الإسلامي”، الذي تأسس بمكة المكرمة تابعا لرابطة العالم الإسلامي سنة 1978م.

ثم “المجمع الفقهي الإسلامي بجدة”، الذي انبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1982م، و من أوسع مشاريع هذا المجمع التي وضعها في خطته:«معلمة القواعد الفقهية»؛ التي اهتم بها المجمع منذ السنوات الأولى من تأسيسه، لما لها من أهمية كبيرة في تطعيم الاجتهاد الجماعي بين العلماء، وتسهيل استخلاص الأحكام لمختلف النوازل والمستجدات.

ومجمع رابع وهو:”مجمع الفقه الإسلامي بالهند” تأسس سنة 1988م. كما أشار الروكي مجمع المجلس الأوربي للبحوث بإيرلندا، ومجمع الفقه الإسلامي بواشنطن الذي تأسس سنة 2002م.
فكل هذه المجامع ، والكلام للروكي، تباشر نوعا من الاجتهاد الجماعي، وتلتقي في أهدافها المقررة في التنسيق مع بعضها، وهذا شيء محمود في خلق التواصل والترابط العالمي بين علماء الأمة الإسلامية ككل.

وختم الروكي محاضرته بالتأكيد على أهمية المجامع الفقهية، ودورها في ترشيد نهضة الأمة الإسلامية، ونبذ كل أشكال الفرقة والخلاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق