الرابطة المحمدية للعلماء

المؤتمر السادس

1397 هـ، 1977 م – أكادير

احتضنت مدينة أكادير – عاصمة سوس ولؤلؤة الجنوب- مؤتمر رابطة علماء المغرب السادس بقاعة بلديتها طيلة يومي 17 و18 جمادى الاولى 1397 موافق 7و8 ماي 1977 تحت شعار عظيم مستمد من القرآن الكريم:” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنةخصوصا وأنه ورد في الرسالة الملكية الموجهة إلى المؤتمر الخامس، والتي اعتمدها المؤتمر السادس، وجعل منها منطلقا لأشغاله ومنهاجا لأعماله.

بلغ عدد الفروع المشاركة ستة وعشرين فرعا، ونخص بالذكر منها: ممثلي علماء الصحراء المغربية الذين يحضرون لأول مرة اجتماع الرابطة.

حضر جلسة الافتتاح أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الفلاحة والإصلاح الزراعي السيدان: الداي ولد سيدي بابا وصالح المزيلي، وعاملا أكادير وتزنيت والأساتذة عبد الرحمان الدكالي وهاشم العلوي ومدير التعليم الأصيل، ومدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف ومدير دار الحديث الحسنية، ورؤساء المجالس العلمية، بالإضافة إلى رجال السلطة والقضاء وممثلي المجالس البلدية والإقليمية وغيرهم من الشخصيات المدعوة وعلماء الصحراء المغربية الذين يحضرون لأول مرة اجتماع الرابطة.

كان أول الخطباء الأستاذ عبد الله شاكر رئيس المجلس العلمي بتارودانت الذي ألقى كلمة ترحيب باسم الفرع المضيف، ثم تلاه الأمين العام للرابطة الأستاذ عبد الله كنون، فألقى تقريرا بدأه بتحليل الرسالة الملكية، مستخلصا منها أنها تأمر العلماء بالاهتمام بالشؤون العامة، وتجعلهم في مقام الاستشارة لجلالته، ومستنتجا كذلك أنه إذا كان الملوك والرؤساء يقمعون المبشرين والنصحاء فإن الحسن الثاني بخلاف ذلك يطالب شعبه وخاصة العلماء منه بنصحه وإرشاده، لما يعلمون فيه خير بلادهم ومصلحة مجتمعهم، ويأمر أيضا بمنازلة خصوم الإسلام ومقارعتهم.

ثم أشار إلى أن لجنة مراجعة الكتب قد اقتصرت في عملها على النظر في كتب الفلسفة فقط دون غيرها، فعليها (يقول السيد أمين الرابطة) أن تتمم عملها بمراجعة جميع الكتب الدراسية طبقا لما جاء في الرسالة الملكية ولاسيما كتب التاريخ التي تحتوي على العُجَر والبُجَر، وتبخس تاريخ الإسلام أعظم البخس، إن لم تحرفه عن عمد وإصرار فتجعله عهد ظلم وظلام، وإقطاعية واستئثار.

كذلك أكد العرض على وجوب منع الخمور في الحفلات الرسمية بالداخل والخارج واختلاط الجنسين والتبرج السافر، اقتداءا بالحفلات التي يقيمها جلالة الملك، وأخذا بما يلتزمه ويحرص عليه من التمسك بأوامر الدين والتعلق بآدابه وأخلاقه.

ثم تطرق إلى بعض أوجه نشاط الرابطة وما قامت به في الفترة الماضية الفاصلة بين المؤتمرين السابق والراهن، وجوانب من تحركاتها في الداخل والخارج، خصوصا فيما يتعلق بوحدتنا الترابية، وقيامها بحملة مكثفة ودعاية واسعة للقضية، وتوجيهها النداء تلو النداء لإخواننا الصحراويين، وحضهم على التمسك بمغربيتهم، كما ذكر بتأطيرها للمسيرة الخضراء بالمفتين والمرشدين والأئمة والخطباء، وكذا بمساهمة العلماء في القرض الوطني لتنمية الصحراء بتلقائية وبدون فائدة ، تلبية لنداء جلالة الملك.

ثم أشار إلى أن الرابطة لم تتخل عن مطالبها المتعلقة بتنمية التعليم الأصيل، ولم تفتأ تنادي بتطويره وإثراء برامجه، وتحديث مناهجه، وإحداث معاهد له تختص بالتعليم القصير.

وللرابطة اتصالاتها وعلاقاتها مع المنظمات والجماعات الإسلامية في الشرق والغرب. فقد شاركت في أكثر من مؤتمر وتجمع الإسلامي، كالمؤتمر الإفريقي الإسلامي بنواكشوط، ومؤتمر الفقه الإسلامي بالرياض، والذكرى الثلاثين لإنشاء الإدارة الدينية العليا لمسلمي آسيا الوسطى في طشقند، إلى غير ذلك…

وللرابطة مواقفها التضامنية والتأييدية كالتي وقفتها مع مسلمي الفلبين وشعب عفير واريتريا والقضية الفلسطينية.

وقد كان من مطالبنا التي لم تحقق ولازلنا متمسكين بها يضيف الأمين العام: إغلاق دور التبشير وتوليتها للرابطة، لتتخذ منها مراكز لفروعها في الأقاليم، ولذا نجدد طلبنا بصفتنا “هيئة علمية اجتماعية إصلاحية، تغطي ربوع المغرب كله وتؤدي خدمة كلها خير ونفع للمواطنين”

وختم الأمين العام كلمته بحض العلماء على الالتحام والاتحاد، والسمو فوق النزعات والأغراض، لما فيه مصلحة العباد وخير البلاد.

ثم أعطيت الكلمة للسيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حَيَّى فيها العلماء باسم جلالة الملك، وأشار إلى الدوى الطلائعي والموقف القيادي الذي يقوم به المغرب في مناصرة الحركة الإسلامية في كل موطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق