الرابطة المحمدية للعلماء

القوات المسلحة الملكية تحتفي بالذكرى 57 لتأسيسها

تحتفي القوات المسلحة الملكية والشعب المغربي٬ اليوم الثلاثاء٬ بالذكرى 57 لتأسيس هذه القوات التي تشكل مصدر فخر وطني بالنسبة لكل المغاربة، كما تلعب دورا بارزا في صيانة الوحدة الوطنية، وسفيرا جديرا بالقيم الحقيقية للمملكة، كلما دعا الواجب عناصرها.

ودافعت القوات المسلحة الملكية٬ من خلال تضحياتها التي لا تحصى٬ عن الوطن وحولت المخططات الشيطانية الموجهة لزعزعة استقرار المملكة والإضرار بوحدتها الترابية إلى كوابيس.

وربحت سمعة الجندي المغربي، وفقا لما جاء في وكالة المغرب العربي للأنباء، نبلا إضافيا، بالمشاركة في حرب 1973، حينما واجهت الجيوش العربية القوات الإسرائيلية التي احتلت الأراضي العربية٬ وحازت القوات المغربية بالجولان إعجاب الأشقاء والأعداء٬ وكانت شجاعتها وانضباط عناصرها محط إشادة.

وفي حرب الصحراء (1976-1991) حيث القضية وطنية بامتياز٬ عملت القوات المسلحة على بناء الحزام الأمني الذي ضمن أمن مواطني الأقاليم الجنوبية، كما لعبت هذه القوات دورا محوريا بهذا الشأن وضربت المعتدين بيد من حديد.

ويعتبر زلزال أكادير سنة 1960، وعملية تافيلالت سنة 1956، وزلزال الحسيمة وضواحيها في فبراير 2004، والفيضانات التي شهدتها بعض المناطق بالمملكة٬ محطات بارزة كشفت فيها القوات المسلحة الملكية عن مقدرات لوجستية وتنظيمية عالية ساعدت على تقديم كل أنواع الإغاثة والدعم للمنكوبين والمتضررين جراء هذه الكوارث٬ فضلا عن التعاون والتجاوب مع جميع المصالح والمؤسسات المعنية في هذا المجال.

وفي إطار انخراطها في العمل الإنساني٬ واصلت القوات المسلحة الملكية٬ خلال السنة ما قبل الماضية٬ بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية٬ رسالتها في تقديم يد العون لسكان المناطق النائية.

وأقامت مفتشية مصلحة الصحة التابعة للقوات المسلحة الملكية٬ في دجنبر 2011، مستشفيين عسكريين ميدانيين بالجماعتين القروية لإيغيل نومكون (إقليم الحوز) وكلاز (تاونات).

وتندرج هذه الخطوة، في سياق العناية، التي يوليها صاحب الجلالة للسكان القاطنين بالمناطق المعزولة بالخصوص في فصل الشتاء.

وفضلا عن الدور بالغ الأهمية الذي تلعبه القوات المسلحة الملكية على مستوى العديد من واجهات العمل الوطني٬ فإنها ظلت تحظى بمكانة بارزة سواء على الصعيد الإفريقي أو العربي والدولي.

فلقد جرى إيفاد أول تجريدة مغربية إلى جمهورية الكونغو في 1960، مرورا بالجولان وسيناء خلال الحرب العربية الإسرائيلية٬ وعملها في البوسنة وكوسوفو٬ والعمليات الإنسانية في الكونغو الديمقراطية٬ وكوت ديفوار٬ وصولا إلى العاصمة الكونغولية برازافيل٬ حيث أقام المغرب في شهر مارس 2012 مستشفى عسكريا ميدانيا٬ بتعليمات ملكية سامية٬ في إطار المساعدات العاجلة التي أرسلتها المملكة على إثر الانفجارات، التي هزت مستودعا للذخيرة بهذه المدينة٬ وخلفت مئات القتلى والجرحى.

كما تجدر الإشارة لإصدار صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامة مستشفى ميداني في مخيم (الزعتري) في 2012 من قبل القوات المسلحة الملكية٬ لمساعدة الأردن في جهوده لاستقبال وإيواء اللاجئين السوريين، وتأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري الشقيق.

وقدم هذا المستشفى المغربي، الذي يضم عددا كبيرا من الأطر الطبية وشبه الطبية، آلاف الخدمات الطبية لفائدة اللاجئين السوريين بالأردن.

وفي غزة٬ سارعت القوات المسلحة الملكية٬ غداة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع٬ إلى نصب مستشفى ميداني بالمدينة أقامته بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو المستشفى الذي وفر، خلال مدة اشتغاله، 33 ألف خدمة صحية متنوعة لفائدة الفلسطينيين٬ تنوعت ما بين الفحوصات الطبية، والفحوصات بالأشعة، والإشراف على عمليات الولادة، والترويض الطبي، بالإضافة إلى الإشراف على ما لا يقل عن 150 من العمليات الجراحية في مختلف التخصصات.

ويشكل تخليد الذكرى 57 لتأسيس القوات المسلحة الملكية فرصة مناسبة لاستحضار بصيرة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس الذي سارع إلى تزويد المغرب٬ بعيد حصول المملكة على استقلالها٬ بجيش مهني٬ ولاستحضار قلق المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني على تحديث تنظيم القوات الملكية وتعزيز تسليحها٬ وكذا إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية على تطوير قدراتها وتعزيز مواردها البشرية لتواكب التطور التكنولوجي والعلمي بالعالم.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق