مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

الفقيه الصوفي عبد الواحد ابن عاشر (990-1040هـ)

التعريف بابن عاشر:

هو ابن عاشر، عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاشر الأنصاري نسبا، الأندلسي أصلا، ولد بفاس سنة 990هـ/م1582، ذكر الفضيلي أنه من حفدة الشيخ الشهير أبي العباس سيدي أحمد بن محمد بن عمر ابن عاشر السلاوي المتوفى سنة ـ765ه. وكان يسكن بدار أسلافه الكبرى بحومة درب الطويل من فاس القرويين.[1]

شيوخه:

حفظ القرآن على يد الشيخ المذرر أحمد بن عثمان اللمطي، وأخذ القراءات السبع على يد أبي العباس الكفيف ومحمد التلمساني.

 وأخذ الفقه عن جماعة من شيوخ العصر كأبي العباس بن القاضي وابن عمه أبي القاسم وابن النعيم الغساني وقاضي الجماعة بفاس علي بن عمران وأبي عبد الله محمد الهواري، والشيخ القصار القيسي.

 وقرأ الحديث عن سيدي محمد الجنان، وأبي علي الحسن البطيوي. وقد تردد على الزاوية البكرية وأخذ عن علمائها المبرزين، فكان يحضر مجالس محمد بن أبي بكر الدلائي في التفسير والحديث، ولما اشتغل أحمد بن القاضي المتوفى عام 1025ه في آخر عمره بتدريس صحيح البخاري في جامع الأبارين بفاس كان الذي يسرد الحديث بين يديه هو الشيخ عبد الواحد ابن عاشر.

رحل إلى المشرق وأخذ عن سالم السنهوري وعن الإمام المحدث أبي عبد الله محمد بن يحيى العزي الشافعي، والشيخ بركات الحطاب، وغيرهم، وحج سنة 1008ه، والتقى بالشيخ عبد الله الدنوشري، وأخذ طريق التصوف عن العالم العارف الشيخ سيدي محمد بن أحمد التَجيبي الشهير بابن عزيز دفين الدرب الطويل في فاس –المتوفى عام 1022ه- وعلى يده فُتح  عليه بسعة العلم والعمل.[2]

تلامذته:

ومن تلامذة ابن عاشر نذكر محمد الزوين صاحب شرح منظومة تحفة الأبصار في أعمار العقار لأبي الفضل العجلاني…، والشيخ عبد القادر الفاسي المتوفى عام 1091هـ، والإمام المعمر محمد بن سعيد المرغيثي، والقاضي محمد بن محمد ابن سودة ابن أخت ابن عاشر، المتوفى عام 1076ه وغيرهم.[3]

علمه ومؤلفاته:

قال عنه الصغير الإفراني: كان ذا سمت حسن، مثابرا في تعليم الناس زاهدا في الدنيا، يأكل من كد يمينه، يضرب في الأرض على طلب الحلال، متواضعا حسن الأخلاق، كثير الإنصاف في المباحثة، يأخد العلم ممن هو دونه، يتولى جميع أموره بيده ويباشر شراء حوائجه من السوق بيده.[4]

وقال عنه صاحب سلوة الأنفاس: كان -رحمه الله- ممن له التبحر في العلوم، والمشاركة في الفنون، عالما عاملا، عابدا  ورعا زاهدا…، وله اليد الطولى في علم القراءة، يبحث مع الجعبري، وله حاشية عليه، وانفرد في عصره بعلم الرسم، وله شرح عجيب على “مورد الضمآن”، سماه “فتح المنان”، وأدرج فيه تأليفا آخر سماه: “الإعلان بتكميل مورد الضمآن” في كيفية رسم قراءة غير نافع من بقية السبعة في نحو خمسين بيتا وشرحه، وله أيضا الباع الطويل في النحو والصرف والتفسير، والفقه والتصوف والأصلين، والمنطق والبيان والعروض، والطب والتوقيت والتعديل، والحساب والفرائض…وغير ذلك.

وألف – رحمه الله – تآليف عديدة في غاية التحرير والإتقان، منها: نظمه المشهور في قواعد الإسلام الخمس ومبادئ التصوف، وهو المسمى “بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين”، ابتدأ نظمه حين أحرم بالحج، فنظم أفعال الحج مرتبة من قوله: وإن تُرد ترتيب حجك…إلى آخره. ثم لما انفصل عن حجه، كمل ما يتعلق بالقواعد الخمس.[5]

وإلى جانب تأليفه للمرشد المعين، ألف الشيخ ابن عاشر مجموعة من الكتب نذكر منها:

• تقييد على العقيدة الكبرى للإمام السنوسي.

• شرح على مختصر خليل من النكاح إلى العلم.

• شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح.

• مقطعات في جمع نظائر مهمة من الفقه والنحو.[6]

وفاته:

توفي الشيخ ابن عاشر -رحمه الله- بعد مرض مفاجئ قيل بالداء المسمى على لسان العامة بالنقطة، وقيل مات مسموما بسبب سم وضع له في نوار الياسمين عند اصفرار يوم الخميس 3 ذي الحجة عام 1040ه/3 يوليوز 1631م، وهو ابن خمسين سنة، ودفن من الغد في مطرح الجنة المعروف أيضا بمطرح الجلة قرب مصلى باب فتوح بفاس، وبني عليه قوس معروف غرب روضة سيدي يوسف الفاسي بجوار السادات المنجريين، وهو مزار متبرك به.[7]

 الهوامش:


[1]. معلمة المغرب، مجلد 17، ص5837.

[2]. نفسه.

[3]. نفسه.

[4]. صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، للصغير الإفراني، ص124، مركز التراث الثقافي المغربي، الطبعة الأولى سنة 2004م.

[5]. سلوة الأنفاس، 2/311، دار الثقافة، سنة 2004.

[6]. معلمة المغرب، مجلد 17، ص5838.

[7].  نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق