مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

الليث بن سعـد

 

 د. أمينة مزيغة

 باحثة بمركز دراس بن إسماعيل.

 

         السخي، الملي، الوفي، لعلمه عَقول، ولماله بَذول، الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفَهْمِي، أبو الحارث، الجامع بين العلم والعمل والزهد والورع، إمام أهل مصر في عصره حديثًا وفقهًا، ولد بقَرْقَشَنْدَة سنة أربع وتسعين، حفظ القرآن ودرس الحديث والفقه والعلوم العربية ونبغ في ذلك، إذ كان قوي الذاكرة فكان كلما قرأ شيئا إلا وترسخ في ذاكرته وحفظه ووعاه، حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين أهله وأقرانه، وطلبا للزيادة والاستزادة في طلب العلم شد رحاله إلى المدينة فأخذ عن علمائها وشيوخها حيث التقى بابن شهاب الزهري، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم، فأخذ عنهم ولازمهم حتى أصبح عالما عَلَمًا تشد إليه الرحال.

          قال الشافعي: “الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به”.

          قال يحيى ابن بكير: “ما رأيت أحدا أكمل من الليث بن سعد، كان فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة”.

            سمع: عطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، وسعيد المقبُري، وابن شهاب الزهري، وأبا الزبير المكي، وجعفر بن ربيعة، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وعبد الرحمان بن القاسم، وخلقًا كثيرًا.

          روى عنه: ابن عجلان – شيخه وابن لهيعة، وهشيم، وابن وهب، وابن المبارك، و عطَّاف بن خالد، و شبابة، وأشهب، وسعيد بن شُرَحْبيل، والقعنبي، وحُجَين بن المثنى، وسعيد بن أبي مريم، وغيرهم.

          له تصانيف، ولابن حجر العسقلاني كتاب”الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية” في سيرته.

           توفي رحمه الله سنة خمس وسبعين ومائة، فحزن الناس عليه حزنًا
شديدًا، وكان الشافعي – رضي الله عنه – يحب لقاءه، فلم يمهله القدر فوقف يومًا على قبره وقال: “لله درك يا إمام، لقد حزت أربع خصال لم يكملن لعالم: العلم، والعمل، والزهد، والورع”.

          سير أعلام النبلاء 7/204 رقم: 1182.

          حلية الأولياء 7/ 373 رقم: 391.

          الفكر السامي 1/205. رقم:156.

          الأعلام 5/248.

          تهذيب التهذيب 3/481.

          تقريب التهذيب519 رقم 5684.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق