مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

الكرسيفي (تـ 1214هـ)

عمر بن عبد العزيز بن عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحمن بن داود بن يحيى بن يوسف الإرغي الكرسيفي نسبة إلى أكرسيف، منطقة بتافراوت بالأطلس الصغير. يصعب التعرف على الحياة الأولى للكرسيفي بدقة، والمشهور أنه عاش في عهد السلطان محمد بن عبد الله (1171هـ/1204هـ)، وبداية عهد المولى سليمان، وهو ينتمي إلى أسرة علمية عريقة تعد من الأسر المغربية المشهورة باستمرار رجالاتها في مجال العلم دون انقطاع مند القرن السادس الهجري -كما أورد ذلك المختار السوسي في المعسول-.

وقد أشاد من ترجم للكرسفي بعلو كعبه في مجال العلم والمعرفة، فقد ذكر الجشتيمي أنه من المحققين في فنون العلم، فقها، ونحوا، ولغة، وحسابا، وتفسيراً، وحديثاً، وبياناً، ومنطقاً، وتصريفاً، وكان مشاركا في شتى الفنون.

تتلمذ الكرسيفي على شيوخ سوس، ودرعة، وسجلماسة، فقد أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد العزيز الهلالي بزاويته في سجلماسة، ثم انتقل إلى فاس فتلقى عن شيوخها أمثال: عبد القادر بن علي الفاسي، وعبد الوهاب الفاسي، وغيرهم، ونال من شيوخه إجازات كثيرة من بينها إجازة محمد الحضيكي صاحب كتاب الطبقات.

أنتج الكرسيفي عدداً كبيراً من المؤلفات التي تعكس تلك الظرفية التاريخية التي عاشتها منطقة سوس، خصوصاً ما يتعلق منها بالظرفية الاقتصادية التي كان لها تأثير على الإنتاج الفكري، ومن مؤلفات الكرسيفي: الكوثر الثجاج في كف الظمئ المحتاج، الأجوبة الروضية في مسائل مرضية في البيع بالثنيا والوصية، رسالة في تحرير السكك المغربية في القرون الأخيرة، نظم في بيان منازل الشمس الفلكية، شرح الأربعين النووية، مسائل في النحو -طبعت بعنوان: المؤلفات الفقهية الكاملة، جمع وتحقيق عمر أفا، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، مطبعة فضالة المحمدية، الطبعة الأولى: (1427هـ/2006م)- …، وغير ذلك من المؤلفات.

توفي الكرسيفي رحمه الله في فترة الوباء سنة 1214هـ، ودفن في بلدة إيرغ بالأطلس الكبير، وبنيت على قبره قبة يقام حولها موسم سنوي.

مصادر الترجمة:

– المعسول (17/78-81). –

خلال جزولة (3/69). –

الأعلام للزركلي (5/51). –

مقدمة كتاب المؤلفات الفقهية الكاملة (9-20).

Science

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق