مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

الفقيه الصوفي أحمد ميارة الفاسي(1072/999 هـ)

التعريف بالشيخ ميارة الفاسي:

أحد سلاطين الفقه بالمغرب، ولد بفاس سنة 999هــ، ونشأ بها مقبلا على العلم وحلقات الشيوخ، فأدرك بقية من فطاحل العلم ممن ضمتهم حلبة السلطان أحمد المنصور الذهبي. واستفاد من الحركة التي شهدتها فاس ومراكش على عهد السعديين، وان امتد العمر بميارة ليرى نهاية دولتهم، وقيام دولة الأشراف العلويين.[1]

شيوخه:

أخد بفاس عن أبي الحسن البطيوي الحديث والنحو وعلوم القرآن، ولازمه لما كان يلقي عنده من الرعاية، فأحله محل الولد. وعن القاضي ابن أبي نعيم، حضر درسه في التفسير، وكان آية من آيات الله في درسه، وأخذ عنه أيضا الحديث. وعن أبي العباس المقري، سمع عليه مختصر خليل، وصحيح البخاري بحثا وتحقيقا، وعن عبد الواحد بن عاشر سمع عليه مصنفات علوم القرآن، وحمل عنه مؤلفاته، وعن أبي القاسم محمد الدكالي، وأبي العباس أحمد ابن القاضي…وغيرهم.[2]

علمه ومؤلفاته:

اشتغل ميارة بالعلم، فأقبل على نشره، وإقامة درسه، فحضر إليه شيوخ المغرب وطلبته يأخذون عنه الفقه والحديث والقراءات والعقائد وغيرها. وانصرف إلى التأليف فكتب المصنفات في غير علم، أشهرها:

• الشرح الكبير للمرشد المعين…نظم شيخه ابن عاشر.

• نصيحة المغتربين.

• شرح مقدمة ابن حجر، وقد سماه: «نظم الدرر في شرح مقدمة ابن حجر»[3]

اشتغل بطلب العلم، فمهر وظهر وبرز في علم الفقه، فكان راسخ القدم في الأحكام، مُستحضرا للنقول ذاكرا للنوازل، عمدة في ذلك. وما تزال كتبه من أهم المراجع الفقهية وكتب الدراسة المُختارة في هذا الباب.[4]

قال عنه صاحب سلوة الأنفاس: كان رحمه الله من أوعية العلم المتفننين في علم النوازل والأحكام، القائمين عليها قيام إتقان وإحكام، مستحضرا للنقول الغريبة، ذاكرا للنوازل البعيدة والقريبة، شيخ المذهب في وقته، وحامل لوائه في عصره، مختصا بالإتقان وحسن التصريف، منفردا عن أهل عصره بجودة التصنيف، مع سلاسة العبارة، وجودة الإشارة، والاعتناء بالمطالعة والتقييد، والباع الطويل المديد، مشاركا محققا مدققا، حافظا متقنا محصلا، واسع العلم، فصيح القلم، كريم الأخلاق، حُلو المنظر، بعيدا من التصنع والرياء.[5]

وفاته:

توفي بعد ضحى يوم الثلاثاء ثالث جمادى الثانية سنة اثنين وسبعين بتقديم السين وألف، ودفن بدارٍ بأقصى درب الطويل، صارت بعده روضة معدة لدفن الأموات، وأضيف إليها ساحات، فصارت مقبرة كبيرة، وبني على قبره بها قبة، وجُعل عليه دربوز وكسوة.

وعند رأسه رخامة مكتوبة نصها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم باسم الله الرحمان الرحيم: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾. هذا ضريح الشيخ الإمام، العالم العلامة الهمام، الخير الدين البركة، المتوسل به إلى الله في السكون والحركة صاحب التواليف المفيدة، والفتاوى العديدة، الزاهد العابد الناسك آخر من حمل بفاس على كاهله لواء مذهب مالك، أبو عبد الله سيدي محمد بن أحمد بن محمد الشهير بميارة.[6]  

 


[1]. فهارس علماء المغرب، للدكتور عبد الله المرابط الترغي، ص 346، مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى سنة 1999م.

[2]. فهارس علماء المغرب، ص 346.

[3] . فهارس علماء المغرب، ص 346.

[4]. النبوغ المغربي، لعبد الله كنون، 1/249، دار الثقافة، الطبعة الثانية، دون تاريخ.

[5]. سلوة الأنفاس للكتاني،1/178، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م.

[6]. سلوة الأنفاس للكتاني،1/178.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق